أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - الامريكان اعدموا صدام بايدي شيعية لمصالحة بعثية















المزيد.....

الامريكان اعدموا صدام بايدي شيعية لمصالحة بعثية


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1787 - 2007 / 1 / 6 - 11:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود
الامريكان اعدموا صدام بايدي شيعية لمصالحة بعثية

حسم حبل المشنقة اللغط الذي كان سائدا، واجاب على التساؤل حول اعدام صدام من عدمه. وكل متابع ذكي للاحداث، والجولات، والزيارات، والمفاوضات، واللقاءات، والتصريحات، الاخيرة اشتم رائحة صفقة بين بعض دول المنطقة، وامريكا المتورطة في العراق. ويبدو ان الدهاء الاقليمي، البدوي بشكل خاص، اقنع الامريكان بضرورة المساومة لاقناع كل الجيران، وضرب اكثر من عصفور بحجر واحد. وانا شخصيا اعتبر ان صدام قد مات منذ ان وطئت ارض العراق اقدام وزيرالخارجية السوري. فالكثير من الدول العربية ومنها سوريا، كانت ترى امكانية، وتود رؤية عراق بدون صدام. ولكن تطلب الامرمن جورج بوش حرب رهيبة، وخسارات يومية، وتدمير الدولة العراقية، واستقدام الارهاب العالمي للعراق، وانتشاره، وزياده قوته في المنطقة، وقرابة اربع سنوات من الذبح اليومي للعراقيين ليقنع ادارة بوش المتغطرسة، بضرورة مقايضة الايرانيين، والسوريين، وارضاء البعثيين. ايران الان الدولة المحتلة الثالثة بعد امريكا، وبريطانيا في العراق. ولكنها تخشى من عودة صدام، ويداعب مخططاتها خبث الانتقام. وسوريا كانت، ولا زالت تعتقد انها الوريثة الشرعية لصدام في العراق. ولولا مؤامرته ضد البكر وقيادة البعث، لكان العراق الان اقليما سوريا منذ نهاية السبعينات. والبعثيين، خاصة المعارضين، او المتضررين، او الهاربين، او الخائفين من صدام، كانوا يرونه العقبة الكأداء في تحقيق ما يضنونه فكرا قوميا يصلح للعراق والمنطقة. البعثيون الذين سقطوا مع صدام وهربوا الى سوريا، والخليج، والاردن، واوربا، وغيرها. يشعرون بمرارة الهزيمة، وضياع الامتيازات، وعيونهم على السلطة من جديد. وقد التقوا مع رفاقهم القدامى الذين سبقوهم الى المنافي والمهاجر، وقسم كبير منهم وضعوا ايديهم بيد الامريكان، وحلفاء ايران في العراق، واقنعوهم مؤخرا بعد ان اقنعوا امريكا، قبل ذلك، بضرورة عودة البعثيين، ولكن بدون صدام. كوسيلة للخروج من العراق مع الحفاظ على ماء الوجه. فتحضرت المطابخ الديبلوماسية، والمخابراتية، والقيادات البعثية، لتعد طبخة مناسبة يهضمها البعض، ويعمى عن تصديقها الكثيرون في البداية، ويصدم بها الاخر بعد اليقظة من نشوة الشماتة. ايران الاسلامية ستقبل بفض يدها عن بعض المليشيات مقابل راس صدام كما قبلت ايران الشاهنشاهية بفض يدها عن البرزاني مقابل نصف شط العرب ورؤوس مناضلي عربستان. وسوريا قد تسد الطريق على الارهابيين مقابل عودة البعثيين الى السلطة كاملة، او تقاسمها مع الحكام الجدد مقابل توقف "المقاومة" المسلحة. وربما يتطور الامر الى وحدة بين البلدين، وتحول التحالف مع ايران الى منافسة على النفوذ في العراق. ويتحقق مخطط الاحتواء المزدوج. خاصة وان العصا التركية قد رفعت الى جانب العصا الاسرائيلية، بالدعم الذي قدمه اردوغان الى حكومة السنيورة في لبنان. وشنق صدام (الموت السهل) سيرضي غليل ميلشيات الصدر وغيرهم من المتعصبين، الذين يفكرون بالثار الشخصي، وليس بمصلحة الوطن، ويورطها في نفس الوقت. فاختير اول ايام عيد الاضحى لدق اسفين بين شيعة العراق العرب، وغيرهم من العرب السنة داخل وخارج العراق. وكذلك تحميل الحكام الشيعة في العراق وحلفائهم في طهران، وحدهم مسؤولية الاعدام، التي يرفض الجميع عداهم توقيتها وانيتها. فالاكراد الفيلية، وضحايا حلبجة، والانفال، والشيوعيون، وايران، والكويت، ومنتفضي اذار والشعب العراقي كله يريد ان يحاكم صدام، واعوانه، ويقتص منهم على جرائم تعتبر جريمة الدجيل مجرد نزهة مقارنة بها. ولكن اللاعب الامريكي المتحكم، والقوي، مستفيدا من نصائح، وخبرات اصدقائه العرب، والعراقيين، والاسرائيليين، والاتراك، وبعض "المعتدلين" في ايران ممن يحتفظون بخيط معاوية مع امريكا ابتدعوا سوية هذه اللعبة التي ستكون بداية اضعاف موقف، ووحدة الائتلاف العراقي الشيعي الموحد. ومن شاهد عبد العزيز الحكيم، وهو يقرا كلمته في حضرة بوش، مرتجفا، يعرف من كتب تلك الكلمة! ومن راقب زيارة الطالباني الى ايران، واخرين الى السعودية، والكويت، وواشنطن، ومصر، والجعفري الى سوريا، ربما فهم اللعبة كاملة. فتهديد رايس كان واضحا: "على جيران العراق مساعدة امريكا" ولم تقل مساعدة العراق. فبوش، وامريكا حملوا الحكومة العراقية وحدها المسؤولية كاملة. والعرب والمسلمين حملوا الشيعة العراقيين المسؤولية. وبعض مراهقي السياسة صفق، وضحك، واحتفل. متناسيا اساليب البلاطات، ودهاليز المخابرات في التخلص من ملك، او رئيس، او ديكتاتور وتبديله باخر.الصفقة مع ايران مقترنة بتهديد البوارج اذا لم تنفذ وعدها. وسوريا عينها على ثروات العراق بعد ان طردت من لبنان. وقد تغير خارطة تحالفاتها! وتركيا اطمئنت الان، انه لا دولة للاكراد في شمال العراق، ولا ضم لكركوك الى ما يسمى اقليم كردستان. واتفقوا على بعض برقيات الاحتجاج، والتهديد، والتنديد، والاستنكار، لارضاء غضب الشعوب، والتغطية على التواطئ. وربما القليل من الحكماء يعرف ويسكت لان فيه حقن لدماء العراقيين. واخرين علمتهم التجارب الانحناء امام العاصفة. واصبح صدام المجرم "بطلا قوميا" و"شهيدا" في مواجهة الاحتلال. ياللسخرية!! وصار حلفاء الحكم، والائتلاف وبالا، وعبئا على بعضهم وسيبدا التناحر والاقتتال. نارهم تاكل حطبهم. لتبرير انسحاب المالكي، وانكفاء الاكراد، وصمت الضعفاء، وعودة البعثيين الاقوياء الظالمين القدامى كمخلصين، خاصة وانهم عرفوا كيف يغرون امريكا بالهجوم على عدوتها ايران باعتبارها العدو الاول للعراق، والعرب، وليس اسرائيل وهذا ما تريد ان تسمعه واشنطن، وتل ابيب، وبعض العواصم العربية. اضافةالى استياء امريكا من خذلان، ونكران جميل ممن جلبتهم من المنافي، وحولتهم الى حكام فاصبحوا لصوصا، وامراء حرب. الان بعد ان تمت الصفقة مع ايران، وروضت سوريا، وشوهت سمعة السلطة الشيعية، وزادت عزلتها، وفقدت ثقة الجماهير، وذاق الشعب العراقي ذرعا بالتدخل الايراني، والانفلات الامني، وفقدان الخدمات، وحرب المليشيات، والقتل اليومي سيتقدم الان ضابط كبير سابق، او بعثي عتيگ. بعد ان ازيح البعبع المخيف "الگود فادر" على طريقة المافيا، ليتفاوض مع الامريكان باسم البعث الجديد لا ليعيد الامن للعراق بل ليخلص امريكا من ورطتها في العراق. وزيادة عدد القوات المقترحة من بوش لن تكون لتعزيز امن العراقيين بل لتامين التحول الجديد ضد المليشيات المسلحة من كل الاطراف فمصلحة امريكا قبل كل شئ. وانطبق على المالكي المثل الساخر: "حطه بالزرف وصاح حرامي". فمن هو الحرامي التالي يا ترى؟؟؟

رزاق عبود

31/12/2006



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الدواب العراقي
- محمود عباس يريد اجهاض انتفاضة الصمود متلما اجهض انتفاضة الحج ...
- جمهورية لطمستان المسلحة
- حرب الزعماء ضد الشعب
- تثبيت الامن وحل المليشيات هل هو شعار للاستهلاك والدعاية ام ض ...
- مسيحيو العراق من التقتيل والتهجير الى التكريد
- الصداميون يذبحون العراق والطائفيون يتقاتلون على تقطيعه
- المشهد السياسي العراقي قراءة واستنتاجات
- ما الذي تغير في امريكا -الجديدة- حتى يدافع عنها -التقدميون- ...
- المندائية: سنديانة الماء العراقية
- اكاذيب ومغالطات الساسة والمسؤولين العراقيين الجدد
- مظاهرات السليمانية وفدرالية الحكيم
- امة عربية بائدة ذات قيادة فاسدة
- اين فتاوي الجهاد ومقاطعة الجبنة الدنماركية من الحرب الاسرائي ...
- لماذا يصمت عبد العزيز الحكيم على قتل اتباع اهل البيت في لبنا ...
- العقال والاعلام العربيان يدعمان كوفية العدوان الاسرائيلي
- زعماء الطائفية يحضرون لحرب اهلية
- ما علاقة الاسلام بالديمقراطية؟؟
- مؤتمر اتحاد كتاب السفارة العراقية
- اثخنوك الجراح يا بصرتي الجميلة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - الامريكان اعدموا صدام بايدي شيعية لمصالحة بعثية