أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم العامري - تلك حكمتك جياكوموليوباردي














المزيد.....

تلك حكمتك جياكوموليوباردي


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1425 - 2006 / 1 / 9 - 06:27
المحور: الادب والفن
    


ثلاث قصائد
(1)



ظلّنا المعقوف تحت الأعمدةِ الصدئة،
نحشرهُ ، كذيل كلبةٍ نزقةٍ
ما كنّا بنيناه في أول النهار
زخّات الليلِ تهدّمهُ..
مثل مشانق للدودِ، المصابيحُ المتهدلة ، تهتزّ:
مخبأٌ للخفافيش محاجرها
من خلل النوافذ المعتّقة بالصدأ،
العباءات تشرئبُّ
سالكةٌ الطرقات لكنّها تعجُّ بالنباح..
على مرمى الحدقات يستفحلُ الضباب
موحشةٌ طرقُ الليل... تشربنا اسفنجةُ التعب
نحن الذين تحت أصابعنا
تشتت الدروب.
بين صفائح الذنوب، نجري : حيث لا ندري..
رؤوسنا المخضّبة بالزيت، نحملها،
تعكّر صفوَ الطريق، فنكتفي بالشتات
في الأبراج المحشوة بالسعال، نبحثُ عن خضابٍ
يليقُ بأوهامنا.. ندسّهُ في جيوب الباحثين
عن خلاص.
حريٌّ بنا أن ننامَ تحت الشمسِ
بينَ قبرين توسدتهما الحرب
نحلمُ بالخمرِ والهواء وأجساد لم يمسسها غبار.
تلك حكمة الرعاة الذين لم يطئوا السؤال..
وحشرجة الجدّ في النفقِ الأخير
تلك حكمة المنفى!
نمضغها قيظاً في حلبةِ الرقص..
كالدمى بأقدارها تشدّنا الخيوط: نتعانق..
نحبو... نسقط مرتين قبل ان ننزوي
في علبٍ باردة.
نحلقُ كالعصافير حول اليمبوس
تحملنا يد الربِّ ، تجوب بنا الليل،
نحتمي تحت افياء الكنائس والقباب .
من فتحةٍ في المدى
نلتمس الرجوع..
فما كنا بنيناه في أولِ العمر،
هدّمهُ السواد:
تلك حكمتك جياكوموليوباردي!
(2)


عارياً تحت وطأة مخالبه

بجناحينِ دبقين ومخالب نتنة ، المحهُ..
من نافذة العمر ؛ ثاناتوس، يزرعُ أشباحهُ حولي..
يخلّفُ أشتاتاً من الخوفِ.
أنفاسهُ دخان تبعثهُ خياشيمه الصدئة..
في قبضاتهِ يتكوّر الزمان..
لمقلتيهِ بريقٌ يُخبِّئُ الأساطير ،
ويمسحُ الوجوهَ التي أفسدتها الغيوم.
أرمقهُ.. بفمهِ البئر، يسكبُ النهار.
أيدٍ تساقطت في المكان..
كان آيروس يجمعها تحت ردائهِ
على أسرّة رمادٍ ..
يوزّعها ،
عارية تمسكُ ظلّها البعيد..
تتشبث بالمرايا
بينما التراب يسدّ النوافذ ، والهواء..
رويداً... رويداً يموت .
شمعةٌ لقداسهِ الأبدي
حملها الموج وألقت بها المناقير
فوقَ القباب.
حينها.. توّجت البيوت شرفاتها بالضوءِ
بعد ليلةٍ عفّرها التيه..
حاصرني ، بمخالب نتنةٍ وجناحين دبقين..
ولأن النافذة لا تسع : تركني،
عارياً .. تحتَ وطأة مخالبه.
(3)
أزمنة العرجون

قال: هذا طريق التأني
إلقِ مرساتكَ بين السطحِ والقاع
اخبرهم وأنت تبيع سنواتك
ان بضاعتكَ معلقة بين الأهداب
كن أكثر حرصاً وأنت تلملم عافية الوقت
وتصوغ لراعيةِ الإبلِ القصائد
تتربصكَ الحيّاتُ خلفَ تلِّ المراد
ترسمُ خطّاً للكرِّ
وآخر للنومِ على الطينِ...
اخبرهم وانتَ تعلّق قمصانكَ
على ندبِ الفجيعةِ :
ان القميص وهو يغوصُ بكفِّ الريح
ما لوّنت فرشاته الغسق..
وانّ مذاقَ الطلعِ مرتهنٌ بالغيمِ
وأنّ يدك البيضاء مورقة بالخوف..
اومئ للسحرِ يجيء اليك
بأجنحةِ الغابات...
يرممُ خطو الليل..
أومئ للطيرِ تاتكَ فرادى..
أومئ للطينِ يخطُّ على صدركَ
كالعرجون نهاراتكَ القاحلة.
على مشارف الرمل خيمتكَ :
وتدٌ في أقصى الأرض
تنزُّ غباراً كأنها والريح بؤرة للضياع..
خلتكَ لم ترتوِ وانت تطوف
مشارقَ الروحِ ..
لكنكَ حينَ انستَ النارَ
رجعت بالعافية.



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعاً عن فضائية الفيحاء
- المواطن العراقي آخر من يعلم
- بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
- عجيب امور غريب قضية
- اهلاً عام 2006
- دمقرطة العنف
- تحت مطرقة الاحتلال
- المشهد العراقي ما بين زحمة السيارات والشعارات
- أزمة الانتخابات العراقية وعنق الزجاجة
- المصور الجوال عين المدينة وذاكرتها
- من ذاكرة أشجار المدينة : كتابات العاشقين
- البنزين والفيدرالية
- المعلم العراقي المخذول لم يعد مخذولاً
- حمى ما بعد الإنتخابات العراقية
- كومبارس
- عائلة كبيرة.. عائلة صغيرة ورجال مشرّدون
- دعوة لحماية أطفال العراق:أطفالٌ في خطر
- الباص الخشب : صورة الماضي في قناع الحاضر
- قبل يوم من الإنتخابات العراقية
- سلطة العصا وسلطة الضمير


المزيد.....




- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة
- فيلم -القصص- يحصد التانيت الذهبي في ختام أيام قرطاج السينمائ ...
- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم العامري - تلك حكمتك جياكوموليوباردي