أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبد الكريم العامري - بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان














المزيد.....

بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1419 - 2006 / 1 / 3 - 07:24
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تناقلت الأنباء عن مقتل خمس وعشرين سودانياً بينهم طفلة لا تتجاوز الأربع سنوات بعد مداهمات من الشرطة المصرية لمعتصمين سودانيين في احدى اهم الساحات في مصر وقد جاءت المداهمة بعد ان صدر قرار من الحكومة المصرية باعادة المعتصمين الى بلادهم خاصة وان مفوضية اللاجئين لم تقم بالواجب المطلوب وتنفيذ ما طلبه المعتصمون في ترحيلهم الى أي بلاد غربية.. لهذا الحد ينتهي الخبر الذي تناقلته وكالات ألأنباء وصدر في صدر النشرات الإخبارية لفضائيات العالم الحر الديمقراطي العربي!.. ولكن ما يعنينا هو جوهر القضية، فهناك مواطنون عرب، رجال وأطفال ونساء.. وهناك مطالب مشروعة، وهناك ايضاً ظلم واضطهاد من قبل حكومة أو حكومتين عربيتين تدعيان الديمقراطية في عالم لا ديمقراطية فيه.. العوائل السودانية هربت بجلودها من نظام حكم والتجأت تدفعها العروبة والإنتماء للقومية العربية الى بلاد عروبية في طابعها شوفينية في تصرفها.. وكان يحلم السودانيون انهم سيجدون ملجأ في بلاد الغرب بعد ان ينطلقوا من مصر أم الدنيا مثلما يحب ان يقولها اخوتنا المصريين ولكن هذه الأم ابتلعتهم وقتلت ضحكات أطفالهم في ذاك الفجر الكانوني البارد وسفكت دماء أبرياء منهم تحت لافتة كبيرة يرفعها القائمون على الحكم هناك هي الديمقراطية والأنفتاح وبلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان!! هكذا اثبتت القاهرة انها أم الدنيا حين قتلت شرطتها الأنسان الضعيف اللاجئ اليها بعد كبت وظيم واضطهاد حيث لم يجد في تلك الأم صدراً حنوناً ولا قلباً رؤوفاً ولا حتى اخلاقاً عروبية.. فالعروبيون والقومانجيون الذين صدعوا رؤوسنا بشعاراتهم القومية يظهررون على حقيقتهم وتظهر الديكتاتورية جلياً في تصرف شرطتهم والتي هي صورة حقيقية وبلا رتوش لوجوههم التي يعرفها ابناء الشعب العربي..
واذا كان لا بد من سؤال فسؤالنا هو: لماذا يهرب العرب من اوطانهم.. فقبل سنوات هرب أكثر من ثلاث ملايين عراقياً الى كل مدن الله فانتشلهم الغرب من ظلم نظام ديكتاتوري تسلطي فاشستي.. ومثلها نسمع في الأخبار عن مغاربة وشاميون ونجديون وما الى ذلك من اسماء.. كل اولئك يهربون من أوطانهم تاركين الأهل والأصحاب والأحباب والخلان والبيوت والمكاتب وابواب الرزق ليستنجدوا بالغريب في دول اوربا وأميركا وشرق آسيا ليعيشوا حياة حرة كريمة فالذي يحققه الغرب لهم لا يمكن ان يجدوه في بلادهم العربية.. لهذا اصبحت بلاد العرب موطناً للموت المجاني وانتهاك الحريات بحيث ان شعاراتهم غدت اكثر من افعالهم وأعني الحكومات أما الشعوب فهي مغلوب على أمرها..هكذا اصبح الفرد العربي بلا درع يقيه اضطهاد حكوماته (المتدمقرطة) والرافعة شعارات لا يمكن تصديقها حتى في الأحلام فكيف ستقنعنا الحكومات العربية بدمقرطتها اللاإنسانية إزاء تصرفاتها المشينة مع إنساننا العربي المغلوب على امره.. كيف سنقتنع نحن الذين ما زلنا نبحث عن بقعة ارض آمنة كالتي بحث عنها أخوتنا من السودان بأن حكوماتنا هي نتاج احلامنا وأمنياتنا.. وكيف سينظر لنا الغرب وهو يرى بام عينيه دماء مواطنينا تسال بايدي قذارات أفراد الشرطة ومن لف لفهم.
أنها جريمة كبرى لا يمكن ان نغفر لمرتكبيها ابداً وعلى الشعوب العربية جميعها أن تقف بوجه الديناصورات المتربعة على عروش ابدية حتى صار الحاكم العربي جزءاً لا يتجزء من قطع الساج الممهورة بدماء فقراء الأمة.. واذا كان العراقيون يحاكمون رئيسهم السابق على جرائمه في المقابر الجماعية فحري على ابناء العرب ان يحاكموا حكوماتهم على كثير من المقابر الجماعية وفي تلك البلدان التي ترفع شعارات القومانية والتحررية والديمقراطية.. واذا اقتضى لعلماء الغرب أن يكتشفوا جهازاً لكشف المقابر من الفضاء الخارجي فسوف ينبهرون لما سيرونه في بلاد العرب، بلاد التنكيل والبطش والموت المجاني الجماعي.
أن اغتيال اللاجئ السوداني لا يقل خطورة عن اغتيال العقل العربي الحر الحقيقي الباحث عن مأوى آمن.. فاذا اعتالوا انساننا في شارع السفارات في مصر فأنهم قتلوه ايضاً في كل دول العرب ليحققوا وحدتهم العربية ورسالتهم الخالدة في القتل..
لقد مرت الجريمة مرور الكرام ولم يكلف احد من حقوق الأنسان في دول العرب لأستنكارها أو التحدث عنها خشية أن تتساقط العروش وتطير الرؤوس وتظهر الحقيقة جلية أمام انظار العالم.
لنقف ايها الإنسان العربي وقفة خشوع للأرواح التي زهقت في شارع السفارات بمصر ونردد معاً (بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان).



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجيب امور غريب قضية
- اهلاً عام 2006
- دمقرطة العنف
- تحت مطرقة الاحتلال
- المشهد العراقي ما بين زحمة السيارات والشعارات
- أزمة الانتخابات العراقية وعنق الزجاجة
- المصور الجوال عين المدينة وذاكرتها
- من ذاكرة أشجار المدينة : كتابات العاشقين
- البنزين والفيدرالية
- المعلم العراقي المخذول لم يعد مخذولاً
- حمى ما بعد الإنتخابات العراقية
- كومبارس
- عائلة كبيرة.. عائلة صغيرة ورجال مشرّدون
- دعوة لحماية أطفال العراق:أطفالٌ في خطر
- الباص الخشب : صورة الماضي في قناع الحاضر
- قبل يوم من الإنتخابات العراقية
- سلطة العصا وسلطة الضمير
- البيئة العراقية تستغيث
- مصائب قوم ...... فوائد
- الفاو أرض النقيضين الخصب والملح


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبد الكريم العامري - بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان