أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - رقصة الموت














المزيد.....

رقصة الموت


فاطمة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:34
المحور: الادب والفن
    


تعال لنرقص
سنرقص آخر رقصة للقلب
وأول رقصة للموت
كقلبين مشلولين
سنرقص
كحلم مذبوح على كرسي هزاز
سنرقص
كقلب عجوز مشلول الوهج على كرسي متحرك
لايقوى على مغادرة مساحاته المنذور لها من قبل طاقات الرؤيا الناقصة
ويحلم بالعبث الجسيم
سنرقص
سنكون دافئين ربما
وربما سنحترق لنبعث الدفء لكل من يحتاجه
وربما سنحتاط له كي لانشتعل إلا في آخر موت
سنبكي ونحن نرقص ليشعر الآخرون باحتياجنا للرقص
وطاقاته لدرء الموت للحظات عن أرواحنا
مرر كلماتك أو أصابعك المتحدثة ببلاغة تحت أوتار الكفن
دغدغ منسوب الوجع تارة
واقبض على شفرات التعب لتصير مداها الجارح تارة أخرى ..
وأنا سأستطيل تارة بالفرح ، وأتقلص بالحزن تارة أخرى
سأستعر تارة
وأهمد تارة أخرى ..
وأنت أسرع الخطوة وأبطأها في ذات الوقت
لأذوب في وخز الحركة والسكون معا
تحرك في اتجاه الروح تماما..
ولأنك الوحيد الذي يعرف لغتها
عري سوادها في ألوانك
لاتبكي
دعني وحدي أبكي
شفّر وجعك ليدخل من أوسع باب لي..
فالدمع المحبوس يقتلني أبكر
لاتشرب دمعي المالح كي لايغريك بالعودة
وعند احتدام الحزن ارقص على أطراف قلبك بحذر
ثم تطاول في اللحن
وزّعه بعناية على أرواح غفل ، أو على أرواح جامدة،
أو على أرواح تجهل معنى الدوار
أو على أرواح تحن إليه إذ فقدته في لعبة قدرية عتيقة
ببراعة ابدأ بالحركة المتأنية والمتخاطرة كحس شهي
علّم الروح فناء الأجزاء بكلها في تناغم ثر وخاص
وفي تداعي مسرف في البوح والدفء ضع مفاتيحك في أقفال الوقت
حرك ينابيعك في اتجاه العطش تماما
نبّه منابع الحس
دغدغ مكامن الشعور
افرك جسدينا ببعضهما لينتج دفئا قليلا مايلبث أن يشعل حرائق الروح: الغابة التي ستستعر فلايوقفها مد أو ماء ..
تحرّك بتدريج محترف من البطء حتى السرعة حتى الدوار
لاتتعب من الحركة ( للأمام / للخلف )
دع كل من يرانا يشعر بالدوار الأول ، وبالنشوة ..وبالفرح القصير .
أعد ترتيب الموتى في دفاتري
وأعد حسابات النبض
وأعد دمج الروح فيك لتصبح أنت
فترتفع فيها سخونة الحمى وأرتفع الهذيان
(للأمام / للخلف)..
خدّر الحزن المترمل على حافة السواد ، ثم انفخ فيه ليتطاير فينيقه الملعون باتجاهك فقط ..
وحين تتقين أن الموت صار في اللب تماما
لاتذهب
تصيّر آلة حادة رباعية الجهات ..
ضاعف الحركة ( أعلى /أسفل .. يمينا/ يسارا ) ..
كي تتخبط المدية بلا بوصلة
تشرّخ أجزاء الروح المهترئه بعشوائية
ليسيل الدم الدافئ ويغرق الروح التي ستئن من أربع جهات وعشر زوايا ، ومئة جرح ..
وهناك تماما .. أوقف الهز ببطء..
ورويدا رويدا تهيأ لتزج الروح خارجك ببرود ملعون تماما كالدخول الأول .. وليس بعد فترة طويلة منه أيضااا..
انفتح على أوسعك كباب خشبي قديم لايعلق به كل مايخرج من بوابته
إلا كصرير الحنين
انفتح لترمي الروح خارجك ببساطة القسوة
وبقسوة البساطة
اتركها ثقيلة بجراحها
لاتتمنى أن تواصل الرقصة كي لا تسجد على أرجل الكرسي الخشبية
ليلعق الموت لعاب انتصاره وهو يبتلعها بنهم
اتحد بك مع الغناء المنتشر كي لاتسمعها وهي تئن
فقط انظر من أعلى طاقات الفرح واندفع في غيابك للأمام ..
ثم إلى آخر مساحاته في الخلف
اندمغ مع الموسيقى وقهقه كاللهاث
وحين نسقط في لذة الدوار وحلم الدفء
سنواصل الرقص قبل أن ننفخ مافي صدورنا من هواء لننفض الأرواح الأولى كتاريخ غبار عابر
وسنخبأ الأغنيات في جيوبنا كي لانشعر بالوحشة في أول ليلة
و بذات الحركة الأولى
و بذات الطقس
وبذات الهيئة واليقين ..
سنكرر الحركة للأمام/للخلف لليلة أخرى كاملة الوجع أيضا
سنمتص الدفء كله من أجسادنا
ثم سنقذفها جافة إلا من الدمع ..
وحين ننكسر ككرسي بأرجل خشبية
سنبكى كثيرااا ولآخر مرة
لن بكى الفقد ولكن سنبكى الهزيمة
وسنحلم أن يغرى أحدنا الغابة يوما بأن تمنحنه عودا ليسند كرسيه العظيم ،،
ليعاود لعبة الرقص في طقس آخر ..
مع ظل آخر
( للإمام / للخلف ) ....................



#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط غير مبرر للأشياء
- 7شواهد في ذاكرة عربية
- الموت خارج النص !!
- عن كارثة الوعي الإنساني ، وعذابات الكائن الهش(حول رواية “الغ ...
- جيل التسعينيات الشعري العماني بين امتداد الرؤى ، و خصوصية ال ...
- احتمالات جائزة حتما !!!
- زنبق الماء - إثم اليباس
- صدى الزرقة
- قراءة في رواية -سعار- ل بثينة العيسى
- الخواء هذا اللعين الذي يدفع كائناته للعطب
- هكذا يبدأ الكلام !
- عطـش الــكلام
- بقع على جسد الليل
- ردى
- دوائر
- شهوة الضوء.. شرك الفتنة
- علامة تعجب! : حول قضية المرأة أيضا
- على أطراف الغربة
- الهند : جواب وحيد لأسئلة كثيرة
- كائنات الموسيقى


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - رقصة الموت