أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - نخشى على العراق من الحل السلمي














المزيد.....

نخشى على العراق من الحل السلمي


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 6489 - 2020 / 2 / 11 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم اصبحت مفردة الحل السلمي تعني كلمة حق اريد بها باطل في الوقت الذي كانت عار على كل من ينطق بها بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948 لان قضية فلسطين اعتبرت قضية العرب المركزية ولم يتجرأ احد التحدث عن حل سلمي او التفاوض مع محتل غاصب لذلك ظلت كلمة العرب موحدة حتى بعد نكسة الخامس من حزيران عام 1967 بمعنى لم يتخلى العرب عن حل مشاكلهم داخل البيت العربي طالما هناك موقف موحد يجمعهم .. ولكن بعد حرب اكتوبر عام 1973 وتحديداً بعد زيارة الرئيس السادات للقدس المحتلة بدأت مفردة الحل السلمي تلوح بالأفق الى ان اصبحت مفردة رسمية عندما تولت الولايات المتحدة الامريكية رعاية اتفاقات كامب ديفد للسلام بين مصر السادات واسرائيل وبعدها المباحثات السرية في أوسلو بين الفلسطينيين واسرائيل وبذلك انقسم العرب الى طرفين من هو مؤيد لحلول التسوية السلمية سواء بالسر او العلن والطرف الاخر الرافض للتسوية مما يعني ان قضية فلسطين بعد هذا الانشقاق العربي لم تعد قضية العرب المركزية بل تحولت الى صراعات بين الكيان الصهيوني ومنظمات فلسطينية ومجموعة دول عربية رافضة للحلول السلمية، والذي يعنينا هنا هو مفردة الحل السلمي اي بعد ان تجذرت قضية العرب المركزية وانحرفت عن مسارها الحقيقي واصبحت قضايا عربية متعددة وكل دولة باتت متعرضة للضياع بشكل لا يقل خطورة عن ضياع فلسطين خصوصاً بعد بروز ظاهرة الربيع العربي التي بدأت من حراك شعبي الى حروب اهلية الى تدخلات اقليمية ودولية كما هو الحال في سوريا وليبيا واليمن وعلى اثر ذلك تم تعين مندوب سامي اممي لكل دولة تحت تسمية المبعوث الأممي في ليبيا والمبعوث الأممي في سوريا وكذلك اليمن ليؤدي كل منهم دوره المرسوم في زيادة تعقيد المشاكل بعد تراجع مبدأ التضامن العربي واصبحت كل دولة تحاول الابتعاد والنأي بألنفس عن مشاكل يعتبرونها لا تعنيهم واصبح الغالبية كالنعامة التي تضم رأسها في التراب حينما يداهمها الخطر حتى وصل بنا الحال نستجدي الدول الكبرى للتدخل وان كان عسكرياً المهم حل مشاكلنا بأي وسيلة وطبعاً تم ذلك وفق غطاء الامم المتحدة وبذلك اصبح لمفردة الحل السلمي معنى آخر مغايير للمعنى الحقيقي التي باتت تعني صب الزيت على النار من خلال تدخل المبعوث الأممي في التوقيت المناسب عندما تقترب المشكلة من الحل لإشعالها من جديد وإرجاعها الى المربع الاول وهذا ما حصل بشكل متكرر في اليمن أي عندما اقتربت القوات الحكومية من دخول ميناء الحديدة تدخل المبعوث الأممي بشكل سافر لإيقاف القتال من اجل انقاذ الحوثيين بحجة ان الحل يجب ان يمر من خلال محطة التسويف في جنيف وايضاً ما يحصل اليوم في ليبيا وعندما اقتربت قوات الجيش الوطني الى أطراف طرابلس جن جنون العالم الذي اصبح لا صوت يعلو على صوت الحل السلمي وهبت الدول الفاعلة الى برلين لعقد مؤتمر لحل المشكلة الليبية وبعدها تمخض الجمل وانجب فأراً اي تمخض المؤتمر عن هدنة هشة لا تساوي مصاريف السفر حتى بات واضحاً ان الغرض من الهدنة هو لتسهيل مهمة دخول الميليشيات من كل حدب وصوب بعد قيام أردوغان ارسال المرتزقة امام الأعين والأنظار وايران ترسل مخزونها من مقاتلين القاعدة وتكالبت كثير من الاطراف لكي لا يكون هناك لا غالب ولا مغلوب بمعنى ان الحل السلمي بات يعني هدنة لوقف اطلاق النار لحين إشعالها مرة اخرى كل ما تستجد ظروف موائمة لذلك وهذا هو الغاية والمغزى من مفردة الحل السلمي التي تعني حروب استنزاف وهدر ثروات واضعاف قدرات بشكل مستمر من غير غالب ولا مغلوب مما يعني ان كل ما افرزته المرحلة من مشاكل تتحملها الدول ذات الانظمة الشمولية التي غيبت شعوبها وتمسكت بالحكم بعد رفض الانصياع الى مطالب شعوبهم ومجابهتهم بالحديد والنار مما ادى ذلك الى دخول المجاميع الإرهابية وبالتالي تم تدويل تلك القضايا الداخلية والاستعانة بالاطراف الاجنبية لحلها تحت المسميات الدولية .. وهذا ما تنبهت الية الجزائر عندما تدخل الجيش في الوقت المناسب بعد اصرار قادته على حل المشكلة من داخل البيت الجزائري وغلق الأبواب بوجه التدخلات الاجنبية .. وايضاً قبلها فعل الجيش المصري من صد محاولة ابتلاع الاخوان المسلمين للدولة من اجل ارتمائها في احضان التنظيم العالمي للإخوان فكان تدخل الجيش المصري في الوقت المناسب لإنهاء هذا المخطط الخطير وابعاد مصر عن مشروع الفوضى الخلاقة مما يعني ان مشاكلنا يمكن ان تحل بعيداً عن اي تدخل اجنبي لو توفرت ارادة عسكرية وطنية تقوم بانقاذ الوطن من خلال اعادة ترتيب البيت الدخلي بعيداً عن التأثيرات والتدخلات الخارجية كما حصل في مصر والجزائر ، بينما في العراق تنبهت القوى المضادة الموالية للاجنبي وعملت على أضاعف الجيش من خلال هيمنة الميليشيات التابعة لاحزاب السلطة على المؤسسة العسكرية لضمان بقاء وجودها في الحكم لذلك انتفض الشعب بشبابه ورجاله ونسائه في ثورة شعبية أذهلت العالم بصمودها مما اثار ذلك حفيظة اللصوص والمجرمين بقيامهم الإمعان في القتل والتنكيل حتى ظهرت اصوات تناشد أطراف دولية بالتدخل من اجل ايجاد حل سلمي لردع الانتهاكات التي يقوم بها ذيول ايران لحماية المتظاهرين السلميين ليتسنى إبدال قبعات اتباع مقتدى الصدر الزرقاء بقبعات الامم المتحدة الزرقاء اي تبديل احتلال إيراني باحتلال اممي لذلك لم يبقى من خيار لإنقاذ البلد من هذا المنزلق الخطير الا بتدخل الأحرار من قادة الجيش العراقي والانحياز بتحدي وشجاعة الى الشعب مثلما حصل في مصر والجزائر وانقاذ البلد من هيمنة المزعطة على مقدرات العراق وحمايته من التدخلات الاجنبية التي تدفع باتجاه الحرب الأهلية لان ايران تعمل على خلط الاوراق في العراق التي لا يهمها بشيء سوى جعله ساحة للمواجهة مع امريكا من خلال تحريك أدواتها التي تقوم بقتل المتظاهرين لإنهاء الحراك الشعبي الوطني الرافض للهيمنة الايرانية ومحاولة جر العراق الى حرب أهلية مدمرة مثل ما قامت به في سوريا واليمن وليبيا وبعدها لم يعد ينفع لا مبعوث اممي ولا حل سلمي ..



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يمنع ايران من خلع ثوب العداء للعرب
- لماذا تريد ايران انهاء الثورة في العراق
- مجرد وجهة نظر قبل فوات الأوان
- جراحاتنا كبرت وما يحصل في سوريا بداية للتقسيم
- نشوء الاسلام السياسي ولعبة الامم
- التاريخ لن يكرر نفسه .. ولا كسرى بعد كسرى
- هل هو خطأ فني في التشريع ام تمايز بين المتقاعدين
- ما دار في الكواليس عن اسرار ثورة تموز
- فات الأوان اليوم يوم حساب وليس عتاب
- العنجهية والتحدي ثمرة الجهل والتحزب الطائفي
- الثغرات في الموقف الامريكي اتجاه التصعيد مع ايران
- وفروا الدموع على كاتدرائية نوتردام فان منارة الحدباء ومعالم ...
- التقارب السعودي المفاجئ الى حكومة العراق الي اين
- لماذا ثروات العراق ليس لأهله
- السياسة النقدية ورفع رسوم تأشيرة دخول الايرانيين
- ما المطلوب من مؤتمر واشنطن
- رؤيا حول مؤتمر مشغن ومؤتمر واشنطن
- بأي معايير نقيم السياسة الدولية
- رحيل الشاه قبل زيارة النجف
- خراب الاوطان في صراع الايديولوجيات


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - نخشى على العراق من الحل السلمي