الى متى نبقى على التل؟

عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1668 - 2006 / 9 / 9 - 10:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

عام يمضي، ويجر معه أعواماً حرقناها بالحرمان وبالتعب الذي ما زال يلازمنا، اطفالاً ونساءً ورجالاً.. هكذا تمضي، ولا تترك ما يمكن أن نعتز به، تلك الأعوام القاسية، اعوام الجلاد، وما بعده.. فقد كان بعض العراقيين يظنون أن بوش يمتلك العصا السحرية لإنقاذ العراق ومن ثم العراقيين من همومهم غير المنقطعة وغير المعقولة، لكنهم وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات تيقنوا ان العصا السحرية تلك ليست سوى خرافة ضحك علينا ومن خلالها المارينز الذين اتلفوا البيوت والطرقات والمدن.. العصا السحرية اكتشفنا زيفها وعرفنا مداها، وهي ليست سوى عصا بائسة لا يمكن ان تحقق شيئاً.. كنا ننتظر أن تجلب لنا تلك العصا الاستثمار لبناء مدننا الخربة، وكنا ننتظر منها أن تأتي بالأمن للعائلة العراقية المسكينة، وكنا ننتظر منها ان تملأ بيوتنا خبزاً وعدلاً، وكنا نأمل أن تتحقق ديمقراطية البيت الواحد بعيداً عن التناحر والتنابذ بالألقاب.. وكنا.. وكنا.. الى آخر ما نأمل به، ولكن بانت حقيقة العصا السحرية الأمريكية، وبان مسعاها.. المشكلة ان كثير من الخراب يمكن اعادة بنائه وبطريقة سهلة جداً، قد يضحك الآخرون منا او يسخرون اذا قلنا أن مشكلة الكهرباء سهلة جداً.. واسهل من السهل اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار العمل وفق مبدأ نكران الذات.. ما دمت انا شبعان فليجع جاري!.. هذا المبدأ (التعبان) هو ما وضع العرقيل أمام أية همة لإعمار البلاد.. بالله عليكم كيف اعيدت كهرباء الكويت بعد ان دمرت في التسعينيات؟ الجواب سهل جداً، فالسيد بوش الأب أعاد الكهرباء للكويت في وقت يفشل بوش الأبن باعادة كهرباء العراق.. اليست هذه مفارقة غريبة.. كثير من العراقيين متيقنون أن الأمريكان الذين هدموا بلادنا بعد خراب نظام صدام باستطاعتهم تقديم المساعدة في اعادة الكهرباء، واعادة كثير من البنى التحتية، لكنهم لم يفعلوا ذلك ولأسباب لا يعرفها الا الراسخون في السياسة الأمريكية..
الى متى نبقى على التلّ..؟ الى المساء.. الى الصباح.. الى وقت الظهيرة.. الى ما لايمكن معرفته..؟ هذا ما يمكن معرفته في الأيام التالية...

#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات