أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رياض الحسيني - دوافع انسحاب القوات الأمريكية من المملكة السعودية ! عشرة عصافير بحجر واحد ..














المزيد.....

دوافع انسحاب القوات الأمريكية من المملكة السعودية ! عشرة عصافير بحجر واحد ..


رياض الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 495 - 2003 / 5 / 22 - 03:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 إعلامي عراقي

جاء قرار البيت الابيض بسحب القوات الامريكية المتواجدة على الاراضي السعودية بمثابة عيدا لبعض الاطراف. بينما انظر شخصيا الى هذا الحدث الدرامي على انه قطرة اول الغيث ! بمعنى انني لا استبشر خيرا من الانسحاب المفاجئ هذا البتة.
الادارة الامريكية ووفقا لحساباتها وخصوصا بعد الحادي عشر من سبتمبر، الذي اصبح تأريخا جديدا لتحالفات عديدة وتنصل من التزامات كثيرة، ترى فيه سببا كافيا لبناء منظومة دفاع جديدة تقوم على اساس (ضرب النوايا)، بدلا من الانتظار لتحققها على ارض الواقع ومن ثم التعامل معها على انها امر واقع. وما انسحاب القوات الامريكية من السعودية الا واقع ضمن تلك الدائرة.
مما لا شك فيه ان حملة بن لادن وعصابته ضد الاهداف الامريكية في الخليج، ومن ثم نقل العمليات النوعية الى عقر دار الخصم كانت انما تتمحور حول نقطة التواجد الاجنبي وخصوصا الامريكي في المملكة السعودية. وان سحب تلك الورقة من بن لادن رغم انه مطارد يعني كسر شوكته، وتفتيت شبكته، وتشتيت جهده هو واصحابه ومريديه،. بل يتعدى الامر الى ما هو ابعد من ذلك، فالانسحاب يعني تفادي تفريخ ثلة جديدة على غرار بن لادن لمقاومة التواجد في المملكة والمنطقة برمتها. بيد ان السيطرة والتحكم بالامور في دولة صغيرة مثل قطر مثلا امرا اسهل بكثير منه في المملكة السعودية، وذلك بحكم صرامة الخطاب الديني والمدارس المتشددة في المملكة عنه في البلاد الاخرى. اضف الى ذلك تواجد القوات الامريكية على الاراضي الكويتية ومن ثم العراقية ربما لاحقا انما يكفي بفرض استتباب الامر للادارة الامريكية ويحفظ لها مصالحها دونما ارباك او تهديد بالانتقام. هذا اذا استثنينا التواجد العسكري الامريكي على الاراضي التركية والافغانية المحاذية لارض العرب والمحيطة بها من كل حدب وصوب.
الامر الاخر والذي تحتاجه الادارة الامريكية الان واكثر من أي وقت مضى هو بعث روح الطمأنينة لدى الحكام المناوئين وشعوب المنطقة الخليجية وما يحيطها من دول كأيران مثلا. حيث ترسل من وراء الانسحاب هذا رسالة الى الشعوب اولا، انها دولة غير محتلة ولا ترغب اصلا باحتلال اراضي الغير. واذا كانت الحقيقة تدور حول النفط العربي، فانه سيصلها حتما دونما عناء وبطرق عديدة حديثة ومبتكرة ! هذا بحد ذاته يجعل معارضي امريكا في المنطقة في مأزق امام الرأي العام المحلي والعالمي، وذلك لفقدهم مادة دسمة طالما علّقوا عليها الاخطاء الجسام تارة، والهزائم والتقاعس اخرى. وبذلك تكون قد كسبت واشنطن ورقة كانت مربكة لها، بل خاسرة لوقت قريب.
ولا اعتقد ان الهدوء النسبي- الوقتي الذي يخيم على العلاقات الامريكية السورية ببعيد عن حسابات الانسحاب. فالامر منوط بحكمة القيادة السورية في التعامل مع الاحداث. ولان الادارة الامريكية لا تنتظر الشفقة من احد بقدر ما تفرض شروطها وعلى الاخرين تنفيذها دونما تردد او منّة، فانه يتوجب دعم التحرك الدبلوماسي والمؤتمرات الصحفية الامريكية بتحركات ميدانية تكفل لها الغلبة وخلال وقت وجيز. ولو قُدّر للقيادة السورية ان تمتنع عن انجاز ما ترى واشنطن فيه تعبير عن النوايا الغير عدوانية لامريكا ومصالحها في المنطقة، وفضلت السير في طريق البعث اليميني في العراق، فانه لن يكون الا لمنطق القوة والحرب من وجود. وحتى لا تضطر واشنطن فيما بعد لدفع ثمن باهض من تواجدها في المملكة التي لا يمكن ان تقبل وباي حال من الاحوال المساهمة في دعم التحرك الامريكي ضد سوريا، وحتى لا تطالب المملكة السعودية بحصة في النظام العراقي الجديد، وهو ما حصل فعلا ورفضته واشنطن بصورة قطعية، فقد جاء قرار تحييد السعودية متناسقا مع القراءات الاخرى وضمن خطة (اكثر من عصفور بحجر واحد).
الامر الاخير والاهم هو انه لا يمكن باي حال من الاحوال افلات السعودية من العقاب الامريكي خصوصا اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان هنالك خمسة عشر سعوديا قد شاركوا في احداث سبتمبر الدامية، فضلا عن العقل المدبر والمخطط اسامة بن لادن. فضلا عن التفجيرات الاخيرة، والتي القت الادراة الامريكية من خلالها باللائمة على الحكومة السعودية بحجة عدم توفير الاخيرة الترتيبات الامنية اللازمة لحماية الرعايا الامريكان. وما هذا الا اول الغيث من قائمة الاتهامات التي ستواجهها المملكة السعودية على المدى المتوسط. وان المسألة لن تتعدى عن كونها مسألة وقت والدور على السعودية لن يكون الا بعد استتباب الامر مع سوريا والترتيب الامني مع ايران وحزب الله.


 



#رياض_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كانت إسرائيل بعثيـة !
- الى نادية محمود: الافلاس يقود الى الانتحار، وحبل الكذب قصير
- لا للحرب .. لا للديكتاتورية ! نحن منشغلون بتقسيم مناصب وهمية ...
- كيف نصلح ما افسد مؤتمر لندن !
- ماهية الديمقراطية ..!
- تقرير المصير لا يشمل الاخوة الكورد وسنضرب بيد من حديد !
- حكومة المنفى .. بين الواقعية والنرجسية ؟!
- الموصل تبعية تركية وساعة البرلمان التركي كوبنهاجية!
- من قتل أبو نضال وما مصير مجاهدي خلق ؟!
- من فمك أُدينك ؟!
- دكاكين ستُشمَّع قريبا !!
- طائفية اكسباير وحكومة في المنفى ... !
- سيناريوهات أربع لتسلم مقاليد الحكم في عراق الغد ..!
- مَلكيات وجمهوريات ...!
- عرفات وصدام في الامتحان .. !
- الأمور بخواتيمها !!
- الحريـة .. اساس الحياة!
- العمليات الإستشهادية بين التنظير العربي والأجرام الإسرائيلي


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رياض الحسيني - دوافع انسحاب القوات الأمريكية من المملكة السعودية ! عشرة عصافير بحجر واحد ..