أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عامر عبد زيد - الجذور الحضارية لمدينة الكوفة















المزيد.....



الجذور الحضارية لمدينة الكوفة


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 11:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



مدخل :
ان المشكلة: التي يحاول هذا البحث التصدي لها هي محاولة تاصيل الهوية العقائدية واثرها في التصور العمراني ،اذ التصور العمراني يقوم على، رؤية ،اجتماعية، عقائدية، حضارية ،عبر الحوار الذي يقيمه المجتمع مع قيمة الدينية والحضارية من ناحية، وحوارة مع الفضاء الاجتماعي والجغرافي تاثيرا وتاثرا.فالكوفة تعد ظاهرة حضارية في تاريخ الثقافة الاسلامية عامه والعراق خاصة بوصفها عكست تحولاً جديداً اذ اصبح العراق دار هجرة العرب وقاعدة حضارية اسلامية جديدة.
الغاية :التي تدفعنا هي ربط تلك الظاهرة بالبنية الذهنية والاجتماعية والعقائدية عبر التاصيل في البنية البدوية والحضرية للحجاز والعراق قبل الفتح وبعده ،وكيف تطورت الحواضر العربية في ظل ذهنية بدوية شهدت تحولاً الى تحضر واستقرار مع المحافظة على هوية الذات .الاانها من ناحية اخرى تأكد الحوار الذي دار على هذه الارض "العراق" الذي افرز مدن الفتح :البصرة والكوفة .
حدود البحث: اننا هنا نحاول التوقف عند "بنية الكوفة" عبر التأصيل لبنية الذهنيةمن البداوة الى التحضر العربي ثم الاسلامي لهذا حاولنا تأصيلاً تكوينياً لمفهومي "البداوة والتحضر" العربي في الحجازمن ناحية والعراق من ناحية اخرى عبر اجراء توصيفات لهذا الامر ،ثم تطرقنا الى المشهد الاسلامي للمدينة الجديدة المتجسدة في الكوفة لهذا كانت تلك هي حدود بحثنا.

اولا – الجذور الحضارية للمدينة العربية :هذا يدخل ضمن المورفو لوجيا الاجتماعيةللبداوة –والتحضر ،فهناك حال من الترابط بينهما اذ لايمكن فهم البناء الحضري الاعبر توضيح البناء التحتي المكون الاجتماعي وتلاحمه مع البيئة والببناء الفوقي الاعتقادي الذي يدخل في الرؤي كلها للكون .(فان المصالح المادية المثالية ،وليس الافكار هي التي تحكم مباشرة سلوك الناس ،ومع ذلك غالبا فان تصورات العالم والتي خلقتها الافكار هي التي تحدّد المسارات التي تندفع عبرها التصرفات متأثرة بدينامية "المصالح") (1)
عُرفت بلاد العرب عند مؤرخي العرب وجغرافيهم باسم جزيرة العرب(2) ،لأحاطة البحار والأنهار بها من جميع أقطارها وأطرافها فصاروا منها مثل الجزيرة من جزائر البحر . بينما عرفت عند مؤرخي اليونان والرومان باسم Arabia .
وقد أكد الهمداني ذلك بقوله : سُميت جزيرة العرب ، لأن اللسان العربي في كلها شائع وان تفاضل (3).وقد كان لهذا اثر في نمط العلاقات السائد في الجزيره واثره في تكوين رؤيتهم ومنظومتهم الثقافيةوالمدنية.
البداوه-ان للاعرابي البدوي عدة سمات لايمكن فهمها الامن خلال حياة التشرد في وحشات الصحراء حيث هناك يظهر طابعه الفطري ويكتسب استقلاليته الفكرية وشخصيته المتعاليةضمن نطاق مكون اجتماعي يتلاءم مع البيئة القبليةوهذا يظهر في البكاء على الأطلال الذي أفرزته لنا طبيعة الحياة التي كان يعيشها المجتمع بعامة والشاعر الجاهلي بخاصة. فهو اذاً مرتبط بظروف وعوامل واسباب مهمة جدا هي :
العوامل البيئية: فان العامل البيئي يحمل الشاعر على تكبد المعاناة والذي أحدثته ((طبيعة الحياة الصحراوية التي من خلالها كان الشاعر وقومه يتحركون وينفعلون من اجل البقاء ومحاولاتهم المستمرة للتغلب على عقباتها والانتصار عليها)) (4)
. وان هذه الظروف كانت تدفع بالقبيلة إلى الرحيل ومن ضمن الراحلين حبيبة الشاعر، وهنا تكمن معاناة الشاعر (( حيث تعقل الإبل وتزم الأمتعة ، ويظعن القوم مخلفين وراءهم قلوبا أحزنها الفراق وقصص حب انتهت وامالا تبددت ))(5). وهذا امرؤ القيس قد عبر عن رحيل الأحباب فهو القائل:
أن الخليطَ نــأوكَ بالأمـــسِ وأستَيقَنتْ بفراقِهمْ نفسي
وغدوا على خُوِص العُيونِ سَواهمٍ مثلِ السَّام خُلِقنَ للمَلْسِ(6)

ا- قرابة النسب "العشيره":-: بأنها اعتقاد مجموعة من الأفراد انتماءهم إلى جد أعلى مشترك انتماءً يميزهم عن مجموعات أخرى مماثلة (2))تربطهم رابطتان هما ( المكان ) و ( الدم ) ذات بعد أخلاقي ديني ، فالشعب قبل الإسلام هو أبناء القبيلة ، وتقوم العلاقة بينهم على رابطة الدم ، أي على فكرة أن القبيلة تنحدر من صلب رجل عاش حقاً ومات . وان افرادها يرتبطون بينهم برابطة الدم ، أي ان بينهم قرابة وصلة رحم ، أما وطن القبيلة فالأرض التي نشأت فيها ، ثم الأرض التي هي عليها حمى القبيلة ، ومن أرضها تكونت دولتها وعلى رأسها سيد القبيلة ، ويشعر سكان المدن والقرى أنهم كالقبيلة من أصل واحد ، وإن لهم جداً أعلى يرجع نسبهم إليه أو جده أن انتمى أهل المدينة إلى امرأة ، وذلك لإعتقادهم أنهم من قبيلة واحدة في الأصل هاجرت إلى هذا المكان فسكنت فيه(7).
والقبيلة في البادية دولة صغيرة تنطبق عليها مقومات الدولة ، وأهل الوبر لم تكن لهم أوطان ثابتة بسبب تنقلهم الدائم وراء مصادر الماء والعشب وكان ضيق أسباب الحياة في الصحراء حافزاً لهذه القبائل المبتدئة على التنقل والتحرك : كما كان سبباً في اعتزازهم بالعصبية التي أملتها الظروف الصعبة المحيطة بهم ، وبفضل العصبية أمكن لهذه القبائل أن تدافع عن كيانها والتغلب على غيرها لتضمن لنفسها مورداً لحياتها ، ولذلك كانت حياة القبائل البادئة صراعاً دائماً ، والصراع هجوم يتم بقصد الحصول على مزيد من الرزق ، والدفاع وللحفاظ على وجود القبيلة ، والدفاع والهجوم يتطلبان التكتل والدخول في احلاف مع القبائل الأخرى ، ولهذا عُدّ قانون البادية الغالب وقوامه، " ان الحق يقوم على القوة " ، فمن كان سيفه أمضى وأقوى كانت له الكلمة والغلبة وكان الحق في جانبه .(8) لهذا تحدد مكانة الشخص من خلال اضطلاعه بدور اجتماعي وحتى عندما يغدو سيدا ضخما ،تكون تصرفاته محكومة ،دوما وابدا ،بقانون شرف الصحراء( القانون العرفي لدى القبائل).وكلما تقيد به ،أجاد أداء دوره بوصفه عربي كامل(9).

- العامل الجغرافي "البيئه":ان الحجاز مهد الاسلام يتسم مع التشديد احيانا بالظروف المناخية ذأتها وبالتضاريس عينها المتراكبة والمتصادمة في مجمل شبه الجزيره .
فهو يمتد من خليج العقبة حتى الخط 20 ،على طول البحر الاحمر حيث يسود طقس حراري شديد وينغصل عن هذا الممّد الضيف بسهل ساحلي تهامه التي يطل عليها مباشرة منعطف جبلي غير ذي زرع ،وبدون مطر تقريبا ،يمكن من خلال شعابه التواصل مع الداخل الصحراوي .في هذه المنطقة المعزولة بشدة ،فوق المنحدرات التي يتخللها "واد عقيم" تنهض مكه على ارتفاع 400متر مكانا للحج ومركزا للتجاره منذ زمن قديم جدا والى الشمال نحو الداخل تتمتع المدينة ،ثانية مدينه مقدسة في الاسلام ، بمناخ ارحم نسبيا .فتربتها المغطاة بحمم بركانية تصلح لزراعة النخيل الذي جعلها واحة غنية .لكن المرتفع الواقع جنوب شرقي مكه ،بنحو خاص ،هو الذي يجعل جزيرة خضراء ،تزرع فيها اهم الاشجار المثمره في البلدان المعتدلة .(10). تعدّ شبه الجزيرة العربية من اشد البلاد جفافاً وحراً ، وربما يكون ذلك لوقوعها في منطقة قريبة من خط الاستواء وتوسع الصحاري فيها (11) فضلاً عن قلة التأثيرات البحرية المحيطة بها من ثلاث جهات ،بسبب استلاب رياح السموم للرطوبة القادمة من البحر قبل وصولها الى البلاد (12)
-الامن والاحتماء: حيث شكلت رابطة اجتماعية جديدة علت على رابطة الدم القبلية ، وقد شكلت خطوة متقدمة للتركيز على شخصية الفرد داخل الجماعة وأسهمت في خلق حياة مادية فالبدوي يقيم صلاته على اساس منفعة (فهو ينعكس في جماعته ،يتعزز بها ،ولا يكون له موقع حقوقي الابقدر ماتقبل هذه الجماعة التجاوب معه والدفاع عنه)(13).ويصف" علي الوردي" طبيعة البدوي بقوله :هي طبيعة الحرب فالبدوي لايفهم من دنياه غير التفاخر بالقوة والشجاعة والغلبة ،وهذه تؤدي عادة الى حب التعالي والرئاسة والكبرياءوقد اشتهر البدوي انه مشاغب حسود ميال الى النزاع ،فاذا لم يجد من ينازعه من الغرباء مال الى النزاع مع ابن عمه اواخيه فالبدوي مرن على الغزو واصبح جبلة فيه لايستطيع منها خلاصا ان نزعة القتال اصبحت عند البدوي حالة عقلية )(14)
المدن في الحجاز: - ان تكوّن المدن في الحجاز كان مرتهن الى المياه والواحات التي لها تاثير كبير في البدء من حيث انجاذابهم اليها لتغدو مراكز لهم .وهذا هو حال تاريخ الحجاز القديم ربما لم تكن اثنتان من مد نه الكبرى "الطائف والمدينه"في الاصل سوى واحات ومستوطنات الانسان الا"مكه"فهي تقع في وادي غير ذي زرع الاانها كانت محطه تموين نهاية رحلة ومرحلة احدى الاستراحات على طريق البخور .
ا ما طرق بناء المدن والتحول من ذهنية البداوة الى ذهنية المدينة :ان موضع المدينة لم يحّدد عشوائيا اذ المطلوب اولا هو اختيارها في منطقة جديرة بتلبية شروط مجتمع بدوي حديث التحضر ،فالانسان كان مضطرا للاقامة حولها بشكل عشوائي أولا،ثم بشكل متقطع ،حتى اليوم الذي استسلم فيه لجاذب الارض ،فأقام فيها دوما ،وهو يجر آخرين وراءه.ونتيجة لهذه الحياة المشتركة ،كان لابد من ظهور الوحدة المعنويةوالتعلق بالارض،فان البدوي الذي يتبعه عائلته الكبرى وقطعانه،كان يمضي بحثا عن المراعي وهو ينشد النشيد البدوي القديم "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل...".فان المدينة شيء آخر غير لفيف من الناس ،جاؤوا من كل حدب وصوب ،من جذبين الى مضافة سهلة الثراء.فالمدينة ،مثل الامة ،هي وحده معنوية قبل كل شيء .وهي بهذه الصفة ،كان يبدو وجودها-بوصفها حاضرة –واجبة الوجود قبل وجود المدينة المدعوة لاحتوائها .
1- فالحاضرة موجودة كبذرة في الايلاف أو الاتحاد القبلي :ومن اجتماع القبائل واتحادها الطوعي أو المفروض ستخرج الحاضرة. فالبدو استقروا على الارض بكلية مندمجة ومؤتلفة نسبيا،وتركوا المدينة تستوعبهم وتمتصهم تدريجيا.
2- ولكن حين تكون هذه المدينة صغيرة وضعيفة،بينما يكون التجمع البدوي ،على العكس ،كبيرا وقويا،فأنه يقيم معها علاقة أخوّة(fraternite ) ،يلتزم بموجبها بحماية المدينة من كل غزو،مقابل دفع جزية(خوّة) سنوية يدفعها المدنيون للبدو .
3- ا ما حين يستسلم هذا التجمع البدوي لجاذب الارض يمضي للاستقرار في المدينة،حاملين معه أساليب عمل بدوية تماما.ولن يتأخر الوافدون الجدد عن فرض قانونهم واحلال وحدتهم المعنوية محل وحدة مغلوبيهم.فقد كانت الحاضرة العربية مركزا سياسيا مستقلا ،ميدانا تجاريا ومحرابا لالهة محلية كبرى كانت تتلقي التكريم العام من كل الاهالي.كانت الطائف ،كمركز سياسي ،مقر اتحاد بدو هوازن،أما المدينة فآلت ،بعد هيمنة يهودية مديدة،الى السقوط في أيدي قبائل منحدره من الجنوب. اما مكة فكانت،كما هو معلوم ،بين ايلاف قريش القوي ،وهو فرع من كنانة.(15) وقد وقف النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) والمؤمنون مدعومين بالسيادة العليا للقرآن الكريم الذي رد على المشركين باعتبارهم ( اللاعقليين ) عندما يطالبون حضور ما وراء الطبيعة في الطبيعة وهو المنطق الذي تقوم عليه رؤيتهم وعباداتهم القائمة على التجسد في الأصنام ولهذا فالقرآن الكريم يرفض ويوجه الناس إلى النظر في الكون الذي له خالق لايمكن إن يكون له شريك .
القرآن الكريم يجعل الوقائع متسامية ومتعالية ، ( عبر خطاب مركب من مخطط معين للتوصيل الطرف (16) . الأول الله والله يتواصل مع مرسل إليه من نوعين مؤمنين وكفار وتتم عملية التواصل عن طريق وسيط حيث يتم إرساء عملية ترميز للمناخ المتشكل بفعل العمل التاريخي للإسلام . حيث يتناول جدلية المعقول واللامعقول والقيامة ، كان هذا هو طبيعة الصراع الذي خاضته القوة الإسلامية من مكة . وعلى الرغم من ان هذا العصر كانت سنواته قليلة لم تزد على 22سنة ، لكن آثاره كانت جليلة، لانه وضع اساس التشريع الاسلامي ، وكان النصف الاول من هذا العصر خاصاً بالعقيدة وترسيخ دعائم الاسلام


في المدينة : مع الهجرة إلى المدينة تحققت للإسلام دعامة اجتماعية وسياسية منذ 622 م ، حيث أصبحت الأمة مجتمعا تاريخيا مزودا بدولة ، ومؤسسات ولها أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية فقد ( اتجه الخطاب القرآني في الأعم الأغلب ، إلى شؤون الدنيا ، إلى تأسيس المدينة الإسلامية وتنظيمها إلى التشريع للفرد والمجتمع في العبادات والمعاملات معا (17) . وقد تشكلت السلطة الإسلامية في المدينة على ثلاث بنيات هي ( العقيدة القبلية ) بصفتها أصرة اجتماعية ، العقيدة دينا وشعائر الاقتصاد . فاتجه التشريع الى النواحي العملية ، فشُرعت احكام العبادات والجهاد وتنظيم الاسرة من زواج وبيان حقوق الزوجين والفرقة واسبابها والميراث وحقوق الورثة فضلاً عن الاحكام المتعلقة بالجرائم والعقوبات وانواع المعاملات ، ولم يترك التشريع الالهي جانباً من جوانب الحياة الا جاء بتنظيم محكم دقيق له .
وهكذا بدأ القضاء الاسلامي معتمداً على التشريع في القرآن والسنة ، واصبح الرسول (ص) أول قاضي يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه .

ا-( العقيدة القبلية ) مفهوم الأمة : حيث شكلت رابطة اجتماعية جديدة علت على رابطة الدم القبلية ، وقد شكلت خطوة متقدمة للتركيز على شخصية الفرد داخل الجماعة وأسهمت في خلق حياة مادية جديدة لائقة تتحقق فيها العدالة الاجتماعية . . فالمحور الأساسي لمفهوم (الأمة) هو الدين والعقيدة، لذلك فإن مفهوم الأمة سيرورة تاريخية، إذ مع اتساع رقعة الإسلام تتسع دائرة الأمة ومسؤولياتها وانقسمت هذه الرابطة إلى حقلين هما :
الميكانيات الداخلية : خطاب الأيمان الذي تمثله جماعة المؤمنين وهم الذين وحدتهم العقيدة التي علت على العلاقات النسبية القبلية ، حيث حدث الانصهار الاجتماعي في تشكيلة واحدة أسلامية ضمت الأنصار والمهاجرين حيث حدث تداخل وانصهار بين التشكيلتين الاجتماعيتين في وجود اجتماعي واحد مدعوم بفعالية اقتصادية تؤمن لها الرسوخ والاستمرارية عن طريق ( المؤاخاة) التي اعتمدها الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) مدعوما بتوجيه السيادة العليا للقرآن وقد ظهرت هذه التشكيلة بشكل قانون مثلته ( وثيقة المدينة ) التي جسدت لدستور السياسي الذي يحدد العلاقة داخل المدينة ويقر سلطة الإسلام حيث يحدد العلاقات بين المؤمنين (مهاجرين وأنصار ) والعلاقة بأهل الكتاب من ليهود الذين يعيشون في ظل الإسلام ، وقد خضع اليهود لهذه السلطة وهم بنو قريظة والنظير وقينقاع الذين لم يوقعوا الصحيفة إلا أنهم ما لبثوا إن اتفقوا مع الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) على جملة أمور ورث فيها وبذلك يكونون اقروا الخضوع للسلطة الجديدة .

- هناك خطاب أخر داخل الصفوف الإسلامية هو خطاب المنافقين الذين يظهرون غير ما يكتمون وقد شخصهم القرآن الكريم .
وهكذا سكون هذا الخطاب الجديد ( خطاب المؤمنين ) حيث يتشكل لهم كيانا سياسيا وعقيديا متميزا هو ( الأمة الإسلامية ) التي تمتد بجذورها إلى امة إبراهيم الذي لم يكن يهوديا ولا نصرانيا بل كان مسلما حنيفا .

أ‌- المدن في العراق:-اما وضعية العراق قبل الفتح العربي اذ ساد الفرس على البلد منذ ما يزيد على ألف سنه، وكان قطرا معروفا بغرينه الثري ،واقتصاده المائي ،فكان هبة دجله والفرات .ورث الفرس نسق بابل للري في اساسه،فالعراق بفضل ثرائه وموقعه الجغرافي،وموارده البشرية وماضيه،صار مركز الامبراطورية الفارسية في العهد الساساني.
اما عن علاقة العرب بالعراق:
1- بد ورحل - روى الطبري انه وجد تجارا عربا في بلاد الرافدين زمن نبختنصر الذي عاش في عصرمعد بن عدنان.وقد تلقى الملك من الرب أمرا بالقضاء عليهم ،لكنه بنى لهم حيرا "معسكراً" ثم تخلى عن هذه الفكرة ،فاستقروا عند ذلك في الانبار وان العرب أقاموا بالحيره والانبار في عهد ملوك الطوائف أي زمن دولة الارصسيديين"Arsacides "وقد استفاد عناصر من تغلب وقيس وغطفان واياد ، كانوا في البحرين تحت اسم الفرس ،فاقأموا غرب الفرات حسب خط متواصل يمتد من الانبار الى الحيره.(18).الملاحظ هنا ان العرب هنا كانوا بدوا حيث نلمس كيف تطورت الحواضر العربية في العراق بوصفها رابطه بين العرب داخل الجزيره والدولة الفارسية.
2- حاضرة الحيرة –كانت الحيرة موجوده قبل الساسانين ،فهيؤوها لتكون مملكة تابعة أنيطت بها مراقبة الحدود بالخصوص ،وأصبحت مملكة ذات شأن في القرن الرابع الميلادي ... كانت تصنف ضمن المالك الاربع التابعة التي كانت تحويها كل الامبراطورية.ستقتبس الكوفه كثيرا من هذه الخاصيات الحضارية والثقافية ،ولاسيما العناصر الهندسية المعمارية ،والكتابة ،وعناصر الشعور الديني . (19)
ثانيا-التصور العقائدي التوحيدي للمدنية العربية الاسلامية-اننا في هذه النقطة نحاول اعتماد منهج نريد تعرية الوعي السطحي حتى نحقق التواصل عبر التأسيس لرؤيا مشتركة حضارية ترتكز على منظومة قيم روحية :تكريم الانسان ،العدل ،محاربة الظلم ،الحرية ،المساواة التسامح الفكري ،العدل الاجتماعي ، واحترام الاسرة ، المرؤة،التكامل الاجتماعي ، المسؤولية ،وفكرية الدعة والمعرفة ،والابداع والتفكير بالله والكون وحب الحكمة ،واقتصادية :تقديس العمل النافع ،محاربة الاحتكار والربا ،المصلحة العامة ،(20) فهذه الرؤية الحضارية تمثل زاويه مغايرة ا مفتوحة على الصيرورة والاختلاف والمغايرة ،وفي هذا يقول الامام علي "عليه السلام" (فلاتكفوا عن مقالة بحقّ أو مشورة بعدل ،فاني في نفسي لست بفوق أن اخطىء ،ولا آمن من ذلك فعلي الاّ أن يكفي الله من نفسي ما هو املك به مني)(21).اذ لابد من حدوث ازاحة ورؤية نقدية تناما عبر الوعي والثقافة التي تجمع بين العمل والنظر بافق حواري.
المدينة بوصفها بناء عمراني تمثل جسد من خلال علاقتها بالواقع والحياة والتاريخ فانها تنطوي على بنيات ثقافية وحضارية لاتنفك تؤثر في السلوكيات المجتمع ،في رحلته من البداوة الى العقيدة في صيرورتها الحضرية اي بوصفها مشروع حضاري ومدني في تأكيد على الكسب وهو انقلاب في الرؤية البدوية التي تمتهن المهنة،( فالاديان هي وسيلة مهمه من وسائل تنظيم المجتمع)(22)
فالواقع المعماري بوصفه منهجا يمثل استجابة لحياة اليومية من جهة والتراكم الحضاري – الذي افرز تلك التصورات عبر تحولات الكائن والمجتمع – من جهة اخرى.وهذا مايظهر في العمارة التي هي منظومة من الاتصالات والتفاهم تنتقل فيها المعلومات من باعث يتمثل بالمصمم الى متلق يؤدي دور المفسر الذي يقصد به النقد او المعنى اذ لاتوجد عمارة مجردة من معنى (23).فان الواقع العمراني للكوفه هنا يكون مرتهنا بين الوسط المكاني واستجابته لمتطلبلت الاجتماعية والعسكرية التي تكيف منجهة
يتحدد موقع الكوفة بين خطي طول (45-44)ْ فيكون الموقع محصور بين هذين الخطين اما بالنسبة لدوائر العرض فموقع الكوفة هو على مسار دائرة عرض(32)ْ .
وتطل مدينة الكوفة على ضفاف نهر الفرات والى الغرب منه بمكان لا يبعد كثيراً عن مدينة الحيرة عاصمة المناذرة(24) التي كانت لها شهرة واسعة عند العرب قبل الاسلام وارض الكوفة كانت ترتادها بعض القبائل العربية التابعة للمناذرة (25)
كانت تقصد الحيرة التي بينها وبين الكوفة نحو فرسخ(26)
إلا ان المصادر التاريخية لم تقدم لنا أي دليل او اشارة على وجود قرية او مدينة مثلت استقراراً بشريا اًفي موقعها.
نشأت مدينة الكوفة على ارض سهلية في الجانب الغربي من نهر الفرات شمال شرق مدينة الحيرة ، وبهذا فموقع الكوفة هو جزء من سهل يقع في الضفة اليمنى للفرات وتربته رملية مخلوطة بالحصباء(27) . فبين موقع الكوفة وبين النهر (الفرات) لسان من الرمل يقترب بشكل عمودي منه يسمى بـ (الملطاط) (28) .
1-المدينه العربية ودلالة الاحتواء الكوفه انموذجا .ان من ملامح المدينة الاسلامية هي الاحتوائية التي تعنى باقتراب العمران اقتراب الناس والأشياء بعضهم من بعض ،بعكس الانكشافية التي تتباعد بينها العناصر التي توجد في الفضاء الحضري يرمزالى الرغبة والارادة في توليد الوحدة الاجتماعية .(29).
وهذه بنيةحضرية في التصور الشرقي الميال الى الاجتماع والتاكيد على العلاقلت الاجتماعية ونسيج العلاقات الاجتماعية حتى باتت حصلة في الوصايه الدينية (30).
وهذا اختلف الفضاء داخليعن الفضائ الخارجي؛ فالاسلام يهتم بالجوهر الايماني الجواني في النفس اذلا يمكن للفن بلوغ الفضيلة الااذا اصلحوا مابانفسهم .لهذا الفضاء الداخلي الجواني يخترق الثقافة الاسلامية حيث انعكست في الاطار الحضري(ولهذا السبب اهتم المسلمون بباطن مدنهم اكثر من اهتمامهم بظاهرها :خشونة وصلادة)(31).
2- بنية الاطار الحضري للاسلام.تتسم فضاءات هذه المدينة بالتنظيم الحزامي الذي تتكوكب مكوناته حول المقدس : الجامع المدينة ،وغالبا ماتكون دار الامارة الى جانبه .بوصفه رمز لاكتساب الامير شرعية من المقدس يتوسط المسجد الجامع ،دار الامارة هذا التنظيم الذي لايخضع الى قواعد هندسية مقدما يستجيب الى حاجاة المجتمع الحضري المسلم ،في سبيل تحقيق الوحدة الاجتماعية جرى نبذ كل مظاهر الغنى والزينة في كل واجهات مباني المدينة ،فسمة التواضع والبساطةهي السلئدة في مكوناتها .(32) ومن مزايا هذه العمارة التلي:
1 - الغايات اجتماعية :تستجيب الى تحقيق التمام افراد المجتمع.
2-غايات بيئية :الحفاظ على رطوبة الهواء لاطول فترة ممكنة في الصف.
3- اهداف ثقافية :تحقيق رغبة العرب والمسلمين في الاقتراب بعضهم من بعض.
4- ترفيهية:السير في الازقة الملتوية يثير التأمل ويقلل من السأم والضجر .
5- ضمان تدرج الانتقال :من الطريق العام الذي يحقق تكامل اجزاء المدينة ،الى الازقة الفرعية التي تتداخل فيها العام والخاص.(33)
3-المشهد الحضري العربي اللاسلامي.يعبر عن نسق من الاهداف والقيم السامية :ففي المقام الاول لايجري التعبير الا عن معنى عزيز وفي المقام الثاني لان التعبير هذا يتجسد بشي مادي (اطر عمرانية) ،يكون بالضرورة رمزيا .وكما هو معلوم تحمل الرموز المادية معاني سامية لانها تجسد الانتماء القيمي وبدونها يفقد الانسان تعبيره .(34)






الهوامش:
1- براين تيراين تيرنر ،علم الاجتماع والاسلام ،مكتبة الجسد،جده،ص40
2- الهمداني ، الحسن بن احمد بن يعقوب ( ت350هـ/961م) ،صفةجزيرة العرب ، تحقيق :محمد بن علي الاكوع ،مطابع دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 1989م ، ص84 ؛ البكري ، ابو عبيد عبد الله بن عبد العزيز الاندلسي ( ت487هـ/1094م).
3 - الهمداني ، صفة جزيرة العرب ، ص39.
4- لقبيلة للشعر العربي قبل الاسلام ، احمد اسماعيل النعيمي ، رسالة ماجستير اجازتها كلية الاداب الجامعة المستنصرية ، 1985 : ص288.
: 305)
5- مقدمة القصيدة العربية في العصر الجاهلي، د. حسين عطوان ، مطبعة دار الجيل بيروت ، لبنان ، الطبعة الثانية 1408هـ – 1987م.: 57.
6-ديوان امرئ القيس ، تحقيق محمد ابو الفضل إبراهيم، مطابع دار المعارف ، القاهرة ، الطبعة الرابعة 1984م.
: ق62/272.
7- محمد عابد الجابري : العقل السياسي العربي محدداته وتجلياته ، مركز دراسات الوحدة العربية
( لبنان : 2000 ) ط4 ، ص79. 3
8- جواد علي : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ( بيروت : 1978 ) ط2 ، جـ4 ، ص178.
9- أحمد ابراهيم الشريف : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول ( القاهرة : 1964 ) ص113.
10 -يويسف شلحد،مدخل الى علم الاجتماع الاسلام المؤسسةالعربيةللدراسات والنشر،بيروت2003،ص35-36. ديوان امرئ القيس ، تحقيق محمد ابو الفضل إبراهيم، مطابع دار المعارف ، القاهرة ، الطبعة الرابعة 1984م.
: ق62/272.
11 - منذرالبكر ، دراسات في تاريخ العرب ، ص87.
12-جواد علي : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ،ج2،ص158.
13-المصدر السابق ،ص40.
14- علي الورد ،وعاظ السلاطين ،منشورات ،سعد بن جبير ،قم ،ط1،2005.ص21-22.
15-يوسف شلحت،مدخل الى علم اجتماع الاسلام، ص97.
16 – الجابري: محمد عابد ، صراع المعقول واللامعقول ، م/ الفكر العربي المعاصر ، الإعداد (20-21-22) ، بيروت ، مركزالانماء القومي ، 1982 ، ص 14
17- أركون ، محمد ، ، الفكر الإسلامي قراءة علمية ، ترجمة هاشم صالح ، بيروت ، مركز الإنماء القومي 1987 ، ص 167 .
18- هشام جعيط ،الكوفه النشأة المدينة العربية الاسلامية، دار الطليعة –بيروت، ص10. 19-المرجع السابق،ص14.
20- كمال وفيق ،الثقافة العربية وتحديات العصر ،م/ دراسات اجتماعية ،ع / 2،1999،بيت الحكمة ،بغداد،ص36.
21 - نهج البلاغة3:200. بواسطة مختار الاسدي ،الاختلاف والنقد ثم الاصلاح ،الفراهيدي،ط1،1997،ص98-99.
22- المجتمع في العقل، جارلس ماج ،ت: احسان محمد الحسن ،دار الشؤون الثقافية العامة ،بغداد،1990،ص74.
23- العمارة وتفسيرها ،خوان بابا وبونتا، ت : سعاد عبد علي،دار الشؤون الثقافية،بغداد،1996،ص8-10.
24-عبد الجبار ناجي : دراسات في المدن العربية الاسلامية ، مطبعة جامعة البصرة ، 1986 ، ص102.
25- خالد خليل حمودي : خطط المدن العربية الاسلامية ، مجلة الثقافة العربية ، السنة الخامسة ، ليبيا ، 1978 ، العدد الاول ، ص14.
26- الفرسخ : يتألف من ثلاثة اميال ، وكل ميل 1000 باع ، وكل باع اربعة اذرع شرعية أي ان طول الفرسخ حوالي 6 كيلومتر ، فالترهنتز : المكاييل والاوزان الاسلامية ، ترجمة : كامل العسلي ، عمان ، الجامعة الاردنية ، 1970 ، ص 94 .
27- كاظم الجنابي : تخطيط مدينة الكوفة عن المصادر التاريخية والاثرية ، بغداد ، دار الجمهورية ، 1967، ص ص 13-14.
28- ابو الحسن احمد بن يحيى بن جابر البلاذري : فتوح البلدان ، تحقيق : صلاح الدين المنجد ، مطبعة لجنة البيان العربي ، القاهرة ، 1956 ، ج2 ، ص341 ؛ ابو بكر احمد بن محمد الفقيه ، مختصر كتاب البلدان ، تحقيق : ديغويه ، مطبعة بريلي ، 1302هـ ، ص164 . (الملطاط) هي المنطقة التي تقع بين الكوفة والحيرة . .
(29) ،(30)، (31)،(32)(33)(34) - المدينة العربية الاسلامية ،ص6 -9.



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رابطة المواطنه
- مقاربة نقدية في السرد الروائي
- الأعلام والعولمة
- مهيمنات السلطة وإثرها في تشكيل الوعي الغربي


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عامر عبد زيد - الجذور الحضارية لمدينة الكوفة