أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم العامري - عجيب امور غريب قضية














المزيد.....

عجيب امور غريب قضية


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 08:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عجيب غريب أمر هذا البلد الذي كان يسميه والدي بلد الثورات لكثرة ثوراته، وعرفناه نحن ببلد المشاكل اللامنتهية رغم أنها لم تكن بالمشاكل الكبيرة خاصة وان حلولها مرهونة بتنقية النفوس أولاً..
عجيب غريب أمر هذا البلد المكتوب عليه أن يحمل جراحاته بعيون أبنائه ويمتطي صهوة القلق دائماً وأبداً وكان القدر قد سجل له ان يعيش متعباً تتقاذفه أهواء التيارات المتصارعة وأهله ينظرون الى المتصارعين في حلبة الوطن حائرين مشجعين الطرف الغالب وكأني بهم يرددون مقولة جدي رحمه الله (الذي يأخذ أمي اسميه عمي!)..
عجيب غريب أمر هذا البلد بعد ان كثر الأعمام وصار من الصعب الصلح بين بعضهم وغدونا نبحث عن ضالتنا وسط تصريحات متشابكة وأقوال لا تؤدي بنا الا الى التهلكة ولا تمنحنا الا ما كنا نخشاه حين كانت الذئاب تصول وتجول في أزقتنا وحاراتنا وبيوتنا أيضاً..
عجيب غريب أمر هذا البلد الذي لم يعرف أبناؤه للآن دورهم الثانوي في المسرحية الكبيرة وصار من المحتم أن تسدل الستار دون أن نعي ذاك الدور الهامشي وسط رقعة شطرنجية كنا وما زلنا فيها جنوداً مجهولين لا هم لنا إلا حماية الملك ووزيره وربما حصانه أيضاً.. نتحرك هنا وهناك ولسان حالنا يقول (الى متى يبقى البعير على التل؟)..
عجيب غريب أمر هذا البلد الذي كنا قد افتديناه بأرواحنا وقدمنا له ما لذّ وطاب منها ومن أرواح أبنائنا ليأتي الوقت الذي نكون فيه مجرد وسيلة لاصطياد الحوافز والمكاسب والمناصب سائرين على خطا أجدادنا الذين قضوا وهم يشيدون جنائن معلقة لزوجة الملك.. او يحملوا حجراً لتشييد أهرامات مصر! هكذا هي الشعوب التي لم يكلف المؤرخون أنفسهم بالإشادة لمنجزاتهم ودمائهم وعرقهم الذي نضحوه وهم يرسون مجداً لمليكهم ومليكتهم وكأن أولئك الناس لم يخلقوا إلا لترديد شعار (عاش الملك.. عاش الملك).
عجيب غريب أمر هذا البلد المليء بالعبر والدروس والتي تصلح ان تكون أكاديمية للإنسانية جمعاء تعلم الناس الصبر والتضحية والتفاني ففي كل بيت عراقي قصة وفي كل صدر غصة وها نحن ندور في دوامة الأزمات فما ان ننتهي من أزمة لتباغتنا أخرى ومنها الى ثالثة ورابعة وهلم جرى.
عجيب غريب أمرنا في عامنا الجديد الذي يحبو ونحبو نحن معه عسى ان يستد ساعدنا ويقوى عمودنا الفقري لنقف على أرجل قوية لا تهزها رياح الأزمات المتكررة ولا تثنها أعاصير الإرهاب والقتل اليومي ولا تؤثر فيها آلتا الحرب الأميركية و البريطانية..
عجيب غريب أمرنا ونحن ننتظر مالا يمكن انتظاره وغدا أمراً ميؤساً منه في رؤية الشباب العراقي هانئين فرحين بلا بطالة ولا تعطيل، لا همّ لهم إلا بناء وطنهم الذي دمره الغرباء وتجاوزوا عليه بعد ان عبروا القارات والبحار والمحيطات وراحوا (يكرفون) بنعم العراقيين التي منحها الله لهم حتى صرنا مثل سكان القارة السوداء الجائعة دوماً المنتظرة حلمها الكبير في تحقيق العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد في الملبس والمأكل وتوفير فرص العمل ومنح الحريات..
عجيب غريب أمر أوطاننا جميعاً، العربية، اذ يفر منها أبناؤها بعيداً عن البطش والتنكيل والإرهاب ليسقطوا ثانية فيما هربوا منه حتى غدت المنافي الاختيارية لأبناء العروبة حرائق لهم.
وأخيراً الى متى نبقى نردد ما ردده فناننا العراقي الكبير المرحوم جعفر السعدي الذي ودعنا في العام الماضي (عجيب امور غريب قضية)؟



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهلاً عام 2006
- دمقرطة العنف
- تحت مطرقة الاحتلال
- المشهد العراقي ما بين زحمة السيارات والشعارات
- أزمة الانتخابات العراقية وعنق الزجاجة
- المصور الجوال عين المدينة وذاكرتها
- من ذاكرة أشجار المدينة : كتابات العاشقين
- البنزين والفيدرالية
- المعلم العراقي المخذول لم يعد مخذولاً
- حمى ما بعد الإنتخابات العراقية
- كومبارس
- عائلة كبيرة.. عائلة صغيرة ورجال مشرّدون
- دعوة لحماية أطفال العراق:أطفالٌ في خطر
- الباص الخشب : صورة الماضي في قناع الحاضر
- قبل يوم من الإنتخابات العراقية
- سلطة العصا وسلطة الضمير
- البيئة العراقية تستغيث
- مصائب قوم ...... فوائد
- الفاو أرض النقيضين الخصب والملح
- البصرة من جنتها إلى خرابها


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم العامري - عجيب امور غريب قضية