أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي ماضي - ( تأملات في كتاب مهزلة العقل البشري للدكتور علي الوردي(1















المزيد.....

( تأملات في كتاب مهزلة العقل البشري للدكتور علي الوردي(1


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1754 - 2006 / 12 / 4 - 11:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يشار إلى كل من ماركس وفرو يد على أنهم من أعاظم علماء القرن التاسع عشر ليس لأنهم قدموا نظريات علمية صحيحة تماما لا تقبل النقض أو الدحض،فقد أثبتت الكشوفات العلمية المتوالية عدم دقة وصحة الكثير مما قدموه ،ولكن أهميتهما تكمن في أن ماركس هبط بالفلسفة من السماء إلى الأرض ، وسلط الضوء على صناعة مهمة ألا وهي صناعة التاريخ ،والمواد التي يصنع منها ،وفرو يد سلط الضوء على اللاشعور ، وأستطيع القول أن احدهم أضاء عتمة خارج الإنسان والآخر أضاء عتمة في داخله.
ويصح أن نصف المرحوم الدكتور علي الوردي بأنه من أكثر علماء الاجتماع العراقيين أهمية ،لا لكونه قدم بحوثا ونظريات صحيحة فحسب ، بل لكونه هبط بعلم الاجتماع من أروقة الأكاديميات ، إلى أزقة وشوارع الناس . وسلط الضوء على علل وأمراض الشخصية العراقية من الناحية الاجتماعية ، وبالتالي إمراض وعلل المجتمع العراقي .
وقدم في هذا المجال كتبا ودراسات وبحوث ومقالات عديدة ، امتازت بشمولية الخطاب فيها حيث قدم نظريات متقدمة بأسلوب مبسط يفهمه غير ذوي الاختصاص ،وتعكز فيها على أمثلة من تاريخنا الإسلامي وتاريخ العراق الحديث والمعاصر، ويستطيع من يتمعن في عنوانين مؤلفات الوردي ،أن يلاحظ أنها تناولت مواضيع ذات مساس مباشر لحياة الإنسان.
، ومن مؤلفاته :
1. دراسة في شخصية الفرد العراقي : ناقش فيها العوامل المؤثرة في بناء الشخصية عموما،والشخصية العراقية خصوصا.
2. وعاظ السلاطين: ناقش فيه تأثير الخطاب الوعظي في إصابة المجتمع العراقي بازدواجية الشخصية كما انه لم يغفل باقي العوامل كالصراع بين البداوة والتحضر ،والتناشز الاجتماعي بين الرجل والمراءاة في العائلة العراقية .
3. دراسة في طبيعة المجتمع العراقي
4. لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث: كتاب بعدة أجزاء حاول من خلاله دراسة اثر الحوادث التاريخية ،في السلوك الحالي .
5. أسطورة الأدب الرفيع : انتقد فيه الخطاب الأدبي ، واستهجن أن يكون الأدب للأدب ،وشدد على أن يكون الخطاب الأدبي موجها للإنسان .
6. خوارق اللاشعور: حاول من خلالها تسليط الضوء على اللاشعور ، وأعوز أسباب النجاح والفشل إلى المنطق المغروس في اللاشعور ،ولفت الانتباه إلى ضرورة دراسة التجارب الفاشلة ،ودراسة أسباب الفشل ، بدلا من التركيز على التجارب الناجحة فقط.
7. الأحلام بين العلم والعقيدة .
8. مهزلة العقل البشري :محاولة في نقد العقل العربي الذي ما زال يعتمد على المنطق الأرسطوي ، والقضايا الفلسفية ،بدلا من اللجوء إلى العلم ،كما سيأتي تفصيله في القراءة المتواضعة التالية في كتاب مهزلة العقل البشري.

مقدمة كتاب مهزلة العقل البشري

أشار فيها الدكتور الوردي إلى أن كتاب مهزلة العقل البشري أُلف على مراحل شتى ،وانه ظهر كرد فعل على ردود الأفعال التي ظهرت على كتابه وعّاظ السلاطين.
لذا كرس المقدمة على المقارنة بين المنطق الفلسفي القديم ،و المنطق العلمي الحديث ،حيث يقول(لقدأُلِفت خمسة كتب في الرد على كتاب وعاظ السلاطين،وذلك عدا المقالات ......... ويحتم الواجب أن اشكر أصحابها على ما تجشموا من عناء البحث والتأليف.
لست ادعي إني اصح منهم فكرا فالحكم في هذا أمر صعب ،فليس لدينا مقياس عام يقبل به الجميع لنحتكم إليه،فالمستقبل هو الذي سيكشف عن مبلغ الصواب في تفكير كل فريق(( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض))1 .
وهنا لابد أن نلفت الأنظار إلى أن الدكتور الوردي من خلال اقتباسه آية (( آما الزبد..........))فأنه يتبنى المذهب النفعي(البرغماتي)،كمذهب فكري، والبرغماتية تفضي بالضرورة إلى الأيمان بنسبية الحقائق ، وهذا بدوره يفضي إلى الاستناد إلى البيانات الإحصائية ،لإقرار صلاح القضايا من فسادها،كما انه يشير من طرف خفي إلى أن المبدأ البرغماتي مقر في النص القرآني.
في حين يستند من يصفهم بأرباب المنطق القديم على القضايا الفلسفية ،حيث ينقل الوردي قولهم(أن الفلسفة أفضت بالفكر إلى غايته،وما العلوم الحديثة إلاّ تكرار مشوه لما جاءت به الفلسفة القديمة)2 . كما انه ينتقدهم لكونهم يعتقدون بما يعرف بقانون الوسط المرفوع ،حيث يقول في ص9(...فهم يدرسون الظواهر الاجتماعية على أساس التعارض بين الوجود والعدم فيها،وهذا ما يعرف عندهم بقانون الوسط المرفوع) .ويعقب في نفس الصفحة مقارنا بين المنطقين بقوله)والباحثون المحدثون لا يؤمنون بهذا القانون،فليست لديهم ثنائية منفصلة يتراوح الشيء فيها بين الوجود والعدم وهم حين يدرسون آية ظاهرة اجتماعية يراعون فيها نسبة التزايد والتناقص)3.
لذا تراه يفصح بكل وضوح بقوله: (أنهم يكتبون بواد وأنا اكتب بواد) ،ولكنه في ذات الوقت لا ينكر ما للفلسفة القديمة من فضل ، كما يشير إلى ذلك حيث يقول:( لا يجوز أن ننكر ما للفلسفة القديمة من فضل في تقدم الفكر البشري .ولكن اعترافنا هذا لا يمنعنا من التطور بأفكارنا حسب مقتضيات الزمان الجديد)4.
ويعرف الدكتور الوردي التجديد على انه لا يعني التمشدق بالمصطلحات الحديثة ،انه بالأحرى تغير عام في المقاييس الذهنية التي يجري عليها المرء في تفكيره.
ثم يتناول بالتحليل والمقارنة نموذج من القضايا التي أثارت حفيظة المعترضين على كتابه وعاظ السلاطين،حيث يقول:( قلت في الصفحة 9 من وعاظ السلاطين أن الانحراف الجنسي يزداد بين الناس كلما اشتدت عندهم عادة الفصل بين الجنسين ،فلم يفهم إخواننا هذا القول،وسخروا به ،وكان دليلهم في ذلك أن الانحراف موجود في جميع البلاد شرقية وغربية ،وجاءوا بأمثلة تدل على وجود الانحراف الجنسي في المجتمعات التي لاحجاب فيها وذكروا أن معظم العواصم الأوربية نواد وجمعيات خاصة باللواط)5.
ويعقب الدكتور الوردي على دليل الخصوم بقوله: ( أن دليلهم هذا واه من أساسه .. لأنني لم اقل بان الانحراف الجنسي معدوم في البلاد التي لا حجاب فيها ،إنما قلت بان نسبته تقل في تلك البلاد. وهذا أمر بحثه العلماء ووصلوا فيه إلى نتائج تكاد تكون قاطعة.أن الانحراف الجنسي لا يمكن التخلص منه في أي مجتمع مهما كان .يقول الأستاذ هافلوك الس المختص بالأبحاث الجنسية : أن هناك اثنين بالمئة من الناس مصابون بالانحراف الجنسي طبيعة لا اكتساب .وسبب ذلك يرجع إلى وجود نقص في تكوينهم البيولوجي . فهم ميالون بطبعهم إلى الانحراف الجنسي من تلقاء أنفسهم حتى لو أحيطوا بالحسان الكواعب منذ صباهم الباكر..........والباحثون الاجتماعيون لا يهتمون بهولاء بقدر اهتمامهم بأولئك الذين يكتسبون انحرافهم الجنسي بتأثير ظروفهم الاجتماعية ،وقد وجد الباحثون أن نسبة هولاء تزيد بين
1. البحارة الذين يقضون فترات طويلة في البحر بعيدا عن النساء،كتب التاريخ تذكر أن البرتغاليين كانوا أكثر خلق الله لواطة
2. المساجين
3. الجيوش حيث يمضي الجنود فترات طويلة بعيدا عن المرأة،حيث لوحظ انتشار اللواط في ألمانيا قبل العهد الهتلري ،مما دفع بالجيوش الأوربية باصطحاب المرأة معهم في الحرب العالمية الثانية ،كما لوحظ انتشار اللواط في الدولة العثمانية البائدة.وربما نشأت هذه العادة من تقاليدهم العسكرية القديمة ،فكثير منهم كانوا في صباهم من المماليك حيث كانت الدولة تشتريهم من أهاليهم غلمانا صغارا ،فتضعهم في مدارس داخلية ليتعلموا فنون العسكرية ،ولعلهم كانوا يتعلمون أثناء ذلك فنون الانحراف الجنسي أيضا...حتى صارت أمرا مألوفا في ذلك العهد،وأطلق عليها مرض الأكابر.....
4. رجال الدين الذين يعيشون في مراكز دينية تتحجب فيها المراة أو يقل وجودها،وقد نجحت المؤسسة الدينية في ابران من الحد من هذه العادة لشيوع زواج المتعة فيها.
وخلاصة الأمر :أن الانحراف الجنسي ظاهرة اجتماعية معقدة تتدخل فيها عوامل شتى ،وليس من السهل أن نضع لها قانون عاما ،انما يصح أن نقول :بان تحجب المراة وانفصالها عن الرجل يزيدان في نسبة انتشار هذه الظاهرة بين الناس ،ولست اعني بهذا أن الحجاب يخلق الانحراف الجنسي أو يوجده من العدم ،كما ظن الذين نقدوا كتابي)6.

ثم ينتقل الدكتور الوردي إلى استعراض وجهة نظر الخصوم إلى أسباب انتشار ظاهرة الانحراف الجنسي ،ومن ثم مناقشتها،حيث يقول)خصص السيد مرتضى العسكري قسطا كبيرا من كتابه ((مع الدكتور الوردي)) في سبيل البرهنة على أن الانحراف الجنسي انتشر في الإسلام من جرّاء سببين لا ثالث لهما:
1. الأمراء والخلفاء حيث جرهم الترف في الشهوة الجنسية إلى البحث وراء متعة جديدة صعبة المنال،فوجدوها في اللواط بالغلمان.
2. الأديرة المسيحية حيث انقلبت في العهد العباسي إلى حانات ومواخير للغلمان،وذلك في سبيل إفساد المجتمع الإسلامي وإضعاف أمره إزاء الدولة المسيحية التي كانت تتربص به الدوائر آنذاك.
ويقول الدكتور الوردي معقبا على أطروحة العسكري بقوله:(ليس من قصدنا هنا أن ندافع عن أمراء المسلمين أو أديرة المسبحين ،إنما نود أن نقول أن الانحراف الجنسي لا ينتشر بين الناس بتأثير أمير أو دير ،فهو ظاهرة اجتماعية عامة،وربما كان لواط الأمير وانحراف الدير من نتائج هذه الظاهرة لا أسبابها .وهذه من الأخطاء المنطقية التي تعتري((أصحاب المنطق القديم)) حيث يعدون السبب نتيجة والنتيجة سبب،أو يضعون العربة أمام الحصان كما يقول المثل الشعبي المعروف)7.

وينقل الدكتور الوردي عن عبد المنعم ألكاظمي في الجزء الثالث من كتابه من كنت مولاه( انه تفنن في تبيان مساوئ السفور وما يجر من وراءه من ويلات التبرج والخلاعة وآفات الحب والغرام).
يضيف(أود أن ازيدهم علما أن علماء الاجتماع ......بحثوا المساوئ بحثا مستفيضا ...وقد أطلق اليوت على الحب والغرام ((العقدة الرومانتيكية)). وكتب زيمرمان كتابا ضخما شرح فيه الخطر الذي يهدد المدنية من جراء هذا التفسخ العائلي....
ومع ذلك فان العلماء لم يندفعوا بآرائهم....ويطلبوا من المرأة أن تعود إلى البيت أو تتخذ الحجاب من الجديد،وسبب ذلك أنهم عارفون بأنهم غير قادرين على أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء..... ويعرفون أنهم لن يخلصوا المجتمع من مشكلاته ،ثم أن وجود المشكلات دافع من دوافع التطور ولو لاها لقنع الناس واستكانوا ووقفوا في طورهم الذي هم فيه.
وهذا مفهوم آخر من المفاهيم الحديثة التي لا يستسيغها أصحاب المنطق الحديث.
من خصائص الحياة اننا لا نستطيع أن نجد فيها عهدا خالي من المساوئ......فمن مساوئ الحجاب حيث كانت المرأة فيه خانعة جاهلة لا تفهم من الحياة الا هاتيك السفا سف والأباطيل التي تنبعث من عفن البيت وضيقه.
والمرأة هي المدرسة التي تتكون فيها شخصية الإنسان ،والمجتمع الذي يترك أطفاله في أحضان امرأة جاهلة لا يمكنه أن ينتظر من أفراده...نظرا سديدا)8.

تعليق على الجدل بين المنطقين
وفي هذا العرض والتحليل يلامس الدكتور الوردي نقطة هامة ،ألا وهي أن أرباب المنطق القديم يسعون بالرجوع إلى الوراء في محاولاتهم الإصلاحية ويعتبرون الأسلاف خير من الأخلاف،لذا يطلق عليهم اصطلاحا بالرجعيين. يروي برييل ليفي عن البيتشاويين9 أنهم جابهوا محاولات تعليمهم زراعة الغلات(كالحنطة والشعير) بالرفض بقولهم لو كانت خيرا لفعلها الأسلاف .
وعلى العكس من ذلك فأن اتجاه حركة الإصلاح في المنطق الحديث تتجه إلى الأمام ،حيث أنهم يجدون حلولا لمساوئ نظامهم الجديد ،المنتج من محاولة إصلاح النظام القديم ،لذلك تراهم في تغير مستمر، لذا يوصفون اصطلاحا بأنهم تقدميون .
كما و ينقل برئيل ليفي في كتابه العقلية البدائية عن المبشرين الذين عايشوا الأقوام البدائية لفترات طويلة ،أن البدائيين يظنون أن الأمور تسير نحو الصلاح،لذا هم يتعاملون مع الحوادث التي ترتكب بسب الأخطاء، على أنها حدثت بسب مؤثر خارجي،ولا يفهمونها على أنها أسباب ونتائج مرتبطة مع بعضها البعض ،ويتخذ هذا المؤثر عدة أشكال حسب عقيدة تلك الأقوام فمنهم من يظن أن الانحراف في مسرى الامور( الشر) يحدث بسبب غضب الأرواح ومنهم من يظن انه يحدث بسبب السحر، ومنهم من يظن انه يحدث بسب الشيطان......
أرى أن أرباب المنطق القديم تعاطوا مع مسالة الشذوذ الجنسي بنفس المنطق ،فهم يظنون،أن المجتمع الإسلامي يسير نحو الصلاح ،وأن أسباب الانحراف الجنسي تتلخص في الأمراء والأديرة ،ولم يفهموها على أنها ظاهرة اجتماعية لها أسباب عدة منفصلة عن بعضها البعض ،وكل منها يؤثر بنسب مختلفة عن الآخر،،منها بيولوجية والأخرى سلوكية مكتسبة،كتلك التي أشار لها الدكتور الوردي،علاوة على ذلك فانهم يرفضون نصائح ذوي الاختصاص في الاصلاح بدعوى لو كانت خيرا لفعلها الاسلاف.
ومن يتمعن في ا لنص القرآني يرى انه تعامل بمنطق النفعية مع الكثير من القضايا الفاعلة والحساسة،ومنها قضية الخمر((يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما منافع للناس ولكن اثمهما اكبر ....)) ، وقضية العبادة (( اتعبدون من دون الله ما لاينفعكم ولايضركم....)) وهذا هو تحديدا مراد المنطق الحديث ،ولكن يبدوا أن بدائية العقل العربي ألقت بظلالها على منطق النص القرآني .
كما يمكن للمتتبع أن يشهد ملامح النسبية في النص القرآني من خلال قصة الصراع الفكري بين موسى الرسول والعبد الصالح ،فالمعروف عن موسى انه نبي، ذو فكرٍ رسالي الهي معصوم، في حين جرد النص ألقراني العبد الصالح عمدا من الهوية والانتماء ،ألا أن نتيجة الصراع بين الفكرين كانت للشخصية غير المعروفة ،على اعتبار أن أطروحته كانت الأقدر على تقديم المنافع في حينها.
وبدل أن يتعامل المسلمون مع هذين النصين وغيرهما من النصوص الكثيرة ،بشكل كان يمكن أن يؤسس لبناء نظرية معرفة متطورة وفاعلة ، ألا أن بدائية العقل العربي كانت حاضرة ولها الغلبة حيث صرفت مثل هذه النصوص باتجاه الخرافة ،وأوغلوا في بحر الفلسفة يمخرون عبابها متخذين المنطق الأرسطوي شراعا علّه يقود سفينة الفكر لديهم إلى شاطئان الحقيقة المطلقة ،وما دروا أنهم أبحروا باتجاه الوهم والضياع.

الخلاصة
ومن كل ذلك نستطيع أن نخلص إلى أن المنطق العلمي الحديث الذي يدعو إليه الدكتور الوردي يتعامل مع الظواهر الاجتماعية على إنها:
1. على إنها ملازمة لوجود المجتمع الإنساني
2. لا يمكن القضاء عليها قضاء تاما وإنما يمكن تقليل نسبها فقط ،ويصح القول أن ظواهر الاجتماعية لا تزول من المجتمع الإنساني إلا بزوال الإنسان من على وجه البسيطة.
3. هناك عدة عوامل تدخل في زيادة نسبة انتشار الظاهرة الاجتماعية.
4. الاعتماد على الإحصائيات البيانية لتقيم الوضع النهائي للظاهرة الاجتماعية.
5. حتمية التغير واستحالة تجزئة الحضارة
6. ان اتجاه حركة الاصلاح في المنطق العلمي الحديث هو تقدمي يستند الى ايجاد حلول للمشاكل الاجتماعية ،ولا يحاول العودة الى زمن ما قبل نشوء الظاهرة

ان الدكتور علي الوردي قدم لكتابه بتوضيح الفرق بين المنطقين ،اي المنطق الحديث والمنطق القديم ،وبيان اسس كل منهما ،وهو بذلك يحاول ان يهيء القارئ لمراجعة بعض الاحداث التاريخية المهمة التي كان لها اثرا بالغا في ظهور العلل ألأجتماعية التي تعاني منها الشخصية العربية عموما ،والشخصية العراقية خصوصا،بمنظار المنطق الحديث.
_____________________________________________________

مهزلة العقل البشري ص5
2 مهزلة العقل البشري ص5
3 نفس المصدر ص9
4 نفس المصدرص6
5 انظر مرتضى العسكري مع الدكتور الوردي ص57
6 مهزلة العقل البشري ص7التعداد النقطي من اضافة الكاتب
7 نفس المصدر ص10
8 نفس المصدر ص12
9 قبائل بدائية اكتشفت في غنيا الغربية، برييل ليفي صاحب كتاب العقلية البدائية ،من المصادر المهمة في مجال علم الانثروبولجي



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيوقف صناعة الغيلان في العراق؟
- إقليمي الوسط و الجنوب المزمع إقامتهما في العراق
- قراءة متاخرة في الحدث اللبناني
- العلمانية
- الاشعور
- صديقي ومنطق العجوز الأنكليزية
- سياسة الحمق في ايران والعراق
- شمس التغير لن يحجبها غربال
- بلدي بين ياسي وتفاءلي
- صراع الديكة
- العقلية البدائية
- لقطات
- دراما المشهد السياسي في العراق
- أحداث ألاعتداء على المراقد... تحت المجهر
- مسكوا الحمار
- حطوتنا الثالثة
- افرحني..ابكاني...اغضبني
- اكلت يوم اكل الثور ألأبيض
- كيف نقيم وننتخب؟
- ما نحتاجه ألآن


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي ماضي - ( تأملات في كتاب مهزلة العقل البشري للدكتور علي الوردي(1