أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادريس عمر - العبرة في النهايات















المزيد.....

العبرة في النهايات


ادريس عمر

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 05:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إدريس عمر

بعد مرور عامين من عمر( الثورة) السورية أي عام 2013، أسّسَ حزب الاتحاد الديمقراطي إدارة ذاتية، وفرض سلطة أمر واقع بمفرده وبقوة السلاح، لم يعترف المجلس الوطني الكردي بالإدارة الذاتية، ولم يشارك فيها بسبب رؤيتهما المختلفة بشأن مستقبل الكرد في سوريا. رافق تلك السنوات حملات اعتقال وترهيب ونفي وقتل بعض النشطاء والحزبيين من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي وحملات إعلامية تشهيرية وتخوينية وجهّها كل طرف الى الآخر، ومازالت مستمرة إلى يومنا هذا...!
خلال تلك السنوات كانت هناك دعوات ومطالبات مستمرة من معظم فئات الشعب الكردي، وبالأخص المثقفين والمهتمين بالشأن السياسي من الطرفين بحل الخلافات بينهما والاتفاق على رؤية مشتركة وموحدة لعدم تفويت الفرصة الآتية للشعب الكردي لحصوله على حقوقه التي ناضل من أجلها عقود من الزمن.
هنا يجب تذكير دور رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني، وبذله جهوداً جبارة لعقد اتفاقيات بين الطرفين ووضع خارطة طريق لكرد سوريا من خلال (اتفاقيات هولير 1، 2 ودهوك) لكن للأسف كلما عاد الاتحاد الديمقراطي ووضع قدميه على أرض كوردستان سوريا، ضرب كل الاتفاقيات عرض الحائط، ولم يلتزم بما اتفق عليه الطرفان، ولم يحترم تواقيعه واستمر بانفراده في السلطة.
نتيجة العقلية الايديولوجية الضيقة والسياسات الاستفزازية والشعارات البراقة لحزب الاتحاد الديمقراطي حصلت تطوّرات دراماتكية لعدم تكافؤ القوى وبتوافق دولي خسرت كوردستان سوريا ثلاث مدن استراتيجية احتلت من قبل تركيا الاردوغانية الفاشية تجاه الكرد (عفرين وسره كانية وكري سبي) والمناطق الكردية الأخرى مازالت مهددة من قبل تركيا التي ترفض سلطة الاتحاد الديمقراطي على حدوده الطويلة بحجة علاقته مع العمال الكوردستاني ...!
بعد أن تخلّى الجميع عن الكرد وردت مبادرة إيجابية من الجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية بنبذ الخلافات وترتيب البيت الكردي، وتوحيد الرؤى والمواقف، لاقت المبادرة الترحيب من جميع الأطراف والأوساط، وبعد انقطاع دام ست سنوات بين الطرفين، عادوا ثانية إلى طاولة الحوار بتوسُّط من الجنرال وبرعاية أمريكية، وتشجيع ودعم من المرجعية الكردستانية السيد مسعود ورئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني.
بعد ثلاثة أشهر من الاجتماعات تكللت تلك الحوارات برؤية سياسية مشتركة تم الاعلان عنه في مؤتمر صحفي بمدينة الحسكة باللغتين الكردية والعربية وكلمة نائب المبعوث الامريكي الخاص للتحالف الدولي السفير وليام روباك بالانكليزية وتم التأكيد على أخذ مقررات اتفاقية دهوك 2014 حول الحكم والشراكة في الإدارة والحماية والدفاع أساساً لمواصلة الحوار والمفاوضات الجارية بين الوفدين بهدف الوصول الى توقيع على اتفاقية شاملة في المستقبل القريب.
اعتقد أن المجلس قدّم تسهيلاتٍ وتنازلاتٍ لكيلا تفشل المبادرة خاصة بشأن الأحزاب المنضوية تحت خيمة الاتحاد الديمقراطي المسمية نفسها بأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، وتعامل بمسؤولية عالية، وكان خطابه أكثر مرونة من خطاب الدار خليل الذي صرّح أن الحوارات توقفت، قبل الإعلان بيومين، لكن المجلس تعامل بمسؤولية ووضع مصالح الشعب فوق مصالحها الحزبية، وتماشى مع الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة التي تقضي بمواصلة محاربة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) والحد من التوسع الايراني (الهلال الشيعي) في المنطقة، وعدم ترك سوريا لقمة سائغة بيد الروس، وقطع حجج تركيا بأن المنطقة تديرها فرع من حزب العمال الكردستاني. وليظهروا دورهم كقوى عظمى هم من يضعون اللمسات الأخيرة لأيّ حلّ للمشكلة السورية ولاسيما بعد تطبيق قانون سيزر وفرض العقوبات على رأس النظام والدول التي تتعامل معه وعدم السماح لإعادة الإعمار من دون تسوية شاملة تبعد رأس النظام عن المرحلة الانتقالية..! في المرحلة الماضية أثبت الكرد بأنهم الحلفاء الاستراتيجيون لأمريكا والغرب في المنطقة وأثبتوا أنهم رجال مقاتلون شجعان، وذلك من خلال محاربتهم تنظيم الدولة الاسلامية والقضاء عليه.
إن الإعلان عن التفاهم الاولي أدخل البهجة والسرور إلى قلوب الكرد في كوردستان سوريا، وخلقت أجواء مريحة تقلّل من الاحتقان الموجود بين الأطراف السياسية، وبين مؤيديهم من الشعب الكردي. وخوف ضمني ومشروع من تكرار ماجرى في الماضي من عدم الالتزام ...حلم كل كردي أن يتفق الكرد ويوحد رؤاهم لان في وحدة الكرد قوتهم وهكذا يستطيع الكرد أن يحقق مطالبهم المشروعة وسيتلقون الدعم من أصدقائهم، أم إذا بقي الكرد مشتتاً فلن يحصل على ما يطالبونه، وسيضيعون الفرصة التاريخية مرة أخرى...!
في الطرف الآخر نرى خوفاً من التقارب الكردي - الكردي ويتم محاربته من قبل إعداء الكرد، تركيا وإيران والمعارضة السورية، والكلُّ متفق على أن لا يصل الكردي إلى الحرية أصدروا التهديدات والبيانات، وتزامن مع هذا الإعلان قامت تركيا وإيران بقصف مناطق في كوردستان العراق بحجة محاربة العمال الكردستاني والديمقراطي الكوردستاني –ايران. وأصدر أكثر من 700 شخصية سورية بياناً يهاجمون التقارب الكردي -الكردي ويدّعون انهم من منطقة الشمال شرق سوريا وهذا ادعاء لا أساس له من الصحة لأن بينهم شخصيات من حمص ودمشق ومناطق اخرى، وبعضهم رموز من المعارضة السورية يتهمون الكرد بالانفصاليين وانهم يحاولون تقسيم سوريا. نستطيع القول إن هؤلاء ليسوا أفضل من سيّدهم بشار الاسد أنهم شوفنيون حتى العمق وبعثيون، ولم ينتظروا كي يروا مخرجات ونتائج هذا الاتفاق. وليحكموا بعدها أن كان من أجل تقسيم سوريا أم من أجل وحدته..! وللأسف هناك منهم من يُدرس في أرقى الجامعات الأوروبية ويعيش في دول ديمقراطية لكنه ضد أبسط حقوق الكرد، ويرفض الفيدرالية التي تحافظ على وحدة البلاد. انهم يصابون بالعمى عندما يتعلق الامر بالكرد وحقوقهم، ويصبحون آميين لايفرقون بين الفيدرالية والدولة المركزية...!
لذا نحثُّ الأطراف الكردية أن تضع ضرورات المرحلة أمام أعينها، وتصل إلى اتفاق نهائي شامل يتضمّن تشكيل قوة عسكرية واندماج القوتين بيشمركة روج وقوات الـ ي ب ك بقيادة مستقلة تحمي المنطقة، وتحافظ على أمنها بعيداً عن الاحزاب وتشكيل إدارة جديدة للمنطقة يكون فيها تقاسم للسلطة والثروة وبمشاركة مختلف فئات الشعب والمكونات الأخرى في المنطقة خاصة الأزمة السورية تتجه نحو تسوية سياسية، وهناك محاولة لكتابة دستور جديد للبلاد ومرحلة انتقالية تمهيدا لإجراء انتخابات ديمقراطية تحت إشراف الأمم المتحدة، وعندها مَنْ يصوّت له الشعب يحق له استلام السلطة وإدارة الامور. وقطع الطريق على اعداء الكرد ومايخفونه من الشر لنا والمحاولة على القضاء المكتسبات التي حققها الكرد نقول لكم:
استمروا في مسعاكم عاجلاً وليس آجلاً.



#ادريس_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوباني... والفرصة التي لن تتكرر.....!!؟
- مرض القيادة لدى الكرد السوريين !!!
- الاتحاد الديمقراطي والميكيافيلية !!
- الاعتقال السياسي والذكريات الاليمة !
- اول الغيث قطرة:سورية والتغيير
- العلاقة بين التطرف الديني /الأيديولوجي والإرهاب
- الإعلام الكوردي والعولمة
- خدام والمعارضة والدور الكردي القادم
- سوريا: نحو بناء متين وعلى أساس توافقي مشترك
- المطلوب أوروبياً تشديد الحرب على الارهاب


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادريس عمر - العبرة في النهايات