أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الهاشمي شهيد الكلمة الحرة .














المزيد.....

الهاشمي شهيد الكلمة الحرة .


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 6612 - 2020 / 7 / 7 - 04:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امتدت يد الغدر والجريمة مساء هذا اليوم الإثنين السادس من تموز ، لتسكت صوتا وطنيا صادقا ، ومحللا أمنيا استراتيجيا مرموقا وباحثا ومثقفا محبوبا وهادئا .

فأطلق المجرمين وابل من الرصاص بسلاح كاتم للصوت على المغدور الدكتور هشام الهاشمي فأردوه قتيلا في الحال .

استهداف السيد الهاشمي له أبعاد ودوافع عديدة ، أولها استهداف الكلمة الحرة والتعددية وحرية التعبير .
كذلك هؤلاء المجرمون القتلة بفعلهم المجنون يستهدفون أي مسعى حقيقي وصادق ونزيه لإعادة بناء دولة المواطنة وتحقيق العدالة والمساواة والعيش الكريم .

ومن أهدافهم إشاعة الرعب والخوف في نفوس الناس بشكل عام وأصحابي الأقلام الحرة من الكتاب والمثقفين والمحللين والباحثين والمفكرين ومن أجل تحييد نشاطهم وسعيهم المستمر للبحث عن الحقيقة والمعلومة الحرة والكلمة الصادقة .

هذا الاغتيال لم يكن الأول ولن يكون الأخير !..

تعرض الكثير من رموز الثقافة ، من المثقفين والكتاب والمفكرين ، والمدافعين عن مدنية الدولة وعن هيبتها ، كونها مؤسسة جامعة لكل العراقيين ، وحصر السلاح بيد ( الدولة ) ولضمان استقلالية المؤسسة الأمنية والعسكرية وعدم إقحامها بالسياسة وتجاذباتها ، وجعلها مؤسسة وطنية تمثل إرادة العراقيين ، والتصفية الكاملة والمطلقة لكل المجاميع المسلحة من الخارجين عن القانون ، وحل الميليشيات والحشد الشعبي لضمان تحقيق الأمن وحماية أرواح الناس وعدم العبث بحياتهم مثل ما حدث عبر كل تلك السنوات .

إن استمرار التصفيات الجسدية للرموز العراقية من الناشطين ومتصدري التظاهرات والاحتجاجات أمر غير مقبول لا عرفا ولا قانونا .

تكررت عمليات الاغتيالات والخطف والممارسات القمعية، وخاصة خلال السنتين الأخيرتين ، فيعني هذا بأننا في غابة من الوحوش المفترسة ، فيها القوي يأكل الضعيف ، ولا يوجد من يقف حائلا أمام هؤلاء القتلة والمجرمين ،

وهذا مؤشر على أننا في زمن لا دولة ولا قانون ولا قيم ولا أخلاق !..
فهل شعبنا عليه أن يودع يوميا رمزا من رموزه ، ومثقفا من مثقفيه ؟..

متى يتوقف هدر تلك الدماء الزكية وزهق الأرواح البريئة ؟..

لمن يستغيث هذا الشعب ؟..

لمن يشكو مصائبه وما حل به عبر العقود العجاف ، وخاصة سنوات ما بعد احتلال العراق في 2003 م ؟..

كل جريمة ترتكب ومنذ سنوات كانت تسجل ضد مجهول ، هذه الضحايا الذين وصل عددهم بالمئات ، بالرغم من ذلك لم يتم الكشف عن الفاعلين ولم يقدم أحدا منهم إلى القضاء ، وهذا أكثر إيلاما لذوي الضحايا وأمر محير !..

تعشمنا خيرا بعد تشكيل الحكومة الجديدة ، قد تكون بعثت برسائل إيجابية إلى الرأي العام العراقي ، بأن هناك بصيص أمل من خلال الوعود التي قطعها السيد الكاظمي على نفسه أمام الشعب .

حق كل إنسان بالحياة قد كفلته الأعراف السماوية والأرضية ، وكفلته المواثيق والأعراف الدولية وكفلها الدستور العراقي ، ولكن كل ذلك على الورق ولا وجود له على أرض الواقع .

متى تكون لنا دولة بحق وحقيقة يعيش الناس تحت خيمتها بأمن وأمان وبكرامة ورخاء وسعادة ويكون الجامع بينهم المحبة والتعاون والتعايش .. متى ؟..

ومتى يتم الكشف عن القتلة والمجرمين ، هذه الأيدي التي امتدت إلى أرواح هؤلاء الضحايا الأبرياء وأخرهم الشهيد الدكتور هشام الهاشمي ؟..

هؤلاء لم يرتكب أحد منهم جرما ولم يحملوا سلاحا يهددون به حياة الناس الأمنين ، بل العكس كانوا يدافعون عن حريات الناس وحقوقهم من خلال الكلمة الحرة ولا شيء سواها ، فهل التعبير عن الرأي أصبح في عراق الإسلام السياسي محرما ؟..

الحكومة مطالبة والأن وليس بعد حين ، بالقيام بإجراءات حقيقية في إعادة بناء دولة المواطنة التي من دونها لا أمن ولا رخاء ولا تعايش بين مكوناته ، ولا رخاء ولا أمل بمستقبل أمن رخي سعيد .

الدولة ملزمة بتأمين حياة الناس وحماية أرواحهم وأموالهم وأعراضهم وتأمين حقوقهم التي كفلها الدستور ، والضرب بيد قوية ووفق الدستور والقانون ، على أيدي كل من ينتهك هيبة الدولة والقانون ويعبث بأرواح الماس ، والكشف عن كل من عرض المتظاهرين السلميين ، وسفك دمائهم وانتهك الحرمات وأشاع القتل والترهيب والخطف والاعتقال والتعنيف والتهديد .

إن الجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبت بحق الهاشمي ، لمؤشر خطير ورسائل غير مطمئنة يرسلها أعداء شعبنا ، الذين يحاولون الإبقاء على الأوضاع الكارثية التي يعيشها شعبنا منذ زمن غير قصير وإلى ما شاء الله .

شعبنا وقواه الديمقراطية والتقدمية ، مطالبين اليوم برفع أصواتهم عاليا وأن لا نكتفي بالشجب والإدانة ، إنما مطالبة الحكومة بخطوات عملية عاجلة والكشف عن خيوط الجريمة ودوافعها ومرتكبيها وبشكل شفاف وأمام الإعلام وتقديم الجنات إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل .

7/7/2020 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلاص من هذا الواقع المرير يكمن في إعادة بناء دولة المواطنة ...
- تعليق على ما جاءت به إحدى الصديقات .
- الأخوة والأخوات الأعزاء .
- زمالنا هو نفسه !.. بس الجلال مبدل !!..
- ثلاثة وخمسون عاما على الخامس من حزيران !..
- الإسلا السياسي المعوق لإقامة دولة المواطنة .
- الشيوعيين مناضلين أوفياء يمثلون إرادة شعبنا في الحرية والانع ...
- لماذا نينوى وتدمر ؟..
- ممارسات تعبر عن نهج وممارسة النظام وأحزابه الفاسدة !..
- إلى من لا يهمه الأمر !..,
- ستشرق الشمس على عراقنا مهما طال ليله وظلامه .
- الإسلام السياسي والأديان ودولة المواطنة !..
- ما زالت أعين الناس غافية !..
- جلسة .. مسائية !..
- دولة المواطنة الضامن الأساس لاستقرار العراق / الجزء الثالث
- دولة المواطنة الضامن الأساس لاستقرار العراق وأمنه واستقراره ...
- دولة المواطنة الضامن الأساس لاستقرار العراق .
- الشاعر الجميل حافظ جميل .
- إلى أين يسير الإسلام السياسي الحاكم في عراق الحضارات / معدل ...
- إلى أين يريد الذهاب بالعراق الإسلام السياسي ؟..


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الهاشمي شهيد الكلمة الحرة .