زيارتي للمستشار أحمد ماهر في القاهرة

رياض البغدادي
الامين العام للحركة الشعبية لإجتثاث البعث
(Riyadh Farhan)

الحوار المتمدن-العدد: 6490 - 2020 / 2 / 12 - 21:17
المحور: مقابلات و حوارات
    

في سفرة خاطفة حملتني الى مصر الحبيبة لزيارة الاصدقاء الذين إعتدت على زيارتهم كلما سنحت الفرصة ، ومن شديد حبهم للضيف واكرامهم الذي يعجز اللسان عن وصفه والتعبير عنه كانوا يضعون برنامج الزيارة على وفق ما يعرفونه عن أهتماماتي ، فمن مكتبة الاسكندرية الى المتحف الوطني المصري مرورا بالاهرامات الى غيرها من الاماكن التي لا يتكرر وجودها في غير ارض الكنانة ، الا اني هذه المرة اضفت الى برنامج الزيارة فقرة لم تكن في حسباني لولا ما سمعته إثناء زيارتي للعراق من المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمدسعيد الحكيم دام ظله عندما ذكرت له اسم المستشار احمد ماهر ونشاطاته الفكرية وبحوثه في الموروث الديني الاسلامي وذكرت للمرجع طريقة احمد ماهر واسلوبه التهجمي على مؤسسة الازهر الشريف فقال السيد المرجع ما معناه ( ان الازهر مؤسسة دينية مهمة ولها تأريخ علمي لا يمكن الاستهانة به او التهجم عليه والبحث والتدقيق ومراجعة الموروث لا يبرر التهجم والاستخفاف بعلماء الازهر الكرام فأذا التقيت بالسيد أحمد ماهر فأبلغه سلامي وتحياتي وأشر عليه بان يعرض آراءه بطريقة علمية بعيدا عن الاسلوب الاعلامي الذي يختلف بالطبع عن التعاطي العلمي الذي يقبل النقاش والحوار استنادا الى الادلة والبراهين التي لا تقبل الشك ).

من هنا كانت زيارتي الى الاستاذ المستشار أحمد ماهر برفقة صديقي العزيز المصري الاستاذ عمرو عمارة ،وبعد الاستقبال الكريم الذي حضينا به في مكتب المستشار أحمد ماهر وترحيبه الشديد بنا خاصة عندما عرف اني من العراق فبادر بحديث شيق لم يتسنَّ لي تسجيله لانه كان شهادة مهمة عن حرب العام 1973 ومشاركة العراق فيها ضد الكيان الصهيوني ، حيث كان السيد المستشار ضابطاً في الجيش المصري وتعرض الى إصابات بدنية شديدة في تلك الحرب التي تُعَدُّ مفخرة لكل من شارك فيها ...

قلت للسيد المستشار أحمد ماهر اني احمل في جعبتي ثلاث فقرات اود الحديث فيها ، عندها انصت بطريقة اظهرت عظيم تواضعه بشكل أشعرني بالخجل، لكن اضاف لي قوة وثقة دفعتاني للحديث معه بكل حرية رغم اني كنت متردداً في عرض بعض الامور حذرا من ردة فعل غير محسوبة ...

قلت له ان السيد المرجع محمدسعيد الحكيم وهو أحد مراجع الشيعة الكبار حملني السلام والتحيات لكم وقال لي ايضا بأن اشير عليكم بوجوب احترام مؤسسة الازهر ، وان مناقشة علماء الازهر وتخطئة أطروحاتهم الفكرية لا يبرر التهجم عليهم او السخرية من آرائهم بل يتوجب مناقشتها بطريقة علمية مسندة بالادلة التي لا تقبل الشك وبعيداً عن الاسلوب الاعلامي الذي تقومون به حاليا، كما ان الآراء الدينية التي تناقشونها يتوجب توسيع دائرتها لتشمل التراث الذي خلفه أهل البيت عليهم السلام وما هو عليه الان في الحوزات العلمية الشيعية لتكتمل دائرة المعرفة الدينية التي تناقشونها في أطروحاتكم ، وبالتأكيد ستكون آراؤكم محل مناقشة علمية تستحقها من الجميع سواء في الازهر او في حوزة النجف او غيرها من المحافل الدينية ...

أما الفقرة الثانية فإننا نحثكم على مراجعة الموروث الفقهي والعقائدي الشيعي ومناقشة آراء علمائه وأطروحاتهم او معارضتها ونقدها كما تفعلون مع غيرهم او ربما ستجدون من يوافق رأيكم في مخالفاتكم الكثيرة لآراء المذاهب الأخرى وقد يكون سبباً لإعادة المراجعة لما عرضتموه سابقا بشأن الموروث الروائي ...

والفقرة الثالثة نود منكم طباعة آرائكم لأن طباعتها ستكون سبباً لتحفيز الآخرين على تصويبها او مناقشتها او حتى دحضها ، فبالنهاية كل الآراء محترمة ويجب أن تؤخذ على محمل الجد اذا كانت ضمن الأجواء العلمية وبعيداً عن الشحن الطائفي والتكفير اللذين أضرّا بالأمة وجرها الى الصراعات والفتن بين طوائفها المختلفة ...

بقي السيد المستشار منصتا من دون أية مقاطعة سوى رد سلام المرجع وبعد ذلك عاد الى انصاته ، وقد اكتشفت انه رجل دقيق جدا ومستمع جيد ، يحفظ ما يقوله المتحدث بالحرف ويعطي للألفاظ اهمية كبيرة وهذا يدل على ذكائه وشدة استيعابه وقدرته على فهم المطالب ...

بدأ حديثة برد السلام على المرجع السيد الحكيم وتطرق الى تاريخ الحوزة الشيعية وما تتعرض له من هجمات وعرج ايضا على دعوات التقريب بين المذاهب التي نشطت في السبعينيات واشار الى عدم جدية اصحابها وانها دعوات سياسية وغير نابعة من ايمان حقيقي للوصول الى الهدف المعلن وهو التقريب بين المذاهب ... ثم تحدث عن علاقته بمؤسسة الازهر التي بدأت تهجمها عليه من غير مبرر ووصل الحال ان اقام الازهر دعاوى قضائية ضده وقد كسبها جميعا ... ووعد بأن يأخذ نصيحة السيد المرجع على محمل الجد وابدى شكره عليها واندهش ايضا الى دعوة السيد المرجع بمراجعة الفكر الشيعي وان يكون ضمن دائرة النقد التي يقوم بها وهذا يدل بحسب تعبيره " على مكانة الحوار العلمي لدى الشيعة وعدم خوفهم من نقد آرائهم لانها ستكون سببا لمزيد من البحث والتدقيق وهذا لم اجده في ردود افعال علماء الازهر الذين يواجهون آرائي بالسخرية والرد الجارح" ...

بعدها قدم لي السيد المستشار نسخاً من كتبه ذيّلها بإهداء الى سماحة المرجع الحكيم دام ظله واخرى قدمها لي هدية ولصديقي الاستاذ عمرو عمارة وودعنا بحفاوة وبكلمات ملؤها الحب.. أوصلنا الى باب مكتبه ووعدني بزيارة العراق وزيارة العتبات المقدسة فيها وأبدى شديد اهتمامه بزيارة النجف وحوزاتها العلمية والمراجع الكبار دام ظلهم ...

#رياض_البغدادي (هاشتاغ)       Riyadh_Farhan#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات