أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - تاريخ الحركة الشيوعية الثالثة - ضرورات التوثيق















المزيد.....

تاريخ الحركة الشيوعية الثالثة - ضرورات التوثيق


إلهامي الميرغني

الحوار المتمدن-العدد: 1021 - 2004 / 11 / 18 - 12:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شيوعيون نحن
شيوعيون نعم
نحمل خارطة الدنيا ونمضى
نحمل للجماهير المهانة
فوق عظامنا
أبجدية الثورة
حسن عقل

منذ انتحرت الحركة الشيوعية الثانية وحلت تنظيمها المستقل وانضوت داخل تنظيم الناصرية " الاتحاد الاشتراكي " والتنظيم الطليعي ظلت مصر منذ منتصف الستينات وحتى منتصف السبعينات تعيش بلا تنظيم شيوعي رغم أن بعض الحلقات رفضت الحل وراحت تبحث لها عن راية توحدها وتحلق الشباب في حلقات ماركسية جديدة راحت تدرس أوضاع الحلف الطبقي والثورة المصرية.
وكانت هناك على مدي سنوات الستينات وحتى منتصف السبعينات العديد من الحلقات الماركسية التي عكفت على دراسة تجربة الحركة الثانية وتقييم التجربة الناصرية ، فجاء ميلاد الحركة الشيوعية الثالثة مع مطلع السبعينات حين تحول " تنظيم شروق" في منتصف السبعينات بعد توحده مع عدة حلقات صغيرة أخري إلى الحزب الشيوعي المصري ، والتقاء المجموعة التي رفضت الحل مع شباب منظمة الشباب وظهور الحزب الشيوعي المصري 8 يناير ، وتحول " تنظيم شيوعي مصري " إلى حزب العمال الشيوعي المصري ، واعترفت الأممية المسكوفية بالحزب الشيوعي المصري ممثلا للشيوعيين المصريين ، بينما طرح حزب العمال ضمن وثائقة وثيقة بعنوان ضد التحريفية السوفيتية والجمود العقائدي الصيني ليحسم اتجاهين في الحركة الأول يمثله المصري بتراثه وكوادره القديمة والثاني راديكالي يمثله العمال و8 يناير بكوادره الشابة ورؤيته المغايرة لطبيعة السلطة الناصرية.

وعندما تفجرت الحركة الطلابية في الجامعات المصرية كانت الكوادر الشابة على رأس تلك الحركة فمنحتها الكثير من القوة والزخم وأصبح الاتجاه الشبابي الذي ولد من رحم الحركة الطلابية أو ما يعرف بجيل السبعينات هو القائد للاتجاه الراديكالي في الحركة والذي تبلور من خلال ثلاث تنظيمات رئيسية هي حزب العمال الشيوعي المصري والحزب الشيوعي المصري 8 يناير ومجموعة الثورة الدائمة ( التروتسكيين ) ، ثم حدثت عدة انشقاقات راديكالية من الحزب الشيوعي المصري خرج خلالها تنظيمي "المطرقة" و" المؤتمر " وتوالت الأحداث بعد ذلك مروراً بتشكيل نادي الفكر الاشتراكي وأسبوع الجامعة والمجتمع عام 1976 ومظاهرة 26 نوفمبر ثم انتفاضة 18 و19 يناير وما أعقبها من ضربات متتالية استمرت حتى منتصف الثمانينات.

والآن بعد مرور أكثر من ربع قرن علي تلك الأحداث وبعد أن غيب الموت العشرات من قادة الحركة الثالثة وبعد أن تراجع العشرات عن طريق الشيوعية وتاهو في دروب الحياة الوعرة ، وبعد أن ولدت تنظيمات شيوعية جديدة مثل حزب الشعب والاشتراكيين الثوريين وتغيرت الخريطة وأصبح الكثير من الوقائع في ذمة التاريخ . أصبح من الضروري على أبناء جيل السبعينات كتابة تاريخ الحركة التي عايشوها وعاصروها قبل أن يغيبنا الموت والنسيان ، علينا أن نقوم بجمع وثائق التنظيمات الشيوعية ونشرها باعتبارها جزء من التاريخ وهي ملك للأجيال القادمة وليست حكر على احد ، لقد أصبحت هذه التجربة النضالية في التاريخ ومن الواجب دراستها واستخلاص الدروس والخبرات المفيدة لبناء مشروع التغيير الثوري.

لقد اكتشفت خلال مناقشات مع بعض الأصدقاء أن كثير من الوقائع بدأت تسقط من الذاكرة وكذلك بعض الأسماء وذلك هو فعل الزمن الذي لا يقهر ، وهذه التجربة تحتاج إلى التوثيق قبل أن يطويها النسيان ، من حق الأجيال الجديدة أن تقف على حقيقة ما حدث وتقيمه وتتفحصه لتستخلص منه الدروس والعبر ، ولقد أصبحت المعارك والأشخاص أحداث في ذمة التاريخ وحدث في مثل هذا اليوم ،من المهم أن نقيم معاركنا الناجحة وتجاربنا الملهمة وإخفاقتنا وأخطائنا، كيف تعاملنا مع الأحداث وكيف واكبناها ، كيف كانت مواقفنا السياسية وتكتيكاتنا الجماهيرية ، كيف نمت وتطورت هذه المنظمات وكيف دخلت الأزمة وكيف انفجرت وكيف اضمحلت وانزوت يجب أن تعرف الحقيقة التي يخشى البعض من نشرها ، لقد قدمت المرحومة أروي صالح رؤية هامة لتلك الفترة ومن الضروري استكمال هذا الجهد وتقييم كل جوانبه وسلوكيات أبطاله بإيجابياتها وسلبياتها، يجب توثيق كل ماحدث قبل أن يداهمنا الموت القادم في أي لحظة.

لقد أثار هذه الهواجس لدي احد المسلسلات التي عرضت خلال شهر رمضان وهو مسلسل "محمود المصري " تأليف الدكتور مدحت العدل وإخراج مجدي أبو عميرة وبطولة الفنان محمود عبد العزيز وتعرض المسلسل خلال أحداثه للكثير من الوقائع المرتبطة بتاريخ الحركة الشيوعية الثالثة بدء من اعتصام جامعة القاهرة عام 1972 ونشاط الحركة الشيوعية في السبعينات حيث قامت الفنانة مي عز الدين بدور عضوة بحزب العمال الشيوعي المصري وهي المرة الأولي التي تتناول الدراما المنشورة وقائع من الحركة الثالثة ، ولكن يوجد عليها عدة ملاحظات منها:
ـ إن الدراما لها خصوصية ومتطلبات خاصة قد تجعل منها بعيدة عن الواقع وهي تختلف عن التأريخ ورغم ذلك عرض المسلسل لبعض الوقائع المغلوطة التي كان ينبغي تدقيقها خاصة وأن مدحت العدل ومحمد العدل هم من أبناء جيل السبعينات ولكن ربما تكون هذه رؤيتهم!.
ـ جاء ضمن المسلسل أن طلاب جامعة الإسكندرية انضموا لطلاب جامعة القاهرة وهم الذين قادو الاعتصام في جامعة القاهرة بينما كانت هناك لجنة وطنية لطلاب جامعة القاهرة يقودها الزميل أحمد عبدالله وزملاء آخرين متعهم الله بالصحة وإذا كان الموت قد غيب الزميلة سهام صبري فإن واجب باقي الزملاء هو تسجيل تلك التجربة للأجيال القادمة. لقد كانت هناك حركة طلابية في جامعات عين شمس والإسكندرية وأسيوط ولكن قيادة الاعتصام كانت لطلاب جامعة القاهرة على عكس ما عرضه المسلسل.
ـ ركز المسلسل على حزب العمال الشيوعي المصري في الإسكندرية وعرض عدة مشاهد لاجتماعات ومحاضرات للحزب كانت تحضرها مي عز الدين ، وفى الواقع كانت الإسكندرية في السبعينات قلعة كفاحية حيث كان الزملاء جمال عبد الفتاح والمرحوم تيمور الملوانى وزملائهم على رأس الحركة في جامعة الإسكندرية ، كما كان الزملاء فتح الله محروس وسعيد ناطورة وسط التجمعات العمالية التي عرفت تجربة من أهم وأنضج التجارب العمالية وهى لجان مندوبين الغزل والنسيج ولكن هذه الوقائع تحتاج إلى توثيق لتقيمها والاستفادة من خبراتها.
ـ عرض المسلسل لعلاقة عاطفية بين عامل نسيج وطالبة وهو شكل من العلاقات التي كانت سائدة خلال السبعينات ولكنه قدم العامل بشكل انتهازي ، وعقب خروجهم من المعتقل في قضية 18 يناير سافر مع زوجته إلى بولندا وهو أيضا سلوك كان سائداً في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات ولكنه فاجأنا بالبطلة الشيوعية التي اعتقلت في 1972 و1977 مومس في بولندا تبيع نفسها لمن يدفع وفق اتفاق واضح المعالم كما قالت حتى استعادها البطل الأسطوري محمود المصري!!.

من حق مدحت العدل أن يقيم الحركة الشيوعية بطريقته ، ومن حقه أن يقدم النموذج الشيوعي بهذا الشكل الفج القبيح ولكن هل من المفترض أن نصمت على ذلك ، هل كل الشيوعيين تحولوا إلى مومسات ورجال أعمال فاسدين وهل كل الشيوعيين باعوا القضية؟!!!!

لقد وضعنا هذا المسلسل أمام حقيقة هامة وهي أن هذه المرحلة هي الآن في ذمة التاريخ وإذا كان البعض يخشى النشر لاعتبارات أمنية ، فلقد زالت هذه الاعتراضات وأصبحت هذه التنظيمات في عداد التاريخ مثلها مثل حدتو ومشمش وع .ف وغيرها ومن الواجب أن نسجل ونؤرخ لتلك الوقائع قبل أن نغفوا للمرة الأخيرة ولا نستيقظ .
إنني لا أريد لأبنتي أن تشاهد كل تاريخي وسنوات عمري هباء مع مومسات وفاسدين ومتسلقين . بل يجب أن تعرف انه يوجد شرفاء لا زالوا قابضين على الجمر وشرفاء رحلوا وهم حاملين قضايا أمتهم وحلم العدالة والحرية الذي لا يموت ، لقد أخطأنا أخطاء كبري فنحن بشر ولسنا ملائكة ومن لا يتعلم من تجاربه لا يستحق أن يعيش ، فهل آن الأوان لنسجل تاريخنا قبل أن يضيع وقبل أن تشوهه الدراما وتحولنا إلى مجرد شباب طائش أخطئ الطريق ثم تاب وأناب وعاد إلى أحضان المجتمع .أتمنى أن نتحرك قبل فوات الأوان فالزمن لن يمهلنا كثيراً.


إلهامي الميرغني
17/11/2004
[email protected]



#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقابات المهنية بين الأزمة الهيكلية والقانون 100
- أبناؤنا في الخارج
- هوامش على دفتر الأزمة
- البطل الأوليمبي كرم جابر ، ولكن للإبداع شروط
- قبل أن نتكلم عن الحكومة الإليكترونية
- تحية تقدير وإعزاز لقداسة البابا شنودة الثالث
- هل توجد فرص أمام العمل المشترك بين قوى اليسار المصري؟
- تعددت الأسباب والموت قهراً !!!
- خوازيق على طريق الاصلاح السياسى
- دروس من سقوط أحمد الجلبي
- ماذا حدث فى سمالوط؟!
- ديمقراطية أبو غريب
- بأي حال عدت يا عيد
- ياريتنا كنا خنافس .. ياريتنا كنا فرافير
- قراءات في الموازنة المصرية لعام 2004/2005
- قراءات في الغلاء وسنينه - عودة الشيوعية لمصر بقرار من مجلس ا ...
- دروس من سقوط العراق
- جمهورية أولا حنفى
- دروس نضالية من المحلة الكبرى
- المجلس القومي لحقوق الإنسان


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - تاريخ الحركة الشيوعية الثالثة - ضرورات التوثيق