أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟














المزيد.....

ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1559 - 2006 / 5 / 23 - 09:38
المحور: المجتمع المدني
    


تبدو الساحات العربية مكتظة اليوم بألوان فاقعة من الشعارات الوطنية والقومية البراقة وما فوقهما , وما يزيد اكتظاظها اشتعالاً صهيلها الشاجب للأطماع التوسعية التي تستهدف ساحاتها, فالشارع العربي خاض ثورته في السابق ووقف عند حدوده , لكل ثورة أهدافها ومبادئها وأبطالها وشهداؤها بدون تلك المكونات لا تستحق صفة الثورية , والمحاولات البديلة لها لن تجدي نفعاً وسيكون مصيرها مصير أخواتها اللواتي سبقنها في مكب التاريخ .
على امتداد الرقعة الجغرافية العربية توجد هويات كثيرة متعددة , جزئيا تها متنوعة بين أصيل متجذر وجديد متشكل وبعيد متشتت , وبين التجذر والتشكل والتشتت هدف واحد - البقاء تحت شمس الوطنية- والكل يريد أن يجد لذاته مكاناً تحت نورها , فالهوية تعني لدى البعض (الوطنية) ونقيضها التخوينية, وبذلك نكون أمام جدلية صراعها يدور حول رؤية كل طرف للآخر والإيقاع به وأن تطلب الأمر الهروب إلى الأمام أو للخلف , فغاية الصراع سقوط الآخر في لعنة التاريخ بتهمة التآمر الرخيص على الوطني الثمين .
من هنا فإن ما شهده العالم العربي من ثورات سابقة تندرج خطوطها العريضة تحت قيم الوطنية المنضوية بدورها تحت لواء الهوية , ولاشك أن هذا التصور المحدود كفيل بتفجير أزمة مفتوحة لهويات متعددة .
فالتعثر الحاصل قائم على مزج واستبعاد كيفي , مزج الهوية بالوطنية المتشدقة بالسلطة والمتحصل عليها بفعل الثورية, أمّا الاستبعاد فهو استبعاد للمتعلقات الأخرى المشكلة للهوية واعتبارها ثانوية كالمتعلق السلالي واللغوي , فالسلالة سلالتها وحدها وملحقاتها هي أدوات منفذة لجبروتها , واللغة لغتها الوطنية الواحدة وما عداها هويات تغرد خارج أسرابها .
إنّ إلحاق الهوية بالوطنية لن يزيد النار الا اشتعالاً , فالهوية تعني الذات بالمقام الأول ولا يمكن التخلص منها إلا بإقصائها , والثورة هنا ليست ثورة تجديد للذات بقدر ما هي تمزيق لها, لأنّ غياب الشعور بالذات يسيد العقل التقليدي, الرافض لكافة التساؤلات الدائرة في خلد كل فرد , والمصادر لكل التصورات النابعة من الآخرين ضمن فضاءات ضيقة, لادعائه بالتميز عن غيره من العقول .
ولعل الخروج من هذا النفق المأزوم بهوياته يكمن بخلق صراع تجديدي وتوحيدي للذات , صراع من شأنه أن يعزز مظاهر المجتمع المعاصر , بمحيه لكل الفئات المسكونة بشهوة السلطة , وتحويلها إلى فئات موطنة توطيناً حراً تؤمن إيماناً تاماً بأن الوطن ليس ملكاً لفئة دون غيرها , صراع يقلب التطرف محدود الرؤية إلى قالب ثقافي تصالحي , ليبقى التاريخ بتدوينه المنصف للوقائع وتفسيره لها الحكم الفيصل في لعنة هذا ومدح ذاك .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ًالعروبة .. ومبتكراتها المستحدثة عالميا
- سيكوباتية السلطة وعقدها الثورية


المزيد.....




- جنبلاط يشكر الشرع على اعتقال المسؤول عن اغتيال والده كمال جن ...
- الأمم المتحدة: الأوضاع في غزة تنذر بمجاعة وشيكة وسوء التغذية ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذّر من تفاقم الأزمة الإنسانية باليم ...
- الجامعة العربية تترافع دفاعا عن الأونروا أمام محكمة العدل ال ...
- مكتب إعلام الأسرى: الاحتلال يقتل المعتقلين في سجونه ببطء
- حماس تعلن: غزة دخلت مرحلة المجاعة الكاملة.. وإسرائيل تنفذ ال ...
- العفو الدولية: حصار غزة دليل آخر على الإبادة الجماعية
- اعتقال أحد السجينين الهاربين في بابل
- -اليونيسيف-: أطفال غزة يواجهون خطر الجوع والمرض والموت
- قيادي بحماس: غزة دخلت مرحلة المجاعة الكاملة والمقاومة جاهزة ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟