أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم العامري - البيئة العراقية تستغيث















المزيد.....

البيئة العراقية تستغيث


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 09:19
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


هناك كثير من الأمور التي لم يفقه المواطن لحد الآن خطورتها على حياته، لهذا فهو يتصرف وفقاً لأهوائه ونواياه، ومن هذه الأمور البيئة، تلك التي نالت هي الأخرى ما ناله الناس في بلادنا المستلبة في كل الأزمنة.. جولة واحدة في المدينة تشعرك مدى الخطر الذي يحدق بنا وهو خطر قريب هذا اذا لم يكن قد وصل الى عظامنا!!
(بيئتنا في خطر) قالها استاذ جامعي وهو يرى حاوية للقمامة تنبعث منها النار والدخان الأبيض والأسود لينذر الناس بالخطر العظيم!.. لم يقل ذلك غير هذا الاستاذ فهو العالم بمخاطر حرق القمامة في المناطق السكنية.. جرنا الحديث عن البيئة الى جيوب أخرى لها علاقة بجمالية المدينة وصحة المواطن لهذا حملت أوراقي الى الشارع واستطلعت وراء الناس الذين ربما غفلوا عن هذا الخطر الجسيم وهناك وقفت عند حجم الكارثة.
· نهر العشار يستغيث:
نهر العشار الخالد، ذاك الذي يحمل الماء الى أجزاء بعيدة في مدينة البصرة، يتفرع من شط العرب الكبير مخترقاً مناطق مختلفة تنتهي بالبصرة القديمة.. هذا النهر صار مترعاً لأزبال المطاعم ومحال الأحذية والفنادق والناس، قف عند واحد من جسوره، وليكن جسر المحافظة القديمة الذي يمتد قبالة فندق حمدان، او جسر مقام الأمير، هناك ستجد العجب العجاب، علب الببسي كولا والبيرة ونفايات الشقق السكنية والمياه الثقيلة، الماء الذي كان في يوم ما عذباً زلالاً صار نتناً ببقايا النفط والقمامة التي خنقت عبقه وحولته الى مجرى لا يسر الناظرين.. في النهر هذا ستجد أسراب الزوري تشكّل دوائر حول قطعة خبز انفردت من بقايا طعام ألقى بها عامل مطعم وراحت تدور وهي تقظم ما بقي منها. النهر يموت، يموت بجد بينما ننظر نحن اليه كمن ينظر الى جرح نازف في الصدر!!
· الخندق وأخواتها:
زرنا مناطق مختلفة ولعل منطقة الخندق أفضلها من حيث النظافة، ولا نقول أفضلها بمعنى انها تمتاز بالنظافة فما شاهدناه من اكوام للقمامة على ضفاف نهر الخندق يؤكد لنا ان مناطق البصرة بحاجة الى حملة كبرى للنظافة تبدأ من البيت حتى الشارع.. قال لنا رجل قال انه يعمل في المجلس البلدي:
- لقد وزعنا أكياساً للقمامة، وما زلنا نجري حملات للتنظيف في المنطقة بواسطة التراكتورات وعدد كبير من العاملين وان المقاول يقوم بعمله على أتم وجه!
بينما قال لنا مواطن بعد لحظات قليلة:
- لم نرَ أكياساً للقمامة الا مرة واحدة وأن أكثر العاملين في حقل التنظيف لا يقومون بعملهم بالصورة المطلوبة والشاهد على ذلك أكوام القمامة تلك.. (وأشار الى أكوام متفرقة).. قلت له:
· وما هو دور المواطن؟
- ما الذي يستطيع ان يفعله المواطن اذا لم يجد حاوية للأزبال أكيد سوف يرمي الزبالة في المناطق الخالية..
· ولكن تم توزيع براميل للقمامة؟
- رايتها من قبل ولكن لا ادري أين ذهبت.. لقد اختفت من المنطقة ولم يبحث عنها احد!!
· أتعتقد أن أحداً سرقها؟
- ألف بالمئة قد سرقت..
· ومن سرقها؟
- لا أدري!!
· أتعتقد أنها هُرّبت الى خارج البلاد كما يحدث للنفط؟
ضحك كمن لم يصدق سخريتي وقال:
- ربما!!
هل نضحك على أنفسنا، أم نضحك على الناس المساكين الذين غاصوا بالقمامة.. غريب أمر هذه البلاد، تتحدّث عن الكراسي وتنسى صحة المجتمع وخلو البيئة من ما يجعلها موطناً للأمراض.. نحن لا نريد ان نتحدث عن الجو الملوّث ببقايا الأسلحة التي استخدمت في الحرب فهذه لن تنتهي على مدى عشرات الأعوام، فدراسات المنظمات المختصة بالبيئة تقول ان جو البصرة بصورة خاصة ملوث، واستغرب احد الناشطين في حقوق الإنسان مرة وهو يرى الناس هنا تعيش حياتها الطبيعية في وقت أن الإشعاع وصل حداً لا يطاق!!
نعرف جيداً أن الله معنا ولكن ليكن الناس مع بعضهم ويتكاتفوا من اجل بيئة صحية!
تحدثنا في البداية عن الخندق، وقلنا انها الأنظف بين أخواتها من مناطق المدينة، فكيف بنا اذا دخلنا الى الأحياء الشعبية في حي الحسين أو خمسميل او الساعي أو البصرة القديمة.. هناك سنجد ما لم يتوقعه عقل.
في منطقة الطويسة، تحدثنا مع بائعة للخضار، امرأة تجاوزت الخمسين من العمر، جلست على حافة الرصيف، تنشّ الذباب عن بضاعتها، قلت لها:
· من أين يأتي الذباب يا خالة؟
قالت:
- من هناك....؟
وأشارت إلى تل قمامة ليس بعيد عنها، والأغرب من ذلك أن جزاراً يعلّق اللحوم في باب محله المواجه لذاك التلّ..
· مَنْ يرمي الزبالة؟
- الناس.. أنا وأنت!!
· لِمَ يفعلون ذلك؟
- لا يوجد مكاناً لرميها إلا هناك.. لا توجد حاويات خاصة، ولا براميل..
· ولكنهم وزعوا على الشوارع براميل للزبالة؟
- هذه المنطقة لم تشملها البراميل..
· لماذا؟
ضحكت ثم قالت ساخرة:
- ( هو بس هذا روح أسأل عن باقي الخدمات.. لا ماء ولا كهرباء!!)
· مقترحات وحلول:
نحن نعرف جيداً أن البلدية تقوم بواجباتها فالمدينة كبيرة اذا قسنا حجم وأعداد العاملين فيها ولكن هذه المسؤولية أنيطت في المجالس البلدية في المناطق وتعاقد عليها مقاولون كثيرون ونرى كل يوم بأم أعيننا عمال البلدية يعملون في أول ساعات النهار ولكن ما إن تشتد الحرارة حتى يذوبون هنا وهناك، يتسلّون مع بعضهم بحكايات عن الراتب والبطالة وأشياء أخرى تحت فيء البيوت تاركين عرباتهم ومكانسهم وشوارعنا التي نتمنى ان نراها نظيفة!
الكلام الذي كان همساً صار اليوم جهراً، صار صراخاً من خلال اللافتات التي ملأت شوارع البصرة والتي تناشد الدولة على نظافة المدينة وتطالبها بأن تنفق الأموال لمصلحة المواطن.. تساؤلات كثيرة حملتها تلك اللافتات التي هي بالتأكيد ضمير كل فرد في البصرة.
نقترح ان تأخذ البلدية مسؤولية تنظيف المدينة بكل شوارعها وأنهارها وأزقتها ومناطقها ولا تمييز بين هذه المنطقة او تلك.. هذه يسكنها فلان وتلك يسكنها فلان!! وإذا اعتبرنا ان العاملين في البلدية لا يكفون لهذا العمل الكبير فلماذا لا توظف أعداد جديدة خاصة وان العاطلين علن العمل من أولادنا يملأون ساحة سعد وساحات المسطر في الحيانية والقبلة وخمسميل وباقي المناطق المنكوبة!
مسؤولية نظافة المدينة بالدرجة الأساس مسؤولية البلدية والا لماذا سمّيت بلدية أليس لهذا الاسم علاقة بالبلد؟! ها قد مضى أكثر من عام ونصف العام على سقوط صدام وتماثيله ومدننا تغرق بالنفايات، هل نسكت على هذه الحال حتى تصل النفايات إلى موائدنا وأسرّتنا؟
ومن أجل تطبيق نظافة المدينة على الحكومة أن تزوّد قطاع البلدية بالمعدات والأموال الكافية لتنفيذ هذا المشروع الكبير والخطير المتعلق بصحة المواطن، فنظافة البيئة يعني وقاية من الأمراض والوقاية يا سادتي خير من العلاج.
ليس لدينا غير هذا المقترح ونجده هو الأجدر والذي نحقق من خلاله غرضين الأول النظافة والثاني تشغيل عمال دائميين ليس مثل الذي يحدث الآن حين يشعر العامل انه مجرد عامل مؤقت لا علاقة له الا بالراتب الذي يأخذه اسبوعياً أو شهرياً ومن ثم لا تعنيه هذه المنطقة او تلك فهو ليس سوى مؤقت وهذا ما لمسناه وسمعناه من عدد من الشباب الذين يعملون الآن لدى مقاول التنظيف.
هذه مقترحاتنا، وهي حلولنا من اجل بيئة ومدينة نظيفة وصحية ومن اجل صحة عوائلنا فهل من مجيب؟!



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصائب قوم ...... فوائد
- الفاو أرض النقيضين الخصب والملح
- البصرة من جنتها إلى خرابها
- محاكمة صدام جرعة ما قبل الإنتخابات
- ضحايا حروب الأمس
- سطور من الذات العراقية
- الإدارة في العراق .. نزاهتها وفسادها
- العراق الجديد.. صور ما قبل الأنتخابات
- صحافة البصرة.. عصر ما بعد الديكتاتورية
- مطابع البصرة ما بين شانكرلآل والريزوغراف
- حقوق الإنسان في العراق هل تحتاج الى وزارة؟
- الطفل العراقي ميمون المالكي ما زال مفقوداً
- الدستور العراقي والمال العام


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم العامري - البيئة العراقية تستغيث