أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - عودة الوعي الباكستاني، هل بداية لإنحسار الوهابية؟














المزيد.....

عودة الوعي الباكستاني، هل بداية لإنحسار الوهابية؟


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن أن تمر تظاهرة السادس عشر من إبريل 2007 في باكستان، في صمت، أو دون أن تلفت إنتباه الكثيرين ممن ينتمون لما يعرف بالعالم الإسلامي، حيث ظاهرة التطرف هي السائدة، و ثقافة الكراهية هي الأعلى صوتاً، و علماء الدين و دعاته يتنافسون في الذهاب إلى أبعد الأشواط في الحض على الكراهية، و زرع الفتن، حيث أصبح التباري في إظهار الكراهية، و التحريض على العنف، و تكفير التسامح، هو الضمان لجذب الأضواء الإعلامية، و تلقي الدعم المادي.
تظاهرة باكستان تعد بكافة المقاييس دليلاً على أن معتنقي الإعتدال قد أخذوا المبادرة، و إنهم قد قرروا الخروج عن صمتهم، مثلما هي دليل عودة الوعي للكثيرين ممن خدعتهم الوهابية السلفية بإدعاءات النقاء، فإذ بهم يجدون نموذج أخر غير الذي رسموه في مخيلتهم لتسامح الإسلام و حضه على المحبة و العيش في سلام مع المخالفين في المعتقد، مثلما رأوها دعوة للعيش في الماضي، لا تتماشى مع روح الإسلام الحقيقية التي تدفع قدماً للأمام.
تلك التظاهرة أراها إنها بداية لعودة مسلمي باكستان لجذورهم الحقيقية، إسلام شبه القارة الهندية بتسامحه الذي عرف عنه، ذلك الإسلام الذي شكل المرجع الروحي لحزب الشعب الباكستاني، الذي أوصل السيدة بوتو إلى منصب رئاسة الوزراء، و عبر صناديق الإقتراع، أي عبر الإرادة الشعبية، لا عبر أوامر عليا، وهو ما لم يحدث في أي دولة تتحدث العربية، و لن يحدث طالما كان هناك التزمت الذي يلبس مسوح الإسلام.
إنه الإسلام الذي أنجب حركة خدام الله، التي أسسها عبد الغفار خان، رفيق الزعيم الهندي غاندي، تلك الحركة التي قامت على أسس المقاومة المقاومة السلمية، و خدمة المجتمع بالتركيز على التعليم، فنشرت المدارس، و قد إستمد عبد الغفار خان أسس حركته من روح الإسلام السمحة، فأثبت أن الإسلام و السلام في حقيقة الأمر صنوان.
لهذا فإنني، شخصياً، أرى أن تظاهرة السادس عشر من إبريل 2007، هي رفع للغطاء الوهابي الكثيف، الذي طمس حقيقة إسلام شعب باكستان، فالتطرف هو الوافد، بينما التسامح هو الأصل المتجذر هناك.
لقد أسعدتني تلك التظاهرة لما تحمله من دلائل على يقظة شعبية باكستانية، و عودة للوعي لمن سلبهم التطرف عقولهم و القدرة على الحكم السليم، مثلما سررت لإعلان المنظمين أنها لن تكون الأخيرة، و إنهم سنظمون قريباً تظاهرة أخرى في منطقة البنجاب في باكستان، و هذا دليل أخر مهم، على إدراك المنظمين أن المعركة ضد التطرف و العنف المصبوغ بصبغة دينية، معركة طويلة و شاقة، و سوف يكسبها الأطول نفساً، و الأكثر مثابرة و إصراراً، و الأهم الأكثر قرباً للشعب.
لهذا فإن إستمرت الحركة بنفس زخمها الحالي، خاصة و قد أظهرت أن الرافضين للفكر السلفي، هم الأكثرية، و إن إلتزمت الصمت، فإنه تلك التظاهرة سوف يؤرخ بها كبداية لإنحسار تيار التطرف، على أقل تقدير في باكستان، شريطة أن يقترن الكفاح ضد التطرف المذهبي، بالكفاح ضد الديكتاتورية العسكرية الجاثمة على صدر الشعب الباكستاني، و التي تحت رعايتها دخل التطرف ليحتمي به طغاة العسكر، ذلك التحالف الذي كبل باكستان، و أعاق حركتها، و أضعف من قدرة باكستان على التقدم قدماً، مقارنة بشقيقتها الكبرى الهند، التي إنفصلت عنها.
الكفاح ضد الطغاة و التطرف، في عالمنا الإسلامي، هو اليوم كفاح لا يتجزأ، و يجب أن يكون كما القدمين للإنسان الطبيعي، الذي لا يستطيع أن يخطو للأمام بدون الإستعانة بالقدمين معاً.
و لكن في كل الأحوال، و سواء إقترن كفاح الشعب الباكستاني ضد التطرف الوهابي السلفي الوافد عليهم، بالكفاح ضد طغيان العسكر، و ما يمثلوه من إستبداد و فساد، أو لم يقترن به، فإنها و بأي حال تظاهرة هامة، لا يمكن لأحد إنكار أهميتها، و غناها بالدلالات الهامة، يكفي إنها ترسل رسالة شعبية، أن الشعوب في حقيقة الأمر لا ترغب في أن تعيش في نموذج طالباني.
فتحية لكل متظاهر و متظاهرة، خرج للتنديد بالعنف و الإرهاب الديني، و قال لا للوهابية السلفية، و نموذجها الطالباني، و هتف لصالح الإسلام السمح، إسلام الإعتدال و الحب، إسلام التكافل و العمل الإجتماعي، إسلام التقدم و النظر للمستقبل، إسلام التعليم الحديث، إسلام الحداثة.




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافة السعودية
- حتى لا يكون هناك زيورخ 2007، إنسوا إنكم أقليات
- شم النسيم و عيد المائدة، من وجهة نظر إسلامية
- مع حماية الملكية الخاصة بشرط
- مفهوم الإستقلال بين الماضي و الحاضر
- وداعاً سيادة المستشار المحافظ
- الإقطاعيون الجدد
- إنه إسفين بين الشعب و جيشه
- العنصرية الخليجية الإعلامية ضد المصريين
- عدالة طالبان المبصرة
- دعوا الجيش في ثكناته، و اخرجوا الشعب من لامبالاته
- مزيد من الجبروت يا آل مبارك
- مارية المغربية رأيتها، فأين المصرية؟
- زغلول شيعي، و كيرلس سني، هذا ما يحتاجه العراق
- لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي
- الخطوات اللازمة قبل إلغاء معاهدة 1979
- عندما يتوقف تعليم رئيس مبكرا
- هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟
- بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا
- نريد محاكمة شعبية لمبارك


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - عودة الوعي الباكستاني، هل بداية لإنحسار الوهابية؟