أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - لا بديل لفيدرالية الوسط والجنوب














المزيد.....

لا بديل لفيدرالية الوسط والجنوب


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 12:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تعددت تفاسير مفهوم الفيدرالية وتباينت بحسب الفهم الايديولوجي لها ،وبحسب مستويات التقبل او النفور منها ،ولشدما يقف ضد هذا المفهوم طائفة من الذين لايبغون استقرار العراق على الوجه الاكمل وعلى وفق اسس دستورية رصينة ،بعد ان وجدوا ما اصاب بضاعتهم المتخلفة من كساد امام انتصار قوى الشعب العراقي في بناء القواعد الديمقراطية التي تؤمن افضل سبل العيش والعدالة ،وفي الوقت الذي يصر البعض على رفض هذا الاسلوب من الادارة للبلاد ،نجده قد قام فعليا بتقطيع اوصالها بسيوف وسكاكين ،كلما اوغل في قطع رقاب ابناء شعبه تحت ذريعة باطلة باسم المقاومة ،وهي مقاومة فعلا لكل ماهو خير وصالح لبناء وطن متطور متحرر،وقد تزايد حقده وتكالبه حين تبلورت فكرة فيدرالية الجنوب والوسط ،كاقليم منسجم جغرافيا واثنيا واقتصادين وقد توافرت به كل مبررات التطور المادية والمعنوية التي تكفي لانتشاله من واقع الفقر والحرمان والتخلف الذي صاحب بناه التحتية بالرغم من انه يطفو على اغلى كنوز الارض في هذا الكون ،وجوهر الامر ليس الخوف على وحدة الاقليم العراقي ،بعد ان نجحت تجربة كردستان العراق ،وانما هو اليأس من عودة الانماط الانقلابية في استلاب الحكم وهيمنة الاقلية على مقدرات البلاد ،لكي تسلط الطغاة والجلادين ويعملوا السيوف والمشانق برقاب ابناء وادي الرافدين ،وقد فعلوا طغيانهم بتقسيم ظالم لمثلثات الموت وامارات ظلامية وحكومات قرى ومناطق ،وهي خارجة في كل الاحوال عن سيادة القانون والدولة العراقية التي لها كل الحق في تطبيق القوانين النافذة والموروثة اصلا من النظام القانوني العراقي منذ العهود السابقة بما تحمله من نصوص قاسية جدا في معالجة الخارجين عن سيادة الدولة والمتمردين على النظام العام ،فيما افردت ابواب عديدة في قانون العقوبات العراقي بشأن الجرائم الماسة بامن الدولة الداخلي .
لقد سقط نظام الاستبداد الدكتاتوري المبني على اساس سيادة الاقلية الطائفية وتهميش الآخر ،وقد احتكم الجميع لصناديق الاقتراع عبر عمليات انتخابية ثلاث ،اتيحت لها كل شروط واسباب النجاح والعدالة ،وقد شهد لها القاصي والداني بالجدية والنجاح وغدت مثالا ومثارا للاعجاب ،فيما استحق المهمشون والمضطهدون على حقهم التأريخي في الحكم ،لكن الذي افرزته تداعيات الارهاب والنوايا الخبيثة التي تخفي تحت مكامنها الكثير من المؤامرات التي يراد منها تدمير ما تحقق من انتصار وخلق معادلة اكثر ظلما من السابق ،يدعو الى التمسك الشديد بالفدرالية ،بعدما نالت تأييد المرجعية العليا وحظيت بسندها الدستوري،وبهذا الشأن قال السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد: (الضمان لاستمرار الوضع الذي حصلنا عليه بعد ثلاث سنوات وعدم حدوث انقلاب عسكري او حكومة انقاذ وطني هو الفدرالية واذا حصلنا عليها فليس باستطاعة احد ان يؤذينا ولا يستطيع احد ان يتحكم بنا ويعيد المظالم مرة اخرى والفدرالية بابسط معانيها هي حكومة الناس لانفسها) . واوضح سماحته، ان هذه الموجة المضادة للفيدرالية في الجنوب سببها انها منطقة ستراتيجية مهمة تمتلك ثاني اكبر مخزون نفطي في العالم تحت اقدام سكانها هؤلاء الحفاة والعراة وهي منفذ بحري وهذا ما لاتمتلكه أي منطقة في العراق وهناك عدة دول جوار ويمكن ان يكون لها تاثير على كل المنطقة، وقال (اذا اريد للعراق حكومة مركزية فيجب ان تكون للكل ولا مركزية او اقاليم ولكن يجب ان لاتأخذ منطقة امتيازات وغيرها يحرم منها .. اذا اقمنا الفدرالية سنضمن وضعنا ونضمن مستقبلنا ومستقبل ابناءنا واحفادنا وهناك امتيازات كثيرة في الفدرالية كمشاريع الاستثمار وفيها ونحن الذين نقرر الاستثمار وغيره ونرى ما هو الصالح ونعمله) .
لقد تكونت النظم الفيدرالية كرد فعل مباشر للخشية من الانفراط والتشتت ،وقد تمكنت من ترصين وحدة الاقاليم وتخليصها من تالنزاعات الازلية ،وبالتالي صارت سببا لوحدة الشعوب الاقليمية في الدول ذات الاثنيات المختلفة ،ان ارقى الدول في العالم هي ذات نظام فيدرالي لا نظام مركزي صارم. مثلا على ذلك سويسرا. فهي تدعى بالاتحاد الفيدرالي السويسري لأنها تضم العديد من الكانتونات ذات الاستقلالية الذاتية والمرتبطة في ذات الوقت بالدولة الفيدرالية. كذلك النمسا والمانيا والامارات العربية المتحدة كاقرب تجربة ادت الى تحويل هذه الدولة من مشايخ متخلفة يمكن ان تستهلكها النزاعات الحدودية ،الى انموذج راق للازدهار الحضاري، فالفدرالية هي نفسها نظام الولايات الذي كان صورة الحكم الوحيدة التي عرفتها الدولة الاسلامية حتى سقوط الحكم العثماني،وهي نظام سياسي من شأنه قيام اتحاد مركزي بين مقاطعتين أو إقليمين، أو مجموعة مقاطعات وأقاليم، بحيث لا تكون الشخصية الدولية إلا للحكومة المركزية مع احتفاظ كل وحدة من الوحدات المكونة للاتحاد ببعض الخصائص الادارية الداخلية، بينما تتنازل كل منها عن سيادتها في العلاقات الدولية التي تنفرد بها الحكومة الاتحادية، كعقد الاتفاقيات والمعاهدات أو التمثيل السياسي، ويكون على رأس هذا الاتحاد، رئيس واحد للدولة هو الذي يمثلها في المحيط الدولي.والفيدرالية كمفهوم حقوقي ونظام سياسي، هو في الواقع، توفيق أو توليف بين ما هو متناقض في بعض المفاهيم، وفي عناصر بنية النظام، أي بين الاستقلالية والاندماج، وبين المركزية واللامركزية، وبين التكامل والتجزئة. وفي بعض الأنظمة الفيدرالية بين القومي وشبه القومي، إذ يتخذ النظام الفيدرالي أشكالاً مختلفة وفقاً لتراكيب السكان والكيانات المتحدة – القومية، العرقية، التاريخية، اللغوية، أو الدينية … إلخ، هذا إلى جانب تكوينات اتحادية سابقة لأمم وشعوب وأقوام وأديان مختلفة، كما في الاتحاد السوفيتي (السابق) ويوغسلافيا وجيكوسلوفاكيا.



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانوراما الرعب العراقي حدود بلا حلول
- قوات حماية المنشئات ميليشيات حكومية!!
- مستحقات واستحقاقات في جوهر العملية السياسية
- إفراط بالتفاؤل أم إفراط بالقتل؟!
- متى تفتح مخابئ أسرار النظام البائد؟!
- تجليات في زمن الانتصار والخوف من المجهول
- محاور حادة في هشيم الحدث اليومي
- جدلية الصراع والانتصار عبر طوفان الدم العراقي
- اختصاص المحكمة الاتحادية العليا في الدستور الدائم
- جذور الارهاب في العراق وخفايا العامل الدولي
- موازنة بين الحوار الوطني وتداعيات الارهاب الاخيرة
- مصرع الزرقاوي بين الحدث وتكتيكات المستقبل
- رافضة) الظلم والاستبداد أقوى من كل قوى الظلام)
- جرائم بلا عقاب ودماء اراقها المجهول !!
- القواعد العامة في الرقابة القضائية على الدستور
- شهود الزور وخداع محامي صدام ملاذ الطاغية الاخير
- مطالعات في الواقع الدستوري للعراق الجديد
- محاكمة الطاغية ام مهرجان خطابي!!
- الثروة الوطنية بين الحيازة الغير مشروعة وآفة الفساد الاداري
- عراق بلا معادلات ظالمة


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - لا بديل لفيدرالية الوسط والجنوب