أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس














المزيد.....

السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 10:53
المحور: المجتمع المدني
    


مسكينة هي الأنظمة ,لا تجد أمامها سوى الجثث الهامدة والدماء الفاسدة ,المتسكعة في أزقتها الضيقة والمطبوعة بطابع فانتازي موروث.
الكلام يفتق الكلام , طالما بقيت الأنظمة تعتاش على تلك الدماء الفاسدة , فحري بنا العودة بذاكرتنا الهرمة إلى طفولتها الأولى , حينها سنجد أنفسنا أمام مشهد يستنسخ نفسه بنفسه , طقوسه ورجاله وأدواته صنعت بمباركة الأمس , ولازالت المباركة تحظى والدماء من حولها تسيل .
إذاً نحن أمام صورة دموية قاتمة المعالم والمصير من الصعب إجلاؤها ، وما تم إجلاؤه منذ عقود مضت هي صورة ذلك المحتل أو المستعمر أو المنتدب كما يروق للبعض تسميته ، وقد اجلي هذا العضو الغريب عن شرايين وأوردة الشعوب الرازحة تحت نيره لاعتقاده أنه روى ظمأه واكتفى من دمائها لشعوره أن هذه الدماء فقدت زهوتها وعنفوانها المفقود أصلا قبل مجيئه ، فمنطق الاحتلال كان وما يزال قائما على الأرض لما تكتنزه من مصالح لا حدود لها ، فلا يوجد محتل دخل أرضا حبا بأجساد أهلها و مزق أجسادها وحولها لأشلاء سيما تلك التي حركتها دماء حامية ،من هنا بدا الإرباك واضحا وبدت الدماء تصفي بعضها وتثلج بعضها في ثلاجات بشرية .
من شب على شيء شاب عليه وأضحى مقلدا له في السر والعلن بعد رحيل العضو الغريب ,و جوهر الغرابة في الأمر يكمن بالبديل عنه ، إن الأرض التي سلبت ها هي ترجع جزءا تلو الآخر ، و الواضح أن هذا العضو المقلد لذاك العضو الغريب يبني عروشه من برك الدماء و يعزز وجوده من أكوام العظام الملتفة حوله ليرحل بها إلى جزيرة كنز الأحلام ، الكل يجلس على ظهر السفينة التي تمخر في عباب البحر بحثا عن الكنز ، لا احد يسأل عن شكله لجهله وجهل من يسوقه ، يبقى السؤال قائما متى تنتهي تلك الرحلة الطوية يأتي الجواب .. إلى أن يظهر الكنز ، فالأرض تمثل الكنز الحقيقي
التي جاء لأجلها العضو الغريب مبحرا آلاف الأميال, في حين أن كنز العضو المقلد يبقى مجهولا في الأعماق ، ويتداعى في الوصول إليه مستخدما دماء من يجلس على تلك السفينة لسببين :
الأول : وقود محرك نحو الكنز المزعوم
الثاني : ضريبة يستوجب دفعها كي لا يلقى بهم في عرض البحر، بالمقابل يجد في عظامهم أدوات يستعملها في تجديفه المرهق الطويل.
فالسمة البارزة لتركيبة هذه الأنظمة المبحرة إبحارا تائها ، امتصاص الدماء و تكسير العظام ، إننا إمام مجزرة تدور أحداثها على ظهر تلك السفينة، فإذا كان الغرب حريصا على تصدير الديمقراطية إلى الآخرين بعد أن كان محكوما بخلافات رجاله المتدينين و مفكريه المتنورين حول طريقة حكم البلاد، فإن تلك الأنظمة المبحرة تجد نفسها حريصة على تصدير صورتها بأدوات و رجال تلك السفينة التي لا تغرق أبدا ، اللهم إلا إذا شاءت الأقدار و انقلب المركب على الملاح، عندها نكون أمام حالة تسو نامية يصعب تكرارها نظرا لخضوع الماء الحامل لها و هدوءه ، حتى الماء يخضع لمشيئة الملاح ، هل انقلبت المعادلات و القوانين الرياضية القائلة أن الأجسام تطفو لأنها خاضعة لقوانين المياه، أم أن أرخميدس نفسه كان مخطئا في رصد هذه الحالة الشاذة عن تلك القاعدة؟ بما أننا تحدثنا عن المياه و قوانينها فلا شك أن هذه المياه التي ترفض الامتثال لتلك القوانين ما هي إلا مياه بشرية.
إذاً هي مياه دموية ترتوي منها ضمائر الأنظمة الغائبة عن كل استحقاقاتها المطلوبة التي بُللت وريقاتها و أزيل حبر وعودها بمائها ، و قد يعتقد البعض أن قصة الإبحار في مياه دموية بحثا عن كنز مجهول هي من قصص الخيال المضروب بنفسه ، فالكل ينظر من منظوره الخاص و إن لم يكن لديه منظور يضطر للاستعانة بمنظور غيره ، مع العلم أن السواد الأعظم لا يملك المنظور كونه محظورا على الجميع باستثناء الملاح وحاشيته من قادة المركب ، لأسباب لا تحصى ولا تعد ربما كان أهمها التبشير برؤية جزيرة كنز الأحلام أو لرؤية الأصدقاء و الأعداء في الداخل و الخارج.
وما دمنا اشرنا إلى المنظور الذي يشخص رؤية الأشياء من وجهة واحدة، فليس بعيدا أن يجري القول بأن الخلط بين الماء و الدماء شيء مغاير فالأول أزرق و الثاني أحمر ، هنا أود التأكيد أن من يفرق بين كلا اللونين هو المنظور المفقود وحده و فضلا عن كونه مفقود محظور أيضا، فالعين كثيرا ما تخدع في التمييز بين الصالح و الطالح و قطعا هي مصابة بعمى الألوان فهذا الداء فمن يجد الدواء..؟!



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية
- من يحكم من..الحكومات أم الحركات..؟
- حول دمقرطة الإسلام السياسي
- بين مطرقة السادية وسندان المازوخية
- على أهلها جنت براقش
- ميثولوجيا الحداثة .. وشبح الأصولية
- إصلاح أم تجميل..؟
- ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟
- ًالعروبة .. ومبتكراتها المستحدثة عالميا
- سيكوباتية السلطة وعقدها الثورية


المزيد.....




- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس