أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد زهير الخطيب - نعم لتركيا الديمقراطية كما يريد الشعب التركي لا كما يريد نضال نعيسة














المزيد.....

نعم لتركيا الديمقراطية كما يريد الشعب التركي لا كما يريد نضال نعيسة


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب الاستاذ نضال نعيسة مقالا بعنوان (لا لتركيا الاسلامية) ورغم أنني من قراء الاستاذ نضال، الا أن معالجته لموضوع تركيا لا يحتمل السكوت عنه، فهو بدءاً من عنوان المقال (لا لتركيا الاسلامية) يظهر تحييزا سافرا ضد توجه قطاع كبير من الشعب التركي (يقارب الثلثين) صوتوا لحزب العدالة ومنحوه ثقتهم، إضافة إلى خلطه بين الدستور الديمقراطي والبرنامج الحزبي، فالاحزاب يجب أن تتساوى جميعها في احترامها والتزامها بالدستور الديمقراطي ولكنها لا شك تختلف في مرجعياتها الحزبية والبرامج التي ترى فيها صلاح البلد وازدهار الامة.
والاخطر من ذلك أن الاستاذ نضال يحاول الغمز من قناة قادة حزب العدالة بكشف ما يضمرون في صدورهم والاطلاع على سرائرهم باسلوب بدائي لا يقره قانون ولا يسنده منطق، حيث قال: (... الثنائي الإسلاموي أردوغان - غول، اللذان يتبعان مدرسة التقية، ويمارسان، بدهاء، شعار "نتمسكن حتى نتمكن") إن هذه اللغة الفوقية التي تتصرف وكأنها تعلم الغيب، والتي تنادي بالهجوم الاستباقي على طريقة الرئيس بوش لا تورث الا مزيدا من الظلم والفوضى.
إن الازمة في تركيا اليوم ليست بين الاسلام والديمقراطية، إنها أزمة بين العلمانية والديمقراطية، إن حزب العدالة لم يأت على دبابة، إنه أتى بأصوات أغلبية الشعب التركي الذي اختاره لا لانه انخدع به، بل لانه جربه في مواقع المسؤولية، فعندما كان أردغان مثلا محافظا لمدينة استنبول أشاع فيها النظافة والامن والازدهار وطهر أجهزتها من الرشوة الفساد، فاحبه الناس وانتخبوه للبرلمان ثم ليصبح رئيسا للوزراء.
إن مؤسسة الجيش التركي التي تنادي بالعلمانية هي التي تعاني من مشكلة مع الديمقراطية وتتردد في الاستجابة لخيار الشعب التركي في اختيارممثليه وقادته الذين اعلنوا التزامهم بالنهج العلماني الديمقراطي ونفذوه بدقة في كثير من المواقف التي تتعارض مع حقوق الانسان البسيطة كأن يلبس كما يريد وأن يمارس دينه وعباداته دون حسيب أو رقيب، حتى قيل أن أردغان أرسل بناته للدراسة خارج تركيا لرغبتهن في الحفاظ على الحجاب.
وتركيا اليوم ليست متروكة للصدف وللمجهول حتى تحتاج لان يهدد الجيش بالدبابة. إن تركيا على أعتاب الدخول في الاتحاد الاوربي الذي وضع شروطا صارمة للتأكد من علمانية تركيا وديمقراطيتها، هذا الاتحاد الذي لا علاقة له بالاسلام هو الذي يطالب الجيش في أن يبقى في ثكناته وأن يترك للسياسيين معالجة الامر، فلا أدري ما هي مشكلة الاستاذ نضال الذي يظن أن هناك أمورا تدبر بليل.
ثم نعرّج على المظاهرات التي خرجت في المدن التركية والتي قال عنها البعض أنها مليونية، والتي أخرجها خصوم حزب العدالة والذين يريدون ديمقراطية تفصيل على مقاسهم فنقول إن عدد سكان تركيا قرابة واحد وسبعين مليونا، صوت ثلثاهم تقريبا لحزب العدالة، فمن المنطقي أن حزب العدالة قادر غداً على إخراج مظاهرات بمليوني شخص لاظهار قوته واستعراض عضلاته. ومع ذلك يبقى حق التظاهر السلمي مشروعا ومحترما لكل صغير وكبير ولكل قليل وكثير.
إن النهج الذي يتبناه بعض العلمانيين العرب والمسلمين في إقصاء الاحزاب المحافظة وذات المرجعيات الدينية نهج غير ديمقراطي ولا يبشر بخير، وهو لا يقل سوءا عن النهج التكفيري والاقصائي الذي يتبناه بعض المتشددين من المتدينين، إن المرجعية المحافظة في النسيج الحزبي العالمي نهج أصيل بغض النظر عن كونه إسلاميا أومسيحيا أو مجرد إتجاه أخلاقي لا علاقة له بالدين، فهو يبقى مصنفا على أنه إتجاه محافظ، هذا الاتجاه أصيل في الحراك السياسي العالمي الشرقي والغربي، ولا يمكن لاحد أن يستأصله ويجب أن يرحب به كشريك في الساحة السياسية ما دام رضي باللعبة الديمقراطية وقبل بالاحتكام الى الشعب والى صناديق الاقتراع، والمعركة الحقيقية اليوم هي مع الاستبداد والفساد التي يجب أن يواجهها جميع الديمقراطيين من أحرار ومحافظين ومن يساريين ويمينيين ومن متديينين وعلمانيين، ويدا بيد مع الاستاذ نضال في النضال ضد الاستبداد والفساد.
محمد زهير الخطيب



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك شيء غير عادي في الانتخابات السورية؟
- اربع اسئلة في الانتخابات السورية
- الهذيان … وخلط حبش لاوراق البرلمان
- النسخة الانجليزية من كتاب خمس دقائق وحسب
- خيارات العطري في محاربة الفساد
- عشرة ملايين دولار لعرار تعويضا عن سنة سجن في سورية
- لمن صوت اليهود في الانتخابات الاميركية؟
- اعتذرت كندا لماهر عرار فهل تعتذر سورية له؟
- نظرة إلى الخلاف السني الشيعي
- العلمانية والدين ... والمعركة الموهومة
- مفاوضات بين المعارضة والرئيس بشار
- بروتوكول بين أطياف المعارضة
- تعارض الاختصاص بين اعلان دمشق وجبهة الخلاص
- خواطر غير رسمية على هامش لقاء بروكسل
- عمر الغبرا يدخل البرلمان الكندي
- ستقول السلطة
- بروتوكول بين المعارضة والمنشقين
- دعائم بناء الدولة الحضارية العادلة
- الدين كعصبية طائفية وكمرجعية حضارية
- سلوك الرئيس بشار بين الشك واليقين


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد زهير الخطيب - نعم لتركيا الديمقراطية كما يريد الشعب التركي لا كما يريد نضال نعيسة