أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم العامري - حقوق الإنسان في العراق هل تحتاج الى وزارة؟















المزيد.....

حقوق الإنسان في العراق هل تحتاج الى وزارة؟


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1383 - 2005 / 11 / 19 - 07:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اهتمت كل دول العالم ومنذ زمن بعيد بحقوق الإنسان ذلك لما يشكله الفرد من قيمة ذات أهمية في بناء المجتمعات واذا كانت المجتمعات العربية قاطبة ولا استثني منها مجتمعاً قد داست هذه الحقوق ببساطيل العسكر وجعلت الإنسان العربي عبداً ذليلاً ينتظر قدره الذي تحدده السلطة أي كانت فليس هذا معناه أن الفرد العربي لم يشعر بوجوب المطالبة بحقوقه رغم ما يلاقيه من وسائل ترهيب تحت ايدي عناصر المخابرات التي تفوح روائحها حال وصولك أي بلد من تلك البلاد.. وهنا اتذكر أنني وبعد شظف العيش والبحث عن اللقمة الحلال في الزمن الحرام حملت جسدي النحيل (آنذاك) واتجهت الى دولة عربية وما أغراني للذهاب الى تلك الدولة هي طوابير العراقيين الذي بدأت بالتدفق على تلك البلاد حتى غدا العراقيون أكثر عدداً من نفوس أبناء تلك البلد الحقيقيين وليس المتجنسين، وقبل أن استقل الباص كنت اظن ان مخابرات نظام بلدي الوحشية سوف (تغلفني) وتعيدني الى العراق ولكن والحمد لله استطعت النجاة وخرجت ولكن الذي حدث بعد ذلك لا يسر صديق عندما احتجز جواز سفري في حدود تلك البلاد وأخبرني الأخوة العرب أن اراجع دائرة المخابرات!!
للحق أقول ان تصرفهم معي لم يكن بالصورة التي رسمتها في ذهني وأنا استمع لضابط الحدود وهو يقول لي راجع دائرة المخابرات، كنت أظن ان الدائرة ستكون بقسوة وعنجهية (الليث الأبيض) وهو اسم أطلقه العراقيون على دوائر الأمن في العراق.. كانت معاملتهم معي طبيعية رغم الحذر الكبير الذي اتخذته وشكوكهم في كل حركة أقوم بها، كان ذلك في الشهر الأول من عام 1995، تخلصت منهم بعد كتابتي تعهداً بأن زياتي هذه هي الأولى لبلدهم، ولا ادري كيف اقتنعوا بالتعهد الذي بات عندنا في العراق لا يساوي شيئاً خاصة بعد ان تغيرت النفوس!
هذه الحكاية تذكرتها وأنا أقوم بكتابة تحقيق عن حقوق الإنسان التي صار الجميع ينادي بها في العراق الجديد رغم الانتهاكات الفاضحة لقوات الاحتلال ومن يقف وراءهم.. وتذكرتها وأنا اقرأ موضوعاً عن وزارة في العراق اسمها وزارة حقوق الإنسان وتساءلت مع نفسي: هل تحتاج حقوق الإنسان الى وزارة؟
• ما بقي من الحقوق:
قال لي رجل ضاع عمره في البحث عن الهدوء والسكينة وغدا مثل ريشة في مهب الريح تتقاذفه الأيام والشهور والسنوات وتأكل من جرف عمره المتاعب اليومية: هل يمنحنا وزير حقوقنا الضائعة بعدما كانت حكومة الأمس تعتبرنا مواطنين من الدرجة العاشرة..؟ وكيف نحصل على حقوقنا خاصة وان الإدارة تحتاج لإثبات الانتهاكات التي تعرضنا لها الى شهود وأدوات وما الى ذلك مما يحتاجه التحقيق... العراقيون جميعهم أهدرت حقوقهم ولن تعيدها لهم وزارة؟
• ولكن هي فرصة للحصول على ما لم نحصل عليه بالأمس؟
- وماذا سيعطوننا..؟ الكرامة التي انتهكت؟ العمر الذي ضاع؟
• هذا أمر بحاجة الى تأمل؟
- وهل في العمر متسع للتأمل يا عمي؟ الضاع ضاع والقادم لا يشفي الغليل!
• ولكننا بحاجة الى وزارة لمثل هذا الأمر..
- نحتاج الى ما هو أهم........
• أهم من حقوق الإنسان؟
- نحتاج الى ضمير صاحٍ!
• أتشك ان الوزارة تخلو من الضمير الصاحي؟
- لا اشك في ذلك يا عمي ولكني أتخوف من أن تكون هذه الوزارة هي المدافعة لأساليب الحكومة المقبلة!
• الا أن وجودها ضروري في هذه المرحلة؟
- لا أدري، ولكن كيف تستطيع هذه الوزارة ان تحمي الإنسان وتصل الى أبعد المناطق في العراق والتي تنتهك فيها الكرامة للعراقي البسيط.. من يستطيع ان يحمي المراجع لدائرة ما من انتهاكات تلك الدائرة بدءاً من الاستعلامات حتى غرفة (السيد المدير).. هل تدري أن في دوائرنا أناس يحتقرون الآخر او المراجع.. واذا جلسوا على كراسيهم وتشدقوا بها بعد إن يعلقوا ضمائرهم على الحائط البعيد يبدأ فصل فضيع من الصراخ والغضب في وجه المراجعين.. أتريدني أن أشير الى تلك الدوائر؟
• لا حاجة لذلك فأولئك الناس يعرفون أنفسهم جيداً ..
- ألم اقل لك لا يغيّر الله قوماً حتى يغيّروا ما بأنفسهم.
• رأي آخر:
بعد هذه المحاورة القصير كان لا بد ان نستطلع بعض آراء الناس الذين هم بحاجة فعلاً الى من يطالب بحقوقهم بعدما أدوا ما عليهم من واجبات تجاه بلدهم وأولها أنهم قوم أصلاء محبون للتراب الذي عاشوا عليه ومخلصون لتراث أجدادهم..
(محمد حسن كامل 20عاماً) قال: أتمنى أن أجد أناساً مخلصين لأبناء شعبهم يطالبون بحقوقهم ويدافعون عنهم وأتمنى أن تأخذ الوزارة هذه المهمة بجدية وإخلاص..
(أبو عبد السميع) قال: أكثر من عام ونحن نطالب بأن تكون رواتبنا شهرية ولا أحد يسمعنا نحن المتقاعدين.. أليست هذه واحدة من واجبات وزارة حقوق الإنسان وهي أن تضع كبارنا ممن أفنوا أعمارهم في العمل نصب أعينها وتطالب لهم براتب كريم يستلمونه بعيداً عن المتاعب التي تواجههم؟ لا نقول لهم أننا نريد يوصلوا رواتبنا إلى بيوتنا أنما نريده أن يكون شهرياً مثل كل الناس في هذا العالم.
(جواد العلي- سائق): لا ندري كيف ستصير عليه الأمور خلال السنة القادمة وما بعد الانتخابات ولكن نتمنى أن تراعي الحكومة حقوق العراقيين الذين تعبوا كثيراً..
(جاسم عبد الصمد –مزارع): لا يهمنا إن كانت هناك وزارة لحقوق الإنسان أو لا ولكن الذي يهمنا من يعطينا حقنا الذي سلبه النظام السابق.. أنا كانت عندي ارض زراعية فأتلفها النظام في شط العرب ولم يعوضني احد رغم مرور أكثر من عشر سنوات وأنا أعيش بعيداً عن تلك الأرض.. أما كان على الحكومة الجديدة أن تسأل عن الذين سلبهم النظام أموالهم وأملاكهم.. لقد عبث النظام بأرضي وسرق النخيل منها فمن يعطني حقي؟
• أمانٍ وحقوق:
بعد هذا العرض السريع، أليس من الحق ان نتساءل: أما حان الوقت لكي تفتح ملفات المحرومين والذين انتهكت حقوقهم وسلبت أموالهم وبيوتهم وأراضيهم من قبل حكام الأمس...؟ عامان مرا والعراقيون يعيشون أحلام الحياة الجديدة دون ان يلمسوا أي شي.. فما تزال نخيل الحاج جاسم التي سرقت من أرضه في شط العرب واقفة في مزارع تكريت وقصور صدام فمن يرجع لأولئك الناس حقوقهم؟ ومن يمنحهم الثقة بالحكومات الآتية بعدما ملوا من الوعود العرقوبية؟ دعوة الى إيقاد جذوة الضمير قبل إيقاد شمعة وزارة حقوق الإنسان.
العراق- البصرة
-------------------------------------------------------------------------
• عبد الكريم العامري: شاعر وكاتب مسرحي وصحفي عراقي صدر له:
1- لا احد قبل الأوان ديوان شعر جامعة البصرة 1998
2- مخابئ ديوان شعر البصرة 2000
3- الطريق الى الملح رواية الطبعة الأولى دار الشؤون الثقافية/ بغداد 2001
4- الطريق الى الملح رواية الطبعة الثانية الدار العربية للدراسات /بيروت 2002
5- مسرحيات البصرة 2003
قدم للمسرح العراق عدة مسرحياة منها (قيد دار) مهرجان المونودراما الثاني بغداد1998 ومسرحية (كاروك) مهرجان المسرح العراقي الخامس بغداد2000 ومسرحية (دعوة للمحبة) مهرجان مسرح الطفل الثاني بغداد 2001 ومسرحيات اخرى.



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل العراقي ميمون المالكي ما زال مفقوداً
- الدستور العراقي والمال العام


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم العامري - حقوق الإنسان في العراق هل تحتاج الى وزارة؟