أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - إكليل الشوك ..














المزيد.....

إكليل الشوك ..


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 6608 - 2020 / 7 / 2 - 19:35
المحور: الادب والفن
    


اكليل الشوك ..

سيمون خوري :

أزحت غضبي من الطريق ،
وبحثت في قلبي ، عن مكان ترتاح فيه ذاكرتي المتعبة .
لماذا خدعتني يا "إيكاروس "
جناحا الشمع ، لم تمنع احداً من السقوط .
قلت سنحلق.. نسبح في الهواء ،
ونسمع ماذا قال الصمت لليل ؟
والريح للنخيل ..؟
سنغير مفتاح الحياة .؟
إنها ... إنها ... حتى النصر ؟!
لكن لا شئ حصل ، فقد سمعت صوت إرتطام
جسدك بالماء . معلنا الحقيقة .
وما بين الفعل والحلم
كان " مينا تافروس " وأتباعة
يلعقون دمي كنبيذ معتق .
وهكذا " كنسر" عجوز ترملت احلامي ،
قننت غضبي
بين ما يستحق ، ومالا يستحق .
في مدن إصطفت فيها الكلمات بصورة مدهشة؟
في طوابير الجوع ، وتحاكم فيها الألوان بالإعدام.
ولا يبقى سوى . أصدقاء " قيصر "
مضى زمن قيل عنه " دهر " الظلمات ؟؟!
لذا قررت شراء زمن ، إضافي معروض للبيع .
فقد خسرت ستين عاماً على طاولة " روليت " سياسية .
لم أدرك في حينها أننا في مسرح مكشوف .
كافة الممثلين فيه ، يبدأون بالنشيد الوطني ، وينتهون بلطم الخدود والصدور .؟؟
قال لي البائع :
ياسيد لدي لوحة للبيع ، لا بأس إنها صورة ، كئيبة لوطن سابق..؟
وطن سابق ؟؟! لا اتذكر أنني أنتمي الى وطن سابق ..
بيد أني اتذكر كيف أضفروا إكليل الشوك ، ووضعوه فوق رأسه . والبسوه ثوبا احمراً .
يومها صرخت قيادات ورؤساء وأمراء ..
إصلبه .. إصلبه ..؟
أنت صاحب " القيصر " . ليس لنا ملك غير القيصر .
إصلبه .. إصلبه ..؟
ليس لنا ملك غير " امريكا "
اجلسوه على كرسي الرصيف في شارع الحجارة ، وكانت جمعة " الفصح " وحمل صليبه
في شوارع " ايلياء " عاصمة كنعان .
ايها البائع .. ماذا لديك ايضاً ؟
لدي كوفية قديمة ، طرزتها " الألهة " على سفح جبل الأولمبوس .
سألني البائع ، بلهجة خائف ، أأنت ضد " قيصر " !؟
أنا زنزانة ، هوائها ممزوج بكلمات كبيرة ، نافذتها حولت الأفق الى كلمات متقاطعة .
ولا تبعد سوى اربعة خطوات طولاً وعرضا ، من مقبرة خارج السياج .
تفوح منها رائحة أثواب حمراء . وأقدام حفاة . وأجساد مهترئة .
وزورق ورقي ،نقشته بإـتقان شديد ،على حائط إسمنتي
كان يسامر الموج في بحر " عكا "؟
يومها أيضا سألني ، كبير المحققين ، من خلف طاولة حديدية ..
هل تتذكر إسم مدرستك الإبتدائية ..؟
نعم ، وأتذكر تلك اللحظة اللعينة ، التي مارس فيها والدي غريزته ، حتى أني سمعت شهيقاً وزفيراً
ثم .. تنهيده طويلة ..
وصوت ناقوس الكنيسة ، وآذان الفجر .
وشتم والدي بائع " الحليب " الذي أزعجه ؟
وأذكر أني صرخت بصوت مرتفع ..
ماذا قلت .. تكلم !
قلت ، يسقط ... يسقط قيصر .
وكافة المهرجين، من قادة ورؤساء ودكاكين تباع فيه الأوطان بالمزاد السري .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعياد وثقافة المحبة..
- كلن عندن سيارة ..؟
- مزمار القرية...
- لماذا يبتسم المطر في وجهك ؟
- المرض ... يقزم رغبات الإنسان .
- كل الأنهار ...تصب في عينيك .
- إنتظرنا - ذوبان السكر - ؟؟
- من وعد بلفور..الى وعد ترامب .
- لموتي القادم ..أغني ..؟
- أثينا ..فجأة ابتلع الشتاء الصيف ..!؟
- لصوص الزمن ..
- أهلاً .. يا ضناي .
- هل انتهى الفرح من العالم
- إنه ..القطار ..؟
- الربيع ...ومواسم أخرى
- سفر التكوين السوري
- عام أخر من القلق / والخوف والمرض والغرق
- بعد عشرين عاماً ..؟
- انتصار لليونان ..ورسالة للإتحاد الاوربي .
- أثينا ..صداع أوربي مزمن ؟!


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - إكليل الشوك ..