أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عامر عبد زيد - فرويد والقراءة الطباقيه















المزيد.....



فرويد والقراءة الطباقيه


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 12:16
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


"فرويد وغير الأوروبيين عند ادوارد سعيد"
الكتاب يمثل نوع من الحوار بين كل من ادوارد سعيد وجاكلين روز،في تناول موضوعة الهوية والنفي من زاوية التحليل من منظور الاختلاف وكما جاء في فكر فرويد . قام كريستوفر بولاس بتقديم كل منهم فقال في الأول :أن أولئك الذين تتلمذوا على يدي ادوارد سعيد،أو عرفوه شخصيا ،يقدرون أرفع التقدير طريقته أللافته على الرغم من طبيعيتا في تحويل الظلم إلى احتجاج عليم .لقد كتب في تأملات حول المنفي:"ثمة أشياء ينبغي على المنفي أن يتعلمها ،شريطة أن يرفض الوقوف موقف المتفرج مداريا جرحه :عليه أن يتعهد بالرعاية ذاتية متشككة مدققة (لا متساهلة ولا متجهمة)" ثم يعرج على الاشكاليه الفكرية التي مثلت السياق الفكري والتحدي الانطولوجيا حيث نلمس تصوير للمقاومة التي تصورها إن هدف المقاومة السعي إلى الحفاظ على سلامة عقل شعبه عبر الإلحاح على أن ألذات موجودة وان سعى المضطهد إلى انكارها ذلك ، وهذا ما يصوره ادوارد سعيد في قوله :في حين لا يعرف معظم الناس سوى ثقافة واحدة ،وخلفية واحدة،ووطن واحد ؛فان المنفيين يعرفون اثنين على الأقل ،وتعددية الرؤية هذه تولد وعيا بالإبعاد المتزامنة،وعيا هو وعي طباقي،كما يقال في لغة الموسيقا.
ثم يعلق كريستوفر بولاس على مفهوم "الطباقية"ولا شك أن بمقدورنا أن "نرحل" ابتكاره هذا إلى النظرية التحليل النفسي ،فنقترح مصطلح "الطباق النفسي" الذي يلتقط النفع والفائدة في حركة المرء خارج مكانه ألبدئي،باتجاه موقع جديد ترى منه ألذات ،وأخريها ،في ضوء جديد ومختلف .ثم يذكر تعريف بادوارد سعيد والبحوث والمحاظرات التي ألقاها والشهادات والجوائز التي حازها.
إما وجاكلين روز هنا يصف هذه ألمفارقه بين شعب يهجر وشعب يستوطن الأرض/يعود بعد الشتات بالقول :انه وطن يرغب في إن يعود إليه جميع مواطنيه المنفيين المفترضين ،يهود الشتات ،بقدر من الحماسة يكافئ الحماسة الذي طرد به سكان الأرض السابقين وحال بينهم الحلم بأن تكون لهم دولة.ضمن هذا التناقض يأتي الحوار بين كل من ادوارد سعيد / وجاكلين روز فالأخيرة .نحاول هنا الوقوف عنده
1- ادوارسعيد :

يؤكد ادوارد سعيد رغم ما تظهر مؤلفات فرويد المدى اللافت لتبحره في الأدب وتاريخ الثقافة ؛إلا انه تبقى معرفة بثقافة الأخر غير الأوربي – سوى مصر ؛ تبقى مصاغة بتعلمه المستند الى التراث اليهودي- المسيحي ،لاسيما الفرضيات الإنسانية والعلمية التي تضفي عليها طابعا (غربيا) مميزا (0 وعلى الرغم من اننا نعرف أن جزءا كبيرا من عمل فرويد مكرس الاستعادة ما سبق له ان تعرض للنسيان أو الإنكار ،والاعتراف به ، إلا أن الاعتقاد أن الشعوب والثقافات البدائية غير الأوربية كانت، على الصعيد الثقافي آسرة له مثل شعوب وقصص كل من اليونان وروما وإسرائيل القديمة . لقد كانت هذه الأخيرة بمثابة أسلافه الحقيقيين،فيما يخص جملة الصور والمفاهيم العائدة إلى التحليل النفسي)(1).بمعنى أن المثقف داما منشبك بالرهان الثقافي والسياسي وهو وليد اللحظه التاريخية التي ولد فيها وعلى هذا الأساس فان فرويد كان وليد اللحظه التاريخية والاطروحات الوضعيه التي تعطع البعد العلمي والمركزيه الاوربيه المكان الاساس من ناحيه ومن ناحية ثانية كونه ينتمي الى هويه غير اوربيه يحاول ان يجدلها تاسيس على اساس من العقلانيه الغربيه وليس بعدا للاهوتيا وهذا عبر البحث ، الاان القراءة الطباقيه التي ظهرت على ميراث فرويد هي الاخرى تنطلق من الافق الذي ظهرت فيه وتحاول ان تأول الماضي من اجل اسباغ المشروعية على الحاضر.

ضمن البعد الأول:- أي نص فرويد فقد عرف في ارتيابه وهو يتعامل مع رموز بوصفها حقيقة زائفة لايجب الوثوق بها. بل يجب ازالتها وصولا الى المعنى المختبيء وراءها . ان الرموز بهذه الحالة لاتشف عن المعنى بل تخفيه ويطرح بدلا منهم معنى زائفا ومهمة التفسير هي ازالة المعنى الزائف السطحي وصولا الى المعنى الباطني الصحيح، ريكور جهد فرويد التأويلي خصوصا بما يتعلق بعقدة اوديب التي استخلصها فرويد من تفسير بمسرحية أوديب ملكاً لسوفوكلس اذ يرى فرويد ان الرمز هنا هو رغبة اوديب ، وبالتالي كأن ولد في التخلص من والده الممثل للسلطة ولمنع اشباع الرغبة ، وفي العودة الى كنف الام ، هذه العودة التي تمثل الخير الاعظم ، لكنه الخير المحظور(2)
هذا الامر الذي يعني البحث عن القوه الكامنه /الرغبه هي القوى التي تدفع فرويد الى اعادة قراءة الميراث اليهودي عبر التاكيد على البطل المؤسس للهوية /موسى وعلاقته بالميراث وهذه المرة عبر محاولة بناء الهوية من خلال الاعتماد على قواعد علمويه وليست للاهوتيه .وهذا جعل ميراث فرويد خاضع إلى قراءه طباقيه تحاول أن تخذ منه احد ألعمده الداعمه للهويه .

وهذا النقد انه مجادله لأعاده تأسيس الفضاء الذي ظهور فيه نص فرويد الذي يعود تلك ألمركزيه الاوربيه التي هي بمثابة الخطاب الفكري والتي يمكن أن يتلمس تمثلا ته عند (قانون) فان (العالم غير الأوربي لا يضم ،بنظر الأوربي ،إلا السكان الأصليين ،والنساء ،االمحجبات وأشجار النخيل ،والجمال تؤلف المشهد ،الخلفية الطبيعية لوجود الفرنسيين الإنساني )(3) ،على أنها صورن نمطيه سلبية يقدمهاالاوربي عن الأخر التي أقامها على قاعدة علموية – وضعية (قيام الطبيب النفسي ألسريري الأوربي بتشخيص حالة المواطن الأصلي على (أنها حالة قاتل متوحش يقتل دونما سببا ) ،يورد فانون كلام استاذ جامعي يدعى (آ . بورو) كان رأيه العلمي المعتبر،متمثلاً بالقول: ان حياة المواطن الاصلي خاضعة لسيطرة"حوافزالدماغ المتوسط "التي تكون حصيلتها الصافية نزعة بدائية غير متطورة ،وهنا يقوم فانون بإيراد تقرير نفسي تقني قائلاً: ليس لدى الجزائري أي لحاء( أي قشرة دماغية ) أو هو خاضع بعبارة أكثر دقة لسيطرة الدماغ المتوسط مثل الفقريات الدنيا اما الوظائف أللحائية إن وجدت أساسا فهي ضعيفة جدا(4)

اما ضمن البعد الثاني:- أي قراءة مشروع فرويد فعبر هذه القراءة التي يقوم بها الآخرون للفكر ما تجعله يعاد إنتاجه في تاريخ أخر يعيد فتح ،وتحدي ،ما يبدو انه كان الختام النهائي لأحد الشخصيات الفكرية السابقة ،عبر تمكينها من التواصل مع تشكيلات ثقافية سياسية ومعرفية ،لم يسبق لمؤلفها أن حلم بها ،رغم انها منتمية إليه عبر جملة من الظروف التاريخية (5)
نلمس لدى القارئ الذي يخضع النص الى مقاصده الايديولوجيه عبر التحويل والنقل وكشف اللامفكر به لدى النص لان القارئ عندما يكون هو القائد لعملية الحوار فانه سيكون مجدد ومحول من اجل قراءة تخضع النص للسبر وللتشريح لاستكشاف أبعاده وتعرية مسبقاته أو زحزحة مشكلاته من التحويل حتى يتحول الى منطق خصب من المعرفة والفهم في الادواة وتغير في المناهج .
ونحن هنا امام قراءتان الاولى تقدم تاويل ايديولوجي لميراث فرويد يحاول ادوارد سعيد ان يقدم قراءه لها نقديه تبين قراءه اختزاليه أي يريد ادوارد سعيد أن يكون في قراءته بعيدا عن أللاختزال للنص ضمن واقع محدد ضيق بعيدا عن أحادية المعنى عبر تعريته غيرية فرويد وتعريت الأفق الإيديولوجي لقراءة له ويقول غادامير: بأن الحاضر لا ينطوي على الأفق الذي انبثق عنه الماضي وإنما على أفق مضمر – يضاف إليه أفق الحاضر ويتحاور معه.
إن الدراسات التاريخية الجديدة التي يقترحها"ياوس"اعتماداً على أفكار غادامير –ترى أن الأفق الخاص إذا لم ينظر إليه على أنه محاط دائماً بأفق المؤول فأن الفهم النص القديم ،على سبيل المثال ،من حيث غيريته واختلافه ،إلا وفق قدرة المؤول على تمييز بين الأفق الآخر وافقه الخاص.إي الانتقال من (ما الذي كان قد قاله النص في السابق؟) إلى السؤال ) إذا يقول لي النص؟وما الذي أقوله أنا بصدد النص ؟)(6) وكما يقول هرمين ريفاتير:إن هناك - في الحقيقة - مستويين من القراءة: قراءة تقتصر على فك شفرات النص، وهي قراءة ناقصة. وقراءة حقيقية شبيهة بتأدية العازف للنوتة الموسيقية. فحين يعزف عازف البيانو يفك شفرة العلامة على النوتة ويترجمها إلى عزف في الآن ذاته.(7)

ويبدو أن ادوار سعيد هنا يتحدث عن العلاقة بين فرويد والقراءة الصهيونية التي هي الأخرى ترتبط بتاريخ سياسي وفكري قد لم يكن فرويد له علاقة به إلا انه القراءات / الطباقيه، التي جاءت في ظل الإيديولوجية الصهيونية هي التي كانت قد أخضعت ميراث فرويد إلى التأويل الذي يصب في مصلحة تلك الإيديولوجية(8).
ان هذا الانغلاق التاويلي الذي يريد الباحث اليهودي تاكيد بالانتماء فرويد ) الى الفضاء اليهودي حيث يركز ادوارد سعيد على استثمار قراءة له يقول بها ، اذا كان التوحيد حصري المنبت أساسا، فقد يهوديا تاريخيا ثم يقتدس من فرويد ان (الشعب اليهودي يكفيه شرف انه حافظ على تراث كهذا حيا ، وينجب رجلا منحو0 اصواتهم ، حتى وان كان الحافز قد جاء في البداية من الخارج من اجنبي عظيم )
ان هذه التصانيف العرقيه التي قسمت البشر الى سلسلة هرميه من الاعراق كانما تريد تبرير الانتهاكات اللانسانيه التي اقترفها الاوربين بحق باقي البشر بحجه علموية مثلما فعلت التوراة بجرائم الاباده التي تحدث عنها بحق اليكان الاصلين بحجه الشعب المختار بذريعة للاهوتيه.فما يريد ادوار سعيد قوله هو ذلك النقد نقد المركزيه الاوربية وافقها الكولونيالي.(مايطلق عليه "هنتنغنون" واخرون من امثاله اسم "الغرب"في مركز حشد متعاظم ومتدفق من حضارات أدنى عازمة على تحدي تفوقه).(9) هنا يريد ادواد سعيد التاكيد على ضرورة قراءة تلك الاعمال الفكرية من زاوية جديده (بوصفها جديرة من حيث الجوهر بالنسبة الى قارئ اليوم غير الاوربي ،او غير الغربي ،الذي يكون اما سعيدا لرفضها بالصالح والطالح فيها على انها مهينة انسانيا...أو مستعدا لقراءتهابطريقة تسمو"فوق" الظروف التاريخية التي كانت جزءا لايتجزأ منها،تقوم مقاربتي على السعي لرؤية اولئك الكتاب في سياقهم باكبر قدر ممكن من الدقة(..) مما يجعلني أراهم طباقيا،أي كشخصيات تقوم كتاباتهم بالسفر والانتقال عبر الحدود الزمانية والثقافية والايديولوجية،باساليب غير متوقعة،لتبرز،على الساحة بفصتها جزءاً من مجمع جديد جنبا الى جنب مع التاريخ التالي والفن اللاحق.)(10).لكن هذه القراءه لميراث فرويد تنطلق من العلاقة بين هوية فرود اليهودية وجملة مواقفه وتحركاته المعقدة والالتفافية تماما في تعامله مع الصهيونية، نجدها في كتاب جاكي شيموني "فرويد والصهيونية:أرض التحليل النفسي ،ارض الميعاد"على الرغم من أن انتاج شيموني يقول: ان هيرتزل وفرود تقاسما العالم اليهودي فيما بينهما قام الاول بوضع اليهودية في موقع محدد،فيما اختار الثاني ملكوت ماهو كوني.(11)
وهذا ما انتبه اليه ادوار سعيد في قراءة (يروشالمي) ويصف هذا بالغطرسة القومية فيقول: وخلافا لما يفعله يروشالمي ينحرف فرويد عن مساره ليغدو فضل الفكرة الى أخناتون ، مصّرا على انه بدعه لم تكن موجودة قبله ؛ وعلى الرغم من انه يقول: ان التوحيد لم يتجذرفي مصر فان من المؤكد ان فرويد كان يعلم علم اليقين ان التوحيد ما لبث ان عاد الى مصر في ثوب المسيحية.. والاسلام(12)
الا ان يروشالمي يبقى اكثر توقا من فرويد ليطمس جميع الاثار الدالة على التوحيد في مصر بعد اخناتون ويضمر لعبقرية الديانة اليهودية هي التي طورت الدين حتى أصبح أرقى مما سبق للمصريين أن عرفوه(13) من الواضح أن إعادة تشكيل أفق التاريخ القديم انطلاقا من أفق القراءة لدى فرويد اولا ثم لدى القراءة التي مثلها يورشالمي فهي قراءة للماضي في ضوء الحاضر تحاول إسقاط الحاجات الحاضرة عليه في باب تأكيد الهوية على اساس علموي وهذا ما يكشفه ادوارد سعيد في قوله : (ان فرويد يقوم اولا باعادة العناصر المكونة لأصل الديانة اليهودية التي كانت قد تعرضت الى للنسيان او الإنكار جنبا إلى جنب مع اغتيال الأب البطولي المشترك بين سائر الاديان الى امكانها ثم يبادر، عبر نظريته القائمة على هجوع المقموع وعودته، الى تسليط الضوء على كيفيته وقيام اليهودية بالتأسيس لعقيدتها كدين راسخ بصورة دائمة(14) هنا تظهر أهمية هذه النظرة النقدية للقراءة العلمانية التي تدعم المشروع الصهيوني والتي يرفضها فرويد الا انه يضع ذلك كله في قالب علماني من دون تقديم اي تنازل لما هو سماوي وخارج عن نطاق التاريخ(15) التحديد التاريخي للهوية اليهودية من خلال تلك العلاقة المفترضة بين روما واثنيا والقدس ( لقد كانت روما بالطبع الصرح المرئي الذي اجتذب فرويد ربما لانه ،برأي شيموني رأى في المدينة تدمير هيكل القدس ، ورمزا من رموز نفي الشعب اليهودي وبالتالي بداية رغبة في اعادة الهيكل في فلسطين ،اما اثينا فكانت مدينة العقل ، صورة اصدق عموما عن مجمل حياة فرويد المكرسة للانجاز الفكري ومن هذا المرصد بدت القدس الملموسة تلطيفا لنموذج الزهد الروحي حتى وان كانت ايضا نوعا من الادراك لامكانية مخاطبة الضياع عبر العمل المنسق الذي كانت الصهيونية تجسدة في الحقيقة(16) ومن خلال البعد الثاني المتمثل بمفهوم السامية في كتاب (موسى والتوحيد) حيث يعلل كراهية الاخر لليهود الى الاسباب الاتية:
اليهود اجانب من جهة وهم "مختلفون " عن مضيفيهم من جهة ثانية اما السبب الثاني الذي يورده فرويد وهو ان اليهود بصرف النظر عن مدى تعرضهم للاضطهاد والملاحقة لم تنجح في إفنائهم(17) الواضح في تلك القراءة أن فرويد رغم علمانيته ألا انه يكرس الإرث للمؤسسة الدينية عبر الافتراضات القومية والتعالي النخبوي والاضطهاد والشتات وبالتالي يحاول عقلنة ما هو غير عقلاني/ديني وبعد هذا التأصيل الذي مثله فرويد والقراءات المتناسبة منه اليهودية التي تنتمي في النهاية ذات الخطاب الاوربي الامبريالي العرقي والتي اجتمعت معا في اقامة اسرائيل بوصفها دولة شبه اوربية و(تأكيد مرعب لنظرية "فانون" على لجم واعاقته تطور شعوب المنطقة الاصلية غير الاوربية اطول مدة ممكنة ) (18)
وكان دور فرويد تقديم أدلة اثارية على إثبات الهوية اليهودية فلا غرابة إذن إننا نجد علم الآثار هو الذي جاء من اجل تكريس الهوية اليهودية عبر تأسيس إسرائيل إذ تم تكليف بإنجاز مهمة ترسيخ تلك الهوية وتثبيتها في الزمن العلماني ... أن الآثار هي العلم الاسرائلي المفضل بامتياز(16) المرجع السابق، ص66
عبر الربط بين الممارسة الفعلية لعلم الآثار والايدولوجيا القومية الوليدة،وهي إيديولوجية ذات مخططات تستهدف استعادة حيازة لأرض وامتلاكها عبر سلسلة من عمليات اعادة التسمية واعادة التوطين ،المبررة آثاريا في الكثير من الاحيان بوصفها استخلاصا مبرمجا لهوية يهودية... هوية قائمة على تجميع نتف آثارية خاصةعلى بقايا مبعثرة من الاحجار،والالواح،والعظام والقبور ... الخ ،وصولا الى نوع من السيرة المكانية التي تنبثق منها اسرائيل "بوصفها الوطن القومي اليهودي،من حيث المظهر واللغة"(19) .

2-إما جاكلين روز:يعرف بها كريستوفر بولاس : ثمة شئ شاذ وغريب في أن ترحل إلى بلد لا تنتمي أليه،بمعنى ألا يكون لك فيه أية صلات حية ،سواء كانت خاصة بك أم بماضي عائلتك ،بلد يدفعك كل ذلك لئلا تعود إليه هذا ما تقوله جاكلين روز في كتابها "دول الاستيهام"وهي مثل ادوارد سعيد تطرح ملاحظتها هذه لكي توطد أركان منظور مغاير تنطلق منه في انتقادها منظور مابعد حداثية معينه.لها ستة كتب :الجنسيةالانثوية:جاك لاكان والمدرسة الفرويدية(مع جولييت ميشل) ؛حالة بيتربان أو استحالة قصص الأطفال،الجنسية في حقل الرؤية...الخ.وهي أستاذة الأدب الإنكليزي في كلية كوين ماري وويستفيلد ،جامعة لندن.(20)
في مجال الحديثها عن ادوارد سعيد تقول ان العلاقة بين ادوارد سعيد وفروديد قديمه تعود الى مرحله مبكره في كتابه بدايات الصادر 1975واذ يعود سعيد الى فرود اليوم يقدم لنا موسى والتوحيد بوصفه ضربا من الحكاية الرمزية السياسية
جاء حديث جاكلين روز في صيغة تعليق على محاضرة ادوارد سعيد؛بينت ان اهتمام ادوارد سعيد ب"فرويد"قديم وهو اليوم يعود له ليبين مدى التأويل الذي تعرض لهوهذا ماتؤكده في اشارتها الىمقطع من المحاضرة:
"في تعارض تام مع الروح التي لايني فرويد يذكر بها عامدا ومستفزا بأن مؤسس اليهودية لم يكن يهوديا ،وبأن اليهودية قد خرجت من رحم التوحيد المصري ،غير اليهودي ،فأن التشريع الاسرائلي يدحض ،ويكبت ،بل يشطب ما دأب فرويد على التأكيد عليه من انفتاح الهوية اليهودية على خلفيتها غير اليهودية . لقد أزالت اسرائيل الرسمية طبقات الماضي المتشابكة المعقدة."(21).
يقدم لنا سعيد فرويد في الحاضر ؛ أو بالاحرى،"بطريقة لايسعها الا أن تسترجع كيف سمع فرويد أو لم يسمع في زمنه"فلقد اشتهر عن فرويد أنه لايقدم أي عزاء،لايقدم أية يوطوبيا...كان حريص ان يقول الىمرضاه: تعلموا العيش بلا تخيلات توفر العزاء والسلوان ،ذلكأن أملكم الوحيد يكمن في موت مثل هذه الاستيهامات المخدرة الخطيرة

التحويل:
اولاً- : المخيال الديني/ الهوية والغيرية: .من ملامح الثقافة الأسطورة فان كل إشارة في الأسطورة هي إحالة إلى شكل من أشكال الحياة المجتمعية ، وهي انعكاس لواقع موضوعي يفترض أن يكون موجودا إذ هي إشباع لحاجات وإمكانيات ومخاوف وإسباغ الشرعية على وضع يراد له أن يكون شرعيا ليسوغ هيمنة أو اختلاف مع الآخر من اجل خلق الهوية عبر ثنائية ألذات / الآخر إذ يتم خلق صورته عبر إسقاطات ألذات لمخاوفها ونقصها على الآخر المختلف الذي يشكل تهديد للذات حتى بات محل كل الهوا مات لكونه منبع للحيطة والحذر حتى بات قوة مهولة منتجة للأساطير والتصورات التي تمثل لذات مصدر للتهديد ؛ ان الجماعات المتخيلة تفقد جذورها وأصولها المتخيلة بعدما فقد الضرورة وجودها الفاعل والسياسي والاقتصادي والديني .لكنها تسعى إلى استنبات ذلك الأصل البعيد المتواري خلف الحكايات المختلقة ، والتي تحول الفأر إلى فيل بوصفها عملية تعويض عن اتساق بفعل فعالية صراع ألهويات مع الأخر الذي يرفض الاعتراف بالتلفيق الذي خلقته ألذات عبر استعارات هويتها القديمة المتوارية خلف الزمن الذي مزق الأواصر وأحدث غيرها ككثبان الرمل .لهذا تعمد ألذات إلى اختلاق هوية لها عبر الخيال مما يخلق هوام مؤسس .
هذا الخيال الذي يقوم باستعارة أساطير السرد للهويات الأخرى عاملا على تحويرها عبر التلفيق التاريخي والتأويل للنصوص عبر التدخل في بنية الاسطوره وإدخال أسماء وأماكن وهو ما يسمى "تأميم الرأسمال الرمزي" للأخر وإحلال ألذات بدله وهو ما ظهر في ذلك التشابه الكبير بين أساطير الشرق القديم والتوراة حدث هذا عبر إلية :"التحوير، والتبيئة، والتلفيق ،والتأويل، السردي "حتى تغدو تلك الأساطير أداة في خلق ماضي متخيل يعزز وحدة الجماعة عبر امتدادها في الزمان ومكان متخيلين متوارين تم تبيدها عبر النصوص ألفقهيه والصوفية والممارسة الطقسية في ظل هيمنة رجال الدين مما أدى إلى تحويل تلك الجماعات المتنافرة الجماعة خارج التاريخ الفعلي وداخل تاريخ متخيل تعمق فيما بعد عبر جدران الجيتو اليهودي مما جعل الجماعة منعزلة بلا وطن .سوى ذالك الميراث اللغوي فرغم ان اللغة هي الشرط الأساسي للوعي الذاتي والإنسان بحاجه إلى وسيط بين الأشياء وبيه وبين العالم وبينه وبين ذاته وبينه ،لهذا ساهم هذا الميراث المتخيل في اختلاق الهوية ألذات اليهودية المتخيلة والتي ساهمت جمود الأقليات اليهودية انعزالها عن الأوطان التي عاشت داخلها ألانها منعزلة داخل تلك "المونادة" شبيه بالرحم المتخيل .مدعومه بشعور بالاثم الذي تسقط به الذات الجعيه بحجة الخطيئة والخروج على العهد ممايجعل الامه اسيرة الموسسة الدينية بوصفها الطريق الى النجاةوبالتالي هيمنه مطلقه على الجمع وطالما( أن مملكة اسرائيل تفككت روحيا بابعا رؤسائها وقادتها فقد أصبحت ضعيفة القيمة. بالنسبة للحركة اليهودية، فان هذه الحركة- مهما كانت أصولها- فهي يهودية صرفة أي انها تركز على أورشليم وهيكلها وتلاليدها كعاصمة للمملكة عندما كانت موحدة)()ص84جان بوتيرو، ولادة اله التوراة والمؤرخ،ت: جهاد الهوارش،دار الكلمة ،ط1 ،1999، دمشق. ان هذا الترابط بين الجماعة عبر التاريخ رغم التنوع الزماني والقومي والتاريخي بقة جامده في مكان متخيل مرتبط بتواريخ سردية متخيله تاريخيا عبر صناعة المؤريخين من رجال الدين عبر دغمه الانا الخير والاخر الشر.
لكن ألذات تولد بالحوار مع الأخر (الإنسان إذا ما تكلم بالنظام الرمزي فليس إلا لأنه أساسا مأخوذ بوجوده وما الوهم الذي يطال وعيه ،إلا نتيجة هذه العلاقة الثنائية مع الأخر شبيهة التي انطلقت من فراغ لكي تؤدي عبر الانسياب الكلام إلى ولادة ألانا في مكان الأخر الكبير من حيث المرسال يعود من هذا الأخر بشكل مرتجع ،يعرف به ويعرف عنه)(22)
فالذات اليهودية لم تقيم حوار مع الأخر مستعيضة عنه بأخر متخيل هو التراث المتخيل للذات ، مما جعل (إي الشعوب التي عاشت الأقليات اليهودية بينها) يقوم بإقصائها .ولم تفلح كل المحاولات في تشذيب السلوك ألعدائي والانعزالي عبر دمج اليهود داخل تلك المجتمعات ،(23)
ثانيا: المثقف وآليات الاختلاق:التلفيق" التأميم للميراث الرمز للأخر"التلفيق الصهيوني وعادة امتلاك الأرض عبر تحويل الخيالي إلى واقع .يساهم هذا في تطويب الأرض.
أن ادوارد سعيد يحاول هنا نقد تلك الافتراضات من اجل "الحقيقة"فقد قدم تحليلا لمفهوم المثقف اكد أن على المثقف أن يتمسك بمقاييس الحقيقة عند الكشف عن التعاسة الإنسانية والاضطهاد أيا كان مسببهما ، بغض النظر عن انتماءاته الحزبية وخلفيته القومية وولاءاته ، إذ لا شيء يشوه مواقف المثقف الاجتماعية قدر تشذيب الحقيقة وزخرفتها ، والسكوت الحذر عن التصريح بها .
يعني أن الثقافة هي نظام من التمييزات والتقييمات – ربما على الأغلب جماليا، كما قال ليونيل تريلنغ، لكن ليس أقل قوة وطغيانا لطبقة معينة في الدولة قادرة على ان تتذاوت واياها؛ ويعني هذا أيضا أن الثقافة نظام اقصاءات تم تشريعها من فوق لكنها مُسنّة في نظام الحكم، التي بواسطتها تم تحديد أشياء كالفوضى، اللانظام، اللاعقلانية، الأدنى منزلة، الذوق الرديء واللاأخلاق، وودعت خارج الثقافة وأبقتها هناك سلطة الدولة ومؤسساتها.)(24)" لا ان المثقفون ينغمسون انغماسا ا كاملا في حياة المجتمع يعملون من اجل تغيير الأفكار وتوسيع السوق ، لأنهم مرتبطون مع ( طبقات اجتماعية ) أو مؤسسات تستخدمهم لتنظيم مصالحها أو للحصول على سلطة اكبر أو سيطرة على الأفكار أو الأسواق . (25)
وانطلاقا من هذا الموقف لايعود المثقف يتمتع بالاستقلالية التي يفترضها فيه " ادوراد سعيد" والذي يرى أن المثقف ينطبق هذه الأيام على كل من يعمل في أي حقل مرتبط بإنتاج ( المعرفة ) وتوزيعها سواء أ كانت صيغ الإنتاج أم عملا أدبيا أم مادة خام كبحث اجتماعي ؛و يؤكد أن المثقفين المستقلين يواجهونهم بخيارين : الحفاظ على استقلاليتهم والعيش بقنوط إزاء تهميشهم أو الالتحاق بالمؤسسات والحكومة بصفة أعضاء مجموعة الا ان مازل يؤكد على الدور النخبوي للمثقف وهو الدور التنويري لهذا يرى أن الفنان المستقل والمثقف المستقل هما من مجموعة قليلة باقية من الشخصيات المؤهلة لمقاومة ومحاربة ( القولبة ) وما يعقيها من موت للأشياء الحية بصدق واصالة . أن نفاذ البصيرة الجديد ينطوي على القدرة على رفع الأقنعة الدائم تدمير قولبات الرؤية والفكر التي تعج بها وسائل الاتصالات الحديثة أن عوالم الفن الجماهيري والفكر الجماهيري توجه على وفق متطلبات السياسة فإذا تحاشى المثقف ربط نفسه مع الحقيقة فانه لن يتمكن من التعامل بمسؤولية مع التجربة الحية بأسرها فأن مهمة المثقف الأمريكي أن يزيح التراب عن المنسي والمغيب ويفضح الارتباطات غير المعترف بها ... وان يديم حالة اليقظة المتواصلة... لعدم السماح بإنصاف الحقائق ، من خلال : المبالغة بالهوية الوطنية فهي تؤدي إلى التعصب عبر اختزالها وهذا يظهر في موقف.وهكذا يظهر المثقف بوصفه معبرا عن ثقافة ومنضويا تحت سلطتها الرمزية من حيث هي القدرة على تكوين المعطى عن طريق العبارات اللفظية ، ومن حيث هي قدرة على تحويل التأثير في العالم إلى تحويله والتأثير فيه بقدرة سحرية تمكن من بلوغ ما يعادل ما تمكن منه من القوة الطبيعية والاقتصادية بفضل قدرتها على التعبئة . أن هذه السلطة لا تعمل عملها إلا إذا اعترف بها بوصفها قوة (...) تحدد بنية المجال الذي يؤكد فيها الاعتقاد ويعاد إنتاجه . إن ما يعطي للكلمات وكلمات السحر قوتها وما يجعلها قادرة على حفظ النظام أو خرقه هو الأيمان بمشروعية الكلمات ومن ينطق بها وهو إيمان ليس في أمكان الكلمات إن تنتجه وتولده (26) . هذا الخطاب يهيمن على ادوار سعيد في اطر وحلته النقدية وطرحه لمفهوم قيمة ( الطباقية ) كمنهج في أنها تتخطى الحدود المتعارف عليها وبهذا نستطيع أن نقرأ الثقافة السياسية مع التاريخ كفضاءات متصلة ببعضها . وهكذا يركز سعيد على كيفية تظافر الخطاب الروائي مع المشروع الإمبريالي في إنتاج إشكال معرفية وتمثيلات نمطية عن الأخر (27) . لقد كان لمفهوم التمثيل دور بالغ الأهمية في كشف تورط الرؤى في إعادة صوغ المرجعيات علة موقف نمطي ثابت ، يحيل على تصور جامد ذي طبيعة جوهرا نية مغلقة ، الأمر الذي أفضى إلى سلسلة من عمليات التمثيل التي يمكن اعتبارها وثائق رمزية على العلاقة بين المرجع الفكري وتجلياته الخطابية ما ينصرف إليه اهتمام ادوارد سعيد بالدرجة الأولى هو الموجهات والمؤثرات التي تقف وراء تلك الموضوعات والقضايا من جهة ، وسلسلة الاكراهات والاقصاءات والاختزالات التي تمارسها من جهة أخرى ولعل البؤر – المركزية في عمله تتمحور حول قضية التمثيل (Representation ) ( أي الكيفية التي يقوم بها خطاب Discours بتمثيل الواقع ، ثم وهذا هو المهم اثر ذلك ( التمثيل في صياغة وعي اختزالي وملتبس تجاه تلك الوقائع ) ( 27) ولعل هذا الكتاب عن فرويد يدخل ضمن تلك الأطروحة إلى حد بعيد في نقده للقراءة الايديولوجية الصهيونية والتي اولة مشروع فرويد ليبدو في خدمتها لهذا فهي بقدر ماتحاول الحديث عن فرويد فنها تحجب وتخفي جزء اخر من فكر فرويد وهذا مايحاول ادوارد سعيد ان يتطرق له ؛ لكن وبعد الفريات المعرفيه التي جاء بها فوكو فان المعرفة مرتبطة بالسلطةبوصفها القوى و لم يعد المثقف سوى صاحب اختصاص في حقل ما ،ومن هنا الذي حدده ( علي حرب ) في كتابه ،" أوهام النخبة أو نقد المثقفين " بجعل العلاقة بين المثقفين الملتزمين والمهنيين وكأن احدهم يعقب الثاني إذ يشكل التطبيق العمل لدى المثقفين بداهة من بدا هات الفكر فيفكر المثقف ويتصرف على أساس إن هناك مقولات صحيحة أو نظريات محققة أو نماذج حضارية تصلح للتطبيق على ساحة العمل السياسي، اوعلى ارض الواقع الاجتماعي أو تصلح للتعميم والانتقال من مجتمع إلى أخر أو من بيئة حضارية إلى أخرى (28) .
الا ان هذا لايعني اهمال دور المثقف في التضليل الايديولوجي والمعرفي حيث نلمس ان الفكر الصهيوني مارس هذا الامر بدرايه بحيث كان للمثقفين دور في الاختلاق هذا وهذا ماشار اليهادوارد سعيد في اكثر من مكان وفي هذا الكتاب في حديثه عن علم الاثارودوره في الاختلاق وهذا الكتاب يذكرنا بكتاب اخر هو اثينا السوداء وختلاق الغرب للهويته وقد تناول بعض الباحثين هذا ففي كتاب "ايام تل العمارنة"،يمثل قراءة التراث المصري بحثا عن موسى، لسيد القمي : اذ شكلت التوراة اثراً غيرمحمود النتائج على البحث العلمي الذي تعامل معها بما يخالف بعدها التخيلي ومراميها الدوغمائية وقد يعود هذا الاسباب سياسية عبر الدعم الذي تقدمه بعض مراكز البحوث او الى عائق معرفي خطير وهذا مانجده في هذه المعالجه الجاده التي تعري المسبقات الايديولوجية واثرها على البحث الموضوعي ففي كتاب "ايام تل العمارنة"،سيد القمني الذي يعرض فيه الاراء بالشكل الاتي:
رأى أحد المؤرخين بحساباته أن الاسرائيليين كانوا موجودين فى مصر زمن رعمسيس الثانى، ووجد نصاً من زمن رمسيس الثانى يتحدث عن العابيرو الذين ينقلون الأحجار لبناء " معبد الشمس الذى توجهت إليه عناية شمس البلاد رمسيس الثانى"، هنا وببساطة يقوم السيد المؤرخ بترجمة العابيرو إلى (الإسرائيليين) رغم أن الخلاف حول من هم العابيرو؟ وهل هم العبريين؟ بل وهل العبريين هم فعلا بنى إسرائيل؟ مشاكل لم تحل بعد وتتضارب بشأنها مدارس المؤرخين شتى.
ومع ذلك وضع الرجل نظرية فى خروج الإسرائيليين من مصر على مثل تلك الفروض المختلف عليها.
مثال آخر : يختلف أصحاب علم المصريات الكبار حول تعيين موضع مدينة كبرى أنشأها الفرعون عاشق المعمار رعمسيس الثانى باسمه (رعمسيس)، وتعود أهمية هذه المدينة لكونها المدينة التى ذكرتها التوراة كمدينة للاضطهاد الإسرائيلى فى مصر عندما تم تسخيرهم فى بنائها. وكلما تم العثور فى حفائر مصرية على أثر باسم رعمسيس الثانى قام أصحابه يهللون: لقد وجدنا مدينة رعمسيس المفقودة؟! الكارثة تبدأ عندما تحاول أن تعتمد مصادر التاريخ لبحثك فى ميدانك الجديد، فمن الطبيعى أن يعرف قارئ كتاب النبى موسى أين تم استعباد الإسرائيليين بمصر. هنا يقف عالم عظيم مثل (السير آلن هنرى جاردنر) ليقول لك: إن مدينة رعمسيس هى الفرما الآن على البحر المتوسط شرقى بور سعيد الحالية، ليردف عالم حجة فى المصريات هو (بيير مونتييه) ليقول لك : إن مدينة رعمسيس هى (صان الحجر) الآن جنوبى بحيرة المنزلة، لكن ليقف عالم المصريات (محمود حمزة) معلنا كشفه لآثار كبرى لرعمسيس الثاني في مدينة قنتير قرب فاقوس بالشرقية، وأن هنا تقع مدينة رعمسيس، ويذهب رابع إلى تل رطابة بوادى طميلات وخامس إلى مدينة المسخوطة وسادس إلى صفط الحنة وسابع النبي موسى وآخ0ر(29)
2- فراس السواح:في كتابه المهم " " نرى الباحث يقف عن العلاقه بين البحث الاثاري واثبات التاريخ التوراتي وبالتالي التاريخ اليهودي وكيف تحولة التورات الى موجه لابحاث التاريخية لوجود موسسات لها هدف مسبق من اثبات هذا الامر ، لكن الباحث يرى ان داخل هذا الخطاب ظهر هناك خطاب اخر اثبت العكس أي نفي المثولوجيه التوراتيه بوصفها تاريخ عقائدي وليس وثيقه تاريخيه حيث عاد الى الحفريات وقارنها بالخطاب المثيواوجي التوراتي فوجد اختلافات كبيره قلبت الامر بشكل كامل وهوه الامر الذي حاول السواح الاعتماد عليه في نفي الاصول التاريخية عبر الاعتماد على الحفريات أي استخدم الامر بالشكل الذي وجدنه ادوارسعيد قد اكد عليه الامر الذي يرفع الحيف وبالتالي الاستخدام الايديولوجي للعلم .
اذ خرج فراس السواح بتصورات كثيره لم يقف عندها الاخرون ويقدمو لها الدعم والنشر والذيوع وهي توكد على دحر المزاعم اليهوديه بفلسطين .






#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهج التأويل الرمزي
- جماليات المكان في نص -مكابدات زهرة اليقطين
- المتخيل السياسي في العراق القديم
- الخطاب السياسي وراغامات الوعي
- المثقف ورهان الاختلاف
- الجذور الحضارية لمدينة الكوفة
- رابطة المواطنه
- مقاربة نقدية في السرد الروائي
- الأعلام والعولمة
- مهيمنات السلطة وإثرها في تشكيل الوعي الغربي


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عامر عبد زيد - فرويد والقراءة الطباقيه