أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - الشعب اللبناني ..ما بعد انتصار المقاومة















المزيد.....

الشعب اللبناني ..ما بعد انتصار المقاومة


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بالرغم من ان الحديث عن الواقع العراقي بكافة منعطفاته ومساحاته وإحداثه اليومية قد يستغرق كل حديث عن ما يجري في العالم من احداث وإرهاصات الا فيما يتصل بمجريات الأمور ،فان احداث لبنان قد فرضت نفسها بالتزاحم والتزامن مع المفردات اليومية للكوارث التي يعيشها المواطن العراقي عبر سلسلة الجرائم الإرهابية التي يرتكبها اعداء الشعب العراقي الذين توحدوا مع العدو الإسرائيلي في استباحة الدم العربي والإسلامي على وجه التخصيص،فبالرغم من انصراف مشاعر جميع العرب الذين تجيش بهم مشاعر الانعتاق من وطء الهزيمة التي عششت في داخلهم عبر المعارك العربية الإسرائيلية التي انتهت بالنكسات والنكبات والتنازلات والاحتلال ،حتى خيل للجميع استحالة منازلة ذلك العدو الخرافي بالرغم من ضآلته وصغره أما القدرات العربية الهائلة التي لم تستثمر مطلقا في التصدي لها ،بالرغم من ذلك الشعور كله ،انفرد أعداء الشعب العراقي بتصعيد جرائمهم الإرهابية طيلة الأسابيع التي شهدت صمود المقاومة اللبناني ضد الهجمة الإسرائيلية الشرسة ،فتناغمت الفعاليات الجرمية التي وقعت في قانا وغيرها من مدن لبنان ،مع المجازر التي وقعت في بغداد والمدن الأخرى،وعلى وفق محاكاة بشعة للعدوان الإسرائيلي ،وفيما دعت كل المرجعيات الدينية وحتى المتطرفة منها الى نبذ الفرقة المذهبية والنظر الى المقاومة اللبنانية من منطلق إسلامي صرف ،وقفت على الضد قوى الإرهاب الطائفي في العراق مركزة على تصعيد وتيرة القتل والتدمير على الهوية .
انتصار المقاومة اللبنانية على العدوان الإسرائيلي ،اسقط الكثير من الأوهام العربية والعالمية ،ووضع المؤسسة الدولية الداعمة لإسرائيل أمام إعادة النظر الجدي بإستراتيجيتها السابقة ،وذلك يعني الشيء الكثير ،وكان ذلك اختبار جديد لصراعها مع الشعوب المستضعفة التي لامتلك سوى عقيدتها وإيمانها بحقها في العيش بسلام في عالم استحوذت عليه القوة الغاشمة للعولمة الرأسمالية التي حلت بديلا معدلا للاستعمار او للهيمنة الامبريالية التقليدية لاسيما بعد انهيار المعسكر الاشتراكي في العالم ،وتبلور معسكر الشعوب الباحثة عن الحرية والسلام والتمتع بوجودها كعضو في المجتمع الإنساني .
اللعبة الإسرائيلية لم تكن وليدة فعل آني حدث خلال اسر جنديين من قبل المقاومة اللبنانية ،فالمعروف عن التكتيكات الإسرائيلية هي قدرتها على انتقاء الزمان والمكان لاعلان حرب كهذه ،قد تفتح عليها الكثير من الجبهات ،وعليه فانها لابد ان تكون مستعدة باكمل قدراتها وقد تعبأت عسكريا ولوجستيا واعلاميا لسحق القوة الوحيدة التي مازالت في تماس مستمر معها ،واستثمار ما يمكن ان تكتسحه من ارضي تكفيها من خطر صواريخ حزب الله،وما الى ذلك من استثمارات عسكرية وسياسية تتعدى المصالح الإسرائيلية الى مصلحة الدولة الراعية التي استنفرت كل إمكاناتها السياسية في تحييد المجتمع الدولي ومجلس الامن والامم المتحدة .
الا ان النتائج الباهرة التي خرجت بها المقاومة اللبنانية قد أسقطت جميع التوقعات ،وفتحت أبوابا للتكهن والاستنتاج للمستقبل وما يمكن ان يحققه هذا الانتصار الذي تضافرت به الجهود اللبنانية بالرغم من الخسائر الفادحة التي لحقت بالبنى التحتية فضلا عن الدماء الطاهرة التي قدمها الشعب طيلة خمسة وثلاثين يوما ،وما أعلنوه من توحد مع قيادة المقاومة لاسيما الموقف الحكومي الذي اقر بان العدوان هو مبيت للبنان وليس لفئة او لشخص ما ،وهو موقف مغاير للقوى السياسية التي مازالت لم تغادر مواقفها الانهزامية والبحث عن مثالب الآخرين ،وقد راحوا يتباكون ويكيلون الاتهامات الى سوريا وايران وصراعها الخفي والمعلن مع اسرائيل ،بل انصرفوا مجافين الانتصار الوحيد للعرب على على عدوهم التقليدي ،الى تصعيد ينم عن الخيبة والحسد للقوى المنتصرة ،ويكفي لبنان فخر ان توافق اسرائيل على شروط وقف اطلاق النار بتحفظ على بعض بنوده ،وهي سابقة في السياسة الاسرائيلية التي لم تجبر يوما على التحفظ على امر يكون طرفه عربي .
ولعل الاستراتيجيين العسكريين المصريين خير شهود على الحسم العسكري للمقاومة اللبنانية،فقد اجمع هؤلاء على ان الحرب التي خاضها حزب الله ضد قوات الكيان الصهيوني احدثت انقلابا استراتيجيا في الدراسات العسكرية والإستراتيجية خاصة فيما يتعلق بحسابات موازين القوي والتسليح بين الأطراف المتنازعة او المتحاربة، فمن جانبه قال اللواء اركان حرب جمال مظلوم خبير التسليح ومدير مركز الدراسات ألإستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية ووكيل "مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية" ان الحرب التي جرت بين حزب الله واسرائيل توكد مجددا ان العدو الرئيسي لنا وهو إسرائيل يمكن التغلب عليه بسهولة شديدة حتى بحسابات موازين القوي التقليدية والعادية وذلك اذا توافرت الارادة السياسية الحقيقية لدي الانظمه العربيه.. وما فعله حزب الله الآن مثل إحراجا شديدا لكل تلك الانظمة التي وصفته في البداية بالمغامر والمتسرع وخلافه. واضاف اللواء مظلوم، لو ان اسرائيل تمتلك من ثلاثه آلاف الي اربعه آلاف دبابه فان الدول العربيه تمتلك اكثر من ‪ خمسة عشر ‬الف دبابه وان كان هناك بعض الاختلافات في النوعيات.. واسرائيل لا تمتلك اكثر من ‪ خمسمائة ‬طائره مقاتله في حين ان الدول العربيه تمتلك من الفين الي ثلاثه آلاف مع ملاحظه ان مصر والسعودية والبحرين تمتلك طائرات اف ‪ 16‬الامريكية الحديثة.
ويؤكد خبير التسليح المصري انه لو ان الدول العربية اتفقت سياسيا فسوف تقضي علي اسرائيل حتما.
وعبر اللواء مظلوم عن استيائه من أوضاع العرب قائلا: ان الدول العربية تنفق ما بين ‪خمسين الى ستين مليار دولار على الدفاع باستثناء السودان وجيبوتي والصومال ولا يوجد لدى جميع الدول العربيه مصنع سيارات واحد، في حين ان اسرائيل لديها احدث دبابه على مستوي العالم (ميركافا) ولديها احدث صواريخ (اريحا) ونحن نجلس نتفرج عليهم وان دولا اخري مثل تركيا قامت جميعا بصنع صواريخ متطوره ولا توجد دوله عربيه واحده ارادت ان تشارك في زحام تصنيع الاسلحة او التصنيع عموما.
تقول الدكتورة سعاد خيري في مقال لها تشيد بالانتصار الكبير للمقاومة اللبنانية (اكدت جميع تجارب البشرية عبر التاريخ ان صيانة النصر أصعب من إحرازه . وهذه حقيقة تاريخية كبدت البشرية ملايين التضحيات من اجل ادراكها . فكل نصر استراتيجي هو ذروة الصراع بين قوتين متناقضتين رئيسيتين تضم كل منهما حولها العديد من القوى والأدوات)وبغض النظر عن تحليلها لحركة التأريخ ،فان ماذهبت اليه يصيب كبد الحقيقة ،لكون العبرة لما بعد تحقيق النصر وما سوف يقع من تداعيات او مزايدات بين الطرف الغالب الذي لابد ان ينغمر بنشوة الانتصار كثيرا حتى يهيم في تصورات تفوق قدراته الواقعية ،وتضعه امام حسابات الطرف المغلوب الذي لا يمكن ان تمر خسارته دو ان تجبره باعادة النظر بحساباته السابقة وتدعوه الى تغيير الكثير منها بصورة جذرية،فيما تضعه أمام أعداء جدد هالتهم القوة التي حسم بها انتصاره ، (فالركائز الاجتماعية للامبريالية والصهيونية في لبنان التي اخرستها بطولات المقاومة ووحدة الشعب ستجد في كل ثغرة منفذا لانقاذ اسيادها من الهزيمة وتحويله الى نصر والانظمة العربية وقواعدها ستنبري بمختلف المشاريع والادعاءات لتفتيت صفوف الشعب اللبناني السند الرئيس لحماية الانتصار وتطويره. فضلا عن السياسيين المحرفيين الذين يستخدمون كل وسائل التضليل الفكري لحرف نضالات الشعب ووحدته ).. ولعل تجارب الانتصار في الواقع العراقي دليل جيد لهذا الراي ،فقد تحقق النصر بسقوط النظام البائد ،وتحقق نصر آخر باستلام القوى الوطنية زمام الامر عبر حكومات مختلفة ،وعبر انتصارات شعبية كبيرة في حساباتها ومقاييسها ،ولكن للاسف يشعر المواطن العراقي بعدم ادامة تلك الانتصارات ممن خلال استفحال الكثير من المشاكل التي وضعت لاستهداف ما حققه الشعب ،فضلا عن عدم استثماره بشكل دقيق في التحول الى مواقع اخرى اكثر تبلورا في اتمام الاهداف التي طالما حلم بها العراقيون جميعا في بناء النظام السياسي النموذجي .



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرافعة الاولى في قضية الانفال..محامي الدفاع خصم شخصي للشعب
- الاعلام المضاد متاجرة رخيصة بدمائنا
- مكابدات المواطن العراقي بين المشروع واللامشروع
- اللجان الشعبية ودورها في ترسيخ الأمن والوحدة الوطنية
- احداث لبنان وعمقها الاستراتيجي
- بين دعاوى المرجعية للمحبة وجرائم تهجير - الرافضة
- فلسفة الجريمة والعقاب وعوالم الخطط الامنية وسط شريعة الغاب
- قانا ..وقنوات الدم العراقي
- القضاء العراقي ومتطلبات الواقع الجديد
- الصحافة ارشيف حي
- جبهة قتل منظم من الكوفة الى جنوب لبنان
- لا بديل لفيدرالية الوسط والجنوب
- بانوراما الرعب العراقي حدود بلا حلول
- قوات حماية المنشئات ميليشيات حكومية!!
- مستحقات واستحقاقات في جوهر العملية السياسية
- إفراط بالتفاؤل أم إفراط بالقتل؟!
- متى تفتح مخابئ أسرار النظام البائد؟!
- تجليات في زمن الانتصار والخوف من المجهول
- محاور حادة في هشيم الحدث اليومي
- جدلية الصراع والانتصار عبر طوفان الدم العراقي


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - الشعب اللبناني ..ما بعد انتصار المقاومة