أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رياض الحسيني - عرفات وصدام في الامتحان .. !















المزيد.....

عرفات وصدام في الامتحان .. !


رياض الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 191 - 2002 / 7 / 16 - 07:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مبضع الجرّاح ...

قولنا هذا رأي فمن جاءنا بأفضل منه تركناه !

 

بقلم : رياض الحسيني / إعلامي عراقي مستقل / www.zaqorah.4t.com

 

 

عرفات وصدام في الامتحان .. !

 

جرت العادة على ان يطلق البعض منا التصريحات والاتهامات الجزاف من دون حتى القليل القليل من التدبر بمعاني الالفاظ والنعوت والاوصاف. ومن تلك الاراء المتطرفة هو جمع القادة العرب من رؤساء وملوك كلهم في سلة واحدة متناسين الفرق الشاسع بين طبيعة كل منهم. وان كانت هنالك من تقاسيم مشتركة تجمعهم فلا يعني انه بالضرورة ان يكون الكل نسخة واحدة لاصل ضاع مع اول بارقة للثورة الصناعية في الطرف الاخر من الكرة الارضية.

وحتى نضع الامور في نصابها وحتى نكون منصفين مع الجميع فلابد من التطرق الى حالتين تجمعهما نفس الظروف ويعيشون الاحداث ذاتها. وفي هذا السياق ربما لا يحلو للبعض ان يسمع المديح بحق رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ولكن اذا ما قارناه بصدام حسين يظهر هنالك الفرق الذي لا يستطيع نكرانه أي بصير، بيد انه حقيقة لا مجال فيها لمديح سلطان جائر. لا يمكن ان تعطي الحق للاخرين بوصف عرفات على انه نسخة من صدام وانه لا يختلف عن أي رئيس عربي اخر ! وذلك لسبب بسيط، وهو ان الاول في جهاده ونضاله وخطواته وأيديولوجيته وتعامله مع الامور يختلف جذريا مع الثاني وان كان هنالك من تقاسيم مشتركة في احايين قليلة كما ذكرنا.

جاء عرفات الى السلطة بماضٍ جهادي لا غبار عليه وافنى ايام شبابه وكهولته لخدمة قضية الشعب العربي في الوقت الذي تخلى فيه بعض العرب والمسلمين عن القدس ارضا وشعبا من اجل دولارات اميركية هي اقرب الى الرشوة منها الى المساعدات! بينما جاء صدام بقطارٍ اميركي عن طريق السفارة الاميركية في القاهرة وجرّع السم لرفيق دربه ورئيس جمهوريته وشريكه في جرائمه المقبور احمد حسن البكر بعد التعرض لمؤسس الجمهورية العراقية المغفور له الزعيم عبد الكريم قاسم بوابل من الرصاص. تربّع صدام على مقدرات الشعب العراقي ثروة وشعبا من دون انتخاب او حتى رأي لفرد من افراد لشعب مشكلا حوله غابة من الجماجم وبركا من الدماء الطاهرة بينما شفع لعرفات ذلك الماضي المجيد واقتراعاً حر.

وفي ساعات الحصار المضروب على الرجلين وكما يقولون بانه (في الامتحان يُكرم المرء او يُهان) يظهر الاختلاف ويطفو معدن الرجلين.

ففي الوقت الذي يتربع فيه صدام على مقدرات بلد يقدر احتياطي النفط فيه فقط بثلثي الاحتياطي العالمي فضلا عن الصناعة والتجارة والزراعة، فانك لا تجد في فلسطين سوى اشجار الزيتون التي اغتصب المستوطن الاسرائيلي ثلاثة ارباعها. وبالرغم من هذا فانك تجد هامة المواطن الفلسطيني مرفوعة شامخة كغصن زيتونه بينما تجد شقيقه العربي في القطر العراقي يمشي باذن مقطوعة وجبهة موسمة وظهر تسطره الكيبلات ووجه يشبه في لونه ذهبه الاسود!

حفر عرفات لنفسه قبرا في مقر سلطته حينما حاصرته الدبابات الاسرائيلية وهو صلب يباهي الامم والشعوب بقوة شعبه وصلابة ايمانه بينما يفر صدام مذعورا من قصر لاخر رغم كثرة الحشود والمرتزقة من حوله كلما صرحت اميركا بعقابه. يصف عرفات شعبه بشعب الجبارين ويستنهض همم رجاله وجماهيره بآيات من الذكر الحكيم بينما يزمجر صاحبنا متوعدا بعقاب يطال الدول العربية في حال تعرضه لهجمات اميركية! عرفات يتحدى اسرائيل بقوة بشرية وصدور مجاهدين لا تحمي ظهرها مجنزرات ولا سياسة دولية منحازة في الوقت الذي يتوعد صدام فيه بشن هجوم على ايران اذا ما تعرض لغضبة الجماهير المنتفضة لكرامتها ومقدساتها!

عرفات يراهن على قوة شعبه وصموده ويذكر اعدائهم بماضيهم البطولي بينما يتكل صدام على اعلامه المتهتك وقليلا من الكيمياوي والاسلحة التي لم تجلب الا الدمار والخراب للمنطقة وللعراق. اظنه اصاب في هذه ! نعم فهو صفر اليدين ويعلم ان الشعب عليه لا معه وانه زائل لا محالة فتراه لا يراهن على شعب انهكته الحروب والعنجهيات لثلة من اللصوص.

بعد هذا كله واكثر اجد من الاجحاف ان نساوي بين الرجلين وان كان لنا بعض التحفظ على سياسات عرفات وتعامله مع الاخرين في وقت مضى. ومع هذه التحفضات يبقى عرفات مرابط على ثغر من ثغور الجهاد وصدام مفلس لا رحمة عليه اذا ما غاب.



#رياض_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمور بخواتيمها !!
- الحريـة .. اساس الحياة!
- العمليات الإستشهادية بين التنظير العربي والأجرام الإسرائيلي


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رياض الحسيني - عرفات وصدام في الامتحان .. !