أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم العامري - ضوء على المربد.. الشعر على ايقاع البيبسي كولا














المزيد.....

ضوء على المربد.. الشعر على ايقاع البيبسي كولا


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1536 - 2006 / 4 / 30 - 09:52
المحور: الادب والفن
    


عقد المربد، كالعادة، في ربيع عراقي جديد، ربيع خالٍ من الحدائق الغناء والنسائم العليلة، ربيع ليس كما حلم به الشعراء وصوروه في قصائدهم، ربيع دامٍ سلب لب الصغار والكبار على حد سواء، ربيع للقتل والمفخخات والتلويح للحرب الطائفية.. في البصرة، تلك المدينة الجنوبية والتي يحلو لبعضنا ان يسميها البقرة الحلوب، وهي تحمل مظلومية أبنائها في يد ، وتحمل تأريخها في اليد الأخرى وتستمع للشعر.. عقد المربد الذي أطلق عليه المربد الثالث ناسفين في ذلك كل المرابد التي شارك فيها فطاحل الشعراء من أمثال الجواهري وسعدي يوسف..وكأن القائمين عليه ارادوا أن يلغوا تأريخاً عظيماً للمربد الذي عقدت دورته الأولى في السبعينيات من القرن الماضي.. مسترضين في ذلك ربما أطراف لا تأبه بتاريخ المربد رغم أن الصور التي ازدانت بها القاعة تشير الى ذاك التاريخ الكبير لعراق الأدب والشعر والمربد..
في قاعة المركز الثقافي النفطي، كنا على موعد مع الشعر، وكنا ننتظر شعراً حقيقياً بعدما امتلأت القاعة بضيوف المهرجان، وجوه عراقية تشير الى حبها للأرض والناس.. لكنها في الوقت ذاته جاءت تحمل هماً عراقياً خالصاً صعب على ساسة البلاد الاستماع اليه في خضم (الظروف الأمنية)!
ولأن المربد كبير، فلا بد ان يكون فيه كل شيء كبيراً..او هكذا على الأقل، بدءاً من الإفتتاح حتى الجلسات.. ومن الغريب ان نجد فرقة هواة تبدأ الحفل، لطلبة ما زالوا في بداية مشوارهم الفني، ونحن لا نريد أن نغبط حقاً لهم، لكن ألم يكن من الأجدر الإستعانة بدائرة السينما والمسرح والفرقة التابعة لها وهي مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة؟ ألم يكن من الأجدر أن نستعد لتقديم تراثنا بصيغة أخرى تحيي فينا ذاك الأثر الخالد..؟
وبالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت، والأموال التي رصدت للمربد، لكنه في يومه الأول جاء مرتبكاً، بدءاً بالتشريفات التي لم تكلف نفسها بحجز مقاعد الضيوف في الصفوف الأمامية مما اضطر احد اعضائها الى الطلب من الفنانة الرائدة شذى سالم ان تغيّر مكان جلوسها لتفسح المجال للآخرين!! هل يعقل ان يطلب من فنانة قدمت للفن والمسرح الأصيل عصارة شبابها ذلك؟ أيعقل ان لا تعرف لجنة التشريفات تلك الفنانة التي ما زالت المسارح العراقية تصدح بصوتها وحركاتها.. أننسى بطلة الجنة تفتح أبوابها، وفتاة العشرين، وما الى ذلك من أعمال خالدة سجلت لهذه الفنانة المجيدة؟ واذا كان التصرف مع فنان عراقي وفي مهرجان عراقي بهذه الشاكلة فكيف سيكون الحال مع أولئك الذين لم تبدأ الأضواء بعد بإظهارهم؟ كل تلك الأسئلة نضعها أمام القائمين على المربد عسى ان لا تقع اللجان المشكلة بأسماء ملأت سبع صفحات من كراسة المهرجان بما وقعت فيه!
وجاء الشعر، في جلسة امتازت بالصخب واللغو في قاعة مكتظة بالناس حتى تكاد لا تسمع غير (قرقعة) علب المرطبات، قرأ الشعراء قصائدهم وهم ينظرون لجمهورهم (اللاهي) بشرب البيبسي كولا وأكل (كيك) المهرجان.. ولم تستطع القصائد إيقاد الجمر غير قصيدة قرأها المبدع كاظم الحجاج والتي أشارت الى الخطر الذي ما زال يداهمنا فكان الحجاج كعادته صادقاً شفافاً فأسكت من جاء لينعم ببيبسي المهرجان وشده اليه!
وهكذا، ازدان المهرجان بصور فوتوغرافية لوجوه عراقية متعبة وأطفال غيبتهم الحروب وأثقلت طفولتهم الحالمة، فكان معرض الصور قريباً من حياة العراقيين، ولصيقاً بهم..
تحية للمربد في دورته الجديدة ولا نقول الثالثة.. وتحية للشعراء العراقيين المغتربين في المنافي او في بلادهم وهم ينشدون الشعر من اجل ترسيخ قيم مجتمع عراقي جديد.



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وما أدراك ما الغزو
- كذبة نيسان ومنظومة العمل العربي
- طواريح الفاو رحلة البحث عن الشواهين
- خرائب الحرب: بقايا زمن الخراب
- الحرب على الإعلام
- محمود البريكان أسئلة أخرى
- للمرة الألف إعمار العراق
- فضائية الفيحاء وديكتاتورية النفط
- كوميديا سوداء عراقية
- قصائد-المطر ينزل بالسخرية
- وقائع موت غير معلن
- أزمنة العرجون
- مرثية
- تيه
- قفا الكف
- مائدة
- كل عيد وانتم سالمين
- تلك حكمتك جياكوموليوباردي
- ليس دفاعاً عن فضائية الفيحاء
- المواطن العراقي آخر من يعلم


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم العامري - ضوء على المربد.. الشعر على ايقاع البيبسي كولا