أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبد المجيد السخيري - تاريخ الأوبئة(4) من الطاعون إلى ك-ك 19(أ)















المزيد.....



تاريخ الأوبئة(4) من الطاعون إلى ك-ك 19(أ)


عبد المجيد السخيري

الحوار المتمدن-العدد: 6572 - 2020 / 5 / 24 - 20:58
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


حتى وقت قصير اعتقد أغلب الناس أن الأوبئة والجوائح التي كانت تفتك بالملايين أو مئات الآلاف من البشر هي من مخلفات الماضي، وحتى عندما بدأت تظهر بعض الأمراض الفتاكة والفيروسات القاتلة في العقود الأخيرة من القرن الماضي، فإن الشعور العام ظل ثابتا على قناعة بأن درجة الخطورة لا يمكن أن تقاس بما واجهه الانسان في العصور الغابرة، وذلك لأننا نعيش في حقبة علمية وطبية لم يعد معها من معنى للخوف من أمراض معدية أو جوائح مسافرة عبر العالم، بفضل اللقاحات والمضادات الحيوية المتاحة والرعاية الصحية المتطورة. لكن سرعان ما استفاق العالم أجمع على حقيقة أننا ليس بمنأى عن خطر الفتك والهلاك بسبب فيروسات معدية وأوبئة مدمرة، وقد تحول أحدها إلى جائحة عالمية لا ترحم، ولا تميز بين غني او فقير، ولا بين متقدم أو متأخر في العلوم والتقنية. وعلاوة على ما أشرنا بشكل سريع بخصوص الدروس التي يقدمها لنا التاريخ، ينبغي الإشارة إلى أن الخبرات التاريخية في التعامل مع الأوبئة تعد مفتاح فهم ردود الفعل إزاء ظهور الوباء وطريقة التعامل مع انتشاره ومكافحته، وهي التي تلقي اليوم بظلالها على التجربة العالمية في مواجهة جائحة كورونا- كوفيد 19، وتفسر تباين الأرقام والإحصائيات الخاصة بالمصابين والضحايا من دولة إلى أخرى. ولعل في استرجاع قائمة أهم الأوبئة والجوائح التي مرت على الانسانية ما يفيد في تنوير الوعي المعاصر ووصله بتجربتها التاريخية في مواجهة الأزمات الصحية وتمثل دروسها القاسية.

أولا : الأوبئة ذات الأصل البكتيري

الأمراض الوبائية هي إما من منشأ بكتيري أو طفيلي، مثل الطاعون والتيفويد والكوليرا وغيرها، وإما من منشأ فيروسي كالحمى والجدري والإيدز ..إلخ. وفي الجزء الرابع سنستعرض بشكل مركز أهم الأوبئة ذات المنشأ البكتيري والطفيلي التي شهدها التاريخ، على أن نعرف بالجزء الخامس بأهم الأوبئة ذات المنشأ الفيروسي.

1-الطواعين

الطاعون مرض يصيب الانسان والحيوان، وتسببه عصية يارسينيا Yersinia التي تم اكتشافها من قبل معهد باستور عام 1894، وقد ورد ذكره في العهد القديم. وتقول بعض الروايات أن مصر الفرعونية واليونان والرومان والصين القديمة، عرفت جميعها انتشار وباء الطاعون لمرات عديدة، حتى إن الطاعون عامة عُد رديفا للوباء، بحيث لم تميز الإخباريات بين الوباء والطاعون، باستثناء الأطباء القدماء، بمن فيهم المسلمين، الذين ميزوا بين الوباء كمرض عام، والطاعون كأحد أنواعه، واختلفوا بالطبع في تفسير طبيعته وأسبابه، وكذلك تباينت دقة رصدهم لأعراضه وطرق انتقاله. وقد عرف عدد منهم بطبيعته المعدية بالتجربة، وبعضهم أسهب في وصف ما يفعله بالمصاب، وكيف ينتقل ويصيب بعدواه من يحيطون أو يعيشون بالقرب من المصاب بالمرض، بينما اختلفوا فيما إذا كانت العدوى تنتقل بين الأشخاص أو من الحيوانات والحشرات إلى الانسان.
وأودى الطاعون بأنواعه المختلفة، كما سنرى، بحياة الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم، وظل الوباء اللعين يتردد في كل مكان ولأكثر من مرة على مر التاريخ والعصور، فعُرف بأسماء مختلفة، مثل طاعون أثينا، وأنتونينوس، وقبرص وجستنيان وعمواس والموت الأسود ...إلخ. وفي أوروبا فقط ظل الوباء يعاود زيارة منطقة أو مدينة أوروبية كل خمس أو عشر سنوات، مخلفا وراءه دمارا وهلعا لا يبرأ منهما الناس إلا بعد أعوام طويلة. وتشير دراسات أثرية أن وباء قد يكون نوعا من الطاعون قضى على قرية في الصين قبل نحو 5 آلاف سنة قبل الميلاد، وعُثر بموقع يطلق عليه "مياوزيغو" شمال شرق الصين على مدفن جماعي لموتى من مختلف الأعمار يعتقد أنهم لضحايا طاعون ضرب بسرعة المنطقة في عصور ما قبل التاريخ، كما وجدت جثث مدفوعة بمنزل بموقع "هامين مانغا".
ويميز في الطاعون بالمعنى الدقيق بين نوعين: الطاعون الدبلي الذي يتميز بظهور البثور والدبل على عنق المصاب وارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم والدوخة مع الهذيان؛ والطاعون الرئوي الذي يحدث بوجود العصية في اللعاب، وهو الأشد فتكا لأنه يؤدي إلى الموت المحتوم في أقل من ثلاثة أيام.

أ-طاعون أثينا

يطلق هذا الاسم على وباء ضرب اليونان القديمة ما بين 430 و426 قبل الميلاد مسببا هلاك عشرات الآلاف، وتقدرها بعض المصادر بنحو 70 ألفا، وهو ما يعادل ثلث سكان أثنينا في ذلك الوقت، فيما أخرى تقدرها بنحو 100 ألف، وقد استمر انتشار الوباء لمدة خمس سنوات، مزامنا الحرب البيلوبونيسية بين حلفاء أثينا وحلفاء إسبرطة التي تواصلت بالرغم من ذلك إلى غاية 404 ق.م، بعد استسلام أثينا. ويعتبر طاعون أثنيا أول وباء موثق في تاريخ الأوبئة، ويرجح أنه ناتج عن حمى التيفويد التي ضربت الامبراطورية اليونانية في ذروة توسعها المتوسطي تحت حكم أثينا. وقد وصف المؤرخ اليوناني ثوسيديدس (460-400 قبل الميلاد) أعراض المرض الفتاك التي ظهرت على المصابين بشكل مفاجئ، مثل ارتفاع درجات الحرارة في الرأس، واحمرار والتهاب في العينين، وغيرها. وقد أثير نقاش بين العلماء والأطباء حول طبيعة الوباء، حيث جنح كثيرون منهم إلى فرضية حمى التيفويد، أو حتى الإيبولا، لتشابه في الأعراض، فيما رجحت القوارض كسبب في نقل المرض إلى الانسان. ومن أبرز ضحاياه الاستراتيجي المشهور بريكليس Périclès.

ب-الطاعون الأنتوني

يعتبر هذا الطاعون من أكثر ما نتوفر حوله من معلومات من بين طواعين العصور القديمة، وقد وقع ما بين 165 و190 ميلادية، رغم أن بعض العلماء يعتقدون أن الأمر أيضا يتعلق بمرض آخر يرجح أن يكون الجدري أو الحصبة، بناء على الوصف الذي ورد في كتابات المؤرخين، خاصة المؤرخ الروماني "كاسيوس ديو". وتعود تسميته إلى تزامن انتشاره مع نهاية حكم أسرة "أنتونين"، فيما تشير المصادر التاريخية إلى أنه كان في أصل أفول الامبراطورية الرومانية بعدما دمر الجيش الروماني، وقد كان الوباء الأول الذي يصل إلى روما عن طريق الفيلقائيين العائدين من حصار في العراق الحالي، حيث أن عدد ضحاياه في اليوم كان يصل إلى ألف شخص، فيما ذكر "كاسيوس ديو" أنه تسبب في وفاة ما لا يقل عن ألفي شخص يوميا، وبلغ مجموع الضحايا ما بين 165 و189 حوالي عشرة ملايين، بينهم امبراطورين: ليسيوس فيروس ومارك أوريل. وقد وفر هذا الوباء أولى المعلومات حول مبدأ قوة فتك المرض بالمصاب لأول مرة بسبب غياب المناعة.

ج-طاعون قبرص

بعض المصادر تحدثت عن وباء يسبب الاسهال والقيئ وتقرحات في الحلق والحمى أطلق عليه الطاعون القبرصي، وكان من ضحاياه أسقف قرطاج(تونس)، وانتشر ما بين 250 و271 ميلادية وقيل أنه كان يؤدي بحياة خمسة آلاف شخص يوما في روما وحدها، لكنه يظل الأقل شهرة بين طواعين العصور القديمة.

د-طاعون جستنيان

أما الطاعون الذي اشتهر بعد طاعون أثينا والطاعون الأنتوني فهو الذي عرف باسم "طاعون جستنيان"، وهو أول طاعون حقيقي بالمعنى الحديث للكلمة وأول حائجة في التاريخ، وهو من النوع الدبلي، واقترن هذا الوباء باسم إمبراطور القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، الذي حكم ما بين 527-565 م، ويقال أنه أصيب بالمرض وتعافى منه، بينما كان الوباء بداية انهيار الإمبراطورية البيزنطية الممتدة من الشرق الأوسط إلى أوروبا الغربية بعدما شهدت أزهى مراحل تطورها في عهده. ويعتبر الأول من نوعه المتولد عن بكتيريا عصوية تُعرف ب Yersinia Pestis، ويتفشى الوباء بعدما ينتقل إلى الانسان في الغالب عن طريق البراغيث المتطفلة على القوارض المصابة كالجرذان، فيما يصبح معديا بمجرد ما يبلغ الجهاز التنفسي، ومن أعراضه تورّم الغدد الليمفاوية، الحمى والسعال، البلغم الدموي وصعوبة في التنفس. وانتشر طاعون جستنيان عبر الطرق التجارية من الاسكندرية مرورا بدمشق ثم القسطنطينية، مخلفا بحسب المؤرخ البيزنطي Procope de Césarée أكثر من 10 آلاف وفاة في اليوم، بينما يرجح المؤرخون المعاصرون أن يكون مصدر الوباء آسيويا من الهند مرورا ببلاد فارس عير طريق الحرير. وهناك من يقول أنه انطلق من مصر نحو عام 540 و انتقل إلى مكان غير معروف قبل أن يصل إلى القسطنطينية في العام 541 لوجود روابط تجارية بين الامبراطورية ومصر، حيث أن الأولى كانت تستورد من مصر احتياجاتها من الحبوب، ومنها تسرب إلى مناطق أخرى من آسيا أوروبا وأفريقيا، خاصة عبر سبل التجارة المتوسطية، حيث اجتاح السواحل الايطالية والايرلندية والبريطانية لعدة مرات، ثم امتد شرقا إلى سوريا، وانتقل أساسا عن طريق الفئران والحشرات حاصدا ملايين من البشر. وتقدر بعض المصادر ضحاياه بنحو نصف سكان العالم آنذاك، أي ما بين 30 و50 مليون شخص.

ه-طاعون عمواس

تعود شهرة هذا الطاعون لورود أخباره بكتب التراث والتاريخ الاسلامي، إذ يعد من أول الأوبئة التي ضربت المنطقة العربية في سنة 18 هجرية الموافق ل 640 ميلادية، وتزامن مع حكم الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، والذي يرجح أن يكون أول من لجأ إلى خطة العزل الصحي التي سيعتمدها الأوروبيون نهاية القرون الوسطى، حيث أمر بعدم الدخول إلى بلدة عمواس التي اقترن الوباء باسمها، والواقعة بالقرب من القدس، ومنع خروج المصابين منها. وأدى الوباء إلى مقتل حوالي 30 ألفا من أهل الشام الذين انقتل إليهم من البلدة، منهم عدد من الصحابة، وقد ذاع قول نُسب إلى عمر بن الخطاب، "إني هارب من قدر الله إلى قدر الله"، في إشارة إلى الهروب من الوباء.

و-الموت الأسود

إنه الوباء الشهير باسم "الطاعون الأسود"، أو ما كان يفضل الإنجليز والألمان تسميته ب"الموت الأسود"، ويعود إلى منتصف القرن الرابع عشر، وهو الأسوء والأشهر وأكبر جائحة على مر التاريخ، وهو الآخر وصل عن طريق الحرير وكانت القسطنطينية الأول التي يضربها بقوة. وقد تسبب في نزيف ديموغرافي بأوروبا بالخصوص في القرون الوسطى بعدما غادر موطنه الأول بآسيا الوسطى، حسب أغلب الروايات التاريخية. وقد سمي بهذا الاسم لأنه يخلف بقعا سوداء على الجلد نتيجة النزف الحاد وموت الأنسجة، أو لأنه كان أشد دموية ورعبا ولاقتران الموت باللون الأسود في بعض الثقافات القديمة. فما بين 1347 و1352 أهلك الطاعون الأسود نحو 7 ملايين شخص في فرنسا فقط من مجموع 17 مليون نسمة، بينما هناك من يقول إنه سحق أزيد من نصف سكان أوروبا خلال تلك الفترة بحوالي 25 مليون شخص، فيما ترجح مصادر عدة أنه أوقع ما بين 50 و 100 ميلون ضحية عبر العالم خلال العقود الموالية، وقد أشار ابن خلدون إلى جحم الخراب الذي أنزله الوباء الفتاك بحضارات ودول عدة. وظل الوباء يزور أوروبا خلال القرون الموالية: برشلونة في 1590 وميلان في 1630 ولندن في 1665 ومارسيليا في 1720 وحتى 1920 بباريس بما عُرف بطاعون chiffonniers، كما حل ببلدان أخرى مثل الهند ومصر والفيتنا م ومدغشقر وغيرها.
ظهور هذا الطاعون في شكله الدبلي في منغوليا عام 1320، وانتقل إلى إيطاليا إثر وصول الحملات العسكرية المغولية عام 1344 إلى مدينة كافا Caffa( شبه جزيرة القرم) واستخدام قائد الحملات للجثث المصابة كسلاح، بينما تسبب هروب بحارة جينوة وتجارها في نشر الوباء، إذ بالرسو في ميناء مارسيليا في فاتح نونبر من عام 1347 سيندفع الوباء بقوة في أرجاء أوروبا. وأوردت بعض المصادر التاريخية ومدونات الأطباء الأوروبيين والمسلمين على السواء، أن "الطاعون الأسود"، أو "الأعظم" كما عرف أيضا عند بعض الإخباريين المسلمين، ظهر لأول مرة في بلاد الصين قبل أن ينتشر برا عبر العراق وفلسطين ومصر و بلاد الشام، ثم يتجه بحرا نحو ويحط الرحال بمستوطنة "كافا" الإيطالية الواقعة على ساحل البحر الأسود سنة 1347م، ومنها إلى القسطنطينية، قبل أن يتفشى ويغزو جزر اليونان وقبرص وصقيلية وسردينيا، ثم يعم باقي المدن الإيطالية، وينتقل إلى فرنسا عبر ميناء مرسيليا، ومنها أيضا إلى بلاد الأندلس وباقي المدن الساحلية لشبه جزيرة إيبيريا، مستغلا الرحلات البحرية والقوافل التجارية وقوافل الحجيج عبر البر، ولكن أيضا بيئة المجاعات المنتشرة بعدد من المناطق، وهي التي ألهت الناس وجعلتهم فريسة سهلة للوباء الفتاك، سواء من جهة ضعف جهاز المناعة، أو من جهة إقبال الناس على أكل الأطعمة الفاسدة وانتشار الجثث والتعفنات وتكاثر الحشرات والكائنات الناقلة للأمراض كالفئران والبراغيث وغيرها. وتربط روايات أخرى تفشي الوباء اللعين بحلول مغول إحدى الإمبراطوريات الناشئة عن غزوات جانكيز خان بكافا حيث أقام الجينويين محطة تجارية، وكان بينهم مصابين بالطاعون، وقد نقلت القوارض التي كانت تمر تحت التحصينات العدوى إلى الإيطاليين. وبينما أدى انتشار الوباء إلى إضعافهما، اضطر الطرفان إلى توقيع الهدنة، لكن ما حدث بعد ذلك سرع انتشار الوباء في باقي أنحاء أوروبا. فقد حمل الجينيون معهم العدوى في المستودعات عندما انتقلوا عبر السفن، فحل الوباء ضيفا غير عزيز على أهل القسطنطينية، ثم مسينيا ومارسيليا، وكانوا مهيئين لاستقبال العدوى بعدما فقدوا مناعتهم ضد المرض اللعين منذ مدة طويلة من اختفائه. وعلى مدى أربع سنوات تقريبا انتشر الوباء بصورة مرعبة في كامل أرجاء القارة العجوز وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وربما أيضا ضرب أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء مخلفا حصيلة رهيبة من الضحايا، ولم تنج من العدو ى سوء بعض الجزر لأسباب غير محددة بدقة..
وطيلة القرن الرابع عشر وحتى القرن الموالي ظل "الطاعون الأسود" يضرب بقوة داخل أوروبا إلى أن قضى على نحو ثلث سكانها (بعض المصادر ترجح هلاك ما بين ربع أو ثلث سكان القارة الأوروبية)، أي عشرات الملايين من الأشخاص أغلبيتهم من الفلاحين، مخلفا ذعرا ورعبا لا نظير له جعل الناس يصلون ليل نهار ليذهب عنهم البلاء، مع أنه سيكون وراء ما حدث من تطور مذهل لعدد من بلدان القارة، ومن ذلك أن وفر للمزارعين والأقنان إمكانية تحسين التفاوض مع الملاكين والإقطاع بشأن ظروف عملهم بعدما صاروا أقلية مطلوبة كيد عاملة، ومن ثم بداية نهاية النظام الفيودالي. ففي أعقاب كارثة "الطاعون الأسود" بدأت بلدان أوروبا الغربية تتجه نحو نمط جديد من التنظيم الاقتصادي يعتمد أساسا على التجارة والمعاملات النقدية، كما أن البرجوازية الناشئة بدأت تستثمر في تطوير التقنية لكي تعوض بها نقص اليد العاملة وكلفتها. بل ويذهب بعض المؤرخين إلى أن الوباء كان في أصل النشوء الجنيني للإمبريالية الأوروبية، وقد بدأت ملامحها تتشكل انطلاقا من اضطرار الأوروبيين للقيام برحلات طويلة للاستكشاف، رغم خطورتها، بحثا عن موارد جديدة وآفاق للتجارة الخارجية لتعويض ما سببه الوباء من خسائر وتبديد للثروات الداخلية، ومنها الثروة البشرية، فكان ذلك الطريق التي مهد لظهور الاستعمار. هذا يعني أن الوباء القاتل كان له الفضل في تحول أوروبا إلى مركز قوة واقتصاد قوي.

ز-طاعون لندن "الأعظم" Great Plague

سيستمر الطاعون في زيارة مناطق عدة من العالم كلما تهيأت له البيئة وسنحت له الفرصة للانتقال والانتشار عبر المسالك التجارية برا أو بحرا، ومن خلال الغزوات الاستعمارية. فبعد الطاعون الأسود عاود الوباء الظهور في القرن 16 كما حدث بالبندقية في 1575 و1630 وفي عدد من المدن الفرنسية في 1628 و1631، وأيضا عندما نقله الأوروبيون إلى العالم الجديد مع أمراض أخرى فتاكة كالجدري. ففي 1641 ظهر وباء الطاعون بشمال الصين متسببا في هلاك أعداد هائلة من السكان، وتقول بعض المصادر أنها بلغت في بعض المناطق ما بين 20 و30 بالمئة من السكان، وتزامن انتشار الوباء مع موجة جفاف حاد وظهور سرب من الجراد، وانتشار المجاعة التي دفعت ببعض الناس إلى الأكل من جثث ضحايا الوباء. كما اجتاح ما بين عامي 1647 و1652 إشبيلية وقضى على ربع سكان الأندلس في ذلك الوقت. لكن يظل طاعون لندن "الأعظم" كما يعرف، الأشهر من بين طواعين بدايات العصر الحديث، وهو من النوع الدبلي، وقد قتل بين 1665و 1666 حوالي 100 ألف شخص، وهو ما يقدر بنحو ربع سكان المدينة، وذلك خلال سبعة شهور قادما إليها عبر السفن من هولندا التي ظهر بها عام 1664. ومن أهم ما أوردته تلك المصادر أن الوباء انتشر بسرعة كبيرة في الأحياء الفقيرة لانعدام الرعاية الصحية، بينما مُنع المصابون بقسوة من مغادرة أماكنهم أو أسوار المدينة، وكانت توضع علامة على منازلهم لمنع الاقتراب منها، وهو ما كان يودي بحياة عائلات بأكملها، وكانت العربات تجوب الشوارع لجمع الجثث ودفنها بمقابر جماعية خارج أسوار المدينة. لكن المثير للخزي أن الملك "تشارلز" والنبلاء وكبار التجار غادروا المدينة هربا من الطاعون وتركوا المواطنين يواجهون مصيرهم دون تقديم أي عون أو علاج. ففي هذه الفترة كانت الاكتشافات العلمية الأولى قد حددت طريقة انتقال العدوى من الانسان إلى الانسان أو من الحيوان إلى الانسان، وهو ما دفع إلى نهج خطة العزل الصحي للمناطق الموبوءة التي عرفت ب"الخط"، وكانت قد طبقت لأول مرة بكتالونيا عام 1478 وطورها الاسبان بالتدريج وأثمرت نتائج ملموسة، حيث يقوم الجيش بقطع الاتصالات وإطلاق النار على كل من يحاول المرور. وقام الإسبان وكذلك الهولنديون بقطع الاتصال مع الدول التي تفشى بها الطاعون وتعليق التبادل التجاري معها، وقبل هذه التقنية كانت الوقاية من المرض قد أخذت شكل "الأربعينية" la quarantaine منذ سنة 1377 براغوز (ديبروفينك). وكان الإيطاليون، وبالتحديد في فلورانسا، قد لجأوا إلى خطة عزل المصابين في مكان واحد، وحجز السفن القادمة إليها لمدة أربعين يوماً قبل السماح لها بالرسو في موانئها وإفراغ حمولاتها، وهو ما أصبح اليوم يعرف بالحجر الصحي، فنجحوا عمليا في الحد من انتشار المرض.
لكن ذلك لم يمنع من عودة الوباء من جديد بأوروبا وبأنحاء من العالم، كما وقع بمارسليا في العام 1720 مهلكا نحو 100 ألف في ظرف أيام معدودة. كما أنه في أواسط القرن 19 ستضرب موجة جديدة من الطاعون الدبلي مناطق عدة من آسيا، وتحديدا بداية من سنة 1885 بإقليم يونان الصيني، ثم تنتشر إلى هونغ كونغ والهند وتصل إلى منغوليا ومناطق بأستراليا، وقد أدت إلى وفاة ملايين من الأشخاص، منها عشرة ملايين في الهند وحدها. واستمرت الموجة في الانتشار لعقود بسبب التجارة والقوارض التي سهلت انتقاله إلى عدة مناطق في العالم. وفي القرن الماضي انتشر الطاعون في منطقة منشوريا بالصين ما بين سنتي 1910 و1911 مخلفا حوالي 60 ألف شخص.

2- الجذام La lèpre

عرف منذ العصور القديمة وذكر في الإنجيل، ولايزال المرض إلى اليوم يظهر في عدد من المناطق لكنه تحت السيطرة بفضل المضادات الحيوية، وهو ليس شديد العدوى. فقد أحصت منظمة الصحة العالمية 216.108 حالة إصابة سنة 2016، بالرغم من أن المرض اختفى عمليا منذ القرن 16. فبعد انتشاره في أراضي الامبراطوريتين اليونانية والرومانية، ظهر من جديد في القرون الوسطى وتسبب انتشاره بأوروبا في بث الرعب على أوسع نطاق، زيادة إلى صعود موجات الكراهية والإقصاء بحيث أن مرضى الجذام كانوا يوصمون إلى الأبد بصفة المصابين بالجذام lépreux ك"وصمة إقصاء" كافية لتجعلهم منبوذين، وقد فُرض عليهم العزل في المشافي أو الإبعاد إلى خارج المدن والقرى، وفي حالات أخرى فرض عليهم التعبير عن وجودهم بتحريك نواقيس صغيرة. و كان ينظر في الأوساط الدينية للجذام ليس كمرض جلدي، بل كعقاب إلهي، ما يجعل المصاب به شخصا مدنس ومصاب بمس يستوجب طرده من الجماعة.

3-وباء الكوليرا

في القرن التاسع عشر سيطل على العالم من منطقة خليج البنغال بالهند مرض وبائي جديد بعد الطاعون أطلق عليه الكوليرا، وبالضبط من دلتا نهر الغانج بالقرب من كالكوتا. لكن المرض قديم بقرون في منطقة آسيا قبل أن يتم التعرف عليه كوباء من خلال سبع موجات ،بدأت أولاها بالهند وانتقلت سريعا إلى اليابان ما بين 1817 و1824 قبل أن تحط الرحال بروسيا، وبالضبط في موسكو، ثم أمريكا الشمالية وأوروبا ما بين 1826 و1837. ومست الموجة الثانية لعام 1832 فرنسا حيث أودت بحياة مائة ألف شخص، بينهم رئيس الحكومة كازيمير بيريي Casimir Perier، بينما تعد الموجة الثالثة التي امتدت من 1852 إلى 1860 الأشد فتكا من بين الجوائح التاريخية، وقد تفشت بشمال أفريقيا وأمريكا الجنوبية ما بين 1846 و1860. أما الموجة رابعة فوقعت ما بين 1863 و1875 حيث وصلت إلى الهند وإسبانيا، ومع تطور التجارة العالمية انتشرت العدوى شرقا نحو الصين واليابان، وغربا نحو أفغانستان وإيران وسوريا، ثم مصر وساحل البحر الأبيض المتوسط، دون أن ننسى روسيا التي أدى فيها الوباء إلى مقتل أكثر من مليون شخص. وستبدأ الموجة الخامسة ما بين 1881 و1896 من الهند وتعم أنحاء أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وقد اتخذت طابع الجائحة. وهكذا فإنه في القرن التاسع عشر فقط تفشت ست موجات من الوباء الفتاك، ومع بداية العقد الثاني من القرن العشرين انتشر الوباء خلال حرب البلقان ما بين 1912 و1913بأرجاء الامبراطورية العثمانية. أما الموجة السابعة والأخيرة فبدأت في أندونيسيا سنة 1961 لتشمل القارة الآسيوية وتمتد إلى أنحاء من أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، ثم أمريكا الجنوبية، وهي تستمر إلى اليوم بحسب منظمة الصحة العالمية، بينما تعد القارة الإفريقية أكثر المناطق تضررا من الموجة الأخيرة، رغم اكتشاف اللقاح الخاص بها عام 1885، وتصفه تقارير المنظمة بالوباء المنسي.
ويرجع سبب ظهور هذا المرض الوبائي إلى بكتيريا تعيش في الماء أو في الغذاء الملوث أطلق عليها اسم "ضمة الكوليرا" Vibrio cholerae، وهي تهاجم الأمعاء وتتسبب في إسهال حاد وغثيان وتقيؤ وجفاف شديد ما يؤدي، في غياب العلاج، إلى وفاة المصاب في ساعات قليلة نتيجة فقدان كمية سوائل الجسم. ويتطلب العلاج أساسا منح المصاب السوائل والأملاح التي تعوض ما ضاع من جسمه، علاوة على المضادات الحيوية. ويرجع الفضل في اكتشاف "محور العدوى" إلى الطبيب البريطاني "جون سينو" الذي لاحظ أن الإصابات الخطيرة بالمرض حدثت لأشخاص يقطنون في محيط إحدى مخضات مياه الشرب، بعدما اعتقد العلماء أن الكوليرا تنتشر بسبب تلوث الهواء، إذ بمجرد وقف المضخة خفت العدوى. وبذلك ساعد الاكتشاف بتطوير أساليب الوقاية دون حاجة إلى لقاح. وتقدر منظمة الصحة العالمية ضحايا الوباء في وقتنا الحاضر ما بين 121ألف و143 وفاة من بين حوالي 1.3 مليون و4 ملايين إصابة سنويا، أغلبها تتركز في البلدان الفقيرة أو التي تشهد الحروب والمجاعات، ذلك أن وباء الكوليرا صار تقريبا وفاء الفقراء بسبب الحرمان من شروط الصحة والنظافة والتوزيع غير العادل للثروات والخيرات وتفشي الحروب الأهلية في البلدان الضعيفة والمستعمرة. ولعل أحدث مثال وقع هذا العام باليمن حيث أدى الوباء إلى وفاة حوالي ألف شخص، فيما العدد مرشحا للارتفاع في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور النظام الصحي وشروط النظافة وانتشار واسع للتلوث.

4- أوبئة أخرى ذات منشأ بكتيري أو طفيلي

على قائمة الأوبئة ذات المنشأ البكتيري أو الطفيلي يوجد عدد من الأمراض الشهيرة أقل تدميرا أو انتشارا أو امتدادا في الزمن، أي بأقل مفعول وبائي مقارنة مع الطواعين والكوليرا، مثل حمى التيفوس Typhus Fever التي تسببها كائنات دقيقة يطلق عليها Rickettsia، وهي تنتقل بواسطة حشرة القمل بالجسم، ومن أعراضه الحمى والصداع والغثيان، وتؤدي في غياب العلاج إلى مضاعفات تسبب فشل تام للأعضاء وتؤثر على الدورة الدموية بفعل العياء الحراري. ويتميز هذا المرض الوبائي بانتشاره في البيئات الفقيرة والمزدحمة حيث تغيب شروط النظافة والوقاية من التلوث على غرار الكوليرا، وقد اشتهر المرض على مر التاريخ، لكن أهم المعلومات حوله بدأت تظهر منذ القرن السابع عشر، حيث تفشى الوباء خلال "حرب الثلاثين" الشهيرة في أوروبا وحصد أرواح نحو عشرة ملايين شخص، كما قضى على أزيد من عشرين ألف عام 1848 أغلبهم من المهاجرين الايرلنديين الهاربين من المجاعة الكبرى نحو كندا، ثم ضرب بقوة أيضا إبان الحرب العالمية الأولى بين جيوش روسيا ودول من أوروبا الشرقية كرومانيا وبولندا، مخلفا وراءه آلاف من الضحايا، منها 150 ألفا في يوغوسلافيا وحدها، فيما يرجح أنه أهلك نحو ثلاثة ملايين أثناء الحرب الأهلية في الاتحاد السوفياتي من بين 25 إلى 30 مليون إصابة معلن عنها. واليوم لم يعد المرض حالة وبائية بفضل تطور الرعاية الصحية والنظافة ووسائل مكافحة القمل ومعالجة المرض بالمضادات الحيوية. ومن الأمراض الشهيرة أيضا على هذه القائمة مرض "الملاريا" الذي ينتقل عن طريق بعض الحشرات كالبعوض، وهو مرض قديم يعود إلى نحو أربعة آلاف سنة، وشكل بدوره سببا لهلاك مئات الآلاف من الأشخاص عبر العالم، ولا يزال إلى أيامنا يظهر كحالات وبائية، خاصة في مناطق جنوب الصحراء الإفريقية، بإصابات تتراوح ما بين 350 و500 مليون سنويا، لكن بنسبة وفيات محدودة بفضل توفر عقاقير فعالة للعلاج. ويعود سبب المرض إلى طفيل يعرف ب "البلازموديوم". وتذكر المصادر التاريخية أن من بين أشد المحطات الوبائية في تاريخ الملاريا سجلت أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية بصفوف الجيش الأمريكي بحوالي مائة ألف حالة وفاة، وتظل من الأمراض التي تستمر في الظهور بسبب قدرة الطفيل، الذي يعيش جزء من دورته الحياتية بالبعوض الناقل وجزء آخر بجسم الانسان الحامل، على مقاومة العقاقير المضادة، وأيضا لصعوبات مكافحة الحشرة التي تنقله وهي البعوض، نظرا لشساعة المساحات التي تنتشر عليها، وإلى اليوم لا يوجد أي لقاح فعال لتحصين الاشخاص من الإصابة.
وعلى نفس القائمة يوجد ما يعرف بالسل الرئوي أو الدرن، وهو ينتج عن بكتيريا عصوية تعرف ب Mycobacterium tuberculosis تنتقل عن طريق الجو وتصيب الرئتين فتسبب ضعفا داخليا وألام في الصدر وتعرق ليلي ونوبات سعال شديدة، وهي في الأصل عبارة عن ميكروب بطئ النمو حيث يستغرق انقسامه حوالي 18 ساعة، رغم أنه يعد من أخطر الميكروبات، وقد تمّ تتبع سلالات هذا المرض من خلال الحمض النووي لمومياوات المصريين القدماء، وتم اكتشاف أنه أهلك البشر قبل آلاف السنين، حيث تشير مصادر تاريخية أنه أودى بحياة ربع سكان القارة الأوروبية من البالغين في القرن 19، ولا يزال منتشرا إلى أيامنا، رغم الجهود الكبيرة التي تبذل للحد منه وتتبع منظمة الصحة العالمية للتطور الوبائي للمرض وتطوير بروتوكولات علاجه، حيث يخلف سنويا مليوني وفاة من بين ثمانية ملايين إصابة مسجلة، وذلك لوجود صعوبات في التعامل مع السلالات الجديدة التي تظهر في أماكن مختلفة من العالم.
ونجد أيضا وباء الدفتيريا La diphtérie أو "الخناق"، وهو مرض الجهاز التنفسي العلوي من منشأ بكتيري معد عُرف منذ العصور القديمة، وهو ناتج عن بكتيريا الخناق الوتدية المشهورة ب Corynebacterium diphtheriae أو عصية Löffler-Klebs، التي تنتج عن مادة سامة تصيب المسالك التنفسية العليا أولا، ثم تمتد إلى القلب والجهاز العصبي المحيطي، وتؤدي إلى تضخم أو تروم في العنق أو الرقبة يجعلها أشبه ب"رقبة ثور"، ومدة حضانته بين يومين إلى 5 ايام. ومن أعراضه الأساسية، التهاب في الحلق واللوزتين والحمى وقصور في القلب، ويستعمل لعلاجه البنسلين والمضادات الحيوية، إضافة إلى أعراض ثانوية مثل العياء والشحوب وتسارع دقات القلب، وتتنقل عدوى المرض عن طريق الاتصال الجسدي المباشر أو بواسطة رذاذ الإفرازات من الأشخاص المصابين. من أشهر ضحايا المرض الأميرتين أليس وماري من عائلة الملكة فكتوريا في عام 1878. وقد نجحت التطعيمات في الحد من انتشار هذا المرض منذ 1924 في البلدان الصناعية المتقدمة، غير أنه عاد للظهور بالاتحاد السوفياتي السابق بداية العقد الثامن على إثر انهيار النظام الصحي بسبب مشاكل بدأ يعرفها الاتحاد قبل انهياره التام بداية التسعينيات من القرن الماضي، بل وأدت موجة وبائية جديدة إلى مقتل الآلاف في روسيا وأوكرانيا سنة 1994، مثلما ظل منتشرا بعدد من البلدان الفقيرة، وإن بشكل محدود مقارنة بالأمراض الوبائية الأخرى، وذلك بفضل اعتماد التطعيم الثلاثي للأطفال في سن التمدرس الخاص بالسعال الديكي والدفتيريا والتيتانوس، ويمكن عند الضرورة تطعيم حتى البالغين لمنع الإصابة عند السفر إلى مناطق موبوءة أو تعرف انتشار هذا المرض. وكان الطبيب الأمريكي جوزيف أودواير قد طور في القرن 19 طريقة لعلاج المرض بواسطة أنابيب في الحلق لمنع اختناق المصابين، بينما اكتشف فريدريك لوفلر في العالم 1884 بكتريا الخناق الوتدية المسببة للمرض، في حين طور الطبيب الألماني إميل فون بهرنغ نهاية القرن 19 ترياقا يقوم بتعديل السموم التي تفرزها البكتيريا في الجسم، وتوج بفضله بجائزة نوبل للطب، وفي نفس الفترة توصل علماء آخرون إلى تطوير أمصال مماثلة، غير أول لقاح ناجح للمرض تم تطويره سنة 1913 على يد بيرنغ.
لكن بالرغم من تراجع معدلات التفشي فإن المرض يظهر ببن الفينة والأخرى أحيانا حتى في البلدان المتقدمة، وهو يشهد طفرات على غرار أمراض أخرى متفشية.
.



#عبد_المجيد_السخيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الأوبئة(3) دروس التاريخ
- الحجر الصحي والحجر الحقوقي: بصدد قانون -تكميم الأفواه-
- إيدير: -سيعيش-
- تاريخ الأوبئة(2) هل الوباء قديم قدم الانسانية؟
- تاريخ الأوبئة(1) عن المرض وتاريخه
- بوب مارلي، -النبي- المتمرد وإيقونة الريغي (4)
- بوب مارلي، -النبي- المتمرد وإيقونة الريغي (3)
- بوب مارلي، -النبي- المتمرد وإيقونة الريغي (2)
- بوب مارلي، -النبي- المتمرد وإيقونة الريغي (1)
- سمير أمين: وحدة النضال الإيديولوجي والالتزام السياسي والانتا ...
- سمير أمين: وحدة النضال الإيديولوجي والالتزام السياسي والانتا ...
- سمير أمين: وحدة النضال الإيديولوجي والالتزام السياسي والانتا ...
- سمير أمين: وحدة النضال الإيديولوجي والالتزام السياسي والانتا ...
- ثورة 1917 العظمى: المجموع والباقي(3)
- ثورة 1917 العظمى: المجموع والباقي(2)
- ثورة 1917 العظمى: المجموع والباقي(1)
- الإضراب عن الطعام في سجون المغرب(2)
- قناع المثقف
- قصائد مقاتلة(2): الحرية ل-بول إيلوار-
- الإضراب عن الطعام في سجون المغرب(1)


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبد المجيد السخيري - تاريخ الأوبئة(4) من الطاعون إلى ك-ك 19(أ)