أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام بن الشيخ - كيف يحمي وعينا الحقوقيّ المقبل -الساعة البيولوجيّة- لإنسان ما بعد -وباء اليأس-؟ نحو إدراج -التآزر الإنسانيّ- و-البيوإيثيقا- ضمن لائحة مقتضيات بشريّة -ما بعد الهزيمة-..















المزيد.....


كيف يحمي وعينا الحقوقيّ المقبل -الساعة البيولوجيّة- لإنسان ما بعد -وباء اليأس-؟ نحو إدراج -التآزر الإنسانيّ- و-البيوإيثيقا- ضمن لائحة مقتضيات بشريّة -ما بعد الهزيمة-..


عصام بن الشيخ
كاتب وباحث سياسي. ناشط حقوقي حر

(Issam Bencheikh)


الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 10:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف يحمي وعينا الحقوقيّ المقبل "الساعة البيولوجيّة" لإنسان ما بعد "وباء اليأس"؟
نحو إدراج "التآزر الإنسانيّ" و"البيوإيثيقا" ضمن لائحة مقتضيات بشريّة "ما بعد الهزيمة"..
د/ عصام بن الشيخ
أستاذ محاضر جامعة قاصدي مرباح ورقلة - الجزائر
– الجزائر- (الجمعة 03 أفريل 2020)
*********************************************
"ثقل وباء الحصار، فرصة لنخلو بأنفسنا، والمثول أمام ملكوت النفس"
- الروائي الليبي إبراهيم الكوني -
لـ"وباء الهزيمة واليأس" المدعو "كورونا: الإكيل/التاج"، أفضال جانبية غير مرئية بالوضوح الكافي، رغم عدم عثورنا على اللقاح المناسب له إلى حدّ الساعة، "Vers une Piste de Trouver L’Antidote/ نحو مسار للعثور على الترياق" عنونت مجلة فرنسية ركزت في تحاليلها على رهانات معهد باستور الفرنسي في العثور على الدواء، فلقد وبخ "الميكروبيولوجيست" الفرنسي ديدييه غاوو Didier Raoult (Infectiologue et Professeur de Microbiologie) مدير مستشفى IHU Méditerranée Infection وبخ متابعيه عبر تويتر الذين يستخفون بوباء كورونا ودعاهم إلى الجديّة أكثر في حماية أنفسهم وخاصة كبار السنّ. كما كتب النائب المصري السابق الباحث عمرو حمزاوي في القدس العربي ومركز كارنيغي الشرق الأوسط للأبحاث حول الطاقة الاستيعابية للمستشفيات والرفق بالفرق الطبية دائمة الاحتكاك بالمرضى من ضحايا كورونا. أذكّر مجددا بما كتبه المرشح للرئاسيات الأمريكية المقبلة عن "وباء الحبس الجماعي وحضر السفر" وكيف يستغلّ جو بادين خطأ ترمب الفادح في خفض ميزانية الأبحاث من قبل البيت الأبيض الأمريكي، لقد قاد تلك المؤسسة البروفيسور جزائري الأصل الطبيب يزيد زرهوني الذي كلّفه الرئيس جورج والكر بوش عام 2002 بتطوير الأبحاث الطبية بميزانية تتجاوز 30 مليار دولار، كما استحضر في هذا المقام حصول السعودية غادة المطيري على دعم ماليّ ضخم في واشنطن - قبل مجيء ترمب- بملايين الدولات لتطوير العلاقات واللقاحات خدمة للإنسانية.
أوقف فيروس الإكليل ترمب عن الاستمرار في فقرة: "هيومر شو اليومي/The Daily Humour Show"، لم يعد هنالك مجال للسخرية من "بقية البشر" مجدّدا، لأنّ المشكلة جديّة وعويصة. بل وتخصّ الغرب وأميركا أكثر من البقيّة. ففي إعصار كاترينا Ouragan Katrina من الدرجة الخامسة الذي ضرب أميركا في الفترة من (23 أغسطس 2005 – 31 أغسطس 2005)، تسبب الفيضانات الكبيرة في كشف زيف المساواة في الغرب، حين قامت المروحيّات بإنقاذ البيض وترك السود الفقراء وبيوتهم مهدّمة وعائمة، كانت فضيحة لأميركا زمن جورج والكر بوش وسلفه باراك أوباما الذي وهّمنا بانتهاء عصر الميز العنصريّ إلى الأبد؟. وفي إعصار هارفيHarvevy Hurricane في الفترة (17 أغسطس 2017 – 03 سبتمبر 2017) تسببت الأعاصير والفيضانات في زيادة خسائر ولاية تكساس التي عانت من أعاصير آيك Ouragan Ike عام 2008 وكارلا Hurricane Carla عام 1961 المدمّرة. كما عانت أميركا من أعاصير فلورنس Ouragan Florence (10 سبتمبر 2018 – 19 سبتمبر 2018) الذي ضرب كارولينا الشمالية والجنوبية ومريلاند، وإعصار مانكوت جنوب الصين Typhon Mangkhut الفترة من (07 سبتمبر 2018 – 17 سبتمبر 2018) جنوب الصين وضرب (تايوان، الفلبين، فييتنام، هونغ كونغ) وكان يهدّد مصالح شركاتها في منطقة الباسيفيك. مع ذلك، كان دونالد ترمب مزهوا بالفوز في الانتخابات الرئاسية، ومشغولا بالتغريد في تويتر للسخرية من الحلفاء والأعداء على حدّ سواء، في حالة استكبار غريبة أثارت دهشة زعماء الغرب قبل الشرق.
كلفة القيادة الأمريكية للعالم محطّ تحليل من داخل واشنطن، فإذا كان التحلّل الغريب لترمب سيستمرّ في ترك الفراغات للحلفاء والأعداء معا، ستخسر واشنطن القيادة مع مرور الوقت. الكثيرون علّقوا آمالهم الحقوقيّة على الدعم الأميركيّ للانتصار إلى مطالبهم حول (الحريات، حقوق الإنسان، الدفاع عن البيئة، منع الانتشار النووي، منع التحولات المناخية من الإضرار بالكائنات الحية،...) وقائمة طويلة من الالتزامات العالمية. انسحب ترمب من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومن اتفاقية باريس للمناخ، ومن الاتفاق النووي الغربيّ مع إيران، وانسحب من منظمة اليونسكو للثقافة والتربية والعلوم. فهل يتعلق مصير أنصار الحريات الإنسانية بمستقبل ترمب في الانتخابات الرئاسية المقبلة. اعتبر المحللون تصريحات ترمب من فيروس كورونا بالمستهترة والمستفزة للصين، التصريحات الصادمة لأنجيلا ميركل في برلين، وغياب الشفافية التام وعدم المصارحة بالنسبة لزعيم بيجين.

*- الجشع الصناعيّ للغرب والمطامع التجارية للشرق:
الكائنات الحيّة تستغيث طلبا للرحمة: لا مزيد من "الطبّ الامبرياليّ"؟
تتعلّق البيوايثيقا Bioéthique/Bioethics بالضوابط والأخلاقيات في الممارسات البيولوجية والطبية وعلومها التقنية والتطبيقية، الأطباء والصيادلة وعلماء الوراثة، البيطريون ومهندسوا الكيمياء والبتروكيماويات والأبحاث النووية. أطلقة المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو UNESCO عام 1993 برنامجها لأخلاقيات البيولوجيا، وأقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1998 البرنامج وفوضت اليونسكو للقيام بالمراقبة الأخلاقية، دعونا نتذكّر أنّ دونالد ترمب سحب عضوية واشنطن من اليونسكو وخفّض ميزانية الأبحاث الطبية في واشنطن، فهل توجب على عقلاء الأمّة الأمريكية الالتقاء فورا لبحث طوارئ أزمة القيم الغربية التي تسبب فيها وجود ترمب على رأس البيت الأبيض.؟
يمرّ خبر انتشار الخفافيش الميتة في الكيان الصهيوني مرور الكرام على محلّلي الأخبار، لقد تسببت تقنية الأنترنت 5G الجيل الخامس، في قتل الخفافيش داخل إسرائيل، حتى شكّت الإدارة الصهيونية أنّ الظاهرة على علاقة بوباء كورونا، سنفرد بحثا آخر مستقبلا حول مخاطر تقنية الأنترنت للجيل الخامس، وهل ستهدد هذه التقنية صحّة أفراد المجتمع الشبكيّ المتواصل بشكل رديء في تقنية 4G؟، يقول الروائي الليبي إبراهيم الكوني أنّ التواصل لم يكن تواصلا بل انتهاكا لحرمة البيوت بالأساس، وها نحن في ثقل حصار وباء الهزيمة واليأس، سنكتشف مفهوم الوطن والمنزل والسكن والبيت، بعد هزيمة العولمة وديماغوجيا الاتحاد الأوروبي "الملفّق".
تضمن الخطاب التاريخي للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي في الجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة 64 عام 2009 (قبل 11 عاما) حديثا عن مشكلتين جدليتين خفيتين أو بالأحرى ممنوعتين عن النقاش الأممي، مسألة "بيع الدواء" التي اعتبرها القذافي فضيحة للإنسانية (متى كان الدواء للبيع؟)، ومشكلة القضاء على قوت الشعب الصوماي، حين قال أن القرصنة البحرية في الصومال ناتجة عن سكب زيوت البواخر التجارية الغربية والشرقية في سواحل الصومال حتى ماتت كل الأسماك ولم يعد للصوماليين سوى القرصنة/الهكر للحصول على الغذاء.؟
تقول توقعات بيئية سابقة كان قد أصدرها بيل غايتس أنّه كان متوقعا أن ينتشر فيروس السارس بسبب الطيور أو الخنازير أو البقر انطلاقا من المسكيك والبرازيل، وليس الصين، لكن التركيز الآن على الخفافيش والآفاعي والحيوانات البحرية سيوسع دائرة النقاشات للحديث عما سماه الفيلسوف الألماني يورغان هابرماس Jürgen Habermas (ولد عام 1929)م "البيوإيثيقا – (سؤال أخلقة البيولوجيا)" سنفتح مجددا المحادثات حول رسالة الكائنات الحية لإنسان ما بعد الحداثة، سمعت محاضرة لبروفيسور التنمية بجامعة الجزائر مصطفى بن عبد العزيز أستاذ العلوم السياسية ببن عكنون ITFC، والذي تقمص عام 2005 شخصية طائر يخاطب الإنسان: "كان اتفاقنا أن أمنحك كل صباح بيضة وكلانا يعيش حرا، فجاءت الثورة الصناعية فوضعتني في أجهزة الإباضة بالكهرباء فنبهتك، كانت البيضة البيضاء كافية لكنك تريد بيضتين ملونتين، ولتلم أنني سأتوقف عن الإباضة بالقوة، سأمرض، سأحتج، وسأقتلك".
غير أنّ بعض علماء النفس والبيولوجيا سيفكرون مثلي تماما في الفترة الحالية في "مصير الساعة البيولوجية" للإنسان في "زمن كورونا"، ما الذي سيتسبب فيه الحجر الصحي وثقل السجن الجماعي وحضر السفر والتنقل، من أمراض نفسية وصحية قد تسبب في ظهور جديد لأمراض الاكتئاب والانطواء والانثناء والانتحار والقلق والوساوس، الجلطات وارتفاع الضغط والسكري بسبب نقص أو زيادة ساعات النوم..، وغيرها من الظواهر الممكن حدوها في المستقبل المنظور، بل والقريب جدا. فلقد انتحر وزير الاقتصاد الألماني كريستوفر شيفر تحت صدمة انعكاسات فيروس كورونا على السياسات المالية للاقتصاد الألماني. لقد فقد هذا الوزير قدرته على تحمّل انهيار السياسات المالية الألمانية بوتيرة متسارعة، وفضّل الموت على الارتهان لليأس.
لا يستهدف هذا المقال البحث حول هذه الأعراض الآن، هنالك استعجال كبير في هذه اللحظة، لكن فتح المجال لهذا النقاش سيعدنا مجددا إلى اهتمام الفلاسفة "بأخلقة البيولوجيا"، ففي الغرب البراغماتي الذرائعي، لا يقبل كبار قادة الصناعات الحديثة توقيفهم عن تحقيق الربح عبر البيع وغزو الأسواق، كما قطعت الصين طريق هؤلاء المصنعين بسرقة أسرار الاختراعات الغربية لهوسها الغريب بالتجارة التي جعلتها تمتلك أكبر احتياطيّ عالميّ من العملات الصعبة. لقد طالعت في كتاب هام للمفكر الأمريكي الراحل صاموئيل هنتغتون Samuel Huntington (1927-2008)م، تحدث فيه عن قصة قتل الصناعة الأمريكية للجلود لنظيرتها في المكسيك. أرسل الأمريكيون علماء الاقتصاد لبحث طريقة خفض منافسة الجلود المكسيكية والكولومبية للجلود الأمريكية، فكتب أعضاء البعثة توصية من سطر واحد كانت كفيلة بتحقيق انتصار أمريكي ساحق: "أرسلوا أسرابا من البعوض إلى حضائر البقر". سطر واحد جعل البقر والجواميس المكسيكية والكولومبية تحك جلودها على السلك الشائك والتراب، فأصبحت الجلود المكسيكية والكولومبية من أردأ المنتوجات غير ذات الجودة..، سنتخيل الآن ضحكات العم سام على حساب شعوب الدول الفقيرة في أمريكا الجنوبية والوسطى. لقد تفوقوا علينا في كلّ شيء. سنعود إلى التفكير مثل شعبي غزة وإدلب، وممارسة حياة يومية دون كهرباء وماء نظيف، لا سيارات لأن الوقود غير متوفر، انتظار المساعدات الغذائية والأدوية، اقتناء وشراء دون أموال لأن العمل دون رواتب، والكثير من الظواهر الخطيرة الأخرى.

*- التنظير للتضامن الإنساني الجديد: حتمية استحضار أعمال الإيطاليين دوركايم وغرامشي مجددا:
تجديد العقود الصحيّة الإنسانيّة لمرحلة "ما بعد الهزيمةّ":
أطلق ثقل حصار كورونا العنان لعدد معتبر من السلوكات الإنسانيّة المبطنة، الإيجابيّة منها والسلبية، التي لم يعد بالإمكان كتمها في نفوس أفرادا مجتمعنا المكبوت سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا. غير أنّ الفئات التي تعوّدت على التضامن Solidarité العمل الخيري Le Travail Caritatif/Charitable Work التطوع Bénévolat/Volounteering الإغاثة Secours/Relief تقديم الهبات والإحسان Phylantrophy/Philantropie التآزر Le Synergie والمعاونة Help/Aide والعمل المدني والجمعوي غير الربحي Non Profit Work، لم تتحمّل البقاء مكتوفة الأيدي، أمام النقص الفادح للكمّامات والقفازات الطبية، ونقص توريد الغذاء لفئة الميسورين والمعوزين، لقد لأطلق كورونا تمثلات كثيرة لهذه الأشكال من التضامن الإنسانيّ، بعضها اختار الاختفاء ومجانبة الرياء بتقديم المساعدة لساكني الشوارع والأقبية والجوالة والغجر، والبعض الآخر دافع عن علنيته في تقديم العون والغوث ليكون مثالا وقدوة تحتذى انطلاق من الدافع الإنسانيّ، والبعض الآخر يؤكّد على توثيق تضامنه ومساعداته ليضمن وصولها إلى المستحقين في زمن اختفت فيه الثقة وانتشر فيه الجشع، وحتى لا يلوم نفسه أو يلومه التاريخ بعد انتهاء الأزمة، وترك لنا الجميع كمّا كبيرا من السلوكات التي ستملأ صفحات الأكاديميين في المستقبل، لظواهر غير قابلة للحصر، لكنها حبلى بالمشاعر المبطنة للسخط والمقاومة واليأس والكفاح، البكاء والضحك، الصمت والتفاعل، والأهمّ، الاشتياق للأخوّة. فلم نشاهد ظاهرة "التيليتون" جمع الأموال، مما يعكس حالة الانهيار الماليّ وغياب ظاهرة الإدخار بين الأسر العربية الميسورة من الطبقة المتوسطة، وقابله رصد غريب للنرجسية والأنانية المفرطة للأثرياء في مختلف دول العالم، واقتنائهم للمواد الغذائية والصحية بطريقة احتكارية مرفوضة. فحتى مواد التعقيم اختفت من الصيدليات والمتاجر، ويكتفي المواطنون بمتابعة تطورات هذا الفيروس عبر التلفزيون، وليس أصعب من مشاهدة المساجد والكنائس تغلق في وجوه المصلين، حتى أنّ مشهد المعتمرين في مكة أصبح من الماضي، لأنّ غلق المساجد المقدسة في مكة والمدينة والقدس والكنائس في الفاتيكان ومختلف دول العالم، أصبح أكثر من ضرورة، لتجنب التجمعات الشعبية وضمان تنفيذ حالة التباعد والفصل الاجتماعي الحتميّ.
لقد بحثت حول "نظرية التضامن"، ووجدت أنها تعني الاندماج بين مجموعة الأشخاص في مجتمع ما على أساس القرب لإنجاز مصلحة عامة تعم بالفائدة على الأفراد، ويدين العالم الأكاديمي في العالم بأسره للعلامة عبد الرحمان إبن خلدون Ibn Khaldoun (1332-1406)م، في توثيق معنى التضامن من خلال "مفهوم العصبية"، حيث تتراكب قوى البشر على أساس القرابة وصلة الرحم، الوالدية والأخوة، والرابطة الأسرية، فقد عاش إبن خلدون دون أبويه الذين توفيا بسبب انتشار مرض الطاعون أيضا. كما يتضمّن التراث المحمّديّ الذي دونته السيرة النبوية والأحاديث الشريفة التي تحثّ على عمل أعضاء الجسد الواحد بتناغم وتعاون حتى لا يتداعى الجسد بسبب المرض والحمى، فقد أشار مقال في إحدى الصحف الأمريكية إلى الطريقة المحمدية في إقامة الحجر الصحيّ في زمن الأوبئة ونظافة المسلمين أيضا. كما يدين التاريخ المعاصر للأكاديمي الإيطالي أنطونيو غرامشي Antonio Gramsci (1891 – 1916)م الذي تحدث عن العمل الأهلي والمدني وكيفيات التنظيم القائم على التضامن والتآزر المهنيّ والوظيفيّ. وتدين الجامعات للفقيه الفرنسي ليون دوغيه Léon Duguit (1859 – 1928)م، وعالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم (1858 – 1917)م، في إثراء البحوث حول مفهوم التضامن الإنسانيّ، إذ يقول دوغيه أنّ الإنسان لا يستطيع العيش منعزلا دون بقية الأفراد، ولأن الناس تتشابه في الحاجات وتقسيم العمل يتكامل الأفراد بناء على ىلية المجتمع في سدّ الحاجات، حيث تنبني المصلحة العامة على أساس حقوق الأفراد في كنف الجماعة. ويضيف دوركايم مفهومي "التضامن الآلي الميكانيكي" و"التضامن العضوي". ضمن سلسلة أعماله المترابطة حول ظواهر تقسيم العمل، الانتحار، الإنتاج وغيرها من البحوث الهامة في هذا المضمار.
ينتشر العمل الخيري والإغاثيّ في العالم الإسلاميّ بشكل كبير لكن وصول الإغاثة إلى شعب اليمن وسوريا، اللاجئون في تركيا واليونان، مسلمو الإيغور ولاجئوا ماينمار في بنغلاديش، وإقليم غزة المحاصر، وفقراء الصومال واثيوبيا وجيبوتي ... لا يزال ينتظر تنظيم وتركيز وصول هذه المساعدات، خاصة الطبيّة منها. ولا أدلّ على الفشل الإنسانيّ في السوابق التاريخية القريبة منّا، انتشار الكوليرا في اليمن قبل بضع سنوات أمام صمت عالميّ رهيب، حيث لم يتوقف القتال بين الفرقاء رغم وقوع تلك الكوارث الإنسانية الرهيبة. فبعد تأسيس الصليب الأحمر ICRC على يد هنري دونان Henry Dunant (1828- 190)م عام 1864م، تأسس الهلال الأحمر الذي اعترف به في ندوة جينيف عام 1949م، لكنّ المنظمتين تقفان في عجز كبير لتغطية أزمة الجوع ونقص الدواء في الكثير من بؤر النزاع ومناطق العطش الحدودية خاصة في الصحراء الكبرى في إفريقيا والمناطق الحدودية الوعرة للبدو الرحل. عمل إنسانيّ كبير لا يزال ينتظر البشرية، المطالبة بالتحالف أكثر في هذا السياق دولا وحكومات ومنظمات غير حكومية، لتغطية الحاجات الميدانية، وتجنب التصادم مع الديماغوجية الذرائغية البراغماتية التي تصدم بها إدارة ترمب العالم.

*- نحو فرض قرارات جديدة لإشراك المواطن والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية في رعاية صحة المواطن العربي:
كيف نفعّل مواثيق التداولية والتشاركية والتساهمية، القرب والجوارية والتضامن، مجددا؟
ستفتح صائفة هذا العام الجامعات، أو بالأحرى مخابر البحث، أو بالأحرى مكاتب أكثر الباحثين جدية، لأن الجامعات تراجعت والمخابر أفلست والمجموعات البحثية تحللت. ستفتح الصائفة عدة ورشات للبحث عن الإجابات العويصة لمسائل الايكولوجيا Ecologie والبيولوجيا Biologie والإيثيقا L’Ethique والهرومونيثيقا Hermonithique الحداثة وما بعد الحداثة Post-Modernisme، الكولونيالية وما بعد الكولونيالية Post-Colonialisme، نهاية التاريخ وما بعد نهاية التاريخ Post-Historical، الفلسفة وما بعد الفلسفة Post-Philosophy، السوسيولوجيا Sociology وما بعدها، الرقمية وما بعد الرقمية Post-Digital... ولائحة طويلة من الانقلابات في المفاهيم والتصورات. لقد حذرنا الباحث والحقوقي والفقية العراقي المرموق عبد الحسين شعبان من ظاهرة انهيار المسلمات وانهيار القدسية النصوصية، عودة استدعاء التراث والقراءات ما بعد التراثية، في زمن النهايات والمابعديات. سيوفر هذا الانشغال البحثي لعشرات الأكاديميين فرصة لصب جامّ غضبهم على المؤلفات المقدسة والجامعات الفاسدة التي أنهكتها الـ: (جيرينتوكراسي Gérontocratie (سيطرة كبار السن)، الكليبتوكرات Kleptocrates (صناع القرار الفاسدين)، وغياب الميريتوكراسي Méritocratie (لا حكم للجدارة بل الأسبقية للمحسوبية Népotisme). يقول مثل جزائري: "هنا يبان الصحّ" (حتى ينوّر الملح)، ستجد البشرية ترياق العلاج من فيروس كورونا، لكنها ستنتظر فرزا جديدا لأنجح الباحثين بين جيوش الأكاديميين البيداغوجيين، سينتظر العالم مناقشات وحلولا لأنظامة تقدّم الخلاص وتصل بالإنسان إلى حالة من الرضا التامّ عن النفس.
أنصح كما فعلت دائما في مثل هذه الأوضاع، بالاستدعاء العاجل لمفتاح "التداولية Délibérative والتشاركية Participative والتساهمية Contributive، القرب والجوارية Proximité et Voisinage)، لفتح نقاشات وحوارات واسعة مع المواطنين لمعرفة انتظاراتهم واحتياجاتهم، لعلّ حلاّ ما سيصل إليه الباحثون على يد المواطن العاديّ. فهم المشكلة وهم الحلّ، هم فئة "الخبراء الجهلاء" أعرف منا بالواقع لكنهم بحاجتنا للتنظير وصوغ القوانين والسياسات والخطط والبرامج. هذا هو المنطلق، الطريق السهل، حتى لا نهدم ما سبق، ونبني على الجديد لمواجهة كلّ ما عرّته ظاهرة وباء كورونا من مشاعر وسلوكات دفينة وخفية، كانت مستترة بمقتضيات حياة الحداثة التي عشناها. كالخديعة.
سأعطي مثال يستولي على تفكيري، في ما سيلي، لمناقشة واحدة من أمراض العرب التي ستأكل صحة الإنسان، صحة وسيكولوجية العربي التي اكتشف أنها عزيزة عليه الآن بسبب وباء الهزيمة واليأس. إنها "ساعته البيولوجية" الغالية عليه. لحسن الحظ أنّ الآذان مستمرّ، فلقد كشف لنا يوتيوب Youtube مجددا فيديوهات فرحة الإسبان والايطاليين بصوت الأذان الذي آنس وحشتهم في محاجرهم، يعتبر الأذان الإسلاميّ ميقاتا ذا تأثير روحيّ هام، صنع "ساعة بيولوجية" برمجت الإنسان المسلم على الحركة خمس مرات في اليوم، وها هو يقدّم إعجازه العلميّ بكلّ صراحة، يستدعيك الأذان للغسل الأصغر، الرياضة المادية والروحية معا، ويبرمجك على مكافحة أفكار الانتحار التي أدت إلى هلاك وزير الاقتصاد الألماني بعد شهر من اندلاع أزمة فيروس اليأس والهزيمة.
قامت المملكة الأردنية قبل أربع سنوات بإعلان العمل بنظام تمديد التوقيت الصيفي لربح 01 بالمائة من الطاقة ونيلها من ضوء الشمس، إضافة إلى زيادة ساعات العمل، وأعلنت المملكة المغربية العمل بالتوقيت الصيفي قبل عام أيضا نفس القرار لربح الوقت وطمعا في نفس الأهداف، غير أنّهما خسرتا ولم تربحا الكثير، لأنّ المكيفات الهوائية وسخانات الكهرباء زادت الاستهلاك للطاقة الكهربائية، والناس ليسوا بحاجة إلى العمل بالتوقيت الصيفي لإطفاء المصابيح في الصباح.
تتعلق معضلة نتائج (تمديد الساعة الصيفية طيلة السنة)، بأزمة صحية وسيكولوجية بالغة الخطورة، تقول الأبحاث أنّ قرار صنّاع القرار خفض ساعة الاستهلاك الطاقويّ قد أدّت إلى انفجار قائمة من الظواهر الخطيرة الجديرة بالمتابعة والرصد والبحث والتحليل، فحين تنام باكرا وتستيقظ باكرا، ستقع فريسة (نقص ساعات النوم، خروج في الظلام صباح الأيام الشتوية، زيادة احتمالات الاعتداءات الجسدية في الشوراع، نقص ساعات الدراسة مما يؤدي إلى الاكتئاب والانطواء والانزواء والانثناء لدى فئة المراهقين، زيادة نسب الإجهاض بسبب إجهاد أجساد النساء، زيادة نسب الحوادث المرورية وسرقة المنازل، زيادة أعداد السكتات القلبية الجلطات وأمراض الضغط بنسبة 500 في المائة في بعض التجارب الغربية)، فمن أجل زيادة الإنتاج إرضاء للغرب، ستضطر وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والصحة وأجهزة الأمن والشرطة إلى مضاعفة وتعديل ساعات العمل والتدريس والحماية الأمنية والخدمات الصحية.
فها هي مدريد تبدي انزعاجها الكبير من القرار الذي اتخذه فرانكو عام 1940 في تبديل توقيت مدريد من غرينتش إلى توقيت ألمانيا، وفي الوقت الذي تبدي فيه المملكة الاسبانية رغبتها في تصويب هذا الخطأ، تستجيب عمّان والرباط للأوامر الغربية من واشنطن وباريس ولندن، لضبط ساعتها بما يتلاءم مع مواقيت العواصم الغربية. يتكرّر الأمر في تعديل أيام العطلة في الغرب، والتي تلغي يمو الجمعة تباعا من أيام الويكند العربي، تبقى الجزائر السعودية السودان من الدول العربية القليلة التي تبقي على يوم الجمعة كعيد أسبوعيّ مقدّس، البقية التحقوا بركب الحداثة والصناعة، فهل جنوا منها شيئا؟. يجيب البراغماتيون الذرائعيون أنّنا في حالة فوات حضاريّ وقد ضيّعنا دورات لعجلة التاريخ ولا نواكب تقدم الغرب، هذا حقيقيّ في الكثير من الأمور بالفعل، لكنّ الساعة البيولوجية للإنسان العربي المسلم تشترط عليه انتظاما بيولوجيا خاصا لا يتناقض مع مقتضيات التقدم.
لعلّ مشكلتنا تتعلق بالكسل بالأساس، الكسل الجسدي، الفكريّ، وحتى العقليّ، لقد كتب برتراند روسل Bertrand Russell (1872-1970)م الفيلسوف الانجليزي الكبير، مؤلفا هاما عنوانه: "في مدح الكسل". حتى الإنسان الغربيّ الذي يضيع وقتا كبيرا في الاشتراك في خطط الإنتاج، يشتري الكحوليات ويضيع لياليه في الترف والاحتفال لئلا تضطره الساعة البيولوجية التي فرضتها عليه الحداثة، للانتحار. لقد أفرد السوسيولوجي الفرنسي الراحل بيير بورديو Pierre Bourdieu (1930-2002)م أبحاثا ضخمة لكلّ الظواهر المعيشية المحيطة بالإنسان والأسرة في الغرب، حتى الانتحار، لينهي ما بدأه دوركايم في المكاشفات وتقديم الحلول.
لا تقدّم مقالتي مسلمات، ففي العالم العربي والإسلاميّ معضلات لا تنتهي، ملفات مفتوحة دون حلّ. لكنني سأستعد بشاعة، عسى أن تساعدنا الظروف على تقديم الإجابات، لأنّ الكلّ يكتفي الآن بطرح الأسئلة، الاستفهامات، التعجّب، الاستغراب، اليأس، والهزيمة، وعدة ظواهر خطيرة أخرى. خشية على الشباب تزداد كلّ يوم، وأنا أتخيل أنني أجلس مقابل بيير بورديو، أقول له، ألست السوسيولوجي الذي كشف الهيمنة الذكورية وتناقضات تقسيم العمل تحدثت عن التلفزيون والإنتاج والماركسية،... و و و، أرجوك أن تشاركنا اليوم تساؤلات ما بعد الحداثة، ما بعد فيروس اليأس والهزيمة. لقد رحل كلّ العقلاء، وتركوا منهجياتهم، والمهمة سهلة اليوم، فمن منا الأكثر قدرة على التفكير لتقديم الاجابات والحلول أكثر من البقية؟.



#عصام_بن_الشيخ (هاشتاغ)       Issam_Bencheikh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك العربي والتحديات الأمنية الخطيرة لاستخدامات -الإعلام ...
- هل استلهم دونالد ترمب فكرة -صفقة القرن- 2019 من أبحاث أكاديم ...
- إحياء الذكرى الأولى للحراك الشعبي الجزائري (الجمعة 22 فبراير ...
- همهمة أكاديمية: التعديل الدستوري 2020 في عهد رئيس الجمهورية ...
- مصيدة ربط الحقوق بالمفاوضة الابتزازية.. من بحث سياقات الفعل ...
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ...
- -ضيّع نفسك، تجدها-... إبراهيم الكوني، ومعضلة تحرير الإنسان ا ...
- الصمود المعرفي لأطروحات عبد الله الغذامي وأحمد الصرّاف: المج ...
- تفكيك بنية الأصوليّات البروتستانتية في العالم الإسلاميّ: مقا ...
- حول ظاهرة -انمحاء الأكاديمي- الاجتماعي، وتأثيراتها في الحالة ...
- ثالثة الأثافي... ساسة -دمية الميدان-: فقر فكريّ وفساد ماليّ ...
- أوروبا موحّدة ب: -وتائر- متفاوتة- لا -سرعات مختلفة-: وصفة مو ...
- بناءات ومقاصد الخطاب الغربيّ المعادي للإسلام قديما وحديثا: ت ...
- مشكلة تمويل صناديق التقاعد في دولنا العربية: محاورة لأستاذنا ...
- -إطحن أمو-... استحالة الهروب إلى الأمام في المملكة محسن فكري ...
- الانفتاح والانغلاق.. المواجهة السرمدية في السياسات العربية
- أحلام -هنري كيسنجر- والاختبار التركي... التخطيط للحرب العالم ...
- في نقد فلم: -فضل الليل على النهار/ Ce que le jour doit à la ...
- إشادة فلاسفة الغرب السابقين ب: -حكمة النبي محمد-: -الحلقة ال ...
- -تعريب الغشّ-، و-عولمة تسريبات الاختبارات ومباريات الامتحان- ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام بن الشيخ - كيف يحمي وعينا الحقوقيّ المقبل -الساعة البيولوجيّة- لإنسان ما بعد -وباء اليأس-؟ نحو إدراج -التآزر الإنسانيّ- و-البيوإيثيقا- ضمن لائحة مقتضيات بشريّة -ما بعد الهزيمة-..