أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسيب شحادة - في حقيبتك قنبلة














المزيد.....

في حقيبتك قنبلة


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 09:38
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في حقيبتك قُنبلة! لا، قول وغيِّر! كذبة أول نيسان؟
بعد غياب عن الوطن دام زهاء ثلاث سنين قام كاتب هذه السطور وزوجته بزيارة مسقط رأسه في قرية كفرياسيف في الجليل الغربي لمدة ثلاثة أسابيع. زيارة الوطن بعد سنين من الغربة ولا سيما بعد رحيل الوالدين الغاليين لها طابعها الخاصّ ووقعها المميّز بالرغم من وجود الأشقّاء والشقيقات والأقارب والأصدقاء. أصل ولّى وفرع يحلّ محلّه وهكذا دواليك. كما يلاحظ القادم، ابن البلد المقيم في الخارج، أمورا وظواهر اجتماعية كثيرة جديدة تشدّ انتباهَه وتشغل باله. منها الابتعاد عن عادات وتقاليد معيّنة إيجابية فيها المحبة والتعاون والوئام والانبهار بقشور الغرب والتهافت إلى المادّة وأنانية صارخة
لسوء الحظّ لا وجود لرحلات جوّية مباشرة من مطار هلسنكي إلى مطار بن غوريون في اللد خلال فصل الصيف، وعليه كان علينا اختيار مطار أوروبي انتقالي ذهابا في العاشر من حزيران 2005 وآخر إياباً في نهاية الشهر المذكور. وقع الاختيار على مطاري زيوريخ وفرانكفورت لما في الأمر من توفير أكثر من مائة يورو
بعد أقلَّ من ساعتين من إقلاع الطائرة الفنلندية من مطار فنتا بالقرب من هلسنكي العاصمة، وصلنا إلى مطار زيوريخ السويسري. كان لدينا متّسع من الوقت، ساعتين ونصف لاستئناف الرحلة على متن طائرة إل عال الإسرائيلية. ومع هذا توجّهنا نحو الركن المخصّص لهذه الشركة للتسجيل أولا ومن ثمّ التجوّل في محلات المطار المختلفة واحتساء القهوة. مثل هذا الركن الإسرائيلي يكون جاهزاً لاستقبال المسافرين أربع ساعات قبل زمن الإقلاع. وإثر تقديم تذكرتي السفر وجوازي السفر لموظف إسرائيلي باسم ”أوفير”، كما ظهر على بطاقة مثبتة على صدره، بدأ الحديث التالي: أعندكما حقيبتان في بطن الطائرة من هلسنكي لزيوريخ؟ نعم، اثنتان. ما شكلهما، أواحدة سوداء والأخرى خضراء أضاف أوفير مستفسرا. أجبناه بالإيجاب مستفسرين عن الداعي لمثل هذه الأسئلة فالاسم الكامل والعنوان مثبتان على كل من الحقيبتين. انتظرا هنا، من فضلكما، وأخذ الموظف يتحدث بهاتفه الخليوي مع أحد موظفي الحقائب في أرض المطار. بعد هنيهة أفصح السيد أوفير وبجدية عن السر الدفين: هناك قنبلة في الحقيبة السوداء! لا، قول وغير! شو كذبة أوّل نيسان، أهناك معرفة بيننا تخوّلك لإطلاق مثل هذا المزاح الممجوج، علّقتُ على معلومته تلك. الحقيبتان فُحصتا كما يجب في مطار فنتا الدولي قلتُ له، وحاولت زوجتي أن تقول للموظف أن هناك في الحقيبة إبريق شاي كهربائي وجهاز شاحن للخليوي وقد يكونان السبب في إطلاق صفارة الماكنة الفاحصة إذا كان يقصد ذلك! لا، لا، أجاب الموظف وانتهت مهمته إذ أتى شابّ آخر بشوش ومتزوج من فتاة فنلندية كما أعلمنا على الفور متفوها ببعض كلمات بهذه اللغة وقادنا إلى مصعد يصل إلى طابق سفلي حيث المخازن، على ما يبدو، للتأكّد من أن كل محتويات الحقيبة ”المشبوهة” قد نُقلت إلى كيس بلاستيكي مقوّى وضخم، كما وقال ذلك الشاب مبتسما عند سماعه عن نبأ القنبلة إن هذا هراء والموظف أوفير لا يعرف، في حقيقة الأمر، عمّا يتكلم! كل ما في الأمر، أوضح هذا الموظف الجديد أن ماكنة الفحص ”انصرعت” عند تمرير هذه الحقيبة للفحص حتى بعد تفريغها من محتوياتها، إذ لم تتوقف الماكنة عن إطلاق الزمور” والضوء الأحمر! لذلك تقرر الإبقاء على الحقيبة لإجراء المزيد من ”الفحوصات” لمعرفة سبب ”انصراع” الماكنة. تأكدنا من النقل السليم ووجود كل الأمتعة والهدايا إلا أنه اتضح بعد أسابيع أن بعض البقع قد ظهرت على جاكيت البذلة التي لم تكن هناك حاجة لاستعمالها في البلاد خلال مدة الزيارة
بقيت التذكرتان وجوازا السفر لدى الموظف أوفير، أما حقيبتا الكتف فقد أودعتا في غرفة مقفلة على مقربة من الركن الإلعالي إلى أن حان موعدُ إقلاع الطائرة إلى البلاد. زوّدنا بوريقة معنونة بـ
Properity Irregularity Report
أي ”تقرير عن ملك غير منتظم” كي يتسنّى لنا آن وصولنا إلى مطار اللد أن نتوجّه لمكتب ”الحاجيات المفقودة” بغية تعبئة استمارة بهذا الخصوص، وهكذا كان في مساء يوم الجمعة الموافق للعاشر من الشهر ذاته. اتضح لي لدهشتي أن الإبلاغ عن حقيقة تعثر وصول حقيبة مع صاحبها ظاهرة مألوفة وهي ترسل بسيارة أجرة مينيبوس، خصوصية إلى العُنوان المطلوب. هكذا حصل بالفعل يوم الأحد الموافق للثاني عشر من الشهر نفسه إذ وصلتني الحقيبة ”ساغ سليم” وكان بجانبها العديد من الحقائب الأخرى ذات نفس المصير وكان أصحابها ينزلون في فندق جليلي بالقرب من عاصمة الجليل، كفرياسيف
صدق من قال: ”عيش كتير بتشوف كتير”




#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الأرض ومخطط الجهض
- دور اللغة في الثقافة
- آراء وأفكار في الثقافة والفكر
- فذلكة حول علم الأسماء العبرية في الديار المقدسة
- % 68 من اليهود يرفضون العيش مع العرب في نفس العمارة
- المعهد الفنلندي في الشرق الأوسط
- لمحة عن: نشرة الهجرة القسرية، اللاجىء والنازح الفلسطيني
- المكتبة الوطنية في روسيا
- ناديا حسن وزيارة الوطن
- درس في الشعر الوطني
- الصداقة الحقّة
- حُرّاسُ المدينة، ناطوري قارْتا
- خبز الشاودار الفنلندي? ?ذو القيمة الغذائية العالية
- التدريس الجامعي بالعربية، ضرورة التنسيق في التعريب بين كافّة ...
- عرض لكتاب حول تأثير الفكر الأفلاطوني السياسي على الفارابي
- فذلكة حول إعداد عربيّ المستقبل
- الساونا، الحمّام الفنلندي
- القدّيس توما الكمبيسي
- كُلثوم الناصرة، كلثوم نصر عودة فاسيليفا
- لقاء الله


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسيب شحادة - في حقيبتك قنبلة