-أحكم أربي أحكم-

عبدالاله سطي

الحوار المتمدن-العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25 - 05:42
المحور: كتابات ساخرة
    

"واحكم أرب احكم" عنوان أغنية اقتحمت أغلب بيوت المغاربة، وإن كانت تدخل ضمن قاموس موسيقى الجوطية.إلا أن فحواها الدال على قساوة الإنسان المنسي ببلدنا والدي لا يجد أمام هول وضعيته الكارثقراطية التي يقبع فيها مند سنين غلا أن يتغيث ربه العزيز الكريم."أحكم أرب احكم" على مغرب العجب أناس حكم عليهم "بالزلط" لا دنب اقترفوه ولا قانون اخترقوه.فقط لأن معادلة "علاقة الانتاج" في بلاد اللا إنتاج، صنفتهم ضمن لائحة ولاد الحرام فصدق عليهم قول القائل "الزلط جبيرة لولاد الحرام". و أناس صنفتهم موازنة الدولة ضمن لائحة أولاد الحلال فصدق عليهم قول القائل" حسانة..وختانة..وزواج بالليل".فعجبا عجاب لأناس لا يعجبهم العجب ولا الصوم في رجب. لما لا يعجبهم العجب فقد قالو لنا هده السنة سينقصون من نسبة الضريبة على الدخل، وسوف يوفرون لكل مواطن تغطيته الصحية، وسيزفتون لنا ساحاتنا المهجورة و دروبنا المقهورة التي لا تقدر على طرقها سوى أقدام البعير.كأنهم يحسبون المغاربة قطعانا من الحمير التي لا تفتح أعينها إلا على أرباعا مربعة من التبن و"كرسانة".فمادا عن الزيادات الساروخية التي أسرع من "كوارع" عويطة في أيامه.ترك في كلام عجوز هده الأيام رماني قدري أن أجالسها لبرهة في إحدى الحافلات أثرا مأثمرا. لما قالت طاللهم هدا منكر حتى الفليسات اللي كنا موالفين كنحوشوهوم لضحية العيد خادوهوم منا غير بالسياسية ..زادونا فالضو والماء..زادونا فتمان الطوبيس..زادونا فالملحة ..وزادو كملوها منين زادو فالحليب حتى هوا وخلاونا كنمشيو ونستارحو" فلم أجد للكلام سعة أمام كلامها..فأطرقت باكيا في خاطري مرددا كلام أغنية "الجوطية" أحكم أرب احكم، كلام الجوطية يكون أحيانا بل ليس بالقليل من المرات أكثر بلاغة من كلام الداعرين السياسيين.
سياسيين ميكا بطبيعة الحال لا يأبهون لمثل كلام تلك العجوز المسكينة التي في الغالب الأعم لن تجد أفراح عيد الأضحى لهده السنة طريقا لها لبيتهان ولا لسعة صدرها فرحا.لما لا فهي التي تحولت إلى أضحية عيد هدا السنة على حساب سياسيين ميكا، بدل كبشها الدي استخلصت ثمنه سياسيين ميكا غير بالقوالب كما يقول أعمية المواطنين بالمغرب سواء من أهل الجوطية أو من خارجها.لكن صدق المثل الشعبي صحيح أن "شراوط الفتايل ولاو حمالة...وبالمال ولاو الشمايت رجالة" وكم من هو شماتة سياسي ولا راجل سياسي بالفور ياشفور"فاحكم أرب احكم".في العجب العجاب ببلاد العجب، فحتى داك الدي يقبضها سخونة من الدولة " المانضة " على رأس كل شهر.لا ينفك يدغدغ بها فراغ جيوبه حتى يقبض البندير ليغني أغنيته الشهيرة"ألموظف شفتي المانظة وما شفتي هدي...ألمواظف شفتي المانظة وما شفتي هدي"،وما هدي إلا كطالوك من الإلتزامات العائلية والوطنية التي تنخفظ قيمتها مع كل زيادة في الأسعار.فلعن الله هدي و أم هدي.فلا الموظف بسلك الدولة ولا العجوز ولا صاحب أغنية الجوطية "أحكم أرب احكم" خطاتهم لعنة سياسيين ميكا، فكلهم بلعمان الدي رمته الأقدار أيضا إلى صف بوخنيز لما أفحمه المثل القائل" حتى زين ما خطاتو لولا...ياك حتى بلعمان فيه الكحولة". ومن أجل حلول ناجعة للخروج من مؤخرة العباد قال أحدهم: الحل هو أن ندخل كلنا سوق السياسية مادامت كتوكل طرف الخبز...ونخرجو من باب واسعة، فرردا عليه غريمه في الخنازة: الباب الواسعة اللي كتكلم عليها سدوها شحال هادي "لعن الله هدي" ودخلوها لمآثر التاريخ...دبا راهوم دارو شيبيبان كيدخلوليها غير بالبطاقات الالكترونية..فرد بوخنيز الأول:إوا أسيدي حتا أنا غدي نمشي ناخد البطاقة ديالي منهوم باش مابغاو..فرد بوخنير الثاني:إوا أسيدي اللي كايقول السبع حمار يديليه اللجام.فهل حقا السبع حمار...حاشا ان كان السبع حمارا لكن القطيط "السايب" فبلادات الناس يرجع يرجع لرمادو.عندما سيحكم الرب .وداكساعا اللي ربحناه فبكري نربحوه فالمازوزي.

#عبدالاله_سطي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات