أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبد المجيد السخيري - تاريخ الأوبئة (6) عن الحجر الصحي والتلقيح















المزيد.....

تاريخ الأوبئة (6) عن الحجر الصحي والتلقيح


عبد المجيد السخيري

الحوار المتمدن-العدد: 6594 - 2020 / 6 / 16 - 19:46
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


يعيش أغلب سكان الأرض اليوم في تجمعات حضرية منها الكبرى ومنها تجمعات صغيرة، ويزيد عددهم عن فترة جائحة "الأنفلونزا الاسبانية" بأربع مرات، وبعشرين مرة عن حقبة الطاعون الأسود، وأربعين مرة عن العصر الروماني. ومنذ زمن بعيد أضحت الانسانية على دراية معقولة بالأمراض المتفشية والأوبئة، مع أنه حتى اليوم لا يوجد في رصيدها سوى عدد محدود من الإجراءات لمواجهة الأزمات الصحية الحادة من قبل الأوبئة والجوائح، بعد الأدوية أو انتظار اختفاء المرض بشكل طبيعي. ومن هذه الاجراءات ما أصبح شائعا بين الناس من حجر صحي وعزل وتباعد اجتماعي، يتم اللجوء إليها للحد من انتشار الوباء وتفشي المرض ومنع انتقال العدوى بين الأشخاص في انتظار التوصل إلى دواء فعال أو لقاح يوقف الإصابة بالعدوى.
الكثير من المشاهد التي رآها الناس، أو تابعوها على الشاشات ومن خلال مقاطع الفيديو على الأنترنيت، أثناء انتشار فيروس كورونا المستجد في أوروبا وأمريكا الشمالية، تكررت مرارا في حياة بعض الشعوب في فترات زمنية مختلفة خلال القرون الوسطى والعصر الحديث، خصوصا بأوروبا. ففي إيطاليا تم فرض حجر صحي بمجرد ما انتقل مرض الطاعون من آسيا إلى البندقية عن طريق المسافرين والتجار الذين تم توقيف تدفقهم للحد من انتشار الوباء. وهذا بالضبط ما لجأت إليه أغلب دول العالم مع بداية زحف فيروس كوفيد 19، وذلك بوقف حركة السفر والتنقل من وإلى الصين في البداية، ثم فيما بعد بإغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران المدني والتجاري، وأيضا المجال البحري في وجه سفن وبواخر النقل والشحن، ثم الحركة البرية أمام السيارات على مستوى الحدود. فقد تحتم على الدول نهج إجراءات العزل والإغلاق، ثم فرض إجراءات الحجر الصحي على المستوى الداخلي للتصدي لانتشار الأوبئة كحل مبتكر في غياب بدائل علاجية. وشكلت هذه التجربة مقدمة مهمة لتطوير النظام الصحي والرعاية الطبية في أوروبا قبل أن يتم نقلها وتوطينها في بلدان أخرى عن طريق المستعمرين الأوروبيين. فقد قامت مدن أوروبية، مثل البندقية وفلورانسا ومرسيليا، باتخاذ إجراءات احترازية لوقف انتشار وباء الطاعون في القرن الرابع عشر، ومن ذلك حجز السلع وحجر المسافرين في جزر قريبة لمدة غالبا ما حددت في أربعين يوما، ومن هنا جاءت تسمية "الأربعينية"La quarantaine ، بموازاة فرض نوع من حظر التجول بإلزام الناس على البقاء بمنازلهم وإقفال بيوتهم لتفادي العدوى، وفي الوقت نفسه كان يتم نقل المصابين إلى مستشفيات خاصة بعلاج الطاعون. وكما شاهد العالم المواطنين في عدد من الدول، مثل إيطاليا واسبانيا وغيرها، وهم يغنون أو يرددون النشيط الوطني، كذلك تابع الإيطاليون مراسيم القداس من نوافذ منازلهم في القرن السادس عشر استجابة لدعوة رئيس أساقفة مدينة ميلانو بعدما ظهر من جديد وباء الطاعون، وتكررت أيضا مظاهر التضامن الاجتماعي التي نشاهدها اليوم في مجتمعاتنا المعاصرة من خلال نشاط المواطنين باللجان الخاصة بتقديم الرعاية الصحية والتعقيم وغيرها من الأعمال.

الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي في الزمن الراهن

لم يتم اللجوء إلى إجراء الحجر الصحي بمثل الكثافة التي نشهدها في زمننا، أولا لأن الجائحة التي فرضت اللجوء إلى هذا الإجراء ضربت أزيد من نصف ساكنة العالم، وثانيا لأن سرعة انتشار الوباء تزيد أكثر عن الأوبئة السابقة، بسبب سرعة وكثافة الاتصالات الدولية، وتنقل الأشخاص والبضائع وتعدد وسائل النقل، في غياب دواء فعال أو لقاح. ويرجع الفضل لهذا الإجراء في التقليل من معدلات الوفيات والإصابات، وهي تتفاوت من بلد إلى آخر حسب سرعة اتخاذ قرار تنفيذ الحجر والعزل وتعليق المبادلات الدولية وإلغاء الرحلات الجوية وتنقل الأشخاص لأغراض سياحية أو أخرى. وقد رأينا أن الدول التي تأخرت في تنفيذ الإجراءات المذكورة شهدت معدلات مرتفعة في الإصابات والوفيات مثل إيطاليا والولايات المتحدة.
والجديد في زمننا الراهن أن إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي التي فرضتها مواجهة انتشار جائحة كورونا تميزت بأنها أخف من إجراءات نظيرة في الأزمنة السابقة، ذلك أنه صار بإمكان الأشخاص في زمن الشبكات الرقمية التواصل مع أقربائهم والعمل عن بعد في بعض القطاعات، وأيضا الوصول إلى الأخبار والمعلومات والدراسة والتسلية، وحتى على مستوى الجماعة العلمية نفسها تغير الوضع حيث أضحى بوسع أعضاءها تبادل المعلومات العلمية والاختبارات بأسرع من تفشي الوباء، وبالتالي منح البشرية أملا في التوصل إلى لقاحات تساعد على وقف تقدم الفيروس وانتشاره.

من "سور الطاعون" إلى الحجر الصحي

ولأنها كانت تتردد بين وقت وآخر وتتعدد، فقد اكتسبت المجتمعات الانسانية طرقا وأساليب في مواجهة الأوبئة والجوائح، تمكنت بفضلها من السيطرة على انتشار المرض وانتقاله بين الاشخاص، من قبيل ما صار يُعرف بالحجر الصحي والطوق الصحي، الذي من مشمولاتهما عزل المصابين والمرضى أو عزل المناطق الموبوءة بموازاة إجراءات الطوارئ المقيدة للتجول والتنقل عبر المدن والمناطق داخل البلد الواحد، إضافة إلى تعليق الاتصالات الخارجية ووقف الرحلات الجوية والبحرية والبرية من وإلى الدول التي ينتشر فيها الوباء. فقد فرضت مجتمعات ودول عديدة على مر التاريخ إجراءات الحجر والطوق الصحيين في حالات الأوبئة، فمن الطاعون والكوليرا في القرون الوسطى ثم عصر النهضة، إلى الأنفلونزا الاسبانية وسارس وفيروس كورونا المستجد، اُعتبرت تلك الإجراءات من بين الممارسات الأكثر فعالية في التصدي لتفشي الموجات الوبائية. فقد تم اللجوء إلى فرض إجراءات الحجر الصحي والعزل منذ القرون الوسطى لمنع تفشي الأوبئة الكبرى، على غرار ما شهدنا منذ أشهر في معظم البلدان التي داهمتها الجائحة الجديدة. وبفضل الخبرات الطبية المتراكمة استطاعت دول عديدة تطوير علاجات فعالة حدت من التأثير المدمر للأوبئة والتقليل من عدد الضحايا، قبل أن تنجح في اكتشاف لقاحات وقائية بفضل جهود الأطباء والعلماء.
كانت إيطاليا مهد ظهور وانتشار إجراءات التصدي لتفشي وباء الطاعون، وقد تزامن مع بدايات عصر النهضة، حيث أقامت على الحدود الأحزمة الصحية وفرضت استعمال الكمامات على شكل منقار على الأطباء والمرضى الذين يتم عزلهم لمدة 40 يوما. وعلى الرغم من أنه لم يكن سهلا في القديم تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، بسبب العصوبات التي كانت يطرحها تتبع ومراقبة الأشخاص أثناء تحركاتهم، مع أن العدد لم يكن كبيرا ولا أيضا وجود التجمعات الحضرية كمثل المدن الكبرى التي نشأت مع تطور المجتمع الصناعي، إلا أنه مع ظهور الموجة الثانية من الطاعون الأسود في أواخر القرن الرابع فُرض تشديد إجراءات العزل والحجر الصحي، وكانت أولى تلك الإجراءات هي التي تم تطبيقها بالمدن الساحلية، مثل "راجوسا" الخاضعة لسيطرة البندقية سنة 1423 التي كانت تستقبل السفن التجارية من الشرق، مما كان يفرض عزل كل سفينة تأتي من منطقة موبوءة بالطاعون لمدة تصل حتى 40 يوما، وقبلها فُرض العزل على سفن قادمة من مناطق ضربها الطاعون في دوبروفنيك في كرواتيا عام 1377. وستتطور هذه الإجراءات بشكل نوعي في إنجلترا بحلول القرن 16 حين تجدد ظهور الطاعون مع ذكرياته السيئة والأليمة من الموجهات السابقة، حيث لجأت السلطات إلى فرض تعليق حزمة من القش على عمود خارج المنزل للإشارة إلى أنه منكوب بالطاعون،وفُرضت على الأشخاص الذين لديهم مصابين بالوباء في العائلة حمل عمود أبيض عند مغادرة منازلهم. وفي آخر موجة وبائية تضرب إنجلترا عام 1665، وتحديدا لندن المعروفة بالطاعون الكبير Great Plague، أجبرت السلطات الأشخاص المصابين على ملازمة بيوتهم، وفرضت رسم صلبان حمراء على المنازل الموبوءة ومنعت استخدام وسائل الترفيه العامة، إضافة إلى دفن الموتى في مقابر جماعية.
وتقدمت إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي كثيرا في مواجهة جائحة الأنفلونزا الاسبانية، حيث لم يكن بدا، في غياب الأدوية أو اللقاح، من إقناع المواطنين بارتداء الأقنعة وملازمة منازلهم وتجنب المصافحة، ثم إغلاق المدارس والمسارح والشركات ودور العبادة. كما أن العصر الحديث أظهر أن لهذه الإجراءات فعالية واضحة في احتواء الأوبئة ووقف تقدم الجوائح، مثلما حدث مع مرض "سارس" في الصين حين لجأت السلطات إلى إغلاق المدارس والجامعات والأماكن العامة وتقييد الحركة والسفر بشروط صارمة، وكذلك كان لإجراءات العزل والإغلاق والحجر فضل كبير في احتواء وباء إيبولا عامي 2013 و2016 بغرب أفريقيا.
وتختلف الإجراءات التي تحدثنا عنها أعلاه حسب الغاية منها والوسيلة التي تتم بواسطتها. فالحجر الصحي يعني عزل المصابين في أماكن مراقبة أو غير المصابين في المنزل لمنع التعرض للإصابة والاحتكاك مع المرضى لفترة معينة، وكذلك يُفرض على الأشخاص القادمين من مناطق موبوءة لمنع نقل المرض، إضافة إلى الحيوانات ووسائل النقل وغيرها. أما الطوق الصحي فيشمل إقامة نقاط مراقبة لتنظيم الخروج والدخول من المناطق الموبوءة، في إطار ما يعرف اليوم بقانون الطوارئ الصحية، واعتُمد مرات عديدة إبان العصور الوسطى بأوروبا بشكل محدود، مثلما حدث في جنوب شرق فرنسا بتشييد ما عُرف ب"سور الطاعون" على امتداد 36 كلم لمنع زحف وباء الطاعون إلى مقاطعة فيناسان بعدما حل بمرسيليا عام 1720، وهي الأخرى أُخضعت لطوق صحي مُنع بموجبه سكان المقاطعة من مغادرة منازلهم وتخطي الحواجز التي أقامها الجيش وإلا تعرضوا لإطلاق النار. وفي القرن 19 تم إرسال 30 ألف جندي فرنسي لإغلاق الحدود مع اسبانيا لمنع انتقال عدوى الحمى الصفراء. وقد وأطلق اسم "لازاريتو" على المنشآت المخصصة لإيواء المصابين المشتق من اسم جزيرة "سانتا ماريا دي نازاريت" الواقعة في خليج البندقية حيث كانت ترسو تلك السفن، وهناك من يقول أنه ربما تحويرا لاسم أليعازر المجذوم الوارد في الإنجيل.

الحجر الصحي وفضل طب المسلمين

أ وردت العديد من المصادر التاريخية والدراسات الحديثة أن منظومة الإجراءات الداعمة لسياسة مكافحة الأوبئة ومنع نفشي الجوائح المندرجة في إطار "الحجر الصحي" أرسيت دعائمها الأولى كما رأينا منذ العصر الوسيط، خاصة في مدن الشمال الإيطالي مع مطلع عصر النهضة، وهي منظومة متكاملة تشمل تقييد تحرك الأشخاص إلا للضرورة لقصوى وبشروط صارمةـ، وملازمة البيوت، والدفن الإجباري للموتى في قبور خاصة وتغطيتها بالجبر ومنع الجنائز الجماعية والمآتم، ثم التخلص من المتعلقات الشخصية للمتوفى، وعزل المصابين في المشافي والمراكز المخصصة، إضافة إلى منع التجمعات والأنشطة العامة واحترام مسافة الأمان وارتداء الكمامات خارج المنازل. ونظرا للظروف الاستثنائية التي تفرضها الأوبئة والجوائح بسبب تعليق النشاطات الاقتصادية والرحلات وتقييد الاتصالات الخارجية، فإنه في الغالب تلجأ البلدان التي يحل بها الوباء إلى سن تشريعات خاصة تسمح لها بتدبير الحالة الاستثنائية، من قبيل تخصيص صناديق لجمع الأموال، أو فرض ضرائب لتوفير موارد مكافحة المرض وتحسين الخدمات الطبية وتقديم المساعدات للفئات المتضررة.
ويعود لطب المسلمين وإسهامات علمائهم في هذا المجال، أمثال لسان الدين بن الخطيب والرازي وابن سينا وابن رشد واللائحة طويلة، فضل كبير في تطوير هذه المنظومة، خاصة أن ما تراكم لدى هؤلاء في التعامل مع الأمراض المعدية والأوبئة في الأندلس، وفي عدد من المراكز الحضارية الأخرى، من معارف ومعلومات طبية انتقل إلى مدن أوروبا ودولها عبر صقيلية وبعد فتح القسطنطينية. ففي أعمال هؤلاء نجد تصنيفات للأمراض المعدية وطرق الوقاية منها، وهو ما ساعد على ابتكار "الحجر الصحي"، ومنهم من استخدم مصطلح الوباء للإشارة إلى العدوى المرضية، كلسان الدين الخطيب التي ترك فيها رسالة علمية، وهو الذي وصف بدقة طاعون القرن الرابع عشر الذي عاصره. ويُفهم مما خلفه الأطباء المسلمون أنهم سبقوا إلى اكتشاف أسرار علوم الأوبئة والوقاية منها.

التلقيح

يعتبر التلقيح أو التطعيم خطوة حاسمة في مكافحة الأمراض المعدية والمتنقلة سواء اتخذت مسارا وبائيا، أو ظلت منحصرة في مستواها الأول كمرض متردد. ويعود فضل اكتشاف التلقيح في صورته المتقدمة إلى البيطري والطبيب الانجليزي إدوارد جينير Edward Jenner (1749-1823) الذي لاحظ أن المزارعات والمزارعين لا يصابون أبدا بمرض الجدري القاتل، خاصة منهم الذين يحلبون البقر، إذ كانت بثور جدري البقر la vaccine أو cow-pox تغطي أيديهم. وحيث أن المرض يعتبر حميدا بالنسبة للبشر، فقد استخدم "جينير" قيحه لعميلة التلقيح لأنها أكثر أمنا وفعالية، ومع نهاية القرن 18 سيتوصل إلى تطوير أولى اللقاحات، وبالتحديد سنة 1796 عندما قام بتطعيم طفل عمره ثمان سنوات لحمايته من الجدري مستخدما عينة من قيح جدري البقر أخذه من يد امرأة مصابة بعدوى بقرتها، وبعد ثلاثة أشهر قام الطبيب بتطعيم الطفل بالجدري الحقيقي حتى دون تحوط، فأظهرت التجربة نتيجة مبهرة، حيث أن المرض لم يكن له أي أثر على الطفل مثبتا بذلك فعالية التلقيح في انتاج الأجسام المضادة المقاومة للعدوى. وسيمنح بذلك الطبيب التلقيح صورته العلمية ليتم تعميم استخدامه على مجموع السكان. ورغم الانتقادات التي تعرض لها من قبل زملائه، فقد مضى "جينير" في بحثه ونشر كتابا على نفقته الخاصة بعنوانAn inquiry into the causes and effects of the variolae vaccina. وفي نفس السياق سيمكن لوي باستور باكتشافه للميكروب من الاهتداء إلى لقاح داء السعار في 1885، كما أن علماء وأطباء آخرين سيقومون بتطوير البحث في المجال البكتيرولوجي، أمثال الألماني Robert Koch الذي يعود له الفضل في تدشين علم البكتيرلوجيا la bactériologie، والسويسري Alexandre Yersin الذي تعرف على عصية الطاعون عام 1894، لتتلاحق بعدها الانجازات العلمية والطبية دون توقف.
غير أن التلقيح كممارسة تعود إلى زمن بعيد، حيث عرف الصينيون مبدأ المناعة بخاصة في مواجهة الجدري، بحيث إذا أصيب الشخص بالمرض مرة لا يصاب به مرة أخرى، ومن ثم نشأت فكرة أنه بنقل شكل مخفف من المرض إلى شخص ما نعمل على تحصينه. وقد انتقلت تقنية التطعيم إلى العثمانيين ووصلت إلى أوروبا في القرن 18 ثم أمريكا، وكان لها أثر ملموس في تراجع الأوبئة وانتشارها. وجدير بالذكر أيضا أن ابن رشد كان قد ألمح إلى فكرة التلقيح، في وقت راودت فيه الممارسون للطب منذ زمن قديم لحماية مرضاهم من الأوبئة دون أن تتبلور في صورة واضحة وعلمية. وقد ساعد انتشار التلقيح في العالم في القضاء النهائي على بعض من الأمراض الوبائية مثل الجدري، بينما يساعد في الحد من تفشي الأوبئة وعدوى الأمراض الفتاكة الأخرى التي استعصى حتى الآن استئصالها..

(يتبع)



#عبد_المجيد_السخيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدغار موران: العيش مع اللايقين*
- تاريخ الأوبئة(5) من الطاعون إلى كوفيد 19(ب)
- أوراق فلسفية(1) بيونغ - تشول هان* : هل نسير نحو فيودالية رقم ...
- تاريخ الأوبئة(4) من الطاعون إلى ك-ك 19(أ)
- تاريخ الأوبئة(3) دروس التاريخ
- الحجر الصحي والحجر الحقوقي: بصدد قانون -تكميم الأفواه-
- إيدير: -سيعيش-
- تاريخ الأوبئة(2) هل الوباء قديم قدم الانسانية؟
- تاريخ الأوبئة(1) عن المرض وتاريخه
- بوب مارلي، -النبي- المتمرد وإيقونة الريغي (4)
- بوب مارلي، -النبي- المتمرد وإيقونة الريغي (3)
- بوب مارلي، -النبي- المتمرد وإيقونة الريغي (2)
- بوب مارلي، -النبي- المتمرد وإيقونة الريغي (1)
- سمير أمين: وحدة النضال الإيديولوجي والالتزام السياسي والانتا ...
- سمير أمين: وحدة النضال الإيديولوجي والالتزام السياسي والانتا ...
- سمير أمين: وحدة النضال الإيديولوجي والالتزام السياسي والانتا ...
- سمير أمين: وحدة النضال الإيديولوجي والالتزام السياسي والانتا ...
- ثورة 1917 العظمى: المجموع والباقي(3)
- ثورة 1917 العظمى: المجموع والباقي(2)
- ثورة 1917 العظمى: المجموع والباقي(1)


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبد المجيد السخيري - تاريخ الأوبئة (6) عن الحجر الصحي والتلقيح