أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح2















المزيد.....

في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 28 - 19:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان الاقتراب من بيان معنى العلم ستزيدنا حتما حيرة في أمرنا، فمن جهة حددنا أركان العلم وهي بالضرورة لا تعني إنها هي العلم ولكنها مؤشرات عامة تلحق ذاتية العلم كنشاط معرفي، وارتباط هذا النشاط مع العقل أما كجوهرية خاصة بالعلم نراها بعيدة عن التحديد وان من يسعى لذلك سيصطدم بالعبثية البحثية، كأمر معرفة الله مثلا فالطريق ذلك يقود حتما إلى متاهة التيقن من وجودية الموجود بوجود قانون العلة والمعلول أو كما يقول أهل المنطق من يسعى لإنكار غير المعلوم الدال على وجوده من الأثر اللازم له إنما يسعى بالحقيقة إلى إثبات وجوديته، بمعنى إني إذ عجزت عن إنكار الغيب وأنا في الموجود ولا اعلم ما هو الغيب وليس لي ضوابط تؤهلني لذلك، فالسعي لدي بحد ذاته إثبات لوجودية الغيب من خلال فشل الإنكار بطريقة العلم، إلا إذا تبينت لي حدود ومعنى الغيب أكون في الحالة هذه أمام امتحان معرفتي المتحصلة لي بموجب وسائل العلم للإثبات أو النفي.
ولابد لنا من معرفة معنى العلم ولو بشكل مفصل حسب الدلالة وبجمع الدلالات نصل إلى ما يشبه المعرفة النسبية لإدراك معنى الإنكار، فالعلم هو نقيض الإنكار مضمونا في احد الأوجه ولتعلق الإنكار بمسالة البحث الإلحاد سوف نقترب شيئا فشيئا منه، ففي اللغة العربية يطلق العلم على أوجه أربعة هي:
أ‌. إطلاقه حقيقة على مالا يحتمل النقيض.فكل حقيقة لم يثبت نقيضها فهي علم عقلي حتى يقوم الدليل المناهض لها، فشروق الشمس في الصباح علم يقيني عقلي لا يحتمل النقيض، وان كان لم يجري ما يخالفه وجودا وتكوينا إلا ان حدوث النقض وفق المحددات العلمية محال بالكلية.
ب‌. أنه يطلق ويراد به مجرد الإدراك، يعني سواء كان ا لإدراك جازماً، أو مع احتمال راجح، أو مرجح، أو مساوٍ، على سبيل المجاز، فإدراك العقل للمدركات الحسية بأي درجة من مدارج الإدراك إلا ان يكون توهما هو علم، كالعلم بوجود الكهرباء في الأسلاك الكهربائية إذا اتضح إنارة مصباح في آخر السلك، فالعلم هنا تم الحصول عليه بالجزم من خلال الأثر الفاعل له، أما علمنا بحصول العلم بوجود احتمال راجح كإدراكنا بوجود الحياة في بقعة ما تتوفر على الماء والهواء فمن المرجح ان تكون حياة ما في ظرف ما وان لم نشاهد اثر لحياة ألان، فحصول العلم تم بالاحتمال المرجح ولم يكن على وجه القطعية.
ت‌. أنه يطلق ويراد به التصديق، قطعياً كان التصديق أو ظنياً، أما التصديق الظني فإطلاقه عليه على سبيل المجاز كحصول العلم بمطابقة الوقائع مع الحقائق، وضنيا عدم وجود موانع للتصديق كما لا توجد موانع للإنكار، ففي هذه الحالة يميل العقل إلى التصديق ألضني حتى يثبت الإنكار لان أصل الأشياء الحدوث لا العدم.
ث‌. أنه يطلق ويراد به معنى المعرفة، أي ان العلم هو المعرفة المتحصلة باليقين من خلال وسائل علمية وخضعت هذه المعرفة للتجربة، وهو المعنى الأقرب لبغية البحث ومؤداه، فكل معرفة ثابتة بالتجربة ولم يقم دليل على نقضها فهي علم تجريبي عقلي.
ولو عدنا إلى مسالة الإنكار ومقارنته بالعلم ألتحصيلي نجد ان ما ينطبق على العلم في حدوده الذاتية ينطبق على الإنكار في نفس الذاتية ولكن بشكل معاكس لذاتية العلم، أي ان الإنكار هو طريق علمي لنقض الحدوث والإمكان بموجب دليل عقلي، لان مناط قبول العلم والإنكار هو العقل، فكما يستوجب حصول العلم بدليل قطعي غير قابل للنقض، يستوجب الإنكار دليل علمي بالنفي غير قابل النقض، فلو أنكر احد ما ان الشمس تشرق من الشرق وتغيب إلى الجهة المعاكسة طلب من الدليل الذي ينقض دليل الإثبات وبنفس درجة الدليل من القوة، فالإنكار ليس مجرد ادعاء فلو كان كذلك سنكون بهذه الحالة أمام ادعاء ليس إلا لم يحصل به لا شك ولا يقين بل مجرد قول خال من أي صفة.
وبنفس البند ب لو جاء المنكر بمجرد إدراك جزمي أو احتمالي على ما أنكر نكون أمام معرفة إنكارية تدل على علم بالمدرك، مثال لو أدرك المنكر ما أنكره بشكل جازم أو بشكل احتمالي وأقام الدليل على إدراكه تحول إدراكه إلى معرفة بالعلم كمن عرف كروية الأرض من خلال إنكار كونها مسطحة بدليل إدراكي تحصل عليه من التجربة العملية والدليل الاحتمالي معاً حتى ثبت الأمر بالدليل القطعي الغير قابل للنقض.
كما ان الإنكار يتحول بالتصديق من حالة سلبية إلى حالة ايجابية أي إلى علم وهذا طريق ممكن الحدوث مثلما حصل تاريخيا من خلال إنكار حدوث الإبصار أساسا بشعاع صادر من العين، وقد صدقت التجربة العملية الإنكار فصار البحث عن علم يؤيد ويفسر الإبصار حتى قام الدليل العلمي المصدق للإنكار ولكن بصورة عكسية، من خلال إثبات صدور الإشعاع من الذات المرئية إلى العين وهذا علم قاطع.
فالإنكار لا بد له من وسائل تدعم الإنكار وتؤيد النفي أو العدم هذه الوسائل لها نفس خاصية الوسائل التي يتحصل بها العلم، فلو ادعى مدعي وكما في المقدمة ان الله عبارة عن خدعة فلابد ان يأتي بالدليل على وجود الخدعة حتى نثبت الإنكار، وقبل ذلك مطالب المنكر لوجود الله معرفة ما انك رايا قطعيا أو احتماليا أو بالجزم أو بالضن أو بهما جميعا، لان منكر المجهول المستدل على وجوده بالأثر المعلوم بدون دليل أولا على عدمية المجهول، ومن ثم إثبات انقطاع علاقة الأثر بالمعدوم وأخيرا إثبات ماهية الأثر وعلته الجديدة وكلها بالدليل القاطع الغير قابل للنقض.
فمنكر الوجودية الكلية وعلة التكوين (الله) لابد له أولا إثبات العدمية فان أدعى المنكر ان الله لم يتجسد له أو ان الله لم يقدم الدليل على وجوده أو الادعاء ان الله مجرد افتراض لم يقم الدليل على إثباته، وأخيرا ان الله وهو المجهول الذي لم تدل وقائع معينة في زمن ما أو مكان ما على فرض معلومتيه أو على الأقل الفائدة من مجهوليته، وهذه هي كل مقدمات الإنكار وحجج النفي لديه ولا يمكن تصور وجود حجة أخرى لدى المنكر غيرها.
هنا الواجب العقلي يطالب المنكر بالدليل ولا يطالب المثبت بالدليل ببساطة ان المثبت لديه وبأبسط الدلائل العلمية هو حصول العلم من خلال تصديق الإدراك بالدليل ألضني، وهو ابسط درجات العلم وأقربها لإثبات النفي، فهل المنكر قادر على نقض هذا التصديق ألضني بدليل مساو أو أرجح منه؟.
يقع عبء الإثبات هنا على منكر الوجودية وكما قلنا أولا عليه إثبات العدمية، فهل من الممكن له ان يثبت عدم وجود الله بدليل غير قابل للنقض، القاعدة العلمية في الإثبات والنفي تقول ان الممكن الوجود المعقول الحدوث حادث وموجود حتى يقوم الدليل الناهض ضده، أي ان أدلة الإثبات للموجود تعقلا الحادث بالإمكان قائمة حتى يثبت منكرها دليله العكسي، فما هو دليله العكسي.
قد يقول قائل ان مجرد مجهولية الغائب عن الإدراك المباشر دليل على الإنكار، فنقول إذن العلم القائم على الافتراض الاحتمالي والمبرهن عليه من خلال أثره الكلي المباشر علم مستنكر لا دليل له، كعلم الانثربولجي أو علم السلالات الجنسية (علم الأجناس)، فهو علم يقوم على افتراض احتمالي لا دليل مباشر عليه وإنما ثبت وجوده من خلال الدلائل غير المباشرة التي طمرتها الطبقات الجيولوجية للأرض، ومقارنة هذه الآثار بما موجود حاليا من سلالات جنسية فتوصل إلى حقيقة العلم بالكلية، فهل منكر الإلوهية منكر لهذا العلم؟.
الجواب يكون ان فرض الإنكار غير قابل للتطبيق لان الله له أثار مباشرة وأخرى غير مباشرة، فمن الأولى ان مجرد وجود الوجود معلول لعلة سابقه له وأعظم من الوجود ذاته لتعلق الموجود بالموجد تعلق العلة بالمعلول وهذا فرض عقلي مقبول، بل وثابت ناهيك عن الآثار غير المباشرة التي منها حاجة المعلول للعلة حاجة وجود كما هي حاجة بقاء، ولو سلمنا فرضا عدمية العلة بهذا الاتجاه فما هي علته إذن لدى المنكر؟ سيقول ان الوجود ثابت بدون علة لعدم حاجته لعلة، أو ان العلة هي ذات المعلول.
في الفرض الأول عقلا وعلما لابد للموجود من علة، فالعدم لا يولد وجود، كما الوجود لا يدل على عدم، وافتراض الثَباتية للوجود من غير علة من الأولى ان تنطبق على الموجود الأول ان صحت لأنه دل على وجوده بالأثر في حين ان الأول لم يدل عليه الأثر، أي ان الله الخالق موجود لذاته وثابت بدون علة له وهو الذي اوجد الوجود تحصيلا (كأثر)، في حين ان الوجود بالفرض ثابت بدون علة فليس من اثر لذلك، فان قلنا نعم بطلت حجة المنكر وان قال لا فأين اثر الوجود.
ان قال الأثر موجود بالوجود أي انه علة ومعلول، هذا الفرض باطل عقلا ومنطقا لاستحالة ان يكون العلة معلول لاختلاف الماهية من حيث الجوهر ومن حيث الزمن، فلا يكون السبب هو النتيجة ولا يكون الصانع هو المصنوع لان العلم ينكر ذلك بل ويثبت العكس، ولا دليل بذلك لا بالعلم من رؤية تاريخية عقلية ولا من رؤية سوسيولوجية تاريخية كما بينا سابقا.
قد يرد المنكر هذا القول ثابت ومقبول ولكن يرد من جهة أخرى على وجودية الله نفسه فلا يمكن ان يكون وجوده علة ومعلول وسبب ونتيجة، وهو قول حق وان استلزم منا معرفة الله بعلم قطعي، بالرجوع إلى الأركان الأربعة أنفة الذكر نجد ان الله معلوم بهما جمعا وتفريقا، فبالأولى ان الله مع استحالة إنكاره يثبت وجوده لعد إمكان نقضه بدليل فهو حقيقة على مالا يحتمل النقيض فهو علم، أما من ناحية الإدراك فان العقل السليم يدرك الله مجرد الإدراك، يعني سواء كان ا لإدراك جازماً، أو مع احتمال راجح، أو مرجح، أو مساوٍ، على سبيل المجاز، وهذا ما لا ينكره عاقل فان أنكره فلعلة في إدراكه وهو علم أيضا، والثابت بالإدراك لابد ان يكون هذا الإدراك بالتصديق لوظيفة العقل الذاتية باستحسان الحسن وتقبيح القبيح والتصديق من قبيل الحسن المستحسن فهو التصديق سواء أكان قطعياً أو كان التصديق أو ظنياً، أما التصديق الظني فإطلاقه عليه على سبيل المجاز وهو علم، وأخيرا حصول المعرفة من خلال الثلاث الأركان السابقة يتضح ان وجود الله هو معرفة بتحصيل الحاصل فهو علم كلي يطلق ويراد به معنى المعرفة.
ان انطباق معنى العلم ولو لغويا على وجود الله دليل إثبات يقوي حجية العلة والمعلول وقانون السببية ومن دون وجود النقيض له فهو ثابت بالعلم، وهذا أول المعرفة فان أثبتنا الوجود لله بقى لنا ان نعرف هل يمكن ان يكون الله وجودا علة ومعلوم وسبب مسبب، فالله كان قبل ان يكون أي شيء وحين لا شيء ولم يستدل عليه بشيء فهو ليس بعدم، لان العدم يستلزم لإمكان تصوره وجود نقيضه وهو الشيء استلزام مصاحبة، وحين فقد الصاحب فقد المصحوب، فالعدم أصبح ممكن تصوره مقابل وجود الله فالقول بالعدم إنما تم من خلال وجود الله لا افتراض وجوده فحسب، فهو بالتالي من تأثير وجود الموجود وهو الله فلا عقل يقبل بتصور العدم مقابل العدم وهو محال عقلي لاتحاد المعنى والدلالة والمتحد معنى ودلالة فهو واحد، والواحد يبقى واحد فلا عدم إذن مقابل عدم ولكن عدم مقابل وجود.
أما من ناحية قانون السببية فالله كموجود على سبيل الفرض المنطقي يستلزم ان يكون أما سبب أو مسبب أو نتيجة وهي إحدى ثلاث فرضيات في قانون السببية، فكونه سبب لوجوده كان لابد من مسبب لهذا السبب وهو بالمحتم ان يكون سابقا لوجود السبب وهو بالفرض الله، والثابت لدينا في البرهان الأول ان الله كان قبل ان يكون شيء قبله فلا مسبب له إلا هو، لان الفرض المعاكس يكون السبب من العدم والعدم لا يفيد الحدوث أصلا والمحال لا يصلح ان يكون محلا للإمكان، فلا سبب ولا مسبب بل هو الله مسبب الأسباب الوجودية لكون قابل لذلك ولكونه ممكن وموجود وهذا مطابق للعلم، وإذا حضر المسبب لا بد ان يكون السبب لاحقا له وهو وجود الوجود والغاية السببية إثبات وجود مسبب الأسباب، فيكون القول ان الله دل على ذاته الوجودية من خلال ذاته الموجودة بالوجود وهي العلة من الوجود الذي نحن فيه لا الوجود الذي فيه الله.
ان إثبات قانون السببية لله وهو من القوانين العلمية المثبتة للوجود تكشف القناع عن زيف الإنكار له بدليل غير قابل للنقض ومستدل عليه بالإدراك الجازم المصدق به عقلا، مقابل عجز عن إثبات النفي والعدم عنه ولو ادعى المنكر ان ما ثبت لله يثبت للوجود بكل ما أسلفنا، فهل من دليل ان الوجود الذي نحن فيه كان قبل ان يكون شيء قبله وهو الذي يمكن من تصور العدم؟ الجواب لا يكون إلا ان يكون الوجود عاقل بالكلية وواحد بالضرورة حتى يستوي الوجود على القاعدة هذه، أي أن يكون الوجود الذي نحن فيه متعقل يعلم ما يريد أولا وقبل كل شيء لان العالم الوجودي منتظم بأصول عقلانية علمية وعملية وهذه النظامية لا تصدر من جاهل، فالجاهل إنما يتصرف بعشوائية وبدون انتظام لأنه فاقدهما وفاقد الشيء لا يعطيه فهو محال ان يصدر نظام إلا من منتظم والمنتظم لازما له العمل بعلم، والعلم لا بد له من عقل والعقل لا بد ان يكون واحد، لان عكس الوحدانية يعني اختلاف التصرفات وتنازع القوانين التي بموجبها يتم التصرف، والتعدد في العقول المسيطرة لا بد ان ينتج الفوضى والفوضى خراب، إذن لا بد من وجود شرطين لقبول فرض وجود الله على فرض وجود الوجود الذي نحن فيه وهما:
• العقل
• الوحدة
وكلا الفرضين منتفي عن الوجود الكوني الذي نحن فيه، فهو لا يملك العقل لان من الموجودات الأصلية الضرورية المحل الوجودي وهو عبارة عن جماد، وهما مثلا الأرض والسماء وما بينهما وما فوقهما وما تحتهما، فلا ينسب لجماد فعل فضلا عن العقل والتعقل ويهما العلم.
كذلك تعدد مفردات الوجود ينافي الوحدة الفاعلة للوجود فهل ننسب إلى الأرض خلق الوجود أم إلى السماء أم لغيرهما، فالوحدة الملزمة والمسيطرة لا بد ان تكون فاعلة ومتغلبة على ما سواها فهل من مفردات الوجود من هو متغلب على البقية، لا وجود لمتغلب على الوجود بسلطان وقوة قاهرة قادرة من بين الموجودات تثبت له السلطانية، بل كل الموجودات عاجزة ان تكون لمفردها أو لجميعها من ان تفرض السلطانية على نفسها او على جزء منها، وهذا يستلزم البحث عنها خارج الوجود الذي نحن فيه، ويعني هذا القول ان الوجود الذي نحن فيه لم ولن ينطبق عليه ما انطبق على الله في البحث السابق، وبذلك ننكر المنكر ونثبت قول المثبت لوجود الله.
في هذا السياق استذكر قول الغزالي في معنى الفكر هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة، فالتفكير والتأمل والتدبر عنده كلمات مترادفة، أما التذكر والنظر والاعتبار فهي مختلفة، وثمرة الفكر إنما هي تكثير العلم واستجلاب معارف جديدة، ويتمادى الفكر في نظر الغزالي إلى غير نهاية، فالعلوم لا نهاية لها، ومجاري الفكر غير محصورة، وثمراته غير متناهية، وهو في الآن نفسه شبكة العلوم ومصيدة المعارف والفهوم ، ويجري الفكر فيما يتعلق بالدين وفيما يتعلق بغير الدين، فهو يشير إلى صراع الإنكار والإثبات كدلائل معرفية يتوصل من خلالها الباحث العالم إلى العلم اليقيني الذي لابد له ان تتفرع منه علوم أخرى أوسع من الدلائل المعرفية المستثمرة أو المتحصلة له من الاستثمار، والى أفق أوسع سماه غير متناه في حدوده يتضمن العلوم النقلية ومنها الدين وعلوم عقلية أخذت بالتطور والارتقاء لمصلحة الإنسان أولا وتطويع الوجود له ثانيا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلود وسقوط فكرة الزمن
- محاولات فهم الخلود بين الفلسفة والدين
- حتمية الموت وعلاقته بالاستحقاق الحتمي
- نظرية الأنا والأخر _ بحث في معنى التفريق والتميز
- المدنية وضمان الممارسة الديمقراطية
- المدنية والإسلام السياسي
- يوم كنا واحد.....
- العقل في الإنساني بين التعرية أو السؤال
- مفهوم التداولية الفكرية
- موقفنا من الفلسفة بعين الزمن
- كنت أخدع القدر
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح7
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح5
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح6
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح4
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح3
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح2
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح1
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة السادسة
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الخامسة


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح2