أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - الاضطرابات السلوكية - الحلقة الخامسة - التعلق ،... تأرجح بين أحضان الاضطراب














المزيد.....

الاضطرابات السلوكية - الحلقة الخامسة - التعلق ،... تأرجح بين أحضان الاضطراب


لبنى الجادري

الحوار المتمدن-العدد: 1909 - 2007 / 5 / 8 - 11:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التعلق ، أو الأتصال الشديد بالأم أو الأب ، هو ألتصاق الطفل بالوالدين في جميع المناسبات وخلال جميع النشاطات التي يمارسها في حياته اليومية ، فيتحول الأمر الى عادة سلوكية غير مرغوبة .
ينشأ التعلق عادة عندما تكون عملية الأتصال الأجتماعية محدودة أو قليلة جدا ، فلا يرى الطفل سوى والديه أمامه .. فالطفل بحكم حاجته الفسيولوجية يكون كثير الألتصاق بالأم خلال سنوات حياته الخمس الأولى ، فهي مصدره الأول للأمان ، ولتلبية متطلبات حياته من غذاء وملبس ونوم ، فتنشأ علاقة وطيدة بين الطفل ووالدته ، .. يزداد تعلقه بها عندما تكون الأم متفرغة تماما له ، إذ تكثر حالات التعلق الشديد عندما تكون الأم غير عاملة ... حيث يمنح الخروج المؤقت للأم والمنتظم ، الفرصة للطفل ، للتجربة في البقاء لوحده لفترة من الزمن ، فيصبح ذلك بمثابة التمرين الأول الذي توفره ظروف الأم العاملة أمام الطفل كي يبدأ عملية الأستقلال التي غالبا ما تبدأ بعد أن يعتمد الطفل على نفسه في قضاء حاجته وتناول طعامه ،...الخ
وللتعلق أسباب كثيرة منها :
1- التنشئة الأسرية المحدودة / حيث أن الأسر التي يغلب على أسلوب حياتها البساطة وقلة العلاقات الأجتماعية وأنحسار الأتصال مع الآخرين والقدرة على تكوين الصداقات ، .. ذلكم من الأمور التي تزيد من شدة التعلق بالأهل ، فمحيط هؤلاء غالبا ما يكون محصورا بوالديهم ، وتميل هذه الأسر الى الأنكفاء على الذات وعدم التواصل مع الأبناء والآخرين ، فينشأ الأبناء نشأة منعزلة ، لا يجدون الأمان في الحياة إلا في أحضان الوالدين .كذلك يكثر التعلق في حالات أجتماعية مختلفة كالطلاق أو خسارة أحد الوالدين ، فيميل الطفل الى مضاعفة التعلق مع الطرف الذي يتعامل معه .
2- الحب الزائد والعناية الفائقة والخوف الشديد على الأبناء / إن هذا الحب والخوف والعناية ومحاولة تلبية جميع رغبات الأطفال ، يدفعهم الى الأكثار من التعلق بالوالدين ، لما يوفراه لهم من رعاية وتلبية لأحتياجاتهم .
كما أن الحب الزائد يبني شخصية ضعيفة غير قادرة على أكتشاف مالديها من قدرات ومواهب متنوعة ، فالحب ضروري في جميع الأحوال ، ولكن التحكم بكمية الحب وأعطاءه في وقته وفي مكانه المناسب ، يدفع الأبناء الى تجربة الجديد وزيادة الثقة في نفوسهم وتحفيزهم على التقدم .
إن حرص الوالدين على سلامة أبنائهم ، لايكون بأحاطتهم بأسوار عالية من العزلة ، بل في فتح الأبواب أمامهم للتواصل الأنساني مع الاخرين ومع أنفسهم .
3- الشخصية / يكتسب الأطفال شخصياتهم من تقليدهم لنماذج مختلفة في الحياة ، أقربها اليهم ، والديهم والناس المحيطين بهم ، .. إن الكبار هم من يعطي القدوة والمثل للطفل الصغير ، فأذا ما نشأ الطفل في أسرة يتكل أفرادها بعضهم على بعض ، نشات شخصياتهم ضعيفة مترددة غير قابلة على مواجهة الوقع والمجتمع الذي يعيشون فيه ، وقد يميل الوالدين الى الأطفال الأكثر هدوءاً ، فلا يوقدوا فيهم حب التجربة والأبتعاد عنهم نحو تجربة واقع جديد ، كالمدرسة مثلا أو اللعب مع الجماعة
4- الخوف / إن تعرض الأطفال لمواقف مخيفة ، يسهم في زيادة نسبة التعلق بالوالدين وخاصة الأم ، فالصراخ والمشاجرات وسياسة التخويف التي يتبعها الكبار مع الأطفال في بعض الأحيان ، للكف عن القيام بالأعمال المتعبة بالنسبة للقائمين على تربية الطفل ، يترك في نفس الطفل الصغير مساحة لا بأس بها لتواجد الخوف الذي قد ينمو ويتطور مع تطور الطفل العام ، ويصبح مشكلة خطيرة قد تلازمه طيلة حياته
5- العنف / استخدام العنف ضد الطفل في بعض الأحيان ، يسبب تعلقا شديدا بالأم ، وحتى لو أستخدم هذا العنف من قبل الأم ، يظل الطفل متعلقا بوالدته ، مذكـّرا إياها بحاجته الملحة الى الأمان والمحبة الضرورية لنموه ، فإذا ما سقته بعض الحنان ، زاد في ثقته بنفسه ، وقل تعلقا مضطربا ، وبقي التعلق الطبيعي الذي يجمع الأم بالطفل .
كيف نتخلص من عواقب التعلق ؟
1- تشجيع الطفل على اللعب الجماعي المتعاون مع الآخرين والمشاركة الفعالة في تأدية الدور الذي يلعبه مع الأطفال الآخرين .
2- تشجيع الطفل على التحدث أمام الآخرين وإلقاء التحية وإبداء آرائه ومشاعره بدون خوف .
3- يجب على الأم أن تتحلى بالحزم ، فلا تلبي للطفل طلب البقاء معه والتخلي عن الذهاب الى المدرسة أو اللعب أو لقاء الأصدقاء ، إلا إذا كانت هناك أسبابا مقنعة ومنطقية ، إذ أن تلبية الأم لرغبات طفلها يدفعه الى التعلق بها أكثر وأكثر .
4- زيادة الثقة بين الأم والطفل من خلال الألتزام بمواعيد العودة والذهاب لقضاء الأعمال والأحتياجات وتعويده على البقاء لوحده من خلال منحه مسؤوليات محددة وواجبات معينة يقوم بها في غياب الأم .



#لبنى_الجادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة الرابعة ... الخجل ... خمار ال ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثالثة .. الغضب .. بركان من ا ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثانية ... عادات النوم ... أد ...
- الاضطرابات السلوكية _ الحلقة الأولى _ العناد ... شدّ حبل بين ...
- رسوم الأطفال ... رسائل يجب أن نفهمها
- الأطفال لا يرثون الخوف
- الشخصية المنافقة ... شيطان اجتماعي متنقل
- الحرمان ... عباءة الحزن السوداء
- اللعب ... قناع الطفل المستعار
- الإدراك ... عصا الارتكاز للفهم
- الاضطراب في الكلام .. اضطراب في أساليب التنشئة الأسرية
- تفكيرنا .. عمقنا وأسرارنا الخفية
- لغتنا قارئة ُ فنجان ٍ لأفكارنا
- التوافق الإجتماعي والتكيف الإجتماعي وجهان لعملتين مختلفتين
- الغافل عن الشيء لا يدركه
- تكوين المفاهيم عند الأطفال
- شخصيات متعددات في أنسان واحد


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - الاضطرابات السلوكية - الحلقة الخامسة - التعلق ،... تأرجح بين أحضان الاضطراب