أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة محمد تقي - كتاب العراق / أنشودة ما بعد الانهيار / التوهمية الحداثية الغربية وحرف إيقاع الذاتية















المزيد.....

كتاب العراق / أنشودة ما بعد الانهيار / التوهمية الحداثية الغربية وحرف إيقاع الذاتية


فاطمة محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" كتاب العراق "

( أنشودة ما بعد الانهيار )
التوهمية الحداثية الغربية وحرف إيقاع الذاتية .
————————————————-

في هذا الفصل من الكتاب يدعونا الكاتب لان نجرب القيام بقفزة نوعية في مفاهيم وأسس قراءة والنظر إلى تواريخ الأمم عموماً، لأعادة النظر في الديناميات ومسببات حركة التاريخ كونياً، وعناصرها واشكال تجليها، من خلال التحقيب التاريخي الذي يجريه على طريقته الخاصة القائمة على الفكرة الأساسية الجديدة، تلك التي ارتكز عليها لانتاج مثل هذا الكتاب، الفكرة التي منحته من أتساع فسحة الرؤية والفحص، ما مكنه من الكشف عن الجوانب غير المرئية في المشهد ليعيد كتابة السردية الشرق متوسطية، او ما عرف بالمشروع الحداثي المنقول عن الغرب، وما يعرف بالقوى الحداثية التي بشرت وروجت لمشروع متوهم، قد انهار واقعاً بعد انتهت أسبابه ومبرراته على مستوى المنطقة، وهي الأعرق والأكثر فعالية مجتمعية على مستوى المعمورة بحسب مقاييس ورؤية الازدواج المجتمعي التي يتبناها، ليقوم بمقاربة التجليات التاريخية ابان ما يعرف بالعصر الحديث، بالخصوص مع وقع حالة الانبعاث الثالثة الحالية في ارض ما بين النهرين، والمستمرة مطموسة ومغيبة منذ القرن السادس عشر ، ليضعها في دائرة الضوء والانتباه الضروري الذي تستحقه، مستندا الى ومتوافقامع الصيرورة التاريخية الازدواجية ودوراتها، باعتبارها عودة فعل بؤرة وموضع الانطلاق الحديث الراهن، لا إقليمياً وحسب بل على مستوى المعمورة، ليبحث ويتحرى في اهم الظواهر والحالات التي سادت في المنطقة خلال هذه الدورة من تاريخها، إلا وهي حالة التماهي والتشبه النقلي بالغرب ونموذجه الذي مارسته وتصدرته بالذات "مصر وساحل الشام"، فلعبت دوراً مركزياً في تحوليه إلى نوع من "نهضة حديثة زائفة " بلا اساس يبررها، و من دون معرفة بالعوامل التي ساهمت في إيجادها في مصدرها الأوروبي.
فنراه هنا يعلل ويفسر ويدلل على انعاكسات النهوض الغربي الالي في الشرق المتوسطي حيث غياب النطقية الذاتية، مضافاً لها وطأة متبقيات الانهيار الانقطاعي الذي كان حالاً على المنطقة منذ عام 1258 ،فطبيعة الشرق المتوسطي، حيث احتشاد الأنماط المجتمعية الاربعة واشكال تعبيراتها المطابقة لنوعها النمطي، وما قابله من انقطاع انحطاطي تاريخي بالتزامن مع صعود الغرب ونهضته الآلية الداهمة، وكيفية تجليه في الاجزاء المختلفة من المنطقة، كل حسب تكوينه وبنيته النمطية المجتمعية .
فالمنطقة تكوين من ازدواج وثلاث أحاديات، ومع استمرار مفاعيل الانقطاع في الجزء الفعال منها، اي "البؤرة الازدواجية اللاارضوية " وجدت الأحاديات نفسها بموضع إيهامية تاريخي نموذجي لذاتها وللمنطقة، فكانت محطة اقتضت عمليا تقدم الفعل الاحادي المجتمعي ضمن منطقة الاحتشاد النمطي، حيث أسهم غياب التعبيرية الانبعاثية العراقية، وبقائها بلا نطقية منذ لحظة تبلورها الحديث ذاتيا، في فسح المجال واسعا امام الظاهرة الغربية وانعكاساتها الإيهامية لكي تسود حتى اللحظة الراهنة على مستوى المنطقه.
لقد كانت الانعكاسات المواكبة على المدى الاحادي المصري والشامي ابان فترات الانقطاع التاريخيّ حافزا ومبررا للنهوض البراني، الخارج عن الياته الذاتية التاريخية، وكان وقعه مختلفا عن وقعه على كيانية الازدواج الرافديني، فشمل الاجزاء الاحادية في المنطقة بنوع حضور وتأثير مختلف كليا عن ذلك النوع اللاارضوي الازدواجي.
فالمجال الساحلي الشامي والمصري لا ينطويان على المحركات اللازمة بنيويا لتوليد التعبيرية اللاارضوية . ومصر النموذج الأعرق والأساس للنمط الكياني الاحادي على مستوى المعمورة ، وان كان الادنى ديناميات مقارنة بمقابله الاوربي، تتحول طامحة لحيازة فرصة اللحاق بمثيلها أو شبيهها الكيانوي .
الظاهرة الحداثية الشرق متوسطية التي تجلت وتركزت انطلاقا من مصر وساحل الشام، مصحوبة بانتشار وترديد مقولة "لماذا تأخرنا وتقدم الغرب"، حيثما التصور بخصوص التقدم والتاخر يفترض صياغة منظور مواكب للتحول الالي الأوروبي، اذ لايمكن المقارنة باي حال بين مجتمعية صارت آلية باخرى لم يشملها التطور الآلي بعد .
لقد تسبب نهوض الغرب الحديث وغلبته النموذجية والتفكرية في جر موضعين من المنطقة الثلاثية الأنماط الى نموذجيته، بينما ظل مصدر ومبلور التعبيرية اللاارضوية غائبا، ماكان من شأنه الانعكاس على كل منظور المنطقة لذاتها، مما يستلزم وثبة على مستوى الأفكار، ووقفة لاستعادة الذاتية على أنقاض النهوض الزائف، والتجلي الاتباعي الاستعماري الشرق متوسطي، وما تسبب به على مدى وبنتيجة ما يزيد على القرنين من التوهمية ومن الخراب الشامل المعاش اليوم على كافة الصعد، سقطت معه المنطقة ضمن اشتراطات شاذة، تداخل فيها مفعول الانحطاط والعجز التاريخي من ناحية، وتوسل الخروج منه بالاستعارة الجاهزة والإمساك بأذيال الآخر، لعدم وعي ابناء المنطقة لحقيقة ومنطويات تاريخ منطقتهم ومقوماتها البنيوية والياتها الذاتية، فظلوا منفصلين عن المكان الذين هم منه، يعتنقون نموذجا جاهزامستعارا، فكانت بالأحرى نهضوية الانحطاط بحق، يتقدمها "الأفغاني" و"عبده " ومن يسمون العلمانيين والقوميين الشوام .
اما النهضوية في العراق، وبسبب الخلفيات التاريخية النوعية فقد اختلفت إختلافا جوهريا، حيث امتنع على الظاهرة الغربية وانعكاساتها قبل الاحتلال البريطاني العسكري المباشر اي حضور ملموس، قبل ان تتخذ النقلية طابعاً عمليا حزبيا ايديولوجيا .
وبما خص الإسلام والعلاقة به حسب البنى والأنماط في المنطقة، حيث اختلفت السياقات التي اتخذتها حالة الاتباعية، فقد تمثل في ثلاثة تيارات رئيسية:
" الانتظارية المهدوية "بالإحالة الى دورة قادمة ما بعد مجتمعية ارضوية، يوحي بانتهاء فعالية الطور النبوي من الإبراهيمية، وانتفاء قدرته على الوصول بالازدواجية واللاارضوية إلى التحقق التحولي، وهو إعلان خاص بالسماوية اللاارضوية الابراهيمية في ارضها، ونطق ما قبل النطق عن الذاتية حدسيا لاعليّا، مقابل نشوء حالة استعادة سلفية مستحيلة من متبقيات " إسلام ما بعد سقوط بغداد، او ( اسلام ما بعد الانهيار )
كما كرّسها ارتكازا على الحنبلية، الشامي " ابن تيمية " وظهور التيارات الوهابية ،
فانعكست هذه الثنائية " النهضوية " النقلية والسلفية التوهمية كمنظور مستعار، لا رؤية تقابله او تنوب عنه ذاتيا، بل صار التاريخ والمجتمعات ومساراتها معلومة ومفهومة بالدرجة الاولى طبقياً وحضارويا تراكميا، فعم الاعتقاد بان صلة قانون او ديالكتيك الطبيعة بالمجتمعية، قد صار قيد الاستعمال فكريا وعمليا، كما يفعل الماركسيون ومن يقلدهم من الشرق متوسطيين العرب .



#فاطمة_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب العراق / نهاية الطور الانسايواني من التاريخ البشري
- كتاب العراق / وعي الذات المضمرة او الفناء
- قراءة تعريفية وعرض ل - كتاب العراق - الكتاب اللاارضوي المنتظ ...
- سياسة الطاقة القومية الامريكية لعام 2001 والحرب على العراق و ...
- نظام المحاصصة والمصالحة نقيظان لا يجتمعان!
- صناعة القتل والمصائب في العراق
- امريكا هي الطاعون والطاعون امريكا
- الصبي يوسف يتحدى الخوف


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة محمد تقي - كتاب العراق / أنشودة ما بعد الانهيار / التوهمية الحداثية الغربية وحرف إيقاع الذاتية