أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طالب عمران المعموري - رمز الشر في تاريخ الاديان الإنسانية الحلقة 1














المزيد.....

رمز الشر في تاريخ الاديان الإنسانية الحلقة 1


طالب عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6596 - 2020 / 6 / 18 - 23:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الشرُّ قيمةٌ أخلاقيَّةٌ نُدْرِكُها من خلال نقيضها الخيْر ، تمامًا، كتصوّرِنا لصِلَةِ الله بالشّيطان فالأعمال الخيرة والشريرة هي محور عقيدة كل دين، وتدعو كل الأديان والفلسفات إلى الابتعاد عن العمل السيئ وتوجه الإنسان نحو الأفعال الخيرة للخلاص. لكن منذ بدء الحضارة ظهرت جدلية الخير المطلق والشر المطلق. (1)
مسألة وجود الشر في العالم وفي النفس الانسانية كائن ما ورائي لم يخل منها معتقد ديني، قَدْ رَبَطَ الفكر الدّيني بين وُجُودِ الشّر أوْ بَدْءِ وُجُودِه وقصّة أوْ أُسْطُورَة آدم – فالشّر قَرِينُ الخَطِيئةِ التي أنْزَلَتْ آدم من عَلْيَائِهِ
أنّ أكْلَ آدم وحوّاء من ثمار الشّجرة المُحرَّمة كان ناتِجًا عن بحثهما عن سبب منعهما من ذلك الفعْلِ ،إذن، فهما “قد مزّقا حاجز الجهلِ” ،وأصبح صنيعهما نُشْدانًا للمعرفةِ ، فهما “أكلا فعرفا وأوّل ما عرفاه هو الجسد” ، لذلك، سُمّيت الشّجرة المَنْهيّ عنها في التّوراة ،”شجرة المعرفة”.
ارْتِباطُ الشرِّ بالعقوبةِ التي تعرّضَ إليها آدمُ بسببِ إغواءِ الشيطان لقرينِهِ حوّاء عبر حثّها على ارتكابِ المحْظورِ الدّينيِّ ، فالشرُّ ، إذن ، مُتأصِّلٌ في الكونِ . أمّا ثانيها ، فيتمثّلُ في صِلَةِ الإنسانِ بالشرِّ ، إذ أنّ الشرَّ فِعْلٌ إراديٌّ يمتلكُ ناصِيَتَه الإنسان ، فهو مصدَرُهُ وضحيّتُهُ ، ولا شيطانَ إلاّ شيطانُ النّفسِ الأمَّارةِ بالسّوءِ .
وكذلك قَوْلُهُ إنّ َالشيطان يَجْري من ابن آدم مَجْرى الدَّمِ ، إنّما هو مَثَلٌ أيْ يَتَسَلَّطُ عَلَيْهِ فيُوَسْوِسُ له ، لا أنَّهُ يَدْخُلُ في جَوْفِهِ وَمَا نَصِلُ إليهِ من هذا التَّحْديدِ المُرْتَبِط بِمَرْجَعِيَّةٍ إسلاميّةٍ مُوَجِّهَةٍ لزاوية النَّظر إلى الشّر
، وَرَمْزُهُ مُتَعدّدُ الوُجُوهِ ، أحَاديُّ الفِعْلِ : / الشّيطان / إبليس / الحيّة/ التنين ،
إبليس ” مشتّق من فعل أَبْلَسَ ،وأَبْلَسَ من رَحْمَةِ اللّهِ أَيْ يَئِسَ ونَدِمَ ، ومنه سُمِّيَ إبليس وكان اسمه “عزازيل”،وفي التَّنْزيل العزيز ” يَوُمَئِذٍ يُبْلَسُ المُجْرِمُون ” وإبليس، لعنة اللّه : مشّتقّ منه لأنَّهُ أَبْلِسَ من رحمة اللّه أي أَويسَ
حَيْثُ يَرْمُزُ الشّيطانُ إلى جَميعِ القُوَى التي تُحْدِثُ الاضطِرَابَ ، وَ تُظْلِمُ الكَوْنَ ، و تُضْعِفَ الوَعْيَ و تَجْعَلَهُ يَرْتَدُّ نحْوَ اللاَّمَحْدُود
( الشيطان ) مَرْكَزُ الظَّلاَمِ، عَكْسَ اللَّه مَرْكَزُ النّورِ. الشّيطان يَحْتَرِقُ في العالمِ السُّفْلِيِّ وَاللّه يُشِعُّ في السَّمَاءِ … ” .
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ﴿٣٦ البقرة﴾
كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴿١٦٨ البقرة﴾
مَهْمَا كان شَكْلُه ، فإنَّ هَدَفَهُ وَاحِدٌ : حِرْمَانُ آدم من نَعِيمِهِ وَتَضْليلُهُ عن الطّريق القَويمِ ، ذلك أنّ : “الأفعى (الشيطان) ، تُمثِّل في قلب أسطورة آدم نفسها ، الوجهَ الآخَرَ للشّر
لعبت الحية أو الأفعی دورا بارزا في أساطير العالم، وهي أحيانا تظهر بمظهر الوجود الخير، وأحيانا أخرى بمظهر الموجود الشيطاني. والحية في التراث اليهودی المسيحی ترمز دائما إلى الشر أو الشيطان، ففی سفر التكوين: فقال الرب الإله للحية لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم، ومن جميع وحوش البرية. على بطنك تسعين، وترابا تأكلين كل أيام حياتك،(الإصحاح الثالث: 14). وذلك بعد غواتيها للمرأة لتاكل من الشجرة المحرمة.
وإذا كان النص السابق لم يوحد بين الحية والشيطان فإن كُتَّاب العهد الجديد وحدوا بينهما.
وفي سفر العدد نجد أن الشعب اليهودی: "تكلم على الله، وعلی موسی فارسل الرب الإله على الشعب الحية المحرقة. فلدغت الشعب فمات قوم کثيرون من إسرائيل.. فصلی موسى لأجل الشعب.. وصنع حية من نحاس وضعها على الراية، فكان متى لدغت حية إنسانا، ونظر إلى حية النحاس يحيا، (عدد الإصحاح الحادی والعشرون : 5 - 1).
والحية التي صنعها موسی من نحاس شبيهة بحية مماثلة كانت مخصصة لإله الحياة في الطقوس السومرية. ويبدو أن الحية النحاس ظلت مستخدمة بعض الوقت. إذ يقال لنا إنها كانت موضع تبجيل خلال عهد حزقيا (717- 989 ق.م) وأن هذا الملك حطمها: سحق حية النحاس التي عملها موسی، لأن بنی اسرائیل کانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها، ودعوها "نخشتان"، (الملوك الثاني - الإصحاح الثامن عشر : 4). واستخدم المسيح صورة الحية النحاسية في قوله: "كما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان". إنجيل يوحنا: (الإصحاح الثالث : 14).
وكانت الحية المتوحشة في الديانة المصرية القديمة هي "أبوفيس" العدو اللدود لإله الشمس رع وللإله حوریس، والإله أوزوريس، وهي تحاول دائما أن تمنع الشمس من الشروق كل يوم. وكان المصريون يصنعون حية من الشمع وينقشون عليها اسم أبوفيس ويتلون عليها التعاويذ والرقي ثم يلقون بها في النار. وتكون نتيجة هذه الطقوس أن تشرق الشمس على أرض مصر كل يوم. غير أن نفس المصريين رأوا في الحية رمزا على البعث ؛ لأنها تغير جلدها.
يُرمز للخير والعمل الصالح بالملائكة واللون الأبيض والسماء والزهور وتغنى الأدباء والشعراء بالنور وشروق الشمس على أنه صورة على التصالح مع الذات وخير الإنسان وخير البشرية.
يُرمز إلى للشر والأعمال السيئة بشياطين والنار والعالم السفلي واللون الأسود ولطالما تفنن الفنانون بإرعاب الناس بتصوير الليل على أنه مبعث الأرواح الشريرة.
المصادر
الرحمن والشيطان/ السواح ،فراس .منشورات دار علاء الدين، دمشق، 2000 .
الدين المصري / الماجدي، خزعل. دار الشروق، عمان، 1998.
أفعى رمزية/ ويكيبيديا
دين الانسان/ السواح ، فراس .منشورات دار علاء الدين، دمشق،2002.



#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تحليلية للقصة القصيرة جدا (نكران) للقاص هيثم العوادي
- قصص قصيرة جدا دونا
- قصص قصيرة جدا ( فصول ، ضعف ، نشوه)
- ثلاث قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة جدا بعنوان تجسس
- قصص وامضة
- قصة قصيرة جمرات قلوب
- قصص قصيرة جدا (توأم)
- عودة (خمس قصص قصيرة جدا)
- قصة قصيرة بعنوان حوت
- خمس ومضات قصصية
- ومضات قصصية ( رسام)
- ومضات قصصية
- جزء 2-3 من رواية الجمجمة لم تكن راسا فرغا
- خمس قصص قصيرة جدا وجه لوجه
- ق ق ج جنون مؤقت
- حنين .. الى الاديب طه الزرباطي
- قصصص قصيرة جدا صوت اخر
- قرن الشمس
- فراشات مزيفة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طالب عمران المعموري - رمز الشر في تاريخ الاديان الإنسانية الحلقة 1