أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزن مرشد - معه














المزيد.....

معه


مزن مرشد

الحوار المتمدن-العدد: 1683 - 2006 / 9 / 24 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


لم أعد أذكر من عمري إلا أربعة أيام ، لا أدري إن كنت عشتها حقيقة أم كانت مجرد أحلام يقظة، المهم أن أربعة أيام كن حياتي كلها.
تمنيت وقتها أن تطلب مني البقاء،لكن ما حصل كان أقوى مني ومنك .
تركتني أرحل، هكذا دون أن اشعر ولو لبرهة انك تريد بقائي .
أردتك أن تقولها:(ابقي)، فقط لأطمئنك بأنني سأرحل،وبأن الحياة التي تنتظرني لن تكون أنت أحد أركانها أبدا.
مشيت،أغلقت خلفي باب الحنين ورحلت ، قررت في تلك اللحظة أن أغلقه إلى الأبد،أي حنين ذاك الذي سيكون لشخص دون ذكريات.
قررت أن أمحو ذاكرتي أن أعود مثل شخص فقد ذاكرته عن سبق الإصرار ليتخلص من عذاب الحنين.
توقف الوقت في اللحظة التالية لأن اسعد اللحظات هي تلك التي نتركها خلفنا ونغلق في وجهها متاريس الذكرى عنوة.
في تلك اللحظة تيقنت أن من رحلت ، لست أنا ، كانت امرأة أخرى تلبس وجهي.
وبقيت أنا الحقيقية هناك أسكن الغرف ، تتسلل روحي في مسامات الجدران ، انتظر حلول الليل لأندس في فراشك وارقد مثل قطة خائفة على صدرك.
رحلت وانغمست من جديد في حياتي البليدة دون نوم دون دفء دون حواس.
في الرحيل يكبر الحب وفي البعد يتضخم وحش الشوق ليأكل من الأحشاء طويلا ولا يترك للفرح أي مكان.
قرأت مرة قصة لجبران ورويتها لك عن ابنة ملك غرمت بخادمها وهربت معه فأمر الملك بملاحقة العاشقين وقتلهما الا ان احدا لم يجدهما ومضت السنوات الى ان وجد راعيا هيكلين عظميين وبجانبهما حجر كتب عليه :" جمعنا الحب فمن يفرقنا وأخذنا الموت فمن يرجعنا " .
أعدت لك الحكاية عشرين مرة ، حتى حفظت تلك الجملة وصرت ترددها كالببغاء ما أن ابدأ برواية القصة من جديد ، كنت تضحك مني ، تظنني حمقاء ، طفلة ، لا اعلم أي نظرة كانت لي عندك؟
خوفك علي الذي لم أجد له مبررا اكتشفت انه خوفك على نفسك .
بالنسبة لي لم يكن الموت يخيفني فقد يكون أبدية ً لحب أظنه لن يتكرر في تاريخي ولن يقوى قلبي على هجره، في الموت تتسع الحياة لاحتمالات اكثر جنونية لفضاءات أوسع من كل التخيلات، لماذا نخشى الموت مادمنا نكون قد حققنا ما نريد وما فائدة الحياة بلا مغزى ولا معني ولا وجود.
حين التقينا أول مرة لم أنتبه للعقد الصغير في عنقك ، لم تكن وقتها تعنيني المذاهب ولم أشأ أن أفكر أبعد من اللحظة.
لم البس في حياتي أي رمز يدل على أصولي المنحدرة من جبال بعيدة هربت من جور المذابح لتسكن هذه الجبال الجنوبية القاحلة. ولم اهتم يوما لأي رمز قد يلبسه سواي .
أحببتك أنت ، بلا طوائف ، بلا ملل ، ولا أديان.
عدت إلى القرية ، كما هي لم ولن يتغير فيها شيء ، أزقتها، حاراتها ، بيوتها الحجرية السوداء لا تزال شاهدة على أيام تظن أنها لم تمر منذ مائة عام ، دخلت الدار العتيقة ، أبى العجوز يجلس على كرسيه في ركن الدار ينتظر قدوم الضيوف الذين لا يعرفون وقتا محددا لزياراتهم ، قهوته جاهزة ومضافته الكبيرة مهيأة للقادمين ، فمكانته في البلدة يحددها حجم زواره.
ركضت إليه ركعت أمام ركبتيه قبلت يديه،طلبت غفرانه،حضنني بحيرة ،نظر نحوي بعطف وشفقة لم أر مثلهما ، بكيت بين يديه، بكيت طويلا وعبثا ظل يحاول إيجاد مبررات لتصرفي، لكن ضيفا فاجأه. تركني وأسرع لملاقاته.



#مزن_مرشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلج
- هدباء نزار قباني
- نجيب محفوظ
- حارة نسيها الزمن ...الحي الذي أصبح - إبريق الزيت
- سلبوه ...ماذا سيبقى لنا كأس العالم ....للأغنياء فقط ..
- سجن عدرا خمس نجوم
- إلى الرجل الذي خذلته
- ايها الشباب...تزوجوا وعوضكم على الله
- الجحر
- تذكار من سورية
- التأليف والترجمة في وزارة الثقافة ‏
- نساء في مهب الريح والتهديد - الحكم العرفي - لعدم الترخيص
- نائب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية د:يسري أبو شادي.. از ...
- جمعية الحجر الأسود السكنية وحكاية الكلب المفقود .. فشلت في ت ...
- الصناعة وتحديات الشراكة السورية-الأوروبية ... الاستفادة منها ...
- سورية...من حلم السيارة الى سيارة الحلم
- حي السيدة عائشة..تعويضات متواضعة لخمسمائة أسرة مهددة بالاخلا ...
- إذا كنا نخشى البالة كيف سندخل في شراكة أوروبية
- في البدء كانت الكلمة
- موت


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزن مرشد - معه