أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان














المزيد.....

بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 06:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حضرة هذا الموت اللحظي والفاجعة المحيطة بنا من كل حدب وصوب يقف العقل في انسداد أفق لا يجد مكانا يتنفس فيه أبدا فالفرز ضاق حتى حدود تابوت ..أن تنتقد حزب الله في سلوكه السياسي فانت تخدم إسرائيل وخصوصا إن لم تكن شيعيا فأنت طائفي أيضا وأن تصفق لحزب الله وتشحن خطابك بالهمم التي غابت عن العربي المقتول فانت لابد تخون عقلك لأن لا سياسة بلا عقل ولا حرب بلا سياسة ..إسرائيل دولة لا زالت مارقة وفق كل الشرائع العالمية, على الأقل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لاتريد تحديد حدودها ..!ولكونها دولة مارقة فهي دولة لاتراعي القوانين الدولية ولا بأي شكل من الأشكال عندما يتعلق الأمر بأساطيرهم وترهاتهم التي ضحك عليهم المشروع الغربي في يوم ما عندما عامل اليهود كنفايات ورحلهم عن أوروبا إلى بقعة لاتصيب اشعاعاتهم ولاتلوث أوروبا بها . وساعدنا نحن العرب في ذلك عندما رددنا أن اليهود هم من يحكمون العالم هذا العقل الغربي لم يسأل نفسه حتى هذه اللحظة سؤالا واحدا وهو:لماذا لم يقم لليهود وطن في أوروبا طالما أنهم يمتلكون كل هذه الغيرة والحمية الإنسانية في الدفاع الشرس واللاعقلاني عن السامية لست موافقا على سياسة نجاد بأي شكل من الأشكال وهو ربما لايختلف في عقليته عن عقلية أي متعصب يهودي أو مسيحي .ولكن هذا السؤال غاب عن الأدبيات الأوروبية منذ أن اتخذ العقل الغربي قرارا بحل المسالة اليهودية خارج أوروبا مركزه ومركزيته لحظتها والتي كانت تنبع من أنه أصبحت أوروبا قبلة الحضارة العالمية ومركزها ولهذا هي لاتريد نفايات أقلاوية ومتعصبة وتريد أيضا أن تتخلص من أي غيتو في مجتمعاتها التي أرادتها مفتوحة تماما وهذا ما سمي بالحل الغربي للمسألة اليهودية . وإسرائيل كدولة حديثة النشأة حولها الغرب إلى واحة تشبهه في منطقة بعيدة عنه . رغم أن تطور الحياة الآن اعادها على المجال الحيوي الأوروبي . أعتقد أن المحرقة النازية تحتاج إلى دليل أضافي على ما نحاول قوله في كيفية تعامل العقل الغربي مع اليهودية كمشكلة غربية ولازال .
مؤتمر روما حيث استطاعت أميركا واجهة هذا العقل الغربي الآن أن تزايد على الجميع في حمايتها للجريمة الإسرائيلية وهذا ما أعطى حزب الله شرعية إضافية في الشارع الشعبي الذي ساهمت أميركا نفسها مع نظم المنطقة في صياغته كشارع بلا عقلانية ! يتعامل بوجدانية عالية مع غالبية ما تتطلبه التعاملات مع الحياة وسنن تطورها بعقلانية متطورة ومتحركة . إذن لايمكن لك في أي حال من الأحوال أن تمرر هذه الجريمة بحق لبنان مهما كانت الدوافع والأسباب ومهما كانت مصالحك ..إلا إذا كانت خارج التاريخ الإنساني ..أعتقد الأميركان والإسرائيليين الآن هم خارج هذا التاريخ في لحظة هزيمة عراقية وتحد إيراني مربك جدا وغير قادرين على التعامل معه كما تعاملوا مع العراق.
واجهة استرداد الحق العربي الآن هي واجهة إيرانية والضحية هو الإنسان العربي وبيروته ! بعد كل هذه المقدمة وماحدث في روما تجد نفسك أمام سؤال مهم هل تعلق أملا على غرب يتواطأ مع جريمة عصر ? أم تعلق أملا على وجه الطرف الإيراني بكل توابعه ? هذه هي المأساة في الواقع ..إن الصمود الذي أبداه مقاتلو حزب الله في بنت جبيل يجعلك تنحني لقامة الإنسان عندما تسيطر عليه ايديولوجيا الموت أو الشهادة والسؤال لماذا ومن أوصله إلى هذه الحالة في الواقع مازالت عقلية مؤتمر روما هي المسيطرة والمتواطئة مع نظم المنطقة من دون أن تعطي أية أهمية لتشجيع العقل والحق الإنساني في حد أدنى من العدالة الأرضية كي لايتوجه إلى العدالة السماوية ! ويقذف دمه في وجه العالم والحياة معا غياب هذا الحد من العدالة هو أخطر من الجريمة الإسرائيلية التي هي في سياق غياب هذا الحد الأدنى من هذه العدالة والأنكى من كل هذا هنالك أطراف غربية وعربية تعد العدة للاستفادة من صفقة رابحة على حساب بيروت ودماء أبنائها ومستقبلهم ..ويصيبك الغثيان وأنت تقرأ تحقيقا صحافيا في صفحة قناة العربية عنوانه التالي اتهامات متبادلة بالجبن والمغامرة معارك حزب الله مع إسرائيل تؤجج التوتر بين الشيعة والسنة في لبنان هذا هو العقل الذي غابت عنه العقلانية وادخلته في آتون معاييرها الماقبل عقلية كالطائفية ..رغم كل هذه اللوحة سنبقى ننقد هذه اللاعقلانية حتى لو كانت من جانب أناس أبطال كمقاتلي حزب الله ¯ حتى لا يصيبنا ما أصابنا دوما وهو الانجرار للمزاج الشعبي الذي رباه الاستبداد بالتواطؤ مع الغرب ¯ لأن الغرب اختار منطقتنا العربية النفطية حتى ينجز لاعدالته الإنسانية, لكي يكون مرتعا لكل أشكال اللاعقلانية سواء في السياسة أو في الحياة . فماذنب أطفال بيروت والضاحية والجنوب كي يدفعوا ثمنا لمغامرة حزب الله الإيرانية السورية وأيدي الحل الغربي للمسألة اليهودية التي لازالت تقطر دما? هذا ما أوضحته المسيرة من بنت جبيل إلى روما, ولا نعرف إلى أين ستصل بنا هذه المسيرة من اللاعدالة واللاعقلانية.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة في لبنان ومواقف المعارضة السورية
- عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك
- حزب الله يقاوم ولبنان في قفص الجريمة
- المؤتمر القومي العربي
- وأخيرا ...حقوق الإنسان !!
- أبو القعقاع وميشيل كيلو نص السلطة في سوريا
- الفتنة صاحية
- نحو ميثاق شرف للمعارضة السورية رأي
- رايتي بيضاء ..اعترافا مني بالهزيمة
- إعلان دمشق بيروت والاعتقالات الأخيرة
- صفقة في الأفق أم نجاح في القمع؟
- حماس إلى أين؟
- المثقف المعارض..رؤية بسيطة - تأملات .
- حماس تنع شهيدها الزرقاوي !!
- لليبرالية تاريخ..الليبراليون العرب بلا تاريخ
- الزرقاوي عميل للسي أي إيه وربما للموساد أيضا ؟
- السوريون بين السلطة والشرعية الدولية
- الشارع السوري مغيب أم غير معني؟
- الخامس من حزيران مشهد يومي
- ليبرالية بلا ليبراليين ..نص بلا حامل


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان