أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمل فؤاد عبيد - 2علاقة اشتباك - السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - بين التوفيق والتوقيف















المزيد.....

2علاقة اشتباك - السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - بين التوفيق والتوقيف


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1833 - 2007 / 2 / 21 - 08:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من ناحية أخرى يمكننا الحديث عن الأيديولوجيا .. على اعتبار انها نسق القيم او نسق الأفكار ومنظومة المفاهيم لدى جماعة ما وهي التي تشكل ذاتيتها او مضامينها الذاتية .. والتي بالتالي تحدد الإتجاهات ومن ثم مادة الاختيار ودوافع صنع القرار .. فهي تدفع السلوك او الاختيار لوجهتها او لتحقيق الأهداف التي تؤسس لها الأيديولوجيا.. ذلك أن الأيديولوجيا ماهي إلا نسق نظري يحدد السلوك العملي .. على ان يتم تطبيق سيناريو هذه الأيديولوجيا بما يتطابق من النسق المفاهيمي والفكري لها ... ولكن ثبت بالتجربة ان كثيرا من الأيديولوجيات قد فشلت فشلا ذريعا على مستوى التطبيق وإن تحقق لها النجاح على مستوى النظرية .. ومن ثم تصبح الأيديولوجيا قيدا ثقيلا عند الممارسة حيث تعمل على استلاب الإرادات عند التحقيق .. خاصة إذا ما اريد لهذه الأيديولوجيا التحقيق العملي وهو شيء يحتمل الصواب والخطأ أو بمعنى أصح قد تحقق أو لا تحقق كل الإمكانات الممكنة لتطبيق منهجيتها او شروطها او نسقها النظري .. ولكن السؤال هنا هو كيف يتحدد العمل السياسي بناءً على هذه الأيديولوجيا او كيف تعمل هذه الأيديولوجيا على تحديد السلوك / النشاط السياسي حتى يبات مرهونا لها على أقل تقدير .. وأين وجه الخلط فيما بين السياسي والأيديولوجي على اعتبار ان السياسي او العمل السياسي عملا يتطلب حركية يحتاج اليها باستمرار وأن يكون على وعي بالمرحلة الآنية / اللحظة التاريخية بكل مستجداتها وتغيراتها .. كيف تعمل الأيديولوجيا على استلاب العمل السياسي وحركيته او تمارس القهر الفكري والمرجعي من خلال / على العمل السياسي .. وكيف يمكننا في حال كهذه الفصل او الاستفادة من منظومة الفكر او نسق المفاهيم هذا في تلبية المسار السياسي بما يخدم العدالة أوتحقيق قدر من العدالة السياسية التي معها لا يصبح هناك من فرصة لوجود أزمات او صراعات كما يحدث اليوم .. ؟
وجود الأيديولوجيا بحد ذاته وجود صحي بالضرورة .. ( بغض النظر عما تم تعريفه بأنها الفكر المزيف ) ذلك أن الإنسان من المفترض انه خرج على مفهوم الآلية وحكم القوانين الطبيعية .. من خلال تحقيق التطور العلمي والتقني والأسلوب في التعامل مع الطبيعة مما غير بالتالي من شكل وعيه بالأشياء والكون .. ولم يعد ينظر اليه على أنه مجرد كتلة من الاحتياجات الطبيعية والعضوية .. إنما قد لمس الإنسان عبر مرحلة كشفه المستمر أن هناك مساحة جديدة تتكشف له وخريطة لوعي جديدة يحاول ان يسبر غورها .. وهي التي تمثل له من خلالها وعيا آخر بيكنونته ووضعه وسط الكون ومن ثم .. اكتشف انه الى جانب الطبيعة الغريزية من خلال امتحان الطبيعة له ان هناك إرادة فعل ووعي بهذه الإرادة ومن ثم اصطنع لنفسه مساحة من الحرية .. لذا عند هذه النقطة ادرك الإنسان جانبه أو إمكانه الفكري وقدرته على أن يحقق لنفسه أو يقيم لنفسه عالما من الفكر يستطيع من خلاله أن يقدم تفسيرات معقولة لما يدركه ويعانيه ويعاينه .. و كينونة جديدة تفترض إرادة قادرة على إبداع وسيط عقلي / مادي يتحرك فيه بإرادته يحقق من خلاله إرادة التصور والتجديد .. من هنا أيضا بدأ الإنسان يصنع نسق مفاهيمه بالتدريج وبتطور ظاهر نستطيع ان نقرأه في تأريخه وتاريخيته وتاريخانيته.. هذا هو لربما كان سببا أساسيا لانبثاق انساق فكرية تتمايز بقدر ما تتفق على مبدأ واحد .. هو في حقيقته يمثل عصب الإنسان وعضويته الواحدة .. من هنا بدأ تشكل أو تشكيل الفكر الفلسفي وتطلع الإنسان له على أنه اجتهاد عقله وتفكره فيما يعطيه الحق في أن يصبح سيدا متحكما في محيطه لا متحكما فيه .. .. وبعدما اكتشف الإنسان حدوده وتميزه و مقدراته الفكرية تخلق في هذا الجو نزعة ذاتية ترغب في التفرد والتميز وبناء يحقق استراتيجية خاصة لطبيعة رؤيته وتصوراته ومطالبه ورغباته وأهدافه .. ومن ثم ظهرت الأيديولوجيا كتلبية غير مباشرة لحاجات الإنسان الفكرية والتصورية عن نفسه ولتحديد هويته من خلال نسق أفكار يقيس عليها ويقاس عليها تميزه وامتيازه الخاص .. إلا أن هذا التميز بقدر ماكان دافعا للتحرك والتقدم والمبادرة .. إلا أنه اصبح يمثل عبئا كبيرا على وجود الإنسان رغم ما يحققه من شعور بالأمان ذلك أن الأيديولوجيا قد تقوم بما يفشل فيه الأفراد من تقديم تعريف يشعرهم بالاكتمال .. فهي تقوم بهذا التعريف وهذا التقديم وايضا يصبح لها وجهها المسيطر والمحرك في آن .. وبدلا أوعوضا عما تقوم به الأيديولوجيا من تقديم تفسيرات مقنعة ومريحة إلا أنها تصبح هي - في لحظة - محتاجة لتفسير وتحليل .. على أن سلطة الأيديولوجيا تبنع من اساس بنيتها وايضا قدرتها على السيطرة ذلك أنها تتمثل هذه السلطة بسقف المفاهيم والرموز والتصورات التي تقدمها على أنها أجل حقيقة ممكن أن يقاس عليها أو يفترض انها تقدم تفسيرات حقيقية لا جدال فيها .. هذا اللزوم يفرض عدم الخروج عليها بأي حال واشتراط حركة الأفراد ما بين حديها أو في قلب دائرتها .. لذا تتمثل سلطتها في صلابة قوامها ومادة طرحها .. فهي تطرح ما تطرحه إنما ما لا تقوله هو ما يترك مساحة من علامات الاستفهام الضرورية لبقاء أفق شرطي لسلطة لا حد لها .. هذا ما يؤكد من ناحية أخرى على أن الإنسان في سعيه لتفسير الحياة وربط هذا التفسير بشروط حياته هو وجوده .. يقنن لأساليب قمعية لا يشعر بها إلا بعد حين .. وحينما يدرك هذا .. يحتاج لوعي جديد للفكاك من أسر ما صنعه .. أو ما حجر به عقله وفكره .. وحاصر به حريته التي سعى اليها او ظن انه يصنعها .. إلا أنه في حقيقة الأمر كان يصنع قيده .. لذا لابد أن لا يفقد الفكر والعقل حركيته وحريته ومرونته بأن يخرج عن إطار القولبة وأن لا يرتهن لكشوفاته الآنية التي لابد انها سوف تتعارض مع متغيرات الواقع الجديد فيما بعد .. ولكن في تحليل الأيديولوجيا وقراءتها نجد أن هناك وجهين لها .. ولربما سبب قصور الأيديولوجيا عن أن تقدم لنفسها تعريفا حقيقيا خارج التأطير المقيد ( بكسر الياء ) .. هو لوجود منطقة مشتبكة بين عموميتها وخصوصيتها .. أو بين ظاهرها وباطنها .. أو بين مفهومها العام والخاص .. أو مفهومها الكلي والجزئي .. ذلك أنه لما أخذت تشكله من سلطة عليا أو مرجعية عليا .. تماهى مضمونها ودورها مع شروط سلطتها غير الموضوعية .. او خلط / تماهى الكلي والجزئي في جملة مفاهيم وأفكار ضابطة وناشطة في آن .. ذلك أننا لو تاملنا الفرق المفاهيمي بين الكلي / الجزئي او العام / الخاص سوف نجد اختلافات بحاجة للفهم والتمييز والتقدير السليم .. ذلك أنه يتم الخلط بينهما ومن ثم لا يكون هناك تقديرا سليما في اتخاذ المواقف والمواقف المضادة .. على أن الأيديولوجيا في مفهومها الشمولي او الكلي يختلف عن مفهومها الجزئي النشط ( رغم أنهما معا ينطلقان ويستمدان حقوق وجودهما من ذات المنبع والمصدر ) من حيث ما يهتم به كل مفهوم أو ما يشتغل عليه كل مفهوم .. أو من حيث أداوته ايضا .. او ما يدلل أو/ و يشير إليه من ناحية أخرى .. فالمفهوم الجزئي او ما يمكن ان نحدده بالوجه الباطني هو مفهوم يشتغل على أو / و يهتم بالبواعث النفسية والأغراض والأهداف الذاتية .. ومن ثم فهو يقوم أو / و يتقوم بالمصالح الشخصية التي من الممكن أن نشير إليها بأدبيات علم النفس سيكولوجية الأهداف / المصالح .. اي انه المفهوم الجزئي / الباطني تكون دائرة تحليلاته أو هو يقيم تحليلاته على اساس نفسي بحت .. أما المفهوم الكلي / الشامل / الظاهر .. يعتمد في تحليلاته على ما هو عقلي أو نستطيع القول انه يمتثل في تحليلاته الى وظيفة التصورات لأنه يتعامل مع أفكار أو نسق فكري محدد ومنظم سابقا .. دون البحث عن دوافع هذه الأفكار او اسبابها .. على أن هذا التمييز او التفريق عند إدراك الفروقات يعطي مساحة من الحرية في مقارنة / جدل الفكر مع الواقع .. او عند محاولة مقارنة النظرية والتطبيق على اقل تقدير .. إذ أن النظرة الجزئية للأيديولوجيا تهتم بمضامينها الفكرية على خلاف النظرة الكلية الشاملة والتي تعبر عن نظام التصورات العامة والتي هي في حقيقتها ظواهر مشتقة من التجربة الحياتية .. فإذا لنا ان نتفهم وجه الصراع او اوجه الخلاف عند ممارسة العمل السياسي .. هو في نقطة اختلاف التقدير ما بين هاتين المنطقتين .. فالمفهوم الجزئي لا يمنحنا القدرة على أن نقيم تقابلا بين موقف او ممارسة خاصة إن كان على المستوى الاجتماعي او السياسي ووجهة نظر فكرية معينة او اتجاه فكري محدد .. كما يتيح لنا هذا المفهوم الكلي والشامل والذي كما قلنا انه يعتمد التصور العام او الجهاز التصوري الذي تتاسس عليه / منه الأيديولوجيا .. إلى جانب ما يفترق عنه المفهوم الجزئي الذي يتأسس على دوافع نفسية وغايات ذاتية الهدف .. ذلك .. ان هذا الخلط المسبق يعيق فهم دوافع النزوع والاختلاف والخلاف ويعيق الفهم عن إدراك مناطق التشابه ايضا والالتقاء التي بدورها تعيق إيجاد او توفير تحديدات مشتركة اي متفق عليها .. تكون صحيحة من حيث مضموناتها الرئيسية أو الجوهرية .. أو لنقل صحيحة نسبيا بدرجة من درجات الصحة ..
وللحديث بقية ..



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة اشتباك - السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - بين التوفي ...
- رماديات ..
- قراءة في سلبيات العقل القديم .. الانتخابات بين النمذجة وضرور ...
- التعليم والتفكير الابتكاري
- هي .. قصة قصيرة
- حافلة .. سياحية .. قصة قصيرة
- أبيض .. وأسود .. قصة قصيرة
- 1 خواطر .. شعرية
- خواطر .. شعرية 2
- بكائية على صدى مشاهد منسية .. قصة قصيرة
- هوية .. من قلب الخراب .. قصة قصيرة
- منير شفيق وقراءة في الحداثة والخطاب الحداثي
- - رنين العزلة .. وتوق الذات - قراءة نقدية في ديوان الشاعرة ا ...
- قراءة في قصة - الوردة الحمراء - للكاتب صخر المهيف
- فينومنولوجيا العولمة .. تاريخها وتعريفها
- آليات العولمة .. آثارها وتجلياتها
- العناصر الكامنة والفاعلة ضمن نسق العولمة
- واقع الثقافة العربية والإسلامية في ظل العولمة
- مخطوط ..
- ارتحالات اللؤلؤ وتجديد الشكل عند نعمات البحيري


المزيد.....




- شاهد جميع قصص الأنبياء.. ثبت الان تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة
- إيهود أولمرت يؤيد دعوة شومر لإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل ...
- بشرط واحد.. طريقة التسجيل في اعتكاف المسجد الحرام 2024-1445 ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- -تصريحات ترامب- عن اليهود تثير عاصفة من الجدل
- أصول المصارف الإسلامية بالإمارات تتجاوز 700 مليار درهم
- 54 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمل فؤاد عبيد - 2علاقة اشتباك - السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - بين التوفيق والتوقيف