أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عايد سعيد السراج - الحرية















المزيد.....

الحرية


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1611 - 2006 / 7 / 14 - 10:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قالوا إن جنازر الدبابات لا تستطيع قتل الأغاني 0واقول حتماً الدبابات لا تستطيع قتل الحرية0
شرعوا أقلامكم واكتبوا للحرية , شرعوا أقلامكم واكتبوا للحياة , كونوا مع المحبة , وكونوا مع الأمل , ولا تجعلوا الكره يغزو نفوسكم , لا تتركوا الحاقدين والكارهين للإنسان يورطونكم في مشاريعهم المملوءة بالخراب , الحرية ذروة المعرفة , والحرية سيدة المجد , من أجل الحرية ضحت البشرية بخيرة أبنائها عبر التاريخ , ومن أجلها تجرع سقراط العظيم سم الموت , وتجلل الحلاج بدمه وهو يقول الحرية هي الوحيدة الباقية , وأن دنياكم مصفرة كبريق ذهبكم البائس , من لا يعرف الحرية لا يعرف طعم الحياة , فلا يمكن أن نحمي الأطفال إلا بالحرية , ولا يمكن أن تعيش النساء بكرامة في بلادهن إلا بالحرية , فالحرية هي الوحيدة التي تقهر الطغيان , وهي قادرة على بث الرعب في قلوب مجانين الموت , وتجار الشر , وفي سماء الحرية تغرد العصافير , وتزهر الأشجار , ويغني النهر أغنية المحبة , فالأنهار ترقص طرباً لقصائد الحرية , والأمهات يغنين لأطفالهن أناشيد الحرية , ويعطرن أجسادهن بماء الحرية , وأنتِ أيتها الصاهلة أبداً على قمم المجد , المنفلتة من عقالها على تخوم الجمال , يا من من أجلك يذبحون الأوطان , ويرتقي خيرة أبناء الشعوب اسمك المقدس وهم يرهبون أعواد المشانق , يا ذات الصوت الساحر الذي لا تسمعه سوى الشعوب المقهورة , يا من أجل وحشتك تُدفؤ الغزلان فراءها في الشتاءات الحزينة , من لا يعرف لغتك يظل مجهولا ً في أودية النسيان , يا أخت المجد والصاهلة أبداً على أعراف المحبة , كم أبادوا شعوباً ليقهروك , وكم باسمك الطاهر ارتكبوا من مجازر , أنت يا فراديس النور , أكثر من يفهم لغتك هم الأطفال , وأكثر من يأنس إلى صدرك الحنون هم المحرومون , وأكثر من تتباهى بك هي فروع الأشجار العالية , يا صديقة وحوش البراري , والقنا دس المائية , والبط البري , يا من تُهدي الطيور إلى أعشاشها , وتعرف جميع اللغات , إلا لغة الخراب , حيث تركتها لجيف الضباع , وتماسيح الموت , أيتها الراقصة أبداً كثعابين حين التزاوج , المتدلية أبداً إلى عوالم السحر والجمال , لماذا لا تتغنى بك إلا النايات التي شَلَعَتْ قلوب الغرباء , يا ذات الخلخال المائي , يامن كتب الله لك تسابيح الكون , يا صديقة المتوحدين مع الله , الذاهبين أبداً إلى جلال المعرفة , أيتها الربة التي َترُشُّ المحبة على أطفال العالم , يا رائعة في المجد , والمدغومة بالصبا , لماذا يهرب منك كل هؤلاء المذعورين ؟ هل أسمك يملك السحر الذي يطرد الشرور ! أم أن هؤلاء الميتين وهم أحياء , يخونونك ويخافون النظر في عينيك الواسعتين الجميلتين اللتين لا تتسعان إلا لعالم جميل كاسمك البهي , لماذا يتصيدونك في كل مكان ؟ يتصيدونك على رؤوس الجبال , ويحاولون قتلك في الحدائق العامة , ويتعقبون أثرك في الحارات الفقيرة , ماذا يريدون منك هؤلاء المملوئين بالشر والفضيحة , ألا يعلمون أنك عصية على القتلة , وأن دماء أحبتك سوف يزهر مليون قصيدة حب تطوق العالم بالأمان , كيف لهم من أن يقتلوا الربيع , بل هل يستطيعون أن يغيروا مجاري الأنهار ؟ أم أنهم لا يجيدون سوى لغة الشر ؟ ألا يعلمون أنك الطاردة وأبداً للشرور ؟ أيتها القديسة التي تحمي براءة الأطفال , يا سيدة العشاق وملهمة الشعراء , يا من لا تعرف محبتك سوى القلوب الطاهرة , الحرية هذه الكلمة الحلوة المذابة بالعسل وحنين العشاق , والمطهرة بالبراري الخالدة , والتي لا تغسل جسدها إلا بأريج الأزهار , سكاكينها الورد , وبسمتها حليب أم ٍ تهفو على جنينها المتعطش للأمان , يامن لا ترتل الأغاني إلا لغزلانها المتوحدة مع السهول الواسعة , والأنهار المتعانقة مع أشجار الليل المتنامية فرحاً وانتشاء , أنتِ أيتها العذراء المتنامية مع صمت الليل , الجارحة وضوحاً كالشمس , المتنامية اخضراراً كأشجار الغابات العذراء , أنت يا صديقة الحنين الأبدي إلى الجداول الموحشة , يا من لا تشبهين إلا الآلهة على تيجان الجبال , متى تمنحين العالم سكونك الدائم , وتضمدين قلوب الملهوفين , يا من تشبه قلب الأم , ولا يشبهها إلا الحلم الدائم , الحلم الطويل كأذرع النور , أنت أيتها المتماهية مع الثمار الناضجة , الوَاجَّةُ كصهيل الأمهار , المترامية على أطراف الندى , يا من تحسدك النجوم على كبريائك الأبدي , أنت يا صديقة الشموس الربيعية , لخفيك زبد الماء , لماذا لا يطاردك إلا ّ كُرّاَهُ الزنابق , وتفلتين دائماً من البوليس السري , يا من تهبُّ عليك الرياح من الجهات الأربع , وتتماهين بالنسيم , ليس لك حدود , لأن حدودك السعادة الأبدية , وأصدقائك الغرانيق المهاجرة , والنوارس تُقرؤكِ السلام صباحاً ومساءاً , والقطا وطيور الحجل تختبئ في ظلالك هرباً من الصيادين , يا من لا تسافر الغيوم إلا لمدائنك الوادعة , أنت أيتها الحرية يا من عشقك الإنسان الأول , وقدر فيك كل شيء , ومن أجلك عبد الطبيعة وقدس كل أشياءها 0
يقول زعماء الهنود الحمر عنك :
الله خلق الأحمر والأبيض
خلق الأرض , وأعطاها للجميع
لقد كنتُ دائماً أفسح مكاناً بجانبي لأخي الأبيض
( الغيمة الحمراء , زعيم السو البراولة )
- كنت ذاهباً في جولة
حول العالم مع الغيوم والهواء
حين تحدث الله إلى أفكاري
لقد قال لي أن أحضر إلى هنا
وأعيش في سلام مع الجميع
قال : إن العالم ملك لنا جميعاً
كوتشيزه 0 زعيم الأباتشي , التشيربكاهوا 0
- لقد ولدت في البراري , حيث تهب الرياح بحرية ولاشيء هناك يكسر الضوء الشمس ولدت حيث لا أمكنة مغطاة , وحيث يتنفس كل شيء وبحرية أريد أن أموت هناك وليس ضمن جدران –
( باوارا, سامن – عشرة دببة – زعيم الكومانتشي اليامباريكا )
- خلقت الأرض بمساعدة الشمس , ويجب أن تترك كما هي , والبلاد دون خطوط وحدود , وليس من شأن أحد أن يقسمها , الأرض وأنا نحمل رأياً واحداً , إن مقياس الأرض ومقياس أجسادنا واحد , لم أقل مرة أن الأرض ملكي واستطيع التصرف بها كما أشاء , أدعي بأن لي الحق بالعيش على الأرض , وأوافق على أن لكم الحق قي العيش على أرضكم –( هاينمون تويا لاكت ( زعيم الأنوف المخرومة ) هذا ما قاله عن الأرض والحرية , زعماء الهنود الحمر , فماذا يقول ويفعل اليوم زعماء الحضارة , كم هم متناهين في الصغر لدرجة أن عينيكِ الجميلتين لاترى وجوههم القبيحة , يا أنت أيتها الحرية 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الويلات الأمريكية
- من اللذي تآمر على الشعب الفلسطيني العظيم ؟
- الذي تأبط شراً
- الحوار المتمدن وملف العلمانية
- مجد العصا , والدم
- البصرة
- أخوان الأردن وسيدهم الزرقاوي
- المرأة وموروث القهر
- الليل
- هل العلمانية دين جديد ؟
- العلمانية حياة
- سعاد خيري وأطفال فلسطين
- المخبر-1-
- دجالون في أوروبا , جرذان في بلادهم
- سعدي يوسف ينجو من – الكوسج -
- رفقاً بالموتى , أيها الإرهابيون0
- سيدة الصباح
- اللذين مع الحياة , هم مع الحرية والديمقراطية
- جدل العلاقة بين اليهود, والنصارى, والإسلام
- إليكِ تجيء الجداول غرقى بنشور روحي


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عايد سعيد السراج - الحرية