أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيان نيوف - صناعة السجون.. وصناعة الحواسيب!














المزيد.....

صناعة السجون.. وصناعة الحواسيب!


حيان نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصحوالمواطن في البلدان الغربية كل يوم ليعثر على صرح علمي أو ثقافي جديد أو مختبر طبي جديد، فيما يصحو المواطن العربي كل صباح ليجد سجنا جديدا بجوار بيته ، وهذه السجون لا تبنى بالحجارة والاسمنت فحسب، بل توجد سجون تبنى بحجارة القانون وأخرى بحجارة الاصلاح .. وسجون أخرى غير مرئية ويحرص الأوصياء على تشييدها في عقل كل مواطن عربي!

لن تكون الأمة قادرة على الرد على كل من يستعديها في الغرب من سياسيين أو رجال دين قبل هدم هذه السجون، المرئية وغير المرئية، والمزدحمة بشئ واحد : العقل، الذي أراد صلاح هذه الأمة حتى تكون قوية كما كانت أيام الخليفتين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب.

لن تكون الأمة قادرة على تحدي الآخر ومواجهته، سواء كان الغرب أو أية قوة على سطح الأرض، إلا عندما تستبدل صناعة الخطابات الحماسية والتمسك بالتاريخ والبكاء عليه بـ"خطابات صناعية" يمكنها على الأقل أن تصنع إبرة أو صاروخا أو حاسوبا، بعد عصور غابرة كانت تصدّر فيها علومها في الفلك والطب والرياضيات والكيمياء إلى كل أمم الأرض.

وتبدأ حكاية مأساة هذه الأمة من الشباب العربي المغلوب على أمره. يدخل الشاب في بلادنا العربية وأمتنا الاسلامية "المجيدة" إلى الجامعة، ويتخرج فيها، ثم يكتشف بعد ذلك أن اسمه موضوع على القائمة الألف للعاطلين عن العمل ، وإذا نطق بكلمة سيتحول اسمه بأمر إداري إلى قوائم المفقودين السياسيين. فيما يتخرج الشاب في بلدان الغرب وقد أصابته الحيرة من وفرة الوظائف أمام ناظريه، وإذا لم تعجبه أي منها ستزوره الهيئات الاجتماعية وتضعه على قائمة العاطلين ليتلقى تعويضا شهريا وليس رفسة على مؤخرته على الطريقة العربية "المجيدة".

وطبعا إنما يقصد كاتب هذا المقال بالشباب "الإناث والذكور" معا في بلادنا العربية ، طالما أن الأنثى أكثر تعاسة من الذكر وأكثر تعرضا للبطش والعنف من الأسرة إلى المجتمع حتى الدولة ، وهنا بالتأكيد لا يجوز التعميم. وإذا استطاعت التخلص من سلطة الشقيق، كونه الذكر الذي يظن نفسه نابليون بونابرت العربي، لن يرحمها المجتمع إذا قررت أن ترتدي الزي الذي تحب وتحمل الفكر الذي يمليها عليها قلبها وعقلها، وإن رحمها المجتمع لن يرحمها الأوصياء الكثر على المجتمع الذين انقطعوا عن التفكير بأحوال الأمة ودراسة الأسباب التي أوصلتها إلى هذا الضعف، وانشغلوا في القاء المحاضرات حول ما إذا كانت القبلة حلال أم حرام وفيما إذا كان شم الورود المزروعة في أراض غير أراضي الأمة كفر وخيانة !

إن أول ما يلاقيه اي طالب غربي عندما يدخل الجامعة إما وجه أستاذه الجامعي، المتخرج في كامبردج أو اكسفورد أو السوربون، ليحدثه عن الثورات الأوروبية المتلاحقة ووثيقة حقوق الإنسان، وكيف يصنعون إبرة أو صاروخا أو عجلة سيارة، أو ربما يلتقي بصديقة ذات وجه مشرق .

بينما أول ما يشاهده الطالب العربي عندما يدخل جامعته هو عنصر من المخابرات يسأله عن سنّه وعنوانه وانتمائه ؛ أو يلتقي بأستاذ جامعي تجمعت كل تعقيدات الدهر في وجهه بسبب راتبه الذي لا يشتري له دراجة نارية ، أو ربما يتعرف إلى طالب شيوعي أو ماركسي يريد أن يقنعه بأفكار الأخوين ماركس ولينيين ، أو بطالب إخواني يريد أن يشده عنوة للانتماء للإخوان المسلمين ويحاول إقناعه أنهم خلاص الأمة، أو ليبرالي يريد أن يقنعه بأفكار "لينيين الولايات المتحدة"( جورج بوش)، أو قومجي عربي تائب يريد أن يعيد كتابة الخطابات الثورية لعلها تصبح نافعة مثل أوراق التنظيف في المراحيض العامة! طبعا هذا إذا سمح الشخص الأول ( عنصر المخابرات) للشيوعي والإخواني والليبرالي والقومجي بدخول الجامعة.

مسكين هذا الشاب العربي، لأن حياته كلها خيبات أمل وضياع وانكسارات وهزائم. فتارة يصحو على هزيمة 1967 التي تحولت بقدرة قادر إلى "نكسة" ، وتارة أخرى يصحو فيجد فلة من الناس يحملون السواطير ويذبحون بعضهم ويقول إنهم يدعون للاسلام، أو تحيط به فرق الموت المسلحة وغير المسلحة لتجبره على إعلان انتمائه إلى طائفة ما أو مذهب ما وإلا سيلقى مصيره.


وهذا غيض من فيض ما يقع في الأمة ويصيب جوهرها ألا وهو الشباب ، وقد صار كل مواطن فيها يردد أسطورة أم كلثوم التي لحنها الموسيقار محمد القصبجي "رق الحبيب ": " صعب عليّ أنام أحسن لشوف بالمنام غير يلي يتمناه قلبي "، فمن نجح في القفز فوق كل الخوازيق في النهار ستأتيه بكل تاكيد في أحلامه، هذا إن استطاع النوم.



#حيان_نيوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الرئيس القائد- وذكريات المحاكم الثورية
- -الشيخة أم نايف- تعود إلى سوريا .. !
- ليلى السوريّة والذئب !
- إلى الأميرة الدمشقية سلوى الأسطواني ...
- صحافة الانترنت في العالم العربي: شمعة في غرفة مظلمة - صحيفة ...
- كتب فرنسية عن الثقافة الأمريكية
- مستقبل الصحافة بين -أسلحة الرقابة الشاملة- وقوانين مكافحة ال ...
- قراءة في العلاقة ما بين الأدب ودراسات علم النفس
- كان اللقاء الأخير ...
- رحيل إدوارد سعيد في زمن الخريف
- منع - الجزيرة - و - العربية - من تغطية بعض الأخبار في العراق ...
- حكايات القبّيضة ...
- من وحي شاعر لا ينتمي ...
- انطلاق العدد خمسمائة من نشرة الحوار المتمدن
- حذاء عن حذاء يختلف
- الفن و-مذهب التكذيبية- ..
- سعد الله ونوس يعود للذاكرة الدمشقية ..
- صحفي عن صحفي يختلف ...
- قذائف الديمقراطية تسقط على الصحفيين


المزيد.....




- قطر.. حمد بن جاسم ينشر صورة أرشيفية للأمير مع رئيس إيران الأ ...
- ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟
- ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر: بين -غياب الجرأة- و-رفض تقدي ...
- -دور السعودية باقتحام مصر خط بارليف في حرب 1973-.. تفاعل بال ...
- مراسلتنا: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بافليه جنوبي ...
- حرب غزة| قصف متواصل وبايدن يحذر: -لن نقدم أسلحة جديدة لإسرائ ...
- بايدن يحذر تل أبيب.. أمريكا ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلح ...
- كيف ردت كيم كارداشيان على متظاهرة هتفت -الحرية لفلسطين-؟
- -المشي في المتاهة-: نشاط قديم يساعد في الحد من التوتر والقلق ...
- غزةـ صدى الاحتجاجات يتجاوز الجامعات الأمريكية في عام انتخابي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيان نيوف - صناعة السجون.. وصناعة الحواسيب!