أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيان نيوف - -الرئيس القائد- وذكريات المحاكم الثورية














المزيد.....

-الرئيس القائد- وذكريات المحاكم الثورية


حيان نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الرئيس القائد" وذكريات المحاكم الثورية
التاريخ : 26 سبتمبر 2006 . الحدث : احتجاجات غاضبة على طرد الرئيس العراقي السابق صدام حسين من قاعة المحكمة ثلاث مرات متتالية ، وتحليل نفسي لشخصية القاضي ومناقشة سياسية لخلفياته وعمره.

التاريخ : سنة 1968 . الحدث : الكارثة الكبرى على الشعب العراقي عندما انشقت الأرض وجاءت بإبداع عربي جديد وهو "محكمة الشعب" لتكون الخطوة الأولى لامتطاء الشعب وسجنه وإنهاء أي دور للقضاء المدني. وبعد ذلك أقدم مجلس قيادة الثورة العراقي على إنشاء محكمة حزبية لتكون باكورة أحكامها الإعدام ، والتي أصبحت فيما بعد محكمة الثورة التي كانت تتمتع بجلسات محاكمة هي الأسرع في العالم : في دقيقة واحدة يصدر حكم الإعدام وبعد ذلك ينقل جثمان المغدور إلى أقرب مقبرة جماعية في رحاب الوطن الكبير !

ألا يذكر يا ترى "الرئيس القائد" صدام حسين محاكم الثورة ومحاكم الشعب في عهده ؟ وماذا لو كانت تتم الآن محاكمته أمام المحاكم التي كانت في عهده ، بسرية تامة وبعيدا عن وسائل الإعلام ؟!

لعل إحدى أبرز أسباب التدهور المعرفي والحضاري لهذا الشرق وتأخره عن ركب الأمم الأخرى الافتقار إلى المنطق والموضوعية في النظرة إلى مجريات الأحداث. ومن هنا، أقول إن القاضي الذي يحاكم صدام كان منفعلا وخرج عن الصورة المنتظرة للقاضي العراقي المنتظر في العراق الديمقراطي المزعوم .. هذا صحيح !

ولكن يجب ألا تسقط العقول من حساباتها أن المواطن العراقي "صدام حسين"، الذي يحاكم في هذه المحكمة، نشأت في عهده أروع تحف التاريخ المعاصر وهي المحاكم الاستثنائية والحزبية والثورية التي أعدمت الأبرياء في الليل ودفنتهم مع بزوغ الفجر، في عمليات رهيبة وإرهابية من حيث سرعة إصدار القرار ومن ثم التنفيذ بحيث لا يقدر أي حاسوب في العالم أن يضاهيها في السرعة.

ومن نافل القول هنا ما كان يحكى ويكتب من قبل مثقفي العراق عن مئات الحالات التي توفي فيها عراقيون تحت التعذيب، وبعد ذلك بأيام أو شهور كانت تتم محاكمتهم وتصدر عليهم أحكام بالاعدام!.

إن عملية الخصي "الثوري" للقضاء المدني في عهد صدام أدت إلى إنهاء دور القضاة الشرفاء وقضت على علم القانون. لذا، لا مجال الآن لتحليل نفسية هذا القاضي والتساؤل عن انفعاله دون الحديث عن مرحلة مضت ، وقبل طرح هذا التساؤل يجب طرح سؤال آخر هو من أين تخرج هذا القاضي وما مدى تأثير الفكر الشمولي الصدامي على المعاهد التي درس فيها وكم عدد المختفين والقتلى في عائلته ، وهي صور بالتأكيد سوف تدفع أي "إنسان" إلى الرجوع إلى "الغريزة " والدفع الإنساني وحالة اللاوعي عندما يرى من بطشوا بوطنه وعائلته وأبناء بلده يتحدثون عن "الأمتين الاسلامية والعربية " كما لو كانوا أنبياء أو ثوارا تخلوا عن الحكم للجماهير !!

إن التغيير الذي حصل في العراق كان بقوة القوى الخارجية وليس بثورة جماهيرية شعبية(طالما كان الشعب مقموعا ولم يتحرك إلى الشارع خوفا من أن يكون خبر إسقاط نظام صدام كذبة مثل كذبة التسعينيات)، وثمة مزاعم كثيرة أن هذه القوى الخارجية هي التي تتحكم بسير محاكمة صدام حسين. لذلك، كما نشأ اقتتال طائفي دموي وإرهاب في كل العراق نتيجة "التغيير القادم من الخارج"، سوف لن تجري محاكمة صدام حسين في مجراها القانوني والمنطقي، ولن اتفاجأ يوما ما إذا سمعت أن حوامة تابعة لجهاز مخابراتي غربي ما حطت في العراق وهرّبت صدام إلى جزيرة ما !

لكن شاءت الأقدار ، وعلى عكس ما شاهدناه طوال سنوات في الدراما العربية والقصص الخيالية، ألا تكون الجماهير هي وقود التغيير وألا تكون القاضي العادل ومنفذ الحكم !

وكما تقتضي النظرة الموضوعية لمجريات الأمور والأحداث في العراق والدعوة للتوقف عن التحليل النفسي للقاضي العراقي، ووقف إهدار الدموع في البكاء على "رموز الأمة العراقية"، سيكون من المفيد القول إن العراق الديمقراطي الذي كان منتظرا عام 2003 لا يزال منتظرا، لا بل نشأ فيه استبداد من نمط جديد : إرهاب دموي، اقتتال وصراع طائفي، وانتهاكات لحقوق الإنسان تبدأ بالمغامرات الهوليودية الفاحشة لجنود قوات الاحتلال في السجون العراقية- وهي مغامرات جلبت العار لعهود حقوق الإنسان الأمريكية والغربية عامة- وليس انتهاء بملاحقة الصحفيين من قبل الإرهاب والحكم الحالي وإغلاق الصحف ومكاتب المحطات الفضائية التي غطت اوضاع العراق بكل نزاهة وحيادية مثل العربية.



#حيان_نيوف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الشيخة أم نايف- تعود إلى سوريا .. !
- ليلى السوريّة والذئب !
- إلى الأميرة الدمشقية سلوى الأسطواني ...
- صحافة الانترنت في العالم العربي: شمعة في غرفة مظلمة - صحيفة ...
- كتب فرنسية عن الثقافة الأمريكية
- مستقبل الصحافة بين -أسلحة الرقابة الشاملة- وقوانين مكافحة ال ...
- قراءة في العلاقة ما بين الأدب ودراسات علم النفس
- كان اللقاء الأخير ...
- رحيل إدوارد سعيد في زمن الخريف
- منع - الجزيرة - و - العربية - من تغطية بعض الأخبار في العراق ...
- حكايات القبّيضة ...
- من وحي شاعر لا ينتمي ...
- انطلاق العدد خمسمائة من نشرة الحوار المتمدن
- حذاء عن حذاء يختلف
- الفن و-مذهب التكذيبية- ..
- سعد الله ونوس يعود للذاكرة الدمشقية ..
- صحفي عن صحفي يختلف ...
- قذائف الديمقراطية تسقط على الصحفيين


المزيد.....




- -إحراق مسجد في برشلونة-.. ما هي حقيقة الفيديو المنسوب للحادث ...
- بسنت شوقي ومحمد فرّاج بطلا كليب أغنية حسين الجسمي -مستنّيك- ...
- مفاجأة سارة من نيل دايموند للجمهور بعد سنوات على إعلان اعتزا ...
- الحرب في أوكرانيا: هل سيغير ترامب سياساته حيال روسيا؟
- فرنسا - أوروبا: لماذا عسكرة السياسة؟
- ترامب يمنح روسيا مهلة 50 يوما لإنهاء الحرب ويرسل شحنة أسلحة ...
- حماس: نتنياهو لا يريد التوصل إلى أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار ...
- بسبب وثائقي حول غزة.. الـ-بي بي سي- تفتح تحقيقًا داخليًا حول ...
- في مشيكان، احتفال بالذكرى السابعة والستين لثورة الرابع عشر م ...
- خلال السنوات القادمة.. مهن قد لا يوجد من يشغلها في ألمانيا! ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيان نيوف - -الرئيس القائد- وذكريات المحاكم الثورية