أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - المختاران من الله















المزيد.....

المختاران من الله


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 - 09:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحرب التي تدور رحاها بين حزب الله , ودولة إسرائيل هي حرب ضاربة في الأعماق , إذ أن إسرائيل تقصف الشعب اللبناني بطائرات وصواريخ مرسلة من شعب الله المختار , وكذلك حزب الله يقصف إسرائيل بصواريخ (خيبر) وهذا ما يجعل الحرب بين الطرفين , حرب ذات مفهوم ديني بامتياز , وبذلك ترى الكثير من أصحاب نظرية الإمبريالية والصهيونية العالمية , يعودون إلى جذورهم الحقيقية , ويطرحون المسألة على أنها حرب بين اليهود والمسلمين, أي بين بدو خيبر , وبدو قريش , وبذلك يلغى كل الزمن المعاش منذ بدء الرسالة المحمدية إلى الآن , أما على الجانب الآخر فإن جيش اليهود المملوء بالعنصرية والحقد والذي هو جيش شعب الله المختار , يحق له ما لا يحق لغيره , إذ أن التعاليم اليهودية التي أوصى بها نبيهم ( موسى ) لم يأخذوا بها بالشكل الصحيح وهي الوصايا العشر :
1ً – ألا يتخذوا إلهاً غير يهوه0
2ً – ألا يعبدوا أصناماً أو تماثيل 0
3ً – ألا يتخذوا اسم يهوه لهواً ولعباً – لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً )
4 ً – أن يستريحوا في اليوم السابع من كل أسبوع ( أذكر يوم السبت تقدسة ) 0
5 ً – أن يكرموا آباءهم وأمهاتهم 0
6 ً – ألا يقتلوا ( لاتقتل )
7ً – ألا يفسقوا ( لا تفسق ) 0
8ً – ألا يسرقوا ( لا تسرق ) 0
9ً – ألا يكذبوا ( لاتشهد على قريبك شهادة زور ) 0
10ً – ألا يحسدوا الآخرين ( لاتشته بيت قريبك , ولا امرأة قريبك , ولا عبده , ولا ثوره , ولا أَمَتَه , ولا حماره ولا شيء مما لقريبك ) وبعد التيه الذي عانوه وهو أربعين عاماً , وصلوا إلى أرض كنعان التي هي – فلسطين – اليوم – وهم يحملون صندوقاً مِلْؤه الذهب والفضة , ويحمل كل مواثيقهم , والذي أسموه تابوت العهد , وقال لهم نبيهم موسى أنه في هذا الصندوق – روح الإله – يهوه – وعندما وصلوا إلى هناك قاتلوا أهلها حتى دخلوها واستقر بهم المقام , وبعد استقرارهم في فلسطين , حول اليهود إلههم الطيب الودود إلى إله حرب حسب أسفارهم الخمسة , وهكذا بنى الملك الثالث لليهود سليمان العرش , وبعد مئة عام من وفاته , سباهم الآشوريون, وبعد ذلك أيضاً سباهم البابليون , وهكذا عاد اليهود إلى الضياع من جديد 0 واستمر اليهود وعبر تاريخهم الطويل في ضياع مستمر كونهم شعب صغير لا يستطيع حماية نفسه 0 لا نريد سرد تاريخ اليهود وكذلك لا نريد البحث بين الفكر الصهيوني والفكر اليهودي لأن هذا يعلمه الجميع بسبب الإيديولوجيات التي ظهرت حديثاً, ولكن نريد أن نأخذ ملمحاً عن الحرب الدائرة بين حزب الله الإسلامي , ودولة إسرائيل والذي يأخذ عند حزب الله بعداً دينياً محضاً وهو أن اليهود اغتصبوا فلسطين لذا فهم شعب غير جدير بالحياة , ويحدث هذا في الوقت الذي استطاعت إسرائيل أن تمتلك قوة لا تضاهى لا في الشرق ولا في الغرب, وأيضاً تقف إلى جانبها الولايات المتحدة الأمريكية , وكل الغرب المتطور والمدجج بكل أسلحة الفناء , وهكذا هو الصراع الحقيقي بين حزب الله المسلح بالإيمان المطلق بالله , وبالعداء لليهود اللذين يغتصبون فلسطين التي تحوي قدس الأقداس , التي صلى بها النبي محمد بالأنبياء والمرسلين , ومنها عرج إلى الذات الإلهية, وبذلك من حق المسلمين كما يعتقدون أن يكون هذا المكان ملك لهم , وبذا على اليهود أن يخضعوا لذلك كونهم مغتصبين , لذا فإن حزب الله أعد العدة ومنذ سنين لمحاربة الأعداء الكفار ولتخليص المسلمين والناس من شرورهم , ولكن ما لذي حدث 0ثمانماءة ألف مشرد , أكثر من ألف قتيل ( طبعاً أنا أقول أن هناك ألاف القتلى ) وأكثر من ثلاثة ألاف جريح والحبل على الجرار كما يقولون , إسرائيل تمتلك السماء عبر صواريخها وطائراتها , وحزب الله يمتلك الإيمان بالله والإصرار على الانتصار , حزب الله يملك أكثر من خمسة وعشرين ألف مقاتل , وإسرائيل تمتلك أكثر من مئة وخمسين ألف جندي , إسرائيل تملك طائرات مزودة برؤوس ذكية , وتملك قنابل نووية قادرة على أن تفني العالم العربي برمته مرات كثيرة , وسيقف في الحرب الحقيقية معها أصدقاؤها اللذين يملكون العالم , حزب الله يقف معه أصدقاؤه على الصعيد المعنوي وتزويده في كل ما يلزم لقتال الشوارع , أي حرب العصابات , إسرائيل يدها الطولى طويلة , فهي غير مجبرة على أن تخوض حرب شوارع , بينما الاستراتيجية الكاملة لحزب الله هي حرب الشوارع , إسرائيل دمرت وتدمر البنى التحتية للبنان , فهي بحكم العقدة التاريخية دائماً تعاقب الجميع , وحكام إسرائيل لهم قانونهم الخاص في السلم وفي الحروب , وهم يحددون الذي يجري وفقاً لمصالحهم , لأن مصلحتهم هي المصلحة العليا, أليسوا هم شعب الله المختار , حزب الله أيضاً حدد مصلحته وفقاً لبرامجه المقررة دون الرجوع إلى أحد أليس هو حزب الله , واللذي يجري هو صراع الآلهة وليس صراع الشعوب , لأن الشعوب تحكمها أنظمة ودساتير وقوانين محلية ودولية , ولكن الأكثر بؤساً في ذلك هو موظفو الإذاعات , والمحطات المبتذلة اللذين وبمنتهى الصفاقة يعرضون عليك صور الأطفال, والعجائز, اللذين قصفهم وبوحشية جيش الرب , جيش إسرائيل وطائراته وقطّع أوصالهم , حيث تعرض القنوات العربية هذه المناظر المقطعة والمشوهة من أجل تيئيس المشاهد وتحطيمه نفسياً وذلك خدمة لجيش الرب , جيش صهيون وهي تعلم أن مواطني هذه البلدان لا يملكون حتى ألسنتهم, وهم يرجفون ذعراً من حكامهم , ثم كل إذاعة تجري لقاءات بائسة مع البؤساء اللذين على شاكلتها , وكأن المستمعين تلاميذ في الصف الثالث الابتدائي دون خجل أو احترام , وبذا تكون هذه القنوات قامت بواجبها الوطني في الدفاع عن الأمة , أما المثقفون , فاختلط عليهم الحابل بالنابل , فالماركسي التقدمي العتيد أكتشف فجأة أنه شيعياً بامتياز , أو سنياً يدافع عن طائفته بجهبذة فائقة , ونسي البعض أنه كتب مقالاً 0 كتب بعده آخر يناقضه بعد أن جاءه الخط السياسي لحزبه , ونسي هؤلاء أنهم أقلام تكتب الحقيقة , لقد فضحوا أنفسهم و يا للبؤس , وهكذا ترى أن كل الذي جرى هو مسخرة , لا علاقة للمنطق بها , فموظفوا الأحزاب يشبهون أصدقاءهم من موظفي الإعلام , ويتقاطع بين هؤلاء جميعاً , موظفوا جمهورية الغباء , اللذين يلطمون الخدود , وهم ليسوا مع العير ولا مع النفير , وتستمر المأساة , ليكون وقودها الناس والحجارة , ويستمر شرر وشرار الدولة الصهيونية يحرق الأخضر واليابس , إذ في الحرب كل شيء جائز , والموت يظل هو السيد الوحيد , والأطفال والشيوخ والفقراء هم اللذين يكونون الضحية 0 ويظل السؤال هو هل يستطيع الفكر الديني المتعصب اليهودي أو الإسلامي أن يحل المأساة القائمة بين العرب وإسرائيل , خاصة وأن التطرف والحمد الله أصبح قانوناً عند الجميع , وذهب صوت المنطق , وصوت الله الذي خلق الناس جميعاً ليكونوا أخوة , ثم هل ثمة عودة إلى ( التوبا ماروس ) مرة أخرى ؟ أم أن العودة هذه المرة ستكون إلى الجذور , وتظل الفهمنة العلمانية وادعاء المنطق , وثقافة الديمقراطية كذبة عند الأجلاء مدعي التفكير , ويظل شيخ الطائفة هو السيد , الآمر الناهي , ويصبح صوت المنطق أوهى, من مشاريع العلمنة والمساواة والديمقراطية , التي قسم كبير من مدعيها من المفكرين ذهبت عنهم حتى ورقة التوت , ويبدلون مواقعهم بسهولة مطلقة , فلا يهم أن كان شيعي أو شيوعي , بل البعض منهم بدأ يدس السم في الدسم ويفضح نفسه أكثر فأكثر , أم أن هذا الإنسان مدعي العلم والحضارة والتمدن والديمقراطية , لا زال أجوفاً لا يهمهم من المسألة إلا البريق والتظاهر , أسئلة كثيرة على اللذين يريدون أن يكونوا أكثر أخلاقاً ومدنية وتسلحاً بالعلم والديمقراطية الإجابة عليها , أما إذا كان رب البيت طبالاً , فشيمة هذه المجتمعات الرقص على مذابح الغباء 0 وهل سيترك لبنان العظيم في مواجهة مفتوحة ليس مع إسرائيل وحدها بل مع ما يسمى الغرب وأمريكا , فتحية إلى بيروت الخالدة , وتحية إلى أطفال بيروت , وأرز بيروت الأبي , ورغم كل الألم الذي يعتصر قلوبنا نقول : إن جنازر الدبابات تستطيع كتابة العهود والمواثيق , ولكنها لن تستطيع قتل الأغاني يا سيد شارون 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يبتعدون عن الدين , ويحقدون على العلمانية0
- أطفال بيروت يلعبون بالطائرات
- هل الدين عنصرياً , أم العنصرية ديناً ؟
- بيروت صامدة كنجمة وحيدة
- الحرية
- الويلات الأمريكية
- من اللذي تآمر على الشعب الفلسطيني العظيم ؟
- الذي تأبط شراً
- الحوار المتمدن وملف العلمانية
- مجد العصا , والدم
- البصرة
- أخوان الأردن وسيدهم الزرقاوي
- المرأة وموروث القهر
- الليل
- هل العلمانية دين جديد ؟
- العلمانية حياة
- سعاد خيري وأطفال فلسطين
- المخبر-1-
- دجالون في أوروبا , جرذان في بلادهم
- سعدي يوسف ينجو من – الكوسج -


المزيد.....




- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - المختاران من الله