أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - سورية: معارضة فنادق أم خنادق .. ؟














المزيد.....

سورية: معارضة فنادق أم خنادق .. ؟


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 12:28
المحور: المجتمع المدني
    


تبدو المعارضة السورية التي يكثر الحديث عنها , وعن قدراتها التأثيرية على الشارع , وآمالها المستقبلية في التغيير , وأوهامها المتطلعة لامتطاء حصان السلطة , محور الحدث الدائر على الساحة المحلية والإقليمية والدولية بتوجهاته المختلفة .
لقاءات ساخنة بين أقطاب المعارضة في الخارج , وبيانات مطالبة بالتغيير على مستوى الداخل , إذاً هو تطور لافت تعيشه المعارضة السورية بعد غياب طويل أشبع بالخوف وبالاستبعاد عن دائرة الوطن المأزوم الذي أوشك على التمزق لكثرة الهموم المتكاثرة على رأسه .
فالمعارضة في الداخل تعد نفسها أكثر وطنيةً من الوطن نفسه لا بل يستمد وطنيته المسلوبة من وطنيتها .
أمّا المعارضة في الخارج تعاني التشتت بفعل التباعد في الرؤى حول كيفية التغيير المطلوب وعن شكل الوطن المرغوب في حال تمت الولادة بسلام .
في حين يبقى النظام حاميا للوطن بمباركة السماء الذي لا تنطفئ له نار ولا يهدأ له بال , بغض النظر عن التلكؤ في بلوغ الأهداف المرسومة , ومن يحمي الوطن لا يسأل عن أسباب التلكؤ .
ولاشك أنّ تكاثر الهموم على رأس الوطن , يعد حالة مسبوقة من نوعها , والأشد وقعاً وضرباً على النفس أن يكون سبب هذه الهموم أبناء الوطن ذاته وليس دخيلاً طامعاً بمقدراته .
في كل مرة تحاول المعارضة في الداخل الإمساك بزمام المبادرة عبر دعواتها المتكررة لعقد مؤتمر للحوار الوطني, يجمع من في أقصى اليمين السوري مع أقرانه في أقصى اليسار , والواضح أنّ هذه الدعوات تحولت إلى أحلام تداعب مخيلتها , لأن من يريد الحوار عليه أن يكون أكثر وطنيةً , فالنظام من جانبه عقد مؤتمره القطري في حزيران/ يونيو العام الفائت وبقيت المعارضة السورية مصنفة إلى صنفين :
1- المعارضة الوطنية كونها من الداخل ولا تستقوي بالخارج وهي لا تستطيع أصلاً الاتصال بالخارج لأنها تتحرك ضمن السقف الذي وضع لها , وإلا فأنها ستفقد عذريتها الوطنية التي تفخر بها , ومن خلالها يتم إيصال رسالة للعالم مفادها أن المعارضة لا تزال حية باقية ولم تمت .
2- المعارضة العميلة والموظفة من الخارج والمدفوع لها من الشيطان الأكبر , كما أنها مرفوضة من الشارع لعدم وضوح برامجها وقربها منه ولتشربه ما يصدر عليها من توصيفات يفتي بها الآخرين .
فالشارع أضحى مشطورا إلى شطرين , أيريد واقعاً أفضل حالاً مما كان سائداً في السابق أم يريد البحث عن ما يسد به رمقه؟ وما عليه سوى الإصغاء لأعزوفة الوعود المحمولة إليه مستقبلاً من .. ديموقراطية وتعددية حزبية وحرية صحافة وتحديث ..الخ من جملة الوعود المقطورة لشوارع أخرى في كوكب آخر .
فالقواسم التي تجمع المعارضة في العالم العربي مشتركة في تحركها , والمعارضة السورية ليست متفردة عن غيرها من المعارضات , وغالباً ما يكون سلاحها الفنادق لا الخنادق – فنادق الغرب تنطلق منها التصريحات والبيانات والنداءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تجد من يصغي لها في الداخل لكثرة الأوجاع والنوائب التي هتكت به .
وليس المقصود بالخنادق هنا اللجوء إلى استخدام العنف في الشارع , وإنما تجييش الشارع لصفها ليغدو الوطن صفا في وجه صف , وقطعا هذه الصفوف ما هي إلا أضغاث أحلام لم ولن تحصل يوما في أي شارع عربي , ويبقى لبنان استثناءً عن القاعدة العربية .
هل سألت المعارضة نفسها من تمثل ؟ أتمثل نفسها الثرية فقط أم تمثل الفقراء والمهمشين ؟ المعارضة الثرية هي المعارضة التي تعتصر ألماً لحال الوطن المهموم وتحترق حباً لغوث المواطن وتقف على مسافة واحدة من كليهما , في حين أن المعارضة المفلسة هي المسكونة بشهوة تحقيق مصالحها الذاتية دون الاكتراث لهموم الشارع وآفاقه المستقبلية.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزالق الديموقراطية المرتهنة
- أميركا:الخطاب الديني المتقلب
- عقد الاستبداد العربي وعقليات إنتاجه
- السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس
- الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية
- من يحكم من..الحكومات أم الحركات..؟
- حول دمقرطة الإسلام السياسي
- بين مطرقة السادية وسندان المازوخية
- على أهلها جنت براقش
- ميثولوجيا الحداثة .. وشبح الأصولية
- إصلاح أم تجميل..؟
- ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟
- ًالعروبة .. ومبتكراتها المستحدثة عالميا
- سيكوباتية السلطة وعقدها الثورية


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - سورية: معارضة فنادق أم خنادق .. ؟