أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - اليسار المصري بين التحليل الطبقي وطق الحنك















المزيد.....

اليسار المصري بين التحليل الطبقي وطق الحنك


إلهامي الميرغني

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 14:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



كلام كلام كلام بس
ما بخدش منك غير كلام
أغنية للفنانة صباح


اليسار في أي بلد في العالم معروف بتحليله الطبقي ومنهجه العلمي وانحيازه الطبقي وكذلك اليسار المصري، ولكن سنوات الأزمة والانفراط تركت آثارها على اليسار المصري السري منه والعلني، والمنظم منه والفرط بحيث أصبح البعض يتحاشى الحديث عن الماركسية لكي لا يتهم بأنه موضة قديمة في زمن العولمة وما بعد انهيار التجربة الاشتراكية.وبعد أن كان يعتمد في حركته علي طبقات اجتماعية محددة المعالم أصبح يتحرك في الفضاء السياسي الرحب متظاهرا في ميدان التحرير ودار القضاء العالي ونقابة الصحفيين وميدان طلعت حرب ، لم تتغير الوجوه ولم تتزايد شعبية اليسار بل تقلصت وظل يدور في حلقة مفرغة لأنه فقد قواعده الطبقية وتحول إلي جزء من الظاهرة الكلامية العربية. أو طق الحنك بلغة إخواننا في الشام.

اليسار لا بد أن يتحرك ليلتحم بالحركة العمالية والحركة الفلاحية وحركة البرجوازية الصغيرة من مهنيين وطلاب وصغار ملاك، ولكي يتحرك لابد أن تكون له رؤية واضحة وبرنامج محدد المعالم وخطاب واضح ورموز تحمل هذا الخطاب وتشرحه للجمهور المستهدف الذي تلتحم بحركته وتقنعه بتبني البرنامج. نتحدث كثيراً عن العمال ولا نعرف عنهم شيئاً وعن التطورات التي أحدثتها التحولات الطبقية والتحول نحو اقتصاد السوق والاندماج في السوق العالمي، لا يوجد تصور محدد لدور الطبقة العاملة وهل هي التي ستقود حلف التغيير أم أنها أصبحت مجرد عنصر من عناصر التغيير ؟!!! أسئلة كثيرة تحتاج إلي دراسات جادة وعناصر متفرغة لها فلا ينفع في ذلك أسلوب النضال " البارت تايم " كلما تيسر وسمحت الظروف، لأنه في كل يوم توجد أسئلة جديدة مطروحة علينا وتحركات عفوية وتلقائية ممتدة بطول البلاد وعرضها.

أما إذا انتقلنا إلي الحركة الفلاحية سنجد الحال أشد بؤساً، فرغم التاريخ العريق لليسار المصري في الحركة وسط الفلاحين، إلا أنه نضال غير مغري لأنه رتيب ويخضع لروتين خاص به ولا يغري الكثير من أفنديات وهوانم اليسار المتنقلين من سلم دار القضاء العالي إلي سلم نقابة الصحفيين، بينما تشكو الكوادر الفلاحية من ندرة المناصرين والأتباع.

وهنا قد أختلف مع رؤية بعض الرفاق العاملين وسط الحركة الفلاحية الذين يرغبون في مناصرتهم بطريقة الأفندية والهوانم أي بنفس المنطق القاهري من خلال تنظيم أتوبيسات لتجميع مناضلي القاهرة وذهابهم لمواقع لا يعرفون عنها شيئاً وينزلون وكأنهم سواح قادمين من كوكب آخر وليسوا كأفراد منتمين إلي هذا الواقع الكئيب.بينما الأفضل هو تحرك وفود من منظمات مهتمة بالحركة الفلاحية والنضال الفلاحي وممثلين لمختلف المحافظات التي توجد بها حركات مماثلة إضافة إلى المحامين ورجال الإعلام ، للمشاركة في التصدي للاعتداء على الحقوق والمكتسبات الفلاحية.بدلاً من تجميع الكوادر وشحنها في عمل غير تراكمي لن يجدي في تطوير الحركة الفلاحية، وهناك أشكال متعددة للمشاركة أو المناصرة بدون شحن كرنفالي.

فلا يعقل أن ينشط شخص وسط أساتذة الجامعة ويسافر لحضور التحركات الفلاحية ويشارك في الاجتماعات العمالية ويتحرك وسط المهنيين إنه سوبر مان، إن ذلك يؤبد منطق " الطليعة الطائرة " وفقدان التراكم.بينما الأفضل أن يعمل كل كادر في نطاق محدد ويراكم فيه ومن الممكن أن يتضامن من موقعه مع الحركة العمالية أو الحركة الفلاحية وبذلك يكون لتضامنه تأثير أفضل وأكبر.

لقد شهدت السنوات الأخيرة تحركات كبيرة في الدفاع عن فلاحي الإصلاح الزراعي الذين تحاول الدولة طردهم من الأرض التي سددوا كامل ثمنها، وشهدنا نضالات في كمشيش وبهوت وميت شهالة وسراندو، ووولدت لجنة التضامن مع فلاحي الإصلاح الزراعي ، ولكن لازالت هناك عشرات من قضايا الريف المصري التي تحتاج إلي رؤية وتوجه بالنسبة لها، وإلي نقاط برنامجية واضحة المعالم وإلي رموز موجودة في قلب الريف المصري بشكل مستمر تتحرك بهذه الرؤية، وليست بحاجة لشلة مناصرين فقط.

نشرت جريدة الأهالي في عددها الأخير الصادر يوم 23 أغسطس 2006 مقال هام للمهندس أحمد الحديني عن " انتخابات الجمعيات التعاونية الزراعية بين التجديد وسيطرة دراويش التعاون" ويعرض المقال لجملة من الحقائق الهامة حول التعاونيات الزراعية التي تمثل بالنسبة للكثيرين منا وأنا منهم معلومات جديدة.حول سيطرة الحكومة على التعاونيات الزراعية وانتهاء 85% من لجانها في الدورة الأخيرة بالتزكية ، وطرح المهندس الحديني رؤية لمستقبل التعاونيات الزراعية نتمنى من كافة المهتمين الاشتباك معها لتطويرها واستكمال البناء عليه.



مشكلات الزراعة المصرية
تقول نتائج تعداد 1996 أن 34 مليون نسمة يسكنون الريف المصري وهم يمثلون 57.4% من سكان مصر موزعين علي 2.468 قرية بالوجه البحري، 1.664 قرية بالوجه القبلي. كما يوجد 5 مليون مصري يعملون في الزراعة المصرية.ويساهم قطاع الزراعة بحوالي 48 مليار جنيه في الناتج المحلي الإجمالي من خلال القطاع الخاص.وإذا توغلنا بعض الشئ في الموضوع نجد الآتي:
ـ يوجد في مصر عام 2000 حوالي 4 مليون حائز للاراضى الزراعية منهم 2.4 مليون تقل حيازتهم عن فدان وهم يمثلون 60% من الحائزين بينما يزرعون حوالي مليون فدان أي 16% فقط من الأراضي الزراعية، بينما يوجد 120.7 ألف مالك يحوزون 20 فدان وأكثر ويمثلون 3% من الملاك الزراعيين في مصر ويسيطرون علي 1.5 مليون فدان يمثلون 24% من المساحة المزروعة. يعكس ذلك صورة عامة لشكل الحيازة الزراعية وهو ما يحتاج لرؤية يسارية واضحة وتوجهات محددة. لأن حجم الملكية يحدد فرص استخدام الميكنة ومدي الخضوع لزراعة محاصيل تقليدية أو الخضوع لقوي السوق. كيف يمكن لمالك عدة قراريط صغيرة أن يزرع القمح ليخسر وتزداد ديونه بينما لو زرع فواكه أو خضروات حقق العديد من المكاسب؟!
ـ كيف يمكن بناء تركيب محصولي يحقق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الأساسية دون الإضرار بمصالح الفلاحين الفقراء، إذا كانت ربحية الفدان من القطن 466 جنيه ومن الأرز 706 جنيه ومن القمح 911 جنيه بينما الربحية من البرسيم 2.402 جنيه والبطاطس 3.093 جنيه والطماطم 3.920 جنيه. ما هو الشعار الذي يطرحه اليسار لمواجهة تلك المعضلة؟!
ـ لقد انخفض الإنتاج من مختلف المحاصيل حيث انخفض إنتاج القطن من 918 ألف طن عام 1991 إلي 582 ألف طن عام 2001، والشعير من 148 ألف طن إلي 94 ألف طن، وفول الصويا من 120 ألف طن إلي 15 ألف طن والبصل الصيفي من 260 ألف طن إلي 168 ألف طن.( الأستاذ الدكتور حمدي عبده الصوالحي وآخرين ـ التركيب المحصولي في ظل الظروف الدولية والمحلية ـ مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ـ يونيو 2003).فما هو الموقف اليساري العملي لمواجهة هذه المشكلة؟!!!
ـ يوجد في مصر حوالي 758 جمعية تعاونية تابعة للهيئة العامة للإصلاح الزراعي، 4.271 جمعية تعاونية تابعة للائتمان الزراعي، 93 جمعية تابعة للثروة المائية، 605 جمعية تعاونية للاراضى المستصلحة. ما هي رؤيتنا للحركة التعاونية الزراعية؟!!!!
ـ تتزايد مديونية الفلاحين لبنوك التنمية والائتمان الزراعي حتى وصلت إلي أكثر من 5 مليار جنيه، ما هي رؤيتنا لمواجهة هذه المديونيات ؟! لقد أعد مركز الأرض لحقوق الإنسان دراسة هامة في سبتمبر 2002 حول " بنك التنمية الزراعي بين الفساد00وسياسات إفقار الفلاحين " فهل طرحت دراسات أخري خول الموضوع؟!!!وكيف نطرح شعارات مناسبة لمواجهة هذه المشكلة؟!
ـ تشكل المشروعات الصغيرة ‏80 % من الاقتصاد الزراعي‏ فما هي تصوراتنا لمواجهة ذلك بما يحافظ على حقوق أصحاب المشروعات الصغيرة. وكيف يواجهون احتكارا المشروعات الكبيرة في القطاع الزراعي.وكيف يواجه الريف المصري شروط منظمة التجارة العالمية واحتكار الشركات الدولية النشاط ؟! كيف نواجه مشاكل توفير الأسمدة والمبيدات؟!
ـ توجد عدة مشاكل مرتبطة بمياه الري حيث أن الاتجاه لخصخصة مياه الري يجري علي قدم وساق وسيتكلف الفدان الواحد‏1.026‏ جنيها بخلاف رسم الدمغة وضريبة المبيعات وتكاليف السولار والزيت وعمالة التشغيل ونسبة إهلاك ماكينات الرقع ليصل إجمالي تكلفة الفدان للري فقط‏(1.300‏ جنيه‏)‏ مما يمثل عبئا كبيرا علي المزارع البسيط والمستثمر الكبير في ظل تدني أسعار بيع المنتجات الزراعية‏, ‏ والارتفاع المستمر في تكاليف الإنتاج الزراعي ‏(‏ تكاليف الحرث ـ الأسمدة والمخصبات ـ المبيدات ـ العمالة‏)‏ مما ينذر بخراب مستعجل لأصحاب الأراضي خاصة الملاك والمنتفعين من الخريجين في مناطق مريوط وشمال التحرير وبنجر السكر إذا طالهم غول الخصخصة‏.‏ ( جريدة الأهرام 20 يوليو 2005 ) ما هي رؤيتنا لمواجهة هذه المشكلة؟!!!
ـ تدهور الإنتاج من الثروة الحيوانية والسمكية خلال السنوات الماضية, واكتملت حلقات الأزمة بهجوم أنفلونزا الطيور وتدمير ثورة مصر الداجنة ؟ ما هي مواقف اليسار لتنمية الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة ؟!! وكيف نستعد كأصحاب مزارع ومستهلكين لمواجهة أنفلونزا الطيور في الشتاء القادم ؟!!ما هي شعارات اليسار في هذه المعركة؟!

توجد عشرات القضايا والمشاكل التي يعيشها الريف المصري والفلاحين المصريين وتحتاج إلي رؤية شاملة ضمن استراتيجية اليسار للمستقبل، نحتاج إلي الإطلاع على الدراسات التي تمت واستخلاص الرؤية والبرنامج، وعلينا تحديد وجهتنا وأشكال الحركة المناسبة.نفس الأمر ينطبق على الطبقة العاملة والبرجوازية الصغيرة.

علينا إن نعود للتحليل الطبقي ، فالمهام التي تنتظرنا كبيرة وكثيرة وتحتاج للمزيد من العمل بعيداً عن وقفة السلالم والحشود الكاذبة.فهل حان الوقت لنقلل من الكلام ونكثر من الدراسة والتحرك المنظم . هذا هو ما ننتظره من اتحاد اليسار .



#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يريد الشعب حزباً من نوع جديد
- القديس يصعد إلي السماء
- نيران الغلاء تحرق أصحاب المعاشات
- يوم ترجل فارس جيل السبعينات
- أمثال يوسف درويش لا يموتون
- تأملات في أوضاع الطبقة العاملة المصرية 2006
- الفقراء يدفعون الضرائب والأغنياء يتحايلون
- المعاش المبكر والتخبط الحكومي
- كل عام والحوار المتمدن بخير كل عام واليسار العربي بخير
- تمزيق وتدمير الوطن ولى وطن آليت ألا أبيعه ولا أرى غيري له ال ...
- تمزيق وتدمير الوطن
- إعادة صياغة الوعي في زمن العولمة المتوحشة
- اللحم الرخيص
- ملاحظات حول ورقة من أجل حزب اشتراكي جديد
- لماذا وأين نتظاهر؟
- تحرير الأسواق كطريق للتنمية
- كلام أبو لبدة
- الإصلاح الاقتصادي في مصر
- الفقر في بر مصر
- ديون القطاع العام وديون القطاع الخاص


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - اليسار المصري بين التحليل الطبقي وطق الحنك