أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبدالله الضباعين - الروائي الأردني، مشاكل وتحديات














المزيد.....

الروائي الأردني، مشاكل وتحديات


أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي أردني

(Ashraf Dabain)


الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 00:22
المحور: الادب والفن
    


أشرف الضباعين*
في البداية ومن موقع المجرب والمتلمس للتحديات والصعوبات التي تواجه الروائي الأردني وأهمها عملية النشر فإنني استطيع أن أقدم تحليلا موجزًا عن هذه التحديات والصعوبات التي تعاني منها الرواية الأردنية بما في ذلك تأثير هذه الرواية على القارئ الأردني والعربي والأجنبي.
فإذا كانت الرواية العربية ككل تعاني من التأخر عالميًا مقارنة بالروايات الغربية تحديدًا، لكن بدأت الرواية العربية تأخذ مكانًا لها على الساحة العالمية منذ أكثر بقليل من ثلاثة عقود لكن باستيحاء، فإذا ما أخذنا بالاعتبار حصول الروائي المصري نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب فإن باقي الروايات العربية لم تلامس هذا الحد من العالمية بعده، ولا يعني هذا أن الرواية العربية تعاني نقصًا أو مشكلة في ذاتها بل أن الصعوبات تكمن في تفاصيل يختفي خلفها شيطان أو مجموعة من الشياطين، وبهذا المقال سأذكر بعض من هذه الصعوبات والتحديات التي يعاني منها الروائي الأردني وهي بالتأكيد جزء من مشكلات الروائي العربي ككل.
أولا: مشكلة الترجمة، فأغلب الترجمة حاليًا في الرواية تتم من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، وقليل من الروايات الأردنية ترجمت للغات عالمية كالإنجليزية والفرنسية والروسية والصينية والألمانية والإسبانية والإيطالية وغيرها، وحتى الترجمة التي تمت للروايات الأردنية تمت من خلال مؤسسات وهيئات ودور نشر غير أردنية، أو بمساهمة وتدخل مباشر من الروائي الأردني نفسه، ومن أهم الروائيين الأردنيين الذين تمت ترجمة أعمالهم للغات أجنبية على سبيل المثال لا الحصر: تيسير السبول، كفى الزعبي، جلال برجس، باسم سكجها، سميحة خريس، ليلى الحلبي وغيرهم مع الإشارة إلى أن الروائية الأردنية فاديا الفقير التي تعتبر روائية ثنائية اللغة تكتب أيضًا باللغة الإنجليزية موجهة روايتها للقارئ الأجنبي.
ثانيًا: مشكلة محاربة الرواية، فقد عانت الرواية العربية من الكثير من الخنق والرقابة، فجاءت الكثير منها متحفظة ومرتعبة، والرواية الأردنية لفترة قريبة كانت تعاني من هذا الأمر إلا أن تخفيف الكثير من القيود على عملية طباعة ونشر الكتب في الأردن منذ بداية هذا القرن خفف من أزمة الرواية الأردنية، فكتب الكثير من الروائيين الأردنيين في القضايا السياسية والدينية والجرئية لكن بتحفظ، مع ظهور قليل من الروائيين في الأردن ممن قدموا روايات ذات طابع متطرف دينيًا، ورغم الشهرة التي يتمتع بها بعض من هؤلاء الروائيين المتطرفين أردنيًا وعربيًا لكن هذه النوعية من الروايات تعتبر منفرة للكثير من النقاد والمترجمين وغالبًا لن تلقى رواجًا خارج نطاق القارئ العربي المتدين.
ثالثًا: مشكلة التقديم، واجه الكثير من الروائيين العرب وكذلك الأردنيين مشكلة في تقديم ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم بشكل مفهوم ومقبول للقارئ الغربي، هذا التقديم الذي يعتبر ضروري لفهم ما وراء الرواية وأحداثها وحبكتها مرورًا بتقبل الشخصيات وعيشها وفهم تصرفاتها.
يجب أن لا ننسى أن القارئ الغربي للرواية يميل في الأغلب لروايات الخيال العلمي وروايات الألغاز والأسرار والروايات البوليسية والروايات الرومانسية الواقعية، بينما تميل معظم الروايات العربية عامة والأردنية خاصة إلى السرد المتعلق بمناقشة قضايا الواقع العربي ومشكلات المجتمع العربي منها على سبيل المثال لا الحصر قضايا الشرف وقضايا الإرث والزواج بالسر ومشاكل الحب بين طرفين مختلفين في الدين أو الطائفة، مشكلة اللاجئين وقضايا حروب فلسطين والعرب، وغيرها، فهذه قضايا لا يتلمسها القارئ الأجنبي ولا تعنيه، لذلك لن يرى معنى لها! القارئ الغربي قد ينجذب لرواية حول سقوط نيزك غريب في القطب الشمالي وما يدور حوله من ألغاز وحوادث أكثر من مشكلة رفض زواج أم أحمد لابنها أحمد الذي يعمل محاسبًا في شركة وقد بلغ الثلاثين من عمره من إبنة جارتهم!
وبهذا الخصوص لا بد لنا من القول أن الرواية العربية ومنها الرواية الأردنية تختلف في سرديتها عن الرواية الغربية تحديدًا والرواية العالمية بشكل عام.
لا تعني هذه الأسباب الرئيسية الثلاثة خلو الرواية العربية من الإبداع والتقديم المميز، لكنها – أي الرواية العربية – تعاني من مشكلات ليست سهلة ومنها أيضًا مشكلة في عملية التسويق عالميًا، وهنا لا بد أن نشير أن معظم دور النشر العربية ومنها الأردنية تكاد تكون أقرب للمتاجر والدكاكين التي تسعى لربح كثير وعمل قليل، وأن معظم دور النشر هذه صغيرة بما لا تسمح ميزانيتها وعملها التسويق الواسع أو الشامل، وتتكل الكثير منها على الروائي أو الكاتب في عملية تسويق كتبه مما يرهقه ماليًا، بينما يقبع أصحاب دور النشر خلف مكاتبهم دون السير في عمليات تسويق حقيقية.
البعض يُشير إلى مشكلة التراكم الكمي للروايات والذي أثر سلبًا على وضع الرواية الأردنية والعربية عالميًا، لكن لا أتفق مع هذا القول لأن المشكلة تكمن بالروايات التي كتبت باللغة العربية وتم ترجمتها للغات عالمية، فالروايات التي لم تترجم هي خارج هذا النطاق.
الرواية العربية ليست في وضع مأساوي فالكثير من الروايات العربية لروائيين من تونس والجزائر والمغرب تم ترجمتها إلى اللغة الفرنسية ولاقت رواجًا في إفريقيا وأوروبا، وهناك روايات عربية ترجمت للإنجليزية والإسبانية ولاقت قبولا في أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وبعضها حصد جوائز في تلك الدول.
واذا كانت الرواية الأردنية ليست رواية عالمية لكنها أيضًا ليست رواية فاشلة، أنها فقط تحتاج للخروج من بوتقة وقيود السردية المحلية وتحتاج للترجمة والتسويق الحقيقي، وهو أمر عسير على الروائي الأردني لوحده وبالتالي لا بد من تضافر جهود عدد من الجهات الرسمية والخاصة لمساعدة الروائي الأردني في صعود السلم.
*روائي وكاتب أردني



#أشرف_عبدالله_الضباعين (هاشتاغ)       Ashraf_Dabain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حِكمةُ الصّداقة وحُكمُها
- عالمٌ بلا سوبرمان
- التعليم عن بعد
- حرب على الكورونا والنتائج المستفادة
- وجه العالم سيتغير
- قراءة في المجموعة القصصية ليلة الغفران الآخير
- قراءة في رواية وجه الحقيقة لعماد مجلطون
- قراءة في رواية المقامر
- بؤساء بيزنطة الحديثة
- قراءة في رواية الخلود لميلان كونديرا
- حق الكتابة
- رؤية نقدية في رواية الخيميائي
- دور الكاتب دور اشتباكي
- مي زيادة في رواية واسيني الأعرج
- الكاتب من منظورٍ آخر (مقال قصير جدًا)


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبدالله الضباعين - الروائي الأردني، مشاكل وتحديات