أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عامر عبد زيد - الأعلام والعولمة















المزيد.....



الأعلام والعولمة


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 12:58
المحور: الصحافة والاعلام
    


المدخل:
أولا العولمة المفهوم والدلالة :إذ العولمة ليس محض فهموم مجرد بل هي جملة عمليات تاريخية ليست شيئاً بسيطاً يمكن تعينه ووصفه ،بقدر ماهية عمليات تاريخية متداخلة تتجسد في تحريك المعلومات والأفكار والأموال والأشياء ،وحتى الأشخاص ،بصورة لأسابق لها من السهولة والآنية والشمولية والديمومة.أنها قفزة حضارية تتمثل في التبادلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،على نحو يجعل العالم واحداً أكثر من أي يوم مضى،من حيث كونه سوقاً للتبادل أو مجالاً للتداول أو أفقا للتواصل.وبالتالي فهي عملية مستمرة في الاقتصاد والسياسية والاتصال؛ فالعولمة في نظر غليون :هي الدخول بسبب تطور الثورة المعلوماتية والتقنية والاقتصادية معاً في طور من التطور الحضاري يصبح فيه مصير الإنسانية موحداً أو نازعاً للتوحد . ويستدرك الباحث فيرى أن معنى الوحدة هنا ليس التجانس والتساوي بين جميع أجزاء العالم والمجتمع البشري بل أنها تعني درجة عالية من التفاعل بين مناطق ومجتمعات بشرية مختلفة ومتباينة وبالتالي ازدياد درجة التأثير والتأثر المتبادلين ،ولذا ارتبط مفهوم الاعتماد المتبادل (lnterdependence) .
إذ أننا هنا إزاء منظومة ثقافية سياسية وحضارية تشكل رؤية سياسية صوب ذاتها وصوب الآخر مجتمع إنساني طبيعية و صوب التاجر مالك زمام الأمور ما يحرك من أماني بالغنى والسلطة فان المفهوم الذي يحمل أساسه الآخر هو العولمة؛ فالعولمة تمثل الحقبة السلطوية " الحضارية الثالثة بعد الكنيسة والدولة الليبرالية الحديثة هذا على المستوى التكويني إما على المستوى البنيوية الأفقي(يجد الإنسان نفسه اليوم بين ثلاثة عوالم ،لكل منها هويته ومركز استقطابه :الأول هو العالم القديم باصولياته الدينية وتصوراته أللاهوتيه الغيبية أو الماورائية ؛ الثاني هو العالم الحديث بفلسفاته العلمانية وتهويماته الانسانوية ،الثالث هو العالم الأخذ في التشكل الآن،أي عالم العولمة بفضائه السبراني ومجاله الإعلامي ،بإنسانه العددي ومواطنه الكوكبي.هذه العوالم الثلاثة التي تتجاذب الوعي بالهوية المجتمعية والثقافية ،تؤلف ما يمكن تسميته ثالوث: القدامة والحداثة ومابعدالحداثة،وبصيغة أحدث ثالوث الأصولية والعالمية والعولمة.وفي المجال العربي الأخرى تسميته ثالوث الاسلمة والأنسنة والعولمة ) ()علي حرب ،حديث النهايات ،المركز العربي الدار البيظاء ،ط2، 2004،ص11،12.
فالعولمة اقل ما يقال عنه أنها تمثل ( عهداً جديداً من التفاعل بين الدول والاقتصاديات والناس . فهي تزيد الاتصال بين الناس عبر الحدود الوطنية في الاقتصاد ، في التكنولوجي ، وفي الثقافة ، وفي الحكم ، ولكنها أيضا تؤدي إلى تجزئة عمليات الإنتاج وأسواق العمل والكيانات السياسية والمجتمعيات () عبد المنعم الحسني ،العولمة والأمن الثقافية،بيت الحكمة بحوث مناقشات ندوة ،بغداد ،2002،ص49.في هذا الكلام نريد تحديد بعددين لهذه العولمة فهي تتمثل بالأتي:-
1- أنها حقيقة جديد من الاقتصاد العالمي الذي ظهر بعد زوال مهيمنة ألدوله في الغرب وبداية تشكل الكيانات السياسية والاقتصادية والاقليميه بعد ظهور صندوق النقد الدولي الذي يمثل الفكر المالي الأمريكي عام 1944 ثم عن تأسيس منظمة التجارة العالمية عام 1995 حيث أصبح الاقتصاد العالمي خاضعا لأول مرة للتنظيم الدولي في مجالات ألتجاره والنقد والخدمات .
2ـ تطور المنجزات العلمية والتقنية عبر ثورة المعلومات التي ظهرت مع شبكة الانترنيت واتساع الذي شهده الأعلام.
3ـ تطور وانتشار الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنها حرية المرآة وتطور الفكر الإنساني والحوار بين الشعوب ، والمطالبة بالمزيد من الديمقراطية وإعادة النظر بمعانات الشعوب الفقيرة ويراها البعض متمثلاً في نقاط أخرى المنافسة بين القوى العظمى وانتشار عولمة الإنتاج والتبادل والتحديث والابتكار التكنولوجية ()السيد ياسين ،في مفهوم العولمة،ضمن ندوة بغداد(العرب والعولمة)مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت،1998، ط1 ،ص 25.
هذه إمكانيات العولمة باعتبارها وليدة هذه الظروف، إلا إن العولمة تمثل إمكانيات للهيمنة في صورتها الغربية التي تمثل حالة التطور الداخلية نلمسها في تطور المجتمع الغربي وصورته المجتمع الأوربي في مجال الحريات والاقتصاد حيث يتم بناء مؤسسات تحقق التوائم والتنمية المشتركة عبر إعادة تأهيل اقتصاد هذه الدول حتى تبدو إمام شعوبها فرص متساوية في مواجهة تحديات المنافسة العالمية.
فقد تشكلت مهيمنات سياسية جديد في الغرب في تعامله مع ذاته من جهة والأخر من جهة ثانية انه تعامل يقوم على الاستفادة من الأخر بوصفه سوق للسلع الغربية ومصدر للمواد الاوليه الرخيصة ولتحقيق هذا كان هناك تؤام بين السياسية الأعلام والثقافة ومعنى ذلك إن العولمة إمكانيات للتعاون الدولي علينا إن نعي إمكانية الاستفادة منها بتكوين تكتلات اقتصادية وأعادت تأهيل أنظمة الحكم بإدخال الديمقراطية ومزيد من الحريات وتطوير اقتصادياتنا وأعلامنا حتى نكون قادرين على المنافسة هذا الجانب الايجابي المهم .(لكن لا يمكن مجابهة هذا الواقع برفض العولمة ولا بالتصفيق لها،بل بابتكار المعادلات الوجودية والصيغ الحضارية ،التي تمكن أصحابها من تشغيل عقولهم وسّوس هوياتهم وإدارة واقعهم ،بصورة يحولون بها مواردهم ومعطيات عصرهم إلى طاقات غنية ومشروعات مثمرة.وليس هذه دعوة طوباوية.وإنما هذا هو الممكن لمجابهة تحدي العولمة ومغادرة مواقع الهامشية)() علي حرب ،حديث النهايات المرجع السابق،ص14

إما العولمة بإطارها الغربي : في تقوم على الفلسفة الليبرالية liberalism مذهب الحرية بإطارها العلماني فالديمقراطية هي المذهب الكل ، وحرية التجارة مكفوله ، فلا حدود ، ولا اضطهادات سياسية أو دينيه ، والإنسان مهما كان ، واني كان له حقوق ، والفلسفة العلمانية مؤداها أن لا معاني ولا قيم لغير المحسوس والمنظور والمسموع والمشروب والانتصار للمصلحة يغلب على وصاية الدين (24)عبد المنعم ألحفني،المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفية،مكتبة مد بولي ،ط3 ،2000 ،القاهرة،ص563.
إما بإطار الاقتصاد لا في الوقت الذي يرى ضرورة استقلال السلطتين التشريعية والقضائية عن السلطة التنفيذية ، فأنه اقتصادياً يقرر وجوب تخلى ألدوله عن ممارسة النشاطات الصناعية والتجارية وعن التدخل في العلاقات الاقتصادية بين الأفراد والطبقات أو الشعوب (25) المرجع السابق،ص567. وقد شهدت تلك الأفكار تطويراً مع الظهور التطورات العالمية والتي شهدت ظهور " العولمة " حتى أصبح مفهوم العولمة ( يقيم علاقات بين مستويات متعددة . للتحليل : الاقتصادي ، السياسية ، الثقافة ، الإيديولوجي ، وتشمل إعادة تنظيم الإنتاج تداخل الصناعات عبر الحدود ، إنشاء أسواق التمويل ، تماثل السلع ألمستهلكه لمختلف الدول ، نتاج الصراع بين المجموعات المهجرة والمجموعات ألمقيمه (26))المرجع السابق،ص774
.وقد جرى توصيف هذا المجتمع بالعديد من المصطلحات التي تصف هذا المجتمع انطلاقاً من منظورها السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي فأحياناً يطلق عليه"المجتمع ما بعد الصناعي" ،كما أطلق عليه عالم الاجتماعي الفرنسي ألان تورين وأحياناً أخرى"المجتمع ألمعلوماتي" أو"المجتمع الاستهلاكي"بحسب تعبير فرد ريك جمسون.إن هذه التوصيفات تقوم على محاولة إنشاء صلة رمزية بين الحداثة ما بعد الحداثة وظرف اجتماعي معين ،فهي تربط بين ولادة"مجتمع ما بعد الصناعة"وبين "ثقافة ما بعد الحداثة"()رضوان جودت زيادة،صدى الحداثة،المركز العربي الدار البيضاء-المغرب ط1، 2003ص65
وقد عملت العولمة على تحقيق ذلك .انتشار المعلومات بحيث تصبح مشاعة لدى الجميع .تتعلق بتذويب الحدود بين الدول .زيادة معدلات التشابه بين الجماعات والمجتمعات والمؤسسات .كان لهذه السياسية نتائج سلبية جهات وايجابية على أخر لهذا كانت هناك مواقف متباينة من العولمة:
المواقف الفكرية العربية من العولمة : النقد المتعدد المصادر وخصوصاً البعد الاقتصادي ، إذ العولمة تقوم على آليتان هما (بالتجارة الدولية والاستثمار الأجنبي المباشر ) ولهذا هنالك انتقادات لهذه الآليات فيها ما يسميه احد الباحثين " العمليات التدهور الاجتماعي والاقتصادي ألملازمه للاقتصاد المسيطر عليه في الاستثمار الأجنبي المباشر . الإفقار عن الطريق تحويل مكاسب الاحتكار .إلغاء التطور التقني لان الشركات الأجنبية ليس لها مصلحة في تطوير تقانة جديدة لأسواق الدولة المضيفة .فقدان موارد رأس المال عبر تحويل الشركات متعددة الجنسيات مبالغ ضخمة إلى الخارج .فقدان الموارد البشرية عبر استنزاف العقول المهاجرة () ادريانو بينليون ،الاستثمار الأجنبي المباشر،بحوث ندوة ،بغداد،2002،ص79. وبالمقابل يرى فليب غوميت ،أنه بالرغم من أن عملية العولمة قد ضربت بجذورها في الأعماق في بعض الميادين وتخطت السيادة القومية للدولة في بعض القطاعات ،كالمال والأعلام والثقافة ،إلا أن الدولة القومية((national stateمازال لها الكلمة الفصل في مسائل أخرى كالدفاع وحتى التجارة الخارجية .
ويرى جوسبان الزعيم الاشتراكي الفرنسي (إن قوى السوق "أي العولمة" لا يمكنها حل مشكلاتنا الاجتماعية ونحن يجب أن لا نترك أوروبا لقمة سائغة لقوة السوق)()حسن بحر العلوم ،العولمة بين الإسلامية والغربية ،معهد الدراسات العربية ،لندن ،ط2، 2003، ص32.
ويرى حسن حنفي يقول (إن العولمة في مظهرها الأساسي تكتل اقتصادي للقوى العظمى للاستئثار بثروات العالم ،مواده الأولية ،أسواق،على حساب الشعوب الفقيرة ،واحتواء المركز للأطراف التي حاولت الفكاك منه في الخمسينات والستينات إبان حركة الوطني)() حسن بحر العلوم ،العولمة بين الإسلامية والغربية،ص33.

أولا- الجانب النقدي /بوصفها غزو ثقافي:هنا نحن إزاء وجهة نظر نقديه من العولمة:إن تلك السياسات وما تجابه من نقد من بعض الإطراف التي أصابها الضرر من جهة أو سعي الإطراف الغربية إلى تسوغ العولمة وتمريرها كان يفترض نشر قيم ثقافية بديلة عما هي عليه الثقافات المحلية وهو الأمر حدث في الغرب عند تطور الحقوق والواجبات إلا إننا نلمس إن الغرب في تصديره للعولمة كان ينبع قانون يطبق على الداخل قانون أمر يطبق على الآخرين .هذا إذ نظرنا الى القيم بوصفها
-القيم الثقافية :في ا الغرب لقد عملت المؤسسات الثقافية والاعلاميه عل تقدم مسوغات للعولمة تقدم على الخطوات آلاتية : مخاطبه المؤسسات التربوية والتعليمية ألوطنيه لإعادة النظر بطريقه عملها ربما يؤدي , مزيد من( التلاقي الامتزاج)التخفيف من العواطف ألدينيه والعقائدية وعدم تسييس الدين ومواجهة الحركات ألدينيه وربما عدم التورع عن ضربها واستئصالها بالقوة ، ضمن هذا التوجه يلاحظ اهتمام الباحثين الأمريكان بوجه خاص بعلاقة العولمة بالبعد الحضاري والثقافي .
1ـ نهاية التاريخ : حيث تنبأ فوكوياما بهذه الأطروحة بنهاية عصر الايدولوجيا والى الأبد" من خلال انتصار ما يسمى بالليبرالية الجديدة " العولمة " . وعني بذلك إن دولاً متقدمة وصلت إلى النهاية التاريخ ،وأخرى بقيت في قعره ،فلم يبق إمام الليبرالية إلا تحديان هما :
أـ الصحوة الدينية الناجمة عن الشعور بالفراغ الروحي في المجتمعات الاستهلاكية
ب ـ العواطف الوطنية القومية التي يتوقع لها البقاء في البلدان النامية في إن بقاءها في البلدان المتقدمة ليس من اجل إن تكون في نزاع من أليبرالية الجديدة، وإنما لتدخل من صراع يهدف إلى المساعدة على اكتمالها (28) السيد يسين ،في مفهوم العولمة،ص24.وانظر فرانسيس فوكوياما ،نهاية التاريخ،ت:حسين الشيخ،دار العلوم العربية ،بيروت،ط1 ،1993.
2ـ صراع الحضارات :ـ وتنبؤات هذه الاطروحه بنهاية الايدولوجيا ، ولكنها لا تعتقد بنهاية التاريخ ، إلا أنها تؤكد إن المستقبل سيشهد المزيد في الصراعات مما سيجعله صعباً كانت تلك الرؤية الليبرالية والثقافية وهي المعبر الأساسي للهوية التي تعد حاجز إمام الانفتاح لهذا دعمت الثقافة الغربية الثقافات المتعددة المتنوعة إلا أنها قد تترك اثر على ألهويات الوطنية فالثقافة العربية تعرضت شأن الثقافة في العالم الغربي ـ للاختراق ( من قبل الثقافتين ، الفرنسية والثقافة الانكلواميركيه ، والاختراق يمكن في محاولة إيجاد ما يطلق عليه ) ألفردية المستسلمة والتأكيد على غياب " الصراع الاجتماعي " ويعني كذلك تكريس ثنائية " التراث ومعاصره " وتعميق الهوة والتمزق والتشرذم مما يفسح المجال لظهور العداوات الثنية والتعصب الطائفي على حساب المحافظة على الثقافة المحلية أو الوطنية حاضراً ومستقبلاً وضرورة تجديد الثقافة العربية عبر ربط الحاضر فيها بالماضي في اتجاه المستقبل (29)محمد عابد الجابري ،المسألة الثقافية في الوطن العربي ،م دراسات الوحدة العربية ،بيروت ،ط2 ،1998 ،ص171-237.

-الاتصال : تشكل العلاقة الأبرز في تجديد قدرات العولمة والتي تمثل تهديد أيديولوجيا الاتصال والتوظيف الدعائي هما اللذان يمثلان الغاية التي يمكن كشف أهم إبعادها التي توزع بين المستويات الاتيه .
1. المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والذي نلمس فيه إن الاتصال يحاول هنا خلق قيم استهلاكية تداعب الأعلام وتدفع الجماهير إلى القيم الاستهلاكية عبر مسعاها إلى تغير القيم القديمة وإحلال قيم جديدة عبر آليات الأعلام ألمتمثله في آلية التكرار آلية المعاصرة وآليات التهويل والمبالغة وآلية التخويف ، وهذه الآليات تعتمد على تعميق الثقافة التي تحرك الغرائز بعيداً عن الضوابط القيمية والتعقل وتشجيع الأعمال التلفزيونية الفارغة. تفكيك القيم الأسرية وإحلال القيم الغربية، عبر وسائل الاتصال التي تحاول إلحاق الناس بالقيم ألبديله للمركز الغربي .
2. تحفيز الناس على تقليد اللغة الاجنبيه وجعلها لغة النخبة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبالتالي خلق تبعية عقلية وفكرية للأخر الغربي .
3. إشعار المثقفين بأزمة ثقافية أو أزمة هوية بشكل حاد يمتص التبعية الثقافية. التحكم بالوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي وخلق موجهات لها من خارجه .
4. تعميق حالة الاغتراب وعدم الرضي والرفض للمجتمع ، وبالتالي الثقة بالذات والمستقبل.
5. ـ التشويه الثقافي والسلوكي والاجتماعي .
وهكذا تلعب إلايديولوجيات دورا بارزا بوصفها قوة فكريه تعمل على تطوير النماذج الاجتماعية القائمة وفق سياسة متكاملة تتخذ أساليب ووسائل هادفة وتساندها عادة تبريرات اجتماعية أو نظريات فلسفيه وإحكام عقائدية أو أفكار تقليدية ، وفي الغرب هناك وظائف للأعلام اختلف فيها الخبراء منهم من وجدها في تقديم الأخبار، والرقابة ، وشرح المعلومات ، وعرض قواعد العمل . وآخرون وجدوها في : وظيفة المراقب ، وظيفة وضع السياسات ، وظيفة التعليم . وهي في ألمحصله تمثل الوسائل ألمنتجه للوعي الاجتماعي الذي يحدد إدراك المواطنين للعالم والمجتمع الذي يعشون فيه ، ومن هنا يظهر للأعلام دور كبير في التأثير في الوعي عبر اعتماده ، بوصفه أداة في توجيهه بالشكل الذي يخدم الجهة التي تمتلك وسائل الأعلام ،فان الدول ألمتقدمه هدف من وراء نشر إيديولوجيتها إلى حماية مصالحها الرأس مالية ، تم هذا عبر الثقافة ، فيه وسيله خطيرة وفعاله لأنها الأكثر من غيرها قدرة على تثبيت التصورات والقيم والرؤى وترسيخ المرجعيات الفكرية التي تصدر عنها المواقف لهذا ترى القائمين بالاتصال على دراية كاملة باستراتجية الدولة الإعلامية والخطط الإعلامية المنبثقة عنها، والجمهور المستهدف وكيف يمكن الوصول إليه .
أولا :التأثير الدعائي/الاستهلاكي:لهذا يرى خبراء الاتصال الغربيين :أن علماء النفس الذين يخدمون في مجال للأعلام قد توصلوا إلى أن وعي الإنسان (أي إنسان ) له ثلاث مستويات
1- يكون فيه وعي الإنسان كاملا فهو يعرف ماذا يريد بالضبط
2- وهو العقل الباطن , والإنسان فيه ربما يتحسس بوجه عام ما يريد ,ولكنه متأثر في ذلك بآمال خفيه , كالمخاوف والآمال غير المتحققة .
3- وهي المشاعر التي لا يعرفها الإنسان وإذا عرفها لا يناقشها.فالإنسان بلغة علم النفس منشطر على ذاته في معتم لا شعور أخر شعوري وهذا الانشطاري وهذا الانشطار إنما هو ترابط ضمن سلسله دلالات لها بنية تركز عليها قاعدتها اللغة ,تتكرر وباستمرار سواء عنه طريق سلطة الملك , أو ان طريق العوارض النفسية المرضية ,فالاسطور خاضع للرقابه الشعور الذي يحول دون الاتضاح عن التزاده المكبوتة دفعه واحده.
لهذا يركز خبراء الإعلام في رسالتهم على المستويين الثالث والثاني عبر التلاعب بالرغبات الظاهرة والمكبوتة والعمل على إشباعها أثارتها نحو الاستهلال والأتباع السياسي , وهذا يتحقق عبر تلك الرسائل والإعلانات التي يتم توجيها الى المتلقي للتلاعب بالرغبات وبالتالي يتم بناء خيال استهلاكي وسياسي وثقافي يعمق قيم الأتباع والاستهلاك وهذا يأتي عبر التمويه mystification وهو يعنى حجب الحقيقة آذ بواسطة التمويه تتمكن الثقافة الاجتماعية المهيمنة ان تفرض نظرتها وقيمها وأهدافه في ظل العلم والتكنولوجيا الغربيان اللذان يقومان في النظام الحاضر على العنف والدمار وليس على الخير والسعادة والسلام لأن الدافع يحرك النظام السياسي في الغرب هو دافع القوة والسيطرة, هو دافع غير منطقي ولاعقلاني. الذي يتسلل إلى أذهاننا عبر الأعلام الذي يعمق الأتباع عبر دمج المتلقي في قضاء يقوم على منطق التمايز بين المسيطر والمسيطر عليه بين السلطة وخطابها الدعائي والمتلقي المستهلك لتلك الرسالة بوصفها الأطراف مقابل مركز مهيمن مسيطر وأطراف منبهرة بهذا التقدم والتحضر الذي يقدمه الآخر على نفسه عبر الثقافة والأعلام التي تلعب أدوارا حاسمة في تثبيت المعايير التفاضلية بين الشعوب , وكثيرا ما صاغت أو أعادت صوغ جملة من المعطيات الخاصة بمجتمع ما لتجعله يتصور بأنه أفضل من غيره وهى قادرة بفضل موقعها الرفيع على أن تجيز وتهيمن وتحلل وتحرم, وأن تحفظ منزلة شيء ما أو ترفع من مقامه , الأمر الذي يعني قدرتها على أن تكون الوسيلة الأساسية لتثبيت التمايز في المجال الذي تعبر عنه , وقد خلق هذا الافتراق الإعلامي والفكر أمرين الأول ضعف الارتباط بالجسم الحضاري والثاني ضعف الوعي بالذات والآخر , ما أسفر عن حالة ذهول قادت إلى الانتماء إلى القوي ومحاكاته وقد سعى المتطرفون في هذه الطبقة لخلق الانقطاع التام عن ألذات كليا.لكن هذا لايمكن ان يجعلهم جزء من الأخر الغربي الذي يقدم نفسه .بوصفه نسق ثقافي ديني وفكرية وعرقيه تكونت تحت شروط تاريخية.إلا أنها تعالت على بعدها التاريخي عبر الاختلاق السردي الماضي مرغوب به يشبع تطلعات انيه مصحوبة باصطناع ذاكره توافق تلك التطلعات انتخبت بين ألذات النقية والاخر الذي يشوبه التوتر والالتباس ،المتلقي الذي يحاكي المركز المنتج لتمايز لا شعوري بهذا لهذا تراه ينجذب الى استهلال ذلك الخطاب الدعائي الذي يحاول ان يداعب أحلام ليقضه لدى الشباب والاندفاع الجامح الذي يداعب الغرائز والأماني ألجنونه سليل الحكات الوجودية المتمظهره اليوم في المحطات الفظائيه وخطابها الدعائي القائم على الريح وإثارة الغرائز والتسلية عبر مداعبةاحلام اليقظة التي هي بين ألمقدره المحدود والحلم بالانطلاق وإبراز ألذات إمام الآخرين .
وهذا يتم تقبل أوليات السيطرة بشكل يجعلها غير مباشره إلا أنها بالنهاية تعيد التكيف الاجتماعي والسياسي مما يودي بالنهاية الى ازامه وتدمير الثقافهه ألمحليه السائدة عبر التشكيل بها وبرموزها أو تجريدها ،مما يودي الى استبعادها لتحل محلها تلك الثقافة المحصورة عالميا وبأفقها الدعائي الاستهلاكي.
الثاني:المخيال السياسي والصور النمطية في الفترة ألسابقه: مخيال تقوم بإنشائه سلطة واعية بشكل مباشر . أو غير مباشر . تتعامل رغبة الأفراد عبر اعتماد القيم الثقافية والبحوث والدراسات الموجهة في مجال الأعلام أو مجال التربية منطلقة من موقف إيديولوجي تجاه الآخر ، حيث هي تضع مخيال تجاه الآخر قائم على التمثيل عبر صور نمطية مشوه تجاه الآخر ( العربي .)

أولا: في مجال التربية : وهو الطريق الذي يساهم في بناء الذاكرة فان التعليم هو المحور الرئيسي لكل الجوانب . وللتعليم أهمية كبيرة بحيث أن صمود المجتمعات وأقولها يعود إلى القيم التي تعتنقها غالبية أبناء المجتمع .. فالتعلم هو المدخل الطبيعي لتكوين الإنسان العصري وخلقه وتنميته والإنسان العصري له خصائص متمثلة بالانفتاح تجاه التجديد والتغير والرغبة في التعرف على المشتملات والقضايا الداخلية والخارجية والاتجاه نحو الحاضر والمستقبل وليس إلى الماضي فقط وتبني التخطيط العلمي والعقلاني كأسلوب لمعالجة المشاكل والمواقف والسعي للتحكم في البيئة والتأثير عليها بدلا من اعتبارها وجودا جامدا ومفروضا على صورة لا تقبل التغيير . احترام كرامة الآخرين والثقة في العلم والثقافة ومن هنا يعد التعليم احد الادوات الرئيسية في بناء الإنسان فالقيم والاتجاهات السائدة في المجتمع تكتسب من خلال عملية التنشئة التي تقوم بها مؤسسات مختلفة وأهمها قنوات التعليم الرسمي ، وقد لوحظ أن ثمة علاقة وثيقة بين طبيعة النظم السياسية القائمة وأهداف النظام التعليمي ومكوناته (1) .

تطال الذاكرة وما يماثلها بأهمية بالغة ، مسألة الهوية القومية ، القوة والسلطة ، فدراسة التاريخ ، سواء أكان في المدرسة أو في الجامعة – إذ تشكل أساس الذاكرة – هي ابعد ما تكون عن دراسة الحياة في الواقع والحقائق الأساسية ، بل أنها والى قدر كبير ، مسعى يقوم على التعليم بضرورة أن تبني فهم المطلع وولاء المروم للوطن ، والإرث ، والمعتقد (2) .
ومن هنا يأتي التعلم كقناة مهمة في إقامة الهوية والسرد الذي يقدم عن تاريخ الجماعة ويتخذ من المؤسسات التعليمية مجالا التثقيف ، وهنا نحن نحاول أن نقف عن صورة الأخر ( العربي) في التعلم الأمريكي من خلال دراسات أمريكية حصرا . فهناك دراسات أمريكية منهجية تصدت لدراسة ( صورة العرب ) في الكتب المدرسية للمدارس الابتدائية الأمريكية وقد شملت الدراسة (58) كتابا مدرسيا يستخدمها المدرسون في الصفوف من رياض الأطفال حتى الصف التاسع في شمال شرقي ( أوهايو ) وشمل عرض النتائج مجالات الموضوعات التالية :
1- حياة البدو : إذ سيطرت على العرض عناصر البداوة وألقت بظلها على الجانب الآخر للحياة العربية ويصدق ذلك على المادة المكتوبة والصور الإيضاحية في الكتب المدرسية حيث كان هناك تصوير لتخلف الحياة في المدينة والقرية دون ايلاء اهتمام يذكر إلى التعليم .
2- الدين الإسلامي : إذ شوه الدين الإسلامي حيث تركز الاهتمام على خصائص الروح القتالية في الإسلام وأهملت الفلسفة والمعتقدات الأساسية إهمالا تاما.
3- الزراعة والحياة المدنية : حيث كان المؤلفون يغالون في كثير من الأحيان في تأكيد صورة البدو مع أيراد صور فوتوغرافية في اغلب الأحيان لتبين هذا النمط . في الوقت الذي يميل المؤلفون لدى مناقشة عناصر الصحراء إلى تأكيد منجزات إسرائيل مع تجاهل منجزات العرب في تغيير الصحراء . في نفس الوقت الذي تؤكد تلك الكتب على فقر المزارعين في حين تصور المدن على أنها تزخر بالعاطلين عن العمل مع قلة من أصحاب الملايين يركبون السيارات الفارهة وتتضمن الكتب إشارة ملحة إلى أن مشاكل الشرق الأوسط الاقتصادية يمكن حلها عن طريق ربط بالكامل بعجلة الغرب .
4- السياسة والديمقراطية : تم تصوير على أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، مع عرض الحروب العربية الإسرائيلية من وجهة نظر إسرائيلية وتجاهل العرب والفلسطينيين .وهناك دراسة كيني (L. LKkeenny) وقد وجد كيني أن مناقشات الشرق الأوسط في كتب التاريخ المدرسية تزخر اغلب الأحيان بوقائع غير دقيقة وافتراضات وتكرس المفاهيم الأساسية الخاطئة عن الدين الإسلامي.
1- تشيد الكتب لدى مناقشة المعتقد الإسلامي على الترخيص بتعدد الزوجات والرق دون ذكر الحدود التي وضعها القرآن .
2- كما وجد أن الكتب المدرسية تشرح انتشار الإسلام بقوة السيف متجاهلة تماما العملية الطويلة التي استغرقت قرونا والتي أدت إلى التحول إلى الإسلام من خلال الإقناع .
3- وكثيرا ما تتجاهل هذه الكتب الإسهامات الإسلامية في الحضارة الغربية ونعرض التاريخ الحديث للشرق الأوسط بعبارات سلبية في الأغلب .
4- أما الكتب المدرسية الخاصة بالجغرافية فأنها تبالغ باستمرار في تأكيد عنصر البداوة في الوطن العربي وقلما تتطرق غلى عملية التحضر التي تجري بمعدل سريع ، ولا تلقي التغيرات الاجتماعية والاقتصادية إلا قدرا ضئيلا من الاهتمام الجاد وتحظى إسرائيل بمعاملة متحيزة أن في طريقة الحديث عنها أو في حجم المساحة المخصصة لها في كتاب مدرسي وتؤكد هذه الكتب على إنجازاتها في تحويل الصحراء إلى جنة خضراء دون أدنى إشارة إلى الإسهامات العربية : هذه الكتب بالتأكيد سوف تساهم في خلق صور مشوهة وبالتالي تشكل الذاكرة الجمعية الأمريكية وصورتها عن العرب . قد سألت معلمة في كاليفورنيا طلابها " ما هو تصورك عن العرب ؟ " فكان الجواب : " العرب لا يرتدون ملابس داخلية "
" أنهم بدو من نوع الخنافس "
" معظمهم يربون لحي "
" الجمل هو وسيلة التنقل الوحيد "

هذا الجواب انعكاس لتلك المناهج التي تشكل صورة نمطية ويشير" ادموند غريب " : " مع أن هذه الصور عن العرب يمكن صرف النظر عنها لكونها حصيلة معرفة مبسطة (..) إلا أنها في الحقيقة تمثل انعكاسا دقيقا ولو مبسطا قليلا إلا إنها الصورة المقبولة والشائعة عن العرب في ثقافة الراشدين الأمريكيين .

إن الأسلوب التقليدي في وصف العرب يصور شيخا صحراويا يحيط به حريم من الفتيات الراقصات في " ألف ليلة وليلة " . انه يشدد على مشهد الكثبان الرملية والنخيل مع هرم في الخلفية غالبا . وفي الحكايات الإخبارية الحديثة وبرامج التسلية التلفزيونية تمثل صورة الثقافة العربية بفليم " موت أميرة " الذي يعالج موضوعه التفسخ والمادية المطلقة العنان إلى جانب الكوابح القاسية على ادوار النساء الوظيفية في المجتمع والعقوبات القاسية عليهن بسبب تصرفات تجيزها المعايير الغربيبة الجارية على نطاق واسع (3) .
هذا جزء من ماضي الصراعات القديمة التي ساهمت في خلق هوية غربية تقابل ماهو غير غربي معتمدة على اختلافات جغرافية من التباينات التي تسهم في تقديم تعريف للذات الاوربيه عبر التباين بين الانا والاخر هذه تساهم في خلق الهوية التي في بنائها لاتنفصل عن الغيرية (ان بناء الهوية يكون بمنزلة مخزن الأضداد )() - ارفن جميل شل ،الاستشراق جنسيا ،ت: عدنان حسن،ط1،2003،شركة قدمس للنشر ،بيروت،ص81.
.ولهذا التاريخ وفلسفته دور كبير في تعميق ذلك الوهم بالهوية الغربية مقابل الأخر فدراسة التاريخ سواء أكان في المدرسة أم في الجامعة إذ تشكل أساس الذاكرة وهي اعد ماتكون عن دراسة الحياة في الواقع والحقائق الأساسية بل هي الى حد كبير كسعي قومي يقوم على التسليم بضرورة ان تبنى فهم المطلع ولاءه المروم للوطن والإرث والمعتقد)() ادوارد سعيد ،التلفيق ،والذاكرة،والمكان ،م/كرمل ،ص93.
.وهذه السر ديات التاريخية تمثل عملية مماهاة تامة خالية من الاختلاف والتعارض فهي تؤدي الى انغلاق حضاري وإرهاب فكريعبر الاقصاءات الفكرية والعسكرية .
ثانيا – في مجال الأعلام :
أن للأعلام دورا كبيرا في صناعة الوعي العام وصانعي القرارات ، وهذه العملية من شأنها أن تخلق التفاعل الطبيعي بين اهتمامات الرأي العالم وقضاياه وقرارات السلطة السياسية وهناك نوعان من الأنظمة السياسية إذا كان النظام السياسي يقوم على مجرد القوة فان رغبات من يمتلكون القوة لابد من أن تنتقل إلى من يستجيبون لها ، وإذا كان النظام يقوم على المشاركة فان ذلك في صنع القرارات ، وبوجه عام ، فانه كلما زادت ديمقراطية النظام السياسي زادت حاجته واعتماده على النظام ألاتصالي . لكون السياسة في جوهرها ماهي إلا صراع بين جماعات مختلفة للتأثير في سياسة الدولة (4) .

ومن هنا تظهر وسائل الأعلام مرتبطة بالوظائف المناط بها فهي لدى ( الاسويل ) 1948 أربعة وظائف : 1- تقديم الأخبار 2- الرقابة 3- شرح المعلومات وعرض قواعد العمل 4- نقل التراث الحضاري من جيل لأخر ، ومن جزء من المجتمع لآخر ، وهناك ( شزام) 1964 حدد وسائل الأعلام في ثلاثة هي : 1- وظيفة المراقب 2- وظيفة وضع السياسات 3- وظيفة التعليم والنتيجة أن وسائل الأعلام هي المنتجة للوعي الاجتماعي الذي يحدد إدراك المواطنين للعالم والمجتمع الذي يعيشون فيه .
ولتحقيق ذلك يفترض حتى تحقق تلك الوسائل الغايات المنشودة منها يستلزم أن يكون القائم بالاتصال على دراية باستراتيجية الدولة الإعلامية ، والخطط الإعلامية المنبثقة عنها ، وبالجمهور المستهدف وكيف يمكن الوصول إليه وفي هذا يؤكد ( فانس باركارد) : أن علماء النفس الذين يخدمون في مجال الأعلام قد توصلوا إلى أن وعي الإنسان – أي إنسان – له ثلاث مستويات أو درجات :
الدرجة الأولى : يكون فيها وعي الإنسان كاملا فهو يعرف ماذا يريد بالضبط ولماذا يريده .
والدرجة الثانية : هي العقل الباطن ، والإنسان فيه ربما يتحسس بوجهه عالم ما يريد ، ولكنه متأثرا في ذلك بعوامل خفية ، كمخاوفه وأحلامه غير المحققة وما إلى ذلك .
الدرجة الثالثة : هي التواريخ والمشاعر التي لا يعرفها الإنسان ، وإذا عرفها لا يناقشها . وقال خبراء الإعلان وان رسالتهم هي التركيز على الدرجتين الثانية والثالثة في نفس الإنسان ، ومن هذا نفهم اهتمام مخططو البرامج الإعلامية وخبراء الاتصال الجماهيري في الولايات المتحدة بإدخال العلوم الإنسانية من علوم اجتماعية وعلم نفس وتاريخ وغيرها إلى حفل العلم والعمل المتصل بمخاطبة الجماهير وذلك يفرض تفهم نفسيات المتلقين والعناصر المؤثرة في تفكيرهم ، وفي مجتمعاتهم ، من اجل التسرب إلى عقولهم ووجدانهم بهدوء من خلال المعطيات والنتائج التي توصلهم لها الدراسات في مجال هذه العلوم . ويرى روجيه جيران : أن الحقل السياسي الغربي أصبح يتحدد بالكذب أكثر من أي وقت مضى بعد انهيار الإيديولوجيات التعبوية التي شكلت مرجعيات للقيم والدلالة وحوافز للسلوك المثالي ، وان وفرت أحيانا كثيرة غطاء للتمويه والتزييف ، وتبرز السياسة الكاذبة السائدة حاليا في مستويين مترابطين : (5)
1- تقديم الوعود المثالية الزائفة .
2- استخدام الشاشة التلفزيونية والأضواء الكاشفة للظهور بمظاهر جذابة مؤثرة ، لا تعدو غالبا أن تكون مصطنعة ، ملفقة لا تعبر عن واقع الأشياء وجوهرها ، وهي بالتالي تمثل ( ثقافة الصورة ) .ضمن هذه الإلية ثم إنتاج صور تمثيلية عن العرب وفي هذه يقول محمد حسنين هيكل :
1- لم يعد العرب يواجهون الخطر الأخلاقي المتعلق بسوء فهم الرأي العام الغربي لهم وحسب ،
2- بل أنهم في خطر مادي حقيقي لكونهم معرضين لممارسة القوة الغاشمة ضدهم التي لا تمتنع عن استخدام التدخل العسكري. وقد تنوعت الصورة المتخيلة عن العرب في جغرافية شرقية صحراوية ويمكن أدراج نماذج لتلك الصورة رافقت التطور التاريخي الذي ولده الصراع السياسي والذي أنتج بالتالي إشكال جديدة من التخيل .
1- صورة العربي المتمثل شيخا صحراويا يحيط به حريم من الفتيات ( سالفة الذكر ) وهذه الصورة وليدة ذهنية الاستشراق .
2- صورة العربي ( المتوحش ) أو غير المتحضر و ( ذي النزعة العسكرية) في خريف 1980 تناولت ( الواشنطن بوست ) بمقالة لها بالروح ذاتها ، إرسال فوات الانتشار السريع إلى مصر للتدريب في ظروف قتال صحراوية ، فتحت عنوان " الجنود الأمريكيون بإقلاعهم إلى مصر ، يأخذون نصيحة عن سائقي الجمال " وحذرتهم من " الكلاب المسعورة والجرذان " .
3- جاء الصراع مع إسرائيل بإنتاج صورة "العربي الإرهابي" مثلا ان إذاعة سي . بي . أس للأنباء أذاعت في 1974 برنامجا عنوانه " الفلسطينيون " لعتب هذا البرنامج تقريرا إذاعيا ممتازا مع هذا فقد حمل في جوهره رسالة مفادها أن جميع الفلسطينيين إرهابيون .
4- وبعد بروز الأوبك بوصفها قوة اقتصادية رئيسية وارتفاع أسعار النفط في السبعينات خلق صورة العربي النهم والطماع وغير المستقيم .
5- وبعد الإحداث الأخيرة تحولت دول الشرق الأوسط دول راعية الإرهاب .
ثانيا :الجانب ألتحديثي /
أ-بوصفه إشاعة القيم الليبرالية:
ثمة جانب أخر يجابي من ظاهرة العولمة بوصفها تقدم تصور جديد للهوية القائمة على المغايرة ويعتمد آليات تجاوز القديم والدوغمائيةالتي تركز اساساًعلى ثنائية ضديه حادة هي نظام الأيمان أو العقائد / ونظام من اللاايمان واللاعقائد أي أنها ترتبط بشده وبصراحة بمجموعة من المبادئ العقائدية وترفض بنفس ألشده مجموعة أخرى تعتبرها لاغية لا معنى لها .ولذلك فهي تدخل في دائرة الممنوع التفكير فيه المستحيل التفكير فيه وتتراكم بمرور الزمن والأجيال على هيئة لا مفكر به()محمد أركون ،الفكر الإسلامي قراءه علميه ،ألمقدمه،للمترجم هاشم صالح ،المركز الإنماء القومي،بيروت ،ص6.هذه الدوغمائية الأصولية والقومية ذات البعد الإيديولوجي تركز على الجانب المعارض لمصالحها أكثر مما تركز على الجوانب الايجابية والتي أخطرها رفض الاستبداد السياسي والاجتماعي والعقائدي فهي تمثل جانب سلبي ويقول حسن حنفي : من هذا التصور المركزي للعالم جاءت فكرة الزعيم الأوحد ، المنقذ الأعظم والرئيس المخلص الملهم يأمر فيطاع . فقد تحولت سلطوية التصور إلى تسلط النظم والإعلاء من شأن القمة على القاعدة فاهم شخص في الدولة هو الرئيس واهم فرد في الجيش هو القائد وفي هذا يقول الفارابي: سواء قلت الملك أو الرئيس أو الإمام أو الله فأنني أقول شيئا واحدا .
هذه بالذات التواريخ ، التي تشكل الذاكرة الجمعية للجماعة ، لفئة ، لطائفة ، وتجعل الأخر عدو هذا ، مما يجعل رجال يؤمنون بالموت من اجل قتل الآخرين المختلفين معهم في انتماءاتهم الدينية والمذهبية ، الدافع الوحيد غالبا تقاطع مصالح أنية ذات بعد سياسي واجتماعي إلا إن المنظرين غالبا ما يعتمدون عملية إسقاط الاطروحات الدينية التاريخية حتى يسبغ الشرعية على تلك المطالب فتظهر للآخرين وكأنها مطلب عقائدي متجاوز المصالح الآنية وبالتالي التعاطف وإسباغ الشرعية على ذلك الأمر وهم بهذا يعتمدون على ذلك الميراث ألصراعي الذي يعمق الخلاف ألاثني والطائفي .
إما الأفكار الجديدة فهي تحديث ومغايرة ونقد للهيمنة السياسي فالليبرالية التي (على أساسها تقام الحكومات البرلمانية ،وتتأكد حرية الصحافة والاعتقاد الديني والسياسي والثقافي ،وتلغي فيها الامتيازات ،وتحمي حقوق المواطنة والمساواة أمام القانون ،وتتيح فرص المشاركة السياسية ،على قواعد التعددية وتداول السلطة أمام الجميع .أنها تعطي الحكم خارج المنظومة الغربية ،وجها إنسانيا وديمقراطياً(30) شاكر النابلسي ،الليبراليين الجديد،منشورات دار الجمل (كولونيا-بغداد)ط 1، 2005.
إن يمثل موت القديم وأفوله سوى كان ذلك في الفن أو الأدب أو الأعلام(لكنه ليس من جراء ذلك ،مجرد الانحراف الذي يؤدي إلى النكوص:انه الانحراف الذي ينطوي على طاقات معرفية وعملية سيترتب علينا استكشافت ،والتي ترسم على الأرجح ماسياتي لاحقا كما هو دائما حال الانحرافات)()جياني فاتيمو،نهاية الحداثة،ت:فاطمة الجيوشي،دراسات فكرية37،منشورات وزارة الثقافة ،دمشق،1998،ص59.
وهذا مغاير لما اعتاد عليه الفكر السلطاني(سواء أكان"لاهوتيا" أم"سياسيا"لا يواجه الأخر من حيث انه إنسان يعقل ويفكر ،يبحث ويتساءل بل من حيث انه كائن "يؤمن"أو"يكفر"،"يخضع ويتبع"أو "يرفض وينابذ"-أي انه لا يوجه الاخرالااتهاميا ؛والأخر "مجرم"سلفا ،بشكل او أخر وعليه إن يثبت "براءته" إذا أراد إن يحيا.(31)صادق جلال العظم ،ذهنية التحريم ،(ملحق الفصل الثالث ملحق ،العقل المعتقل،بقلم ادو نيس)،دار المدى،ط3 ،1997،ص93-94.هنا يظهر بوضوح الاختلاف الجذري بل الأمر يصل إلى ماهو أقسى من ذلك حيث الفرد يتبنى بنيته الفكرية وفق إلية للمجتمع الدور الأكبر في تكون القناعاته التي تفرض عليه، بوصفها المسلمات التي يؤمن بها وهي من المقدسات التي بطبعها لأتقبل بالشراكة المختلف وان قبلته فهذا على المستوى الظاهر فقط إما في العمق فنحن متمركزين حول تلك الأفكار التي فرضة علينا دون اختيارنا.وهو ما يسميه اودنيس"العقل ألاعتقالي"(يتبين له أن "المعتقل"أي مكان الاعتقال ليس "النظام"وحده أو "المؤسسة"وحدها،وإنما هو أيضا"ذهن"المعتقد ذاته،وهو"معتقده"كذلك.ويتضح له بالتالي،أن مجرد تهديم النظام أو المؤسسة لا يؤدي إلى تهديم "المعتقل"وأن عليه،بالإضافة إلى هذا التهديم،أن يدرس بنى الفكر والشعور،وأن يهبط عميقا في اللاشعور الجمعي والفردي،لكي يقدر إن يفهم المبدأ الذي يتأسس عليه"المعتقل")(32) المرجع السابق،ص94-95.إي ألحاجه إلى تفعيل الحوار الفكري والاجتماعي والسياسي والنقدي(لأتكون المعرفة مجرد معرفة نظرية بل معرفة نقدية قادرة على اختراق الفكر السائد والنفاذ إلى قلب القاعدة الحضارية التي ينطلق منها سلوكنا الاجتماعي ،وينبع منه فكرنا وقيمنا وأهدافنا.والوعي الصحيح هو الوعي النقدي القادر على كشف الواقع وتعريته وإظهار قاعدته الحضارية.ولايمكن تغير الواقع إلا بكشف النقاب عن حقيقتة،وما عملية الكشف هذه إلا عملية المعرفة النقدية الهادفة إلى تغييره)()هشام شرابي،مقدمات لدراسة المجتمع العربي،الأهلية للنشر والتوزيع،بيروت 1977.ص68.
ب:نقد الخطاب السياسي والإعلامي العربي:
فلسفة الأعلام في بلادنا لا تخرج عن نطاق التجهيل و حجب المعلومات ويرجع ذلك إلى طبيعة النظام السياسي الحاكم للأعلام فهو إما نظام الملكية والتبعية للأجهزة الرسمية أو الخضوع لسيطرتها ورقابتها , فهذا يعتمد سياسة الحجب للمعلومات أو الكشف عن المناسب منها وهذا الأمر يعكس نزعه استبدادية فانه إعلام سلطوي السمة الرئيسية ألمشتركه لمعظم الانظمه العربية التي تمثل في كونها أنظمة يسيطر عليها القابض على المركز الرئيسي لصنع القرار السياسي في قمة هرم السلطة فيكون دور الأعلام تنفيذ سياسته الدعائية والترويج لمصالحها لا لصالح العام إلا أنها تقدم تلك المصالح على أنها تمثل الصالح العام ولكي نعرض لهذا الأمر لابد من تناول نقطتين الأولى الشرعية السياسية للدول الثانية العلاقة التي أقامتها الدول مع الأعلام والقيم التي رسختها في التجربة الإعلامية والبعد السلبي الاجتماعي لتلك السياسة بشكل عام.
أولا : الشرعية السياسية للدول العربية.
إن الواقع العربي بين تخلف أنظمته السياسية والثقافية والاجتماعية وهيمنة الأخر عليه , في ظل هذه الإشكالية ظهرت حداثة الثقافة العربية التي تقلب التقليدي وتستبدله بنظام مغاير يقوم أساسا على التعاقد الاجتماعي والشراكة وتدشين مؤسسات المجتمع المدني وحرية الرأي والاعتقاد .
إلا أن الحداثة قد ولدت غربياً في المصنع إلا أنها ولدت عربياً، وعالماً ثالثا في السوق , أي في ظل توحيد الرأسمالية للعالم كونونيالياً , ومن ثم دمجه احتكارياً "3" لهذا فان الثقافة الوطنية هي ثمرة التقاطع التاريخي بين الثقافة المحلية والتقليدية من جهة وثقافية الغرب المستعمرة من جهة أخرى ,فهي بقدر ما تشيرن الى هوية " ألانا " المحلية الخاصة بنا بوصفنا عرباً بقدر ما تنطوي على مفهوم جديد الذي أيقظ الوعي بالهوية الوطنية في الوقت الذي كان يطمح إلى انتهاكها وتدميرها 4
فلقد كان من الطبيعي ان تؤدي المجابهة مع الاستعمار والتفاعل معه إلى إن يكون الهدف القريب والمباشر للاستغلال هو استرجاع الدولة وإعادة بنائها على قاعدة قطرية(4) أي الاحتكاك بالأخر مرغوب نظراً لتقدم الأخر العلمي والحضاري ومكروه لما تركه الأخر من أثار نلمسها في تخلفنا بسب الاستعمار الااننا في دراستنا لظاهرة الدولة والمشروع السياسي إمام أمرين :
الأول: أنها ليست وليدة فعالية داخلية أنتجتها الظروف ألداخليه بل هي وليدة فعالية خارجية هيمنت على المنطقة عسكريا وفكريا بإنتاجها المفهوم الحديث للدولة .
الثاني : أنها تنتمي إلى بعد اجتماعي وتاريخي واقتصادي هي وليدة هذا الأمر وهذا جعلنا إمام نظامين اجتماعين وحضاريين .
الأول : المتمثل بالحداثة الوافدة من الغرب فهي تقدم حداثة سياسية تقوم على التعاقد الاجتماعي القائم على أساس إن الأفراد المكونين للمجتمع متساوون في الحقوق والواجبات "5"وتظهر الديمقراطية بوصفها نظاماً يشكل "بؤس" الإطار الدستوري والقانوني للحرية التي هي انفتاح مسؤول على الإنسان بالسلوك في إطار الايثارية , وهو الشق الأول منها , أي من الديمقراطية للحرية وللتناوب الإيديولوجي الحر على السلطة والحكم من اجل تغير الواقع والإنسان سلميا استجابة لتحقيق حاجاته المادية والمعنوية وهو الشق الثاني منها . والديمقراطية , بقيمها المتحررة ألمبدعه لتحريرها إياه من قيم العصبية المتزمتة ألمعيقه لكل أبداع . فالمجتمع الديمقراطي نقيض المجتمع العصبوي "6" في الوقت الذي نرى المجتمع الديمقراطي بنظر إلى الحرية مقترنة بمسؤولية الالتزام بقيم المساواة والديمقراطية والعدل والحياة الانسانيه واحترام شخص الإنسان وحريته والحفاظ على المجتمع وعلى وجوده نظيفاً صحيحاً خاليا من كل تلوث تسعى إلى تغير الواقع عقلانيا فهي لا تطلب السلطة لذاتها, بل لأجل انماءالانسان وتحقيق أهدافه "7" بالمقابل المجتمع العصبوي الذي ينطلق من مفهوم العصبية وهي شعور فئوي بوحدة ألجماعه المتميزة , بشوكتها يكونها سلطة واحده وجسما واحداً , ومصلحة واحدة , قوية التضامن والتماسك , يشد أفرادها بعضهم إلى البعض , شعور بالانتماء إليها لا إلى غيرها من الجماعات وشعور الانتماء هذا يولد في فرادها التزاما قيما فئويا نحوها , بكل مالها وما عليها التزاما واجباً ومسؤولا يجعل الأخ ينصر أخاه ظالما أو مظلوما ويجعل جماعة العصبية ترى " أشرارها أفضل من أخيار غيرها " وان وحده الشعور بعصبية الجماعة هي في أساس التعصب الديني والوطني والقومي والعرقي , والتميز بين الناس والشعوب "8" والتقارب بين الهوية والعصبية كبير " فالعصبية " إنما تكون من " الالتحام بالنسب اوما في معناه " ومن الولاء والتحالف والصحبة . وابن خلدون يرى " إذ النسب أمر وهمي لا حقيقة له , ونفعه إنما في هذه ألوصله والالتحام "9" في الوقت الذي يبدو النسب أمر وهمي كذلك الهوية فهي تخضع للاختلاق والتلفيق عبر تغييب الأصول في العملية , تقصى كل فرص الاعتقاد بأن هذه العملية من صنع الإنسان . وتعي الجماعة خصوصيتها واختلافها عن الجماعات الأخرى . عندئذ تبدأ هذه الجماعة في تشكيل إطار ثقافي موضعها وتتموضع فيه إي تبدأ في تشكيل هويتها الثقافية "10" ثم تحول تلك العصبية أو الهوية إلى بنية قيمية توجه السلوك وتخلق تصورات ألجماعه حول ذاتها وعلاقتها مع الآخرين .
فالعصبية بداية ’، نعرة فئوية ، دموية ، رحمية ، ملازمة ، لنمو النوازع الاوليه يتربى عليها الطفل , وتبدأ مع ألام في الاسره .. وهذه الفئوية وقوتها تشكل شوكة الجماعة الفئوية وقوتها،ثم ثم تسجيل
, بفعل التطور إلى فئوية طائفية ، دينية أو عرقية تستمد نعرتها لا من الدم فحسب ، بل أيضا من الشعور الديني أو المذهبي أو العرقي الفئوي ، ثم تستحيل إلى فئوية إيديولوجية من الفكر الطائفي والعرقي والانتماء الحزبي وعلاقات تنشأ منها فئوية متعدد في مجتمع العصبية "11" يقوم على ولاء فئوي أهلي بالمقابل فان المجتمع الديمقراطي إنتاج الحداثة السياسية القائمة على التعاقد وفكرة المواطنة بوصفها علاقة بين المواطن" مجتمع ـ دوله" هو تميز المجتمع عن الدولة بالمقابل المجتمع العصبي ينظم اجتماع الجماعة على أساس الشعور بالانتماء إلى جماعة معينة على أساس قرابة الدم أو الاشتراك في الدين أو في المذهب و العصبية كما لاحظنا هي الدرجة الدنيا والأولية في البناء العصبوي ، وقد لا تكون دائماً مبعث مشاكل اجتماعيه أو سياسية طالما بقيت في حدود التضامن الذي يؤسسها بوصفها علاقة طبيعية وليست مدنية وتبدأ بالظهور من بنية إلى سلوك عندما يبدأ ولاء الناس للكيان الوطني للدولة بالاضمحلال يغدو ولاؤهم لعصبياتهم أعلى اشد من الأول.
ومن ملامح المجتمع الذي تسوده الو لاءات العصبية المتصارعة إن يتصف بأنه " بلا إجماع سياسي " منقسم على ذاته بفعل هيمنة احد العصبيات على الحكم وتحويلها إلى سلطة تحكم بفعل القوه والإكراه تعمل على فرض أرادتها على غيرها بالقوة بعد إن تحول إلى السلطة .
لكن الملاحظ في سلوك تلك الأقليات أنها على المستوى السياسي والفكري تعيش انفصالا على مستوى العقيدة أو المذهب أو الدم .إما على المستوى الاقتصادي حيث يزول ذلك الانفصال حيث يتحدث تعاون وتبادل المصالح لهذا نرى الفئة فيما بينها تفاوة اقتصادي يحولها إلى طبقات لكن الفكر يوحدها اتجاه غيرها . .
لذلك نلمس الدول في الوقت الذي تعيش اغتراب عن واقعها المنقسم إلى عصبيات طائفية وفئوية وقومية تحاول إن تتغلب علية باعتمادها أحدى العصبيات المهنية التي تعتمد الإكراه مع غيرها فان الدول رغم عصبيتها إلا أنها تعمل على تمويه الخطاب الديمقراطي وتزيف التجربة الديمقراطية .
سعياً إلى كسب الشرعية التي يراها الكثيرون في إما بالهيمنة القانونية التي هي ذات طابع عقلي , والهيمنة التقليدية طبعاً للعرف ( أو العصبية ) والمهيمنة الكاريزما نية أي ذو القدرة الخارقة على سحر الجماهير التي هي ذات طابع انفعالي وتتطلب الثقة الكاملة برجل استثنائي "12"
ألملاحظه إن سعي الحكومات العربية أنها تحاول إن تحوز على الشرعية عبر انتسابها الاجتماعي ذو الطابع العصبي سلوكاً وطريقة تفكير عصبوية تقوم على التمركز حول ألذات وإقصاء الأخر.
ومن ناحية ثانية تحاول إسباغ الشرعية عليها عبر ادعائها الديمقراطية ولتحقيق هذه الشرعية لكن الملاحظ من تلك التجربة في تطبيق الديمقراطية أنها تتصف 1ـ اختزال التجربة الديمقراطية بعزلها عن العمق الشعبي وجعلها مجرد تجربة لا تجد أي تأثير لدى القاعدة الشعبية .
2ـ سطحية وهشاشة التجربة الديمقراطية بوصفها نظرية سياسية في الواقع العربي، مما حولها إلى مجر ديمقراطية شعارات استهلاكية .
3ـ غياب المؤسسات الدستورية ، تحت وطأة الدول السلطوية الاستبدادية ، التي تكرس حكم الفرد في مقابل حكم الأغلبية ، وقانون الرئيس أو الزعيم أو القائد على حساب حكم ألجماعه آو المؤسسة ، أو الأحزاب .وهذا ما ظهر في الشكل الثالث " الكاريزما نية ".
4ـ تأسيس الثقافة الديمقراطية وجعلها ثقافة تبشيرية للنظام الحاكم ، بدل تثقيف السياسة الديمقراطية ، بإسناد مهمة تطبيقها ورعايتها وتعميق مفاهيمها لدى أبناء المجتمع كي تنمي فيه روح ألحاجه إلى الديمقراطية الصحيحة وتخليص الديمقراطية من كل أساليب التزييف "13"
5ـ تكريس غياب الديمقراطية في الحياة السياسية العربية هو استبعاد منطق التعددية السياسية بحجة إن هذه التعددية تؤدي إلى تكريس الخصوصيات في حين المطلوب دمج هذه الخصوصيات في ورقة ألدوله لكن كل المحاولات القسرية لم تؤدي إلى انصهار الخصوصيات في بنية ألدوله وبالتالي العجز عن تحقيق دوله ألمواطنه "14"
6ـ إن أدق تعريف للنظام السياسي الممارس في أدبياتنا السياسية ،انه نظام لا عنوان له . فهو مزيج من العشائرية ، والطائفية والقبلية والجهوية ، والمذهبية ، والسلطوية ،والديمقراطية والإسلامية والجمع بين هذه "15"فالاستبداد آفاقه ممثلة في السلطوية ، وغياب المراقبة على الحاكم ، ومزاجية الحكام وتهمش الكفاءات وإقصاء النزهاء ، إضافة إلى الاعتقال والاختطاف والتعذيب وغير ذلك من آفاق الحكم المستبد
كما إن للديمقراطية عناوينها من الدستور ومؤسسات ومحاكم وانتخابات ونواب وحكومات وصحافة ولكنها عناوين أفرغت من محتوياتها "19" وهذا الأمر انعكاس إلى تلك البنية العصبيويه التي تقوم على الإقصاء والتمويه وإبقاء الكل في حالة صراع فالهدف السلطة لذتها داخل العصبية الواحدة ،أو مع باقي العصبيات، عبر خلق تحالفان مع بعضاهما ضد بعضها الأخر وسرعان ما ينتهي هذا التحالف بمجازر دموية تعمق الصراع حول المناصب وتوغل في الإقصاء "20" لقد أقامت تلك السياسة الاقصائية بإنتاج الرفض الفكري من الكثيرين " المفكرين "الذين تم زجهم في المعتقلات لأنهم يعارضون أفكار السلطة،هذا قاد السلطة إلى إنتاج العنف المضار الذي كان يشكل رفض لسياستها "21" لعل التكثيف الذي قدمه المفكر "حسن حنفي" البليغ في وصفه العلاقة بين الدولة والموطن " فالدولة في ذهن المواطن هي الشرطة والمواطن في ذهن الدولة هو العاق أو الخائن أو العميل " "22" لهذا تبحث تلك الحكومات عن الآليات والوسائل التي تمهد لها تحقيق حيازة الشرعية وهذا لا يتحقق إلا عير صياغة رأى عام ( فان الرأي العام الذي تبلوره رسائل الاتصال هو ذلك الرأي الذي تؤسسه الدولة ، أي المؤسسة السياسية ، وفق ما يخدم المصالح الآنية والمستقبلية )"23" ثانياً : العلاقات التي أقامتها ألدوله مع الأعلام ، والقيم التي رسختها :
إن الأعلام احد آليات السلطة السياسية المستبدة في عالمنا العربي وهذا يعود بشكل إلى امتلاك ألدوله بشكل مباشر أو غير مباشر عبر التشريعات التي تعقيد حركة الأعلام الخاص على ضعف شأنه .
اـ أثار السياسية الإعلامية وسماتها :وقد تركت تلك السياسة أثرا بعيداً في طبيعة ذلك الأعلام الذي انقسم بالساحات العامة التالية :
1ـ إن سياسات الاتصال والأعلام لم تدمج في سياسات التنمية للقطرية أي انه كان بعيداً عن الدور الفاعل في تطور التنمية عبر النقد والمتابعة التوعية
2ـ تفتقر سياسات الاتصال العربية إلى ألأساس العلمي من المعلومات والوثائق والأبحاث والميزانية ولعل هذا يتفق مع كونها وسائل دعاية للنظام لا تمثيل إلى الموضوعية والعلمية بل تعتمد الآنية والارتجال الذي هو طبع الحكومة والحياة الاقتصادية وبالتالي الأعلام .
3ـ إن سياسات الاتصال العربية لا تستند إلى خطط واستراتيجيات طويلة المدى . وهذا يعني الآنية والمرحلية في السياسة الإعلامية.
4ـ الأعلام العربي هو إعلام رأسي يهبط من أعلى إلى أسفل وذلك يرجع إلى مركزيته وتوجيه الدعائي والذي يخدم راس النظام وهذا يتخذ من الفرد الاستثنائي محل اهتمامها الأول .
لعل تلك الملامح ساهمت في ترسيخ السلطة القائمة وخلق سلوكيات عامة مرتهنة لهذا الأعلام في وقت تمارس القوه والإكراه الدور المرافق لهذه العملية ، مما خلف رأياً عاماً ممزقاً خاضعاً للارتهان.
ب- القيم السلبية التي ترسخها تلك الفلسفة السياسية :
يمكن إن تلمس إن هذا الأعلام أشاع نمطا قيميا معينا نرصد فيه قيما سلبية كرست ألنظره ألقيميه الأحادية : القائمة على التمركز حول ألذات وعدم القبول بالأخر فكرا أو نظاما اجتماعيا واعتقاديا في ظل شيوع نمط التعظيم الذي يصل إلى حد التقديس السياسي وهذا ما يظهر في حاله احترام السلطة في الوعي العربي سرعان ما تتحول إلى هيبة ثم خوف وتعظيم يؤدي تدرجيا إلى استبعاد أي احتمالات للمراجعة والمساءلة أو المطالبة أو المحاسبة أو المراقبة وتلاشيها ومن ثم فان الاعتمادية المفرطة في امتدادها العام على الصعيد النفسي والسلوكي ، تؤدي في الذهن العربي إلى التهيؤ العام أو المنطقي لقبول حالة الاستبداد والحكم القهري المطلق ويقتصر أمل الفرد كله في هذه ألحاله على مجرد إن يكون المستبد " عادلاً " ومع التسليم بشيوعي نفسية " الإذعان للسلطة " مهما كانت مطلقه أو استبدادية تقوم على ألوان شتى من أساليب العنف والقهر التي وان خلقت طاعة ألاانها طاعة شكليه وسطحيه تخفي وراءها مشاعر ومواقف مغايرة تماما تم كبتها بفعل أجهزه أمنيه ذات نفوذ استثنائي "24"
في وقت من الشروط الاتصال الصحيح توفر ثلاث عناصر. الأولى وجود ثقافة بديله عما هو قائم ثم وجود وسيلة اتصال تنتقل من خلالها ووجود فرد ومجموعه من الأفراد أو مجتمع يمكن إن يستقبل تلك الثقافة "25"لكن الذي نراه غياب ثقافة بديله تحقق التنمية البشرية و تعمق السلوك الديمقراطي والتعددي بل أنها ذاتها تلك الثقافة الاستبدادية التي تعمل أجهزة ألدوله على اشترارها مما خلقت اغتراب لدى المتلقي الذي تولد شعور بالاستلاب الذي يخلق شعور بالغربة إزاء السياسية والحكومة في أنها تدار من قبل الآخرين والمصلحة الآخرين وفقا لمجموعه من القواعد غير العادلة وفي هذا يقول حسن حنفي " طالما إن هناك عداء متبادل بين الدولة والمواطن فلا أمل في الإصلاح , هم ألدوله المحافظة على النظام وليس رعاية مصالح الناس وهم المواطن في الخلاص من نظام القهر والفساد وليس في الدفاع عن النظام لا يعبر عنه "26" .
قيمة الثنائية الحدية : وهي قيمة أخرى تصور إن ثمة نموذجين متناقضين لا يجتمعان معا أبدا أي التفكير بطريقة ( إما ..وإما ) أكثر وضوحا (من ليس معنا فهو ضدنا ) ،وهذه الخاصية بالذات من شانها إن تقوض الممارسة الديمقراطية لأنها تؤدي إلى غياب الحلول الوسطي في التفكير والتحول المفاجىء إلى النقيض أنها سياسية متبعة في الحكم انتقلت إلى الأعلام تقوم على الإقصاء والتهميش للخصوم ونعتهم بكل صورة النمطية . أنها أزمة ديمقراطية لن تسمح للثقافة العربية إن تندمج بوعي الناس يمنحوها قوتها المادية في ظل الأعلام غير حر تتلاعب فيه السلطة تمنح الصحيفة حق النشر سرعان ما تعود إلى تغير قانونها بحسب اتفاقات حزبية تتحكم بها الرؤية الفردية القلقة "27"
تكريس قيم ثقافة ألذاكره : في الوقت الذي تمثل أهداف الأعلام المعرفية في نقل المعلومات والخبرات والأفكار بقصد إيقاظهم وتنوير عقلياتهم يهدف رفع مستوياتهم الفكرية والعقائدية والعملية ، و الهدف المرجو في النهاية تحقيق تكييف لمواقفهم إزاء الحوادث والوقائع الاجتماعية وتحقيق تجاوبهم مع الاتجاهات الجديدة وإكسابهم المهارات المقلوبة ،نلمس الأعلام عندنا غالباً ما يعمل ورث تلك الأهداف عبر تكريس قيم ألذاكره القائمة على الأتباع والخضوع بما تعلنه الدعاية في سردها الرسمي عبر وسائل اتصالها المتنوعة والتي تستخدم احتكارها لحق الكلام في إيجاد أصلا يبرر ما تفكر فيه أو ما تسلكه انه يشكل ارغامات للوعي عبر اعتمادها الموروث في تسويغ سلطتها وعبر خلق نماذج فكرية وقيميه تتغلغل في وعي المواطن لتعمل على توجية أفكاره وأعادت صياغتها، مخلفتاً تاويلات رسمية للتاريخ والواقع والمستقبل تتفق والسرد الرسمي للسلطة التي يعتمد الأعلام الرسمي المعتمد على ما يسميهم ساتر " مهنيو المعرفة " من اساتذه جامعات ورجال دين الموظفين لدى السلطة يبررون ما تريد و يسبغون علية الشرعية ، حتى يبدو علمي وشرعي في وقت هو خارج هذا كله انه إنتاج تلك ألحبكه التي تمكن خلفها السلطة وغيرها التي توظف في إرغامه وعي المواطن على تقبل أساطير السلطة المعاصرة ألقائمه على تمجيد ألذات الفردي تمثل ألصوره المرغوب بها القائمة على تفخيم ألانا الحاكمة الأمر الذي يقود إلى خفض قيمة الشعب واختياراته وهذه ألحاله جزء من ماضي فكري تم بعثه عبر التمثلات السلطانية وأعادت إنتاجها في شكل جديد إلا انه نمطي
وهذا يمثل انكفاء نحو نوع معين من الماضي استجابة كما يعيشه الحاضر من حالات تشوش وهو على عتبة تحولات كبيرة يشهدها العالم (إنماء قيم اوقيمة معينه إنما هو إنماء ليقيم مسانده لها .. تتساند القيم بأن تلتزم الواحدة بالأخرى بالتشجيع والتداعي والتسويغ ، مما يجعل نظامها متماسكاً ، مترابطاًِ ولا سيما إن كانت القيم من النوع المستبد والمترتب عليها سلوكاً عنيفا ، مستبداً "28"
إن هذا الأعلام عبر هذه السياسة إنما تجاوز البعد التنويري للأعلام باعتباره مصدر الحقيقة والتغير إلى تحوله إلى اقرب ما يكون إلى الدعاية التي تستهدف التأثير في النفوس عبر أشاعه أفكار ومعلومات محدده يهدف السيطرة على الفرد الذي يعاني من هيمنة سلطتها إلا منيه ودعايتها الإعلامية والتربويه . في الوقت الذي استثمر الأعلام وظائف الاتصال الترويجية لمفاهيم سياسية معينه فانه اخفق في خلق رأي عام مقتنع بما لدية من تسويغات وهذا يمثل إخفاق للوظيفة الاقناعية التي تهدف من وراء الاتصال إلى إحداث تحولات في وجهات النظر السائدة حول الواقع السياسي المحلي والعالمي والاقتصادي والفكري وأيضا قاد هذا إلى إخفاق الأعلام من ضمان ألمشاركه الثقافية التي تهدف إلى نقل التراث الثقافي و تحقيق التواصل والتكيف الاجتماعي في الحياة التي يعيشها المواطن العربي بما فيها من تحولات وأخطار داهمه
هذا بفعل غياب العقلانية في الأعلام والسياسة وهيمنة الرؤية اللاتاريخية اللانقدية مما خلف عسرا في الاندماج الذي يعانيه المجتمع أصلا . مما أدى خلق شخص خاضع أو مغترب عن الواقع أو متأثر بالأخر تأثر لما لديه يجد فيه بديل من واقع متردي.
إما النتائج التي نخرج بها هنا هي آلاتية:
1. إن الأعلام العربي سجين رغبات الدول التي تحاول تبرير هيمنتها السياسية وتعزيزها
2. إن الأعلام العربي سجين رؤية موروثة قائمة على العصبية وهي وريثة تراث طويل من الاستبداد السياسي والفكري
3. هذا الأعلام يخلق نقاط ضعف كثيرة منها
1-انه يفتقد إلى ألدقه والموضوعية والاستقلالية
2-انه لا يراعي المتلقي وإمكانيته الاقتناع بالرسالة بل يفرض هذا دون اخذ المتلقي بنظر الاعتبار وهذا عائد لاحتكار السلطة الإعلامية من قبل الدول والأعلام عبارة عن أحدا أجهزتها
3-من قبل المتلقي إلى المحيطات الإذاعية ثم الفضائية وبالتالي تحولت الرسالة الرسمية بلا متلقي مقتنع بها
4-هناك سياسات أخرى غربية وإقليمية تحاول إن تعبر عن مضامين اقتصادية واجتماعية وثقافية الابيستمولوجية على تقنية وأكثر قدر على اقتراف وعي المواطن وإعادة تشكيلية .
نحاول هذا إن تقف عند تلك الفلسفة الإعلامية التي تعتمد منهج ورؤية نحاول تحليلها هنا .





#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهيمنات السلطة وإثرها في تشكيل الوعي الغربي


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عامر عبد زيد - الأعلام والعولمة