أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - فواز فرحان - عقوبة الاعدام ..والتساؤلات المشروعه















المزيد.....

عقوبة الاعدام ..والتساؤلات المشروعه


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 12:20
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


ان المطلع على البروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيه والسياسيه بهدف العمل على الغاء عقوبة الاعدام لا بد ان يتوقف عند كلمة الاختياري وهو ما لفت انتباهي للوهلة الاولى من قرائتي لهذا البروتوكول,فموضوع في غاية الاهميه يتعلق بحياة البشر وموقف القوانين منها لا بد ان يأخذ بعين الاعتبار مرحلة التطور التي وصلتها الانسانيه في مجالات الحياة المختلفه منها القضاء والمحاكمات.والجدير بالملاحظه ايضا ان منظمة الامم المتحده هي التي من المفترض ان تلعب دورا محوريا في تشريع القوانين التي من شأنها اعطاء زخما اضافيا للجهود التي تبذلها منظمات المجتمع المدني في طول العالم وعرضه للتعريف بحقيقة ان عقوبة الاعدام لا تلائم المرحله التي وصلتها البشريه من وعي وادراك لحقوق الافراد وواجباتهم تجاه القوانين التي تتحكم بحياتهم وان القوانين الدوليه يجب ان تطبق في الدول الكبرى اولا كي يسهل فرضها على الدول الاخرى المنظويه تحت راية المنظمة الدوليه للامم المتحده لا ان تكون اختياريه الامر الذي يدفع بأتجاه التشكيك بالقدره على تنفيذها وتطبيقها وجعل الدول ملتزمه بها.ان العالم الذي نعيشه اليوم ملئ بالتناقضات التي تجعلنا نشعر بالعجز في بعض الاحيان على التقدم ولو خطوه واحده في الاتجاه الصحيح لان الدوله التي تحتضن مقر الامانه العامه للامم المتحده تعتبر من اوائل الدول التي تطبق عقوبة الاعدام وهي الولايات المتحده الامريكيه واذا ما اردنا ان نبحث في هذا الموضوع من الزاويه الصحيحه يتوجب علينا الأخذ بطبيعة السياسه التي تتحكم في مواقع القرار السياسي العالمي ومصادر التشريع فيه.وعندما تتحرك روح العداله في دواخلنا لا بد ان نتوجه اولا الى الرأس الكبير في العالم ليوقف الأعدام بأشكاله المختلفه وليس الاعدام الحرفي المتمثل في اعدام شخص وسلبه حق الحياة وان كان مذنبا لا ان نتجه الى دول كاليمن او السنغال اوميانمار اولاوس,فأذا ما كان الجهد المبذول في هذا المجال ينبع من رؤيه سليمه فأنه لا بد ان يتجه نحو الولايات المتحده الامريكيه التي تمارس اليوم اشكالا مختلفه للاعدام بدءا من الاعدام المتحضر الذي تقوم به من خلال تنفيذ الحكم بأبرة الرحمه ومرورا بعمليات التعذيب التي تجري في سجونها والامثله كثيره كما شاهدها العالم عبر شاشات التلفزيون في ابو غريب وغوانتانامو والتي جعلتنا نشعر بأن العالم يعيش في عصر المشاعه البدائيه من حيث موقع القوانين البشريه وتأثيرها على الواقع وما خفي كان اعظم وربما سيكتشف العالم ان كل شئ قد قطع شوطا طويلا من التطور الا فيما يخص القوانين والمحاكم.لذلك يتوجب على الدول التي تسعى جاده لالغاء عقوبة الاعدام ان تتجه اولا الى الولايات المتحده وتلزمها بالتوقيع على بروتوكول الغاء عقوبة الاعدام والا كيف يمكننا ان نصنف دوله كامريكا على انها تنتمي الى العالم المتحضر ؟الا يمثل ذلك اهانه للقيم الحضاريه والانسانيه؟ ثم ما الذي يدفع دول العالم الى الاعتراف بوثيقه لا تعترف بها الدول الكبرى؟ والنقد هنا يشمل الصين ايضا التي تتخذ الاشتراكيه كنظام يسير حياة الدوله والمجتمع,ان هناك الكثير من الانتهاكات التي تمس الكرامه الانسانيه تفوق في تأثيرها الاعدام الحرفي كاغتصاب السجناء وهتك اعراضهم وتعذيبهم بالتيار الكهربائي وتعريضهم لنهش الكلاب المسعوره ولدغ الافاعي السامه وحجزهم في اقبيه لسنوات طويله دون رؤية النور والكثير من الاساليب التي وللاسف تجسد فيها الابداع الشيطاني السلبي المغرق في الظلام في عقول البشر وطريقة تفكيرهم,في هذه الحالات تسلب حياة الانسان الف مره في اليوم وتجعله يفقد كرامته البشريه وعقله ويصبح عمليا ميتا الا ان قواه العقليه والعضليه تحركه كاي حيوان على سطح الارض.كيف يمكن للشرفاء في هذا العالم وقف مهزله كهذه ابطالها في معظم الحالات حكومات تتدعي الديمقراطيه والتمدن؟بلا ادنى شك ان الانسان المتحضر الذي يمتلك قدرا وافرا من الثقافه تؤهله لامتلاك ضمير حي وهذا الضمير الحي يدفعه بأتجاه معارضة عقوبه من هذا النوع لكن البعض منا يتسائل هل من المعقول ترك انسان على قيد الحياة واقدم على قتل عشرين او ثلاثين طفلا بعد اغتصابهم؟او انسانا اخرا اقدم على قتل مجموعه من النساء لانه يكره الجنس الاخر وبسبب الساديه التي تتحكم في سلوكه؟اوباقي قضايا القتل المنتشره في المجتمعات الشرقيه كالانتقام للشرف اواخذ الثأر وغيرها من المشاكل؟بالتأكيد ان طبيعة هذه المشاكل تختلف من بلد لاخر حسب النظام السياسي الذي يتحكم في البلاد وكذلك حسب منظومة القيم الفكريه والاجتماعيه التي تسود كل مجتمع على حدى فلا يمكننا مقارنه ردود الافعال حول مشاكل المجتمع بين مجتمع كالمجتمع العراقي واخر كالمجتمع الالماني فالهوه واسعه ومراحل التطور التدريجي للمجتمع تلعب هي الاخرى دورا في النظر الى القضايا التي تخص هذا الجانب والعمليه تشبه شخصين يقفان في مواقع مختلفه من سلم الهرم احدهما في الاعلى والاخر في الوسط او الاسفل وعندما نطلب منهما وصفا للمشهد الذي يشاهداه فأننا بالتاكيد سنحصل على وصفين مختلفين فالشخص الواقف في الاسفل سيعطي وصفا لا شك انه سيفتقد للكثير من اوجه التعبير اما الواقف في الاعلى فبأمكانه ان يعطي وصفا يتسم بالسعه والتعبير الملئ بالتفاصيل,من هنا نتمكن من التعبير عن الموضوع بجانب من الدقه اي ان الدول التي تتدعي التحضر والمحافظه على حقوق الانسان عليها التحرك اولا في محيط الدول الكبرى التي ترفض الغاء عقوبة الاعدام وبالتالي يكون من السهل جذب الدول الاخرى الى هذا المجال لان اتخاذ خطوات من هذا القبيل ستدفع الدول الاخرى الى الاخذ بها طالما ان الدول الكبرى وقعت عليها واعترفت بها.ان موضوع الغاء عقوبة الاعدام يتوقف الى حد بعيد على رغبة الدول في اجتثاث اسباب الاندفاع عند البشر الى ارتكاب الجريمه وطالما بقيت الحروب الدوليه ولعبه الصراع على مقدرات الشعوب مستمره فأن من الصعوبه ايجاد حل جذري لمشكله كهذه طالما ان شن الحروب يسمح باستمرار في تعميق الخلافات بين الشعوب العاجزه التي تمثل في كل زمان ومكان وقود هذه الحروب واذا ما تمكنت الشعوب من اتخاذقرار عدم خوض اي حرب ودفع الحكومات للتفاوض وحل المشاكل بالحوار حتى وان استمر عقودا فان ذلك من شأنه حصر تلك القوى التي تتصيد في الماء العكر في زاويه ضيقه تجعلها عاجزه عن التحكم في مصير هذه الشعوب ومقدراتها وتفتح الابواب لاعاده صياغة القوانين الدوليه بمجملها لتصب في الخانه الصحيحه التي تمكن الانسان من العيش مع اخيه الانسان بسلام ودفع المجتمعات تدريجيا للخلاص من مشاكلها المزمنه ومنها الجريمه التي تمثل اساس حكم الاعدام.وهنا تلعب وسائل التربيه في المدارس والمؤسسات التربويه والتوجيهيه الاخرى بالاضافه لوسائل الاعلام ومنظمات المجتمع التي تأخذ على عاتقها نشر الوعي دورا حاسما من شأنه ترك ابلغ الاثر في الاجيال ودفعها باتجاه التمسك بنمط الحياة السليمه الخاليه من التعصب ونبذ الاخر وبالتالي يكون من السهل نشر ثقافة التسامح وايجاد الحلول السلميه ليس على صعيد الدول فحسب بل ايضا على صعيد الافراد ودورهم في تقدم المجتمع في هذا الجانب.



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .. العلمانيه وألأسس الفكريه للدوله الحديثه 2
- العلمانيه..والأسس الفكريه للدوله الحديثه1
- العراق..اربعة اعوام من النكبه
- الحرب المقدسة...
- مؤسسات المجتمع المدني..الدور الغائب
- دور الافراد في الدستور العلماني..
- الرأسماليه..وعولمة المجتمعات..2
- الرأسماليه..وعولمة المجتمعات
- اليسار الماركسي العراقي..والحوار الغائب
- المعادله العراقيه...والوجه الاخر للحدث
- سقوط الدكتاتوريه..والبديل الديمقراطي
- المصالحه الوطنيه..والحلول الواقعيه
- الماركسيه...واليسار العالمي
- البيت الابيض..واليوم الاسود
- بعشيقه والفكر الشيوعي
- جوانب مظلمه في الحرب الامريكيه على الارهاب 2
- حول تعريف حقيقي لليسار
- جوانب مظلمة في الحرب الامريكيه على الارهاب


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - فواز فرحان - عقوبة الاعدام ..والتساؤلات المشروعه