أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - لماذا وأين نتظاهر؟















المزيد.....

لماذا وأين نتظاهر؟


إلهامي الميرغني

الحوار المتمدن-العدد: 1243 - 2005 / 6 / 29 - 12:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يا مصري ليه دنياك لخابيط و الغلب محيط
والعنكبوت عشش ع الحيط وسرح ع الغيط
يا مصري قوم هش الوطاويط ... كفاياك تبليط
صعبة الحياة والحل بسيط ... حبة تخطيط
ومهولاتي تحب تزيط
ساعة الفرح زغاريد تنطيط
وفي المياتم هات يا صويت
وفي المظاهرات سخن تشيط
و في الانتخاب تنسى التصويت
سيد حجاب

التظاهر حق من حقوق التعبير وهو مصان بحكم المعاهدات والمواثيق الدولية، وللتظاهر وظيفة ودور في إعلان مواقف القوى السياسية من مختلف الأحداث التي يمر بها الوطن سواء بالتأييد أو الرفض أو توضيح موقف من حدث أو قرار.

لقد أقر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1948 وضمن المادة (19 ) أن لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفى التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود ، كما جاء ضمن المادة ( 20 ) أن لكل شخص حق في حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية . كما نصت المادة (21 ) على أنه لكل شخص حق المشاركة في إدارة الشئون العامة لبلده، إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون في حرية. هذا على مستوى المواثيق الدولية.

كما جاء بالدستور المصري الصادر عام 1971 بنص المادة (47) أن حرية الرأي مكفولة، ولكل إنسان التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير في حدود القانون، والنقد الذاتي والنقد البناء ضمان لسلامة البناء الوطني. كما نصت المادة (54) على أن للمواطنين حق الاجتماع الخاص في هدوء غير حاملين سلاحا ودون حاجة إلى إخطار سابق،ولا يجوز لرجال الأمن حضور اجتماعاتهم الخاصة. والاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات مباحة في حدود القانون. هذا على مستوي مصر.

لقد كانت المظاهرات خلال العقدين الماضيين قاصرة على تحركات طلاب الجامعات المصرية لم تخرج عن أسوار الجامعات إلا في حالات قليلة وبعض التحركات العمالية والمظاهرات الانتخابية التي تنظمها مختلف القوى السياسية وبعض الاحتجاجات المحدودة ، ولكن مع ظهور اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية حدث تغيير في تكوين ومكان المظاهرات حيث بدأت النخب السياسية من مختلف الفصائل والقوى السياسية الخروج للشارع في ميدان التحرير وأمام مجلس الشعب وجامعة الدول العربية كرموز هامة وذات دلالة للحكومة والشعب فكانت بداية لمرحلة جديدة من التظاهر. ومع اجتياح القوات الأمريكية لبغداد خرج ألاف المصريين للشوارع في 20 مارس معبرين عن رفضهم للاحتلال وإعلان للتضامن مع الشعب العراقي، ولكنها كانت حركة عفوية إلتقت بها القوي السياسية في الشارع فالتحمت معها ولكنها لم تخرجها أو تحركها. وكان خروج الالآف للشارع إشارة البدء للتحركات الشعبية الواسعة التي تمت بعد ذلك.

لقد بدأ الحديث عن التجديد والتوريث وشهدنا ميلاد الحركة المصرية من أجل التغيير والحملة الشعبية من أجل التغيير كتعبير عن ائتلاف من عدة قوى سياسية وأحزاب شرعية ومحجوبة عن الشرعية ومنظمات مجتمع مدني وأفراد وفعاليات فكرية وسياسية ، ثم توالت التحركات من القضاة المصريين إلى أساتذة الجامعات والطلاب والصحفيين والمهندسين والفنانين والأدباء والمحاميين.واكب ذلك حدوث تغير في نوعية المظاهرات وشكل الاحتجاج ، فلم يعد التظاهر مجرد هتافات بمواقفنا فقط كما كان يحدث في السابق ولكنها تطورت لتشمل لافتات تعبر عن هذه المواقف وصور وملصقات ولون مميز مثل اللون الأصفر شعار حركة " كفاية " .كما حدث تغير في أماكن التظاهرات حيث كانت أمام دار القضاء العالي ونقابتي الصحفيين والمحاميين كرموز مرتبطة بطبيعة الإصلاح السياسي الذي ننشده.وإن اقتصرت الشعارات على الإصلاح السياسي وقضية التجديد والتوريث في البداية واتسعت بعد ذلك لتشمل العديد من المطالب الاقتصادية والاجتماعية.

أود هنا توضيح بعض الملاحظات حول التغيرات التي تمت في أسلوب التظاهرات المصرية منها:
ـ كانت التظاهرات حتى وقت قريب تعتمد على التجمع في ميدان التحرير باعتباره قلب القاهرة ولكن ذلك كان يسهل حشد القوات لمنع التجمع ويسهل حصار المتظاهرين ومنع الناس العاديين من الالتحام بالمظاهرات.
ـ كانت هناك فكرة نقل المظاهرات إلى أماكن متفرقة بالقاهرة مثل مجلس الشعب وأمام سفارة قطر وأمام جامعة الدول العربية وفى السيدة عائشة وغيرها ، وكانت غالبية المظاهرات قاصرة على النخبة السياسية لا توجد وجوه جديدة وتقتصر شعاراتها على المطالب السياسية ورفض ما يحدث في فلسطين والعراق.
ـ مع بداية التحركات الأخيرة وظهور التجمعات المطالبة بالإصلاح السياسي ، تم الخروج من دائرة مظاهرات التحرير إلى دار القضاء العالي ( كرمز للعدالة للمفقودة) وأمام جامعة القاهرة ( أحد قلاع العلم والتنوير ) وفى معرض الكتاب ( ملتقى المفكرين والمبدعين ) وفى شبرا بما يحقق الانتشار وزيادة حجم المشاركة من غير المسيسين والخروج من دوائر النخبة.
ـ إن ضريح سعد على سبيل المثال هو رمز للدستور والديمقراطية والإصلاح السياسي الحقيقي الذي ننشده ، فهو ليس مجرد مكان ولكنه مكان رمز.
ـ كما أن التظاهر في المحافظات والمدن الكبرى رغم محدوديته كان مؤشر على خروج الحركة من دائرة النخبة القاهرية للجماهير الأوسع في مختلف المدن المصرية.
ـ إن التجمع أمام نقابة المحامين والصحفيين هو أيضا رمز لوجود الفعاليات السياسية بين منظمات المجتمع المدني وخارج دوائر الأحزاب المرخصة المحدودة الفعالية والمعزولة.
ـ إن الأخوان المسلمين أصحاب التوجهات الدينية لم يتظاهروا أمام جامع الفتح باعتباره مسجد بل باعتباره ميدان رمسيس أحد أهم ميادين القاهرة وتم ذلك بالتوازي مع تواجدهم أمام نقابة الصحفيين وأمام نقابة الأطباء كرموز لمنظمات المجتمع المدني.
ـ إن التظاهرات والتحركات الاحتجاجية التي تتم يجب أن تكون في مواقع ذات رموز ودلالات واضحة لدينا ولدى الجماهير ولدى الحكومة وليس لمة والسلام وهيصة وصلى صلى. إن هدفنا المشترك هو جذب أوسع قطاعات من الجمهور للمشاركة والخروج من دوائر النخبة المثقفة إلى الجماهير البسيطة وابتداع أشكال جديدة تحقق ذلك.
ـ إن شعار كفاية بلونه الأصفر أو شعار " الحرية الآن " شعارات نسعى لترسيخها في أذهان الناس بكافة الأشكال ولكن ذلك لن يتحقق سوى عبر تطوير وعي الناس والارتقاء بهم إلى المشاركة السياسية الفاعلة وليس مجرد الفرجة .التحول من المشاهدة إلى المشاركة هذا هو هدفنا الذى اعتقد إننا لا نختلف حوله.ولكن تطوير الوعي العفوي إلى وعى اجتماعي ووعي سياسي يحتاج إلى ابتداع وسائل جديدة لن تتحقق بكنس السيدة أو إشعال الشموع أمام كنيسة الزيتون. إننا بحاجة إلى اختيار مواقع تعبر عما نريده وتكون لها دلالتها السياسية الواضحة لدي الحكومة ولدي الناس العاديين.
ـ إن الإصلاح المنشود شامل لكافة مجالات الحياة ورافض لكافة السياسيات الاستبدادية والتابعة وغير قاصر على التجديد والتوريث فقط ، من المطلوب أن نتظاهر أمام وزارة الزراعة ضد السياسة الزراعية وضد البطيخ المسموم، وان نتظاهر أمام وزارة القوى العاملة ضد البطالة وتوقف الدولة عن تعيين الخريجين ، وأمام وزارة التعليم ضد الدروس الخصوصية وتردى مستوى التعليم ، وأمام وزارة الصحة ضد ارتفاع تكلفة العلاج وتقلص العلاج المجاني وانتشار الأمراض والأوبئة، وأمام وزارة الداخلية ضد الاعتقالات العشوائية والتعذيب كما حدث منذ أيام.فالمكان له رمز ودلالة ونسعى من خلاله لتوصيل رسالة للحكومة وللجمهور فقد يهتم البعض بقضية التوريث ويهتم البعض الآخر بقضية البطيخ.

لقد تظاهر الآلاف من طلاب جامعة الأزهر منذ سنوات احتجاجاً على نشر رواية " وليمة لأعشاب البحر " وهم لم يقرؤها ، وحاول بائع سمك قتل نجيب محفوظ لأنه مؤلف رواية " أولاد حارتنا " التي لم يقرأها ، وقتل فرج فودة على يد أشخاص لم يقروء سطراً مما كتبه.فقوى الظلام في مجتمعنا نشطة وقوية وراسخة ولا تحتاج إلى دعم إضافي.ومصر عامرة بالمواقع الهامة التي يمكن التجمع أمامها وهي واضحة الدلالة بعيداً عن الرموز التي تؤول لصالح قوى الظلام التي نكافحها ، وبذلك نهزم الهدف الذي نسعى لتحقيقه.

إن هدفنا هو تغيير الوعي العفوي لجموع المصريين البسطاء لا الركوع أمام عفويتهم ونستمع معهم لشعبان عبد الرحيم ونضرب بانجو ، إن ذلك يحرم الطليعة من دورها ويحولها إلي ذيل للحركة الجماهيرية. فواجبنا جميعاً هو تطوير وعي الناس لا التعامل مع تخلفهم وتأبيده.

إنني مؤمن بأنه لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية ، ولا حركة ثورية بدون حزب ثوري وحتى الآن لازلنا نبحث عن النظرية الثورية ونفتقد للحزب الثوري ولكننا لايجب أن نتخلى عن دورنا التنويري والتحديثي والثقافي والاجتماعي تحت أي ظرف وتحت أي شعار.

إن التظاهر وسيلة والمكان رمز وأنا متفق مع القائلين بأننا لا يجب أن نحمل الأمور فوق طاقتها ، أنا واثق من حماس ونية الداعين والمشاركين في مظاهرة السيدة زينب وأنا مع حق البحث عن أشكال جديدة وابتداع طرق جديدة للتواصل ولكن ليس عبر تأبيد التخلف القائم.أتمنى أن يتسع صدر الزملاء لهذه الملاحظات من واقع الحرص على أن نستمر نسير معاً على نفس الطريق الوعر ونهدف إلى تحقيق إصلاح شامل حقيقي وإحداث تغير نوعي في وعي الجموع.

إلهامي الميرغني
28/6/2005
[email protected]



#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير الأسواق كطريق للتنمية
- كلام أبو لبدة
- الإصلاح الاقتصادي في مصر
- الفقر في بر مصر
- ديون القطاع العام وديون القطاع الخاص
- مفاهيم ديمقراطية مغلوطة
- شكراً للرئيس مبارك
- حكاية الأسد العجوز
- تاريخ الحركة الشيوعية الثالثة - ضرورات التوثيق
- النقابات المهنية بين الأزمة الهيكلية والقانون 100
- أبناؤنا في الخارج
- هوامش على دفتر الأزمة
- البطل الأوليمبي كرم جابر ، ولكن للإبداع شروط
- قبل أن نتكلم عن الحكومة الإليكترونية
- تحية تقدير وإعزاز لقداسة البابا شنودة الثالث
- هل توجد فرص أمام العمل المشترك بين قوى اليسار المصري؟
- تعددت الأسباب والموت قهراً !!!
- خوازيق على طريق الاصلاح السياسى
- دروس من سقوط أحمد الجلبي
- ماذا حدث فى سمالوط؟!


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - لماذا وأين نتظاهر؟