أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيان نيوف - من وحي شاعر لا ينتمي ...














المزيد.....

من وحي شاعر لا ينتمي ...


حيان نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 501 - 2003 / 5 / 28 - 01:25
المحور: الادب والفن
    


(1)
حجر صغير بيدي
علبة ثقاب تآكلت لغياب المواقد ،
والطرق ازدحمت بي وحدي !
هناك في أعلى الجبال
حيث تنام الزوفا حزينة تحت الصخور
.. وأشجار البخور
حيث يلتفّ الصمت بالصمت
والتوت بالتوت
وتركض أعواد النعناع البرّي نحو النحل المهاجر
هناك ، وهناك فقط ، أريد أن أكون
.. حيث تلتحم العصفورة بعشّها وتحميه
.. حيث ينطوي الكون بين يدي أمي
حيث نعود من الحقل ، نحمل شمس النهار على أكتافنا
-------
(2)
من قال أن العالم تطوّر
من قال أن العالم تغيّر !
إنه ذبابة تحوم في فلك الذباب ..
إنه غرفة مظلمة يستريح بها ذئب كبير،
ويغلق عليه كل النوافذ والأبواب..
شارات المرور تغيرت وأصبحت كلها حمراء ،
والسجون أصبحت للأنبياء والقديسين والشعراء ،
العالم لم تغير..
ولكنه منقاد بيد حتفه إلى حيث الاندثار .
-------- 
(3)
وتسأل أمي : لما تتلاعب بالكلمات مثل أدونيس ؟
لا أجيب أبدا ، أتحول إلى قبلة على خدها
وأنظر إلى الحقول الحزينة
والقبور الفارغة .
الكلمات تلعب بنا ،
نحن شدها وضمها وفتحها
نحن علامات الترقيم
نحن السطور،
والعالم الغبي يكتب علينا
بالجمر الملتهب بالماء
يسرق حبرنا ويكتب .
--------
(4)
الليل لليل والخفافيش
نحن لا نخلق لنعيش ؛
نحن نخلق لنموت
على شرف الكذبة
على شرف امرأة عاهرة :
ترسم المستقبل ..
بأقلام كحلتها ؛
وزيّها الصيفي المنفتح على الغرب ؛
وقائمة الإرهابيين بين ثدييها .
أذنها كبيرة مثل وجعنا
وفمها ارتسمت عليه كل قبل السياسيين :
زوار المقاهي في الليل
وقاعات المؤتمرات أو المؤامرات في النهار
العار العار العار :
عندما تنام القضية على صدر عاهرة ،
عندما يصبح قلم الكتابة قلم كحلة لعيون عاهرة،
عندما نتخفى بزي عاهرة ،
عندما ننام كل يوم بحضن عاهرة
لنعلن صباح اليوم التالي :
"أننا كنا نبحث عن القضية في صدر العاهرة
أو نبحث عن الحرية بين أصابعها !"
العار العار العار
عندما يجف الزيت من قناديل الأقلام
عندما نسلخ جلودنا ونرتدي العظام 
سوف يموت القديس بطعنة القديس
والنبي بسمّ النبي
والشاعر بقصيدة ملغومة
هذا هو العالم !
العار العار العار
عندما نعبد صنما مليون سنة
لنكتشف أنه كذبة
أو أحجية ساحر متدرب
أو بخار
العار ..
عندما يموت الفجر على أيدي المصلين
مذبوحا من كثرة الصلاة ،
عندما تخرس القيثارة والحناجر
وتنتهي حكايا الرعاة .
----
(5)
 ليل المثقفين ينام على صحف بيضاء فارغة
ومقاهي الثقافة والشعر مغلقة بأمر النقابة
والمجتمع المدني منشغل بالترهات
منشغل بما قال فلان من مائة عام :
كيف طار الطير العربي حول العالم ؛
كيف فتحنا الأندلس ؛
وكيف شحذنا سيوفنا ؛
ومقاطعة التبغ الأجنبي
لكنهم لم يقاطعوا سياسة العلكة.
ليل المثقفين محنط مثل دجّال في متحف،
ليل المفكرين قضت عليه زانية ،
ليل الصحفيين مزوّر باللون الأصفر ،
هذا هو العالم !
من أين الطريق إلى العالم العربي ؟
هل يمر في الأندلس وليالي ابن زيدون ؟
هل يمر من عند شيخ الكتاتيب ؟
أم أنه يمر عبر الكذب والسجون ..
عبر الفقر والبؤس والجنون..
عبر الرقص والسهر والجواري والمجون !
إلى متى نشرب الحزن مع الماء ؟
إلى متى نأكل القهر مع الخبز ؟
إلى متى نحلم ولا نحقق الحلم؟
هذا هو المآل
هذا هو السؤال .
القصيدة ليست كلمة ،
بل شظية من قلب مكسور .
القصيدة حلم ينسكب من إبريق نحاسي عتيق
نحو  وجه قبيح ...
تغسله
تحمله
ترثيه
ترسمه
والبقية تأتي
حتى ينزف أخر سطر جريح ...
---
حيان نيوف
كاتب سوري
 



#حيان_نيوف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطلاق العدد خمسمائة من نشرة الحوار المتمدن
- حذاء عن حذاء يختلف
- الفن و-مذهب التكذيبية- ..
- سعد الله ونوس يعود للذاكرة الدمشقية ..
- صحفي عن صحفي يختلف ...
- قذائف الديمقراطية تسقط على الصحفيين


المزيد.....




- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...
- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيان نيوف - من وحي شاعر لا ينتمي ...