أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - السوق الحمراء وتفكيك الصدمة الاقتصادية: الصين انموذجاً














المزيد.....

السوق الحمراء وتفكيك الصدمة الاقتصادية: الصين انموذجاً


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6483 - 2020 / 2 / 5 - 23:32
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بدات الصين في تفكيك اسلوب الصدمة shock التي عادةً ما تعتمده المدرسة الليبرالية الاقتصادية الجديدة في حربها الناعمة وتحقيق اهدافها في احداث التغيير الاقتصادي المطلوب في منطقة الاستهداف وهو مذهب خطير اعتمدته مدرسة شيكاغو في الاقتصاد الذي قاده ملتن فريدمان في عولمة العالم تحت مسمى الليبرالية الجديدة.مسلمين بفرضية ان مايحصل في الصين اليوم هو شكل من أشكال الحرب البيولوجية الناعمة التي تسربت أخبارها في عالم تتنازع فيه اقطاب دولية للهيمنة على الأرض وتدمير الآخر دون دخان المدافع . فدولة عظمى مثل الصين التي تستثمر اليوم قرابة تريليون دولار من احتياطياتها الرسمية بسندات الحكومة الامريكية ،كونها نتاج للفائض التجاري في ميزان مدفوعاتها المتحقق سنوياً مع الولايات المتحدة(والذي يبلغ المتوسط السنوي لذلك الفائض بنحو٣٥٠ مليار دولار ونجاح الرئيس ترامب بخفضه مؤخراً وجعله ٢٠٠مليار دولار وعلى وفق الاتفاق الاخير مع الصين ) نقول ان تلك الادخارات المالية الصينية الرسميةالمستثمرة في سندات حكومة الولايات المتحدة ،تقابلها مصالح واستثمارات امريكية في المصالح الصناعية والخدمية الصينية والتي تعادل رقم الادخار الرسمي او اقل منه بقليل( ولاسيما من حملة اسهم الشركات الصينية من المقيمين الأمريكان وشركائهم من الأوربيين) .فهبوط بورصات الشرق الأقصى وبالذات سوقي شنغهاي وهونك كونك الشهيرتين والأسواق المهمة القريبة الأخرى في الأسابيع القليلة الماضية بسبب صدمة الوباء وما تحقق من خسائر باسعار الأسهم المدرجة للشركات الصينية الكبرى في الاسواق المالية العالمية في شرق العالم بنحو بلغ ٣٠٪؜ من قيمة الأسهم السوقية لها ،لابد من ان يجد مضارب شديد الذكاء يمتلك القدرة في التحصيل والربح والإمساك بمراكز سوق المستقبليات بأمل الصعود مستقبلا وعد ذلك وسيلة ينتفع بها من تفكيك الصدمة السعرية نفسها. وهو مايسمى بالمراكز القصيرة short postions في سوق المستقبليات . فإقدام الشركات الصينية الحكومية نفسها بالشراء البخس لاسهم شركاتها المدرجة الهابطة بأمل الصعود في القيمة السوقية مستقبلًا وتعظيم مراكز الثروة سيظل يمثل التحدي الأوسع في تحويل الخسارة إلى فرصة ربح . لذا لم نستبعد ثمة مكاسب جراء الحرب الناعمة القائمة في الشرق الأقصى التي تقابلها خسائر مستمرة في اسواق الصادرات والاسواق الخارجية للصين عموما بسبب الوباء وانتشاره .فالحرب الوبائية الناعمة مثلها مثل كل الحروب التقليدية فلا رابح فيها قطعاً ازاء الخسائر ولكن هنالك مكاسب ذكية ناعمة تقلل تبعات الحرب نفسها يستغلها الاذكياء.
وبالرغم مما تقدم ،ستظل الصين اللاعب الاقتصادي المحرك لإدامة زخم النشاط الاقتصادي العالمي .فانتشار فايروس كورونا وآثاره في انكماش النشاط الاقتصادي للصين سواء بتوقف ثلث الصناعة التحويلية وتعثر نشاطات مهمة في قطاع النقل والاتصالات مع العالم وشبهه توقف لحركة العاملين الصينيين مع العالم الخارجي ، قد اخذ انعكاسه للوهلة الأولى وبصورة مباشرة على أسواق الطاقة. فمعدلات استهلاك الصين لمواد الطاقة المستوردة وخصوصاً النفط قد انكمشت هي قبل غيرها . فالصين التي تستهلك بنحو ١٤ مليون برميل نفط يومياً وأكثر من نصف استهلاكها المذكور أعلاه هو من النفط المستورد( اي استيرادات تقدر بنحو ٨ ملايين برميل نفط يومياً )قد قلصت طلبها مؤقتاً على النفط وبنحو زاد على ٢٢ ٪؜ من احتياجاتها اليومية التقليدية، بسبب تقلص النشاط الاقتصادي الكلي ،الأمر الذي تسبب في ولادة تخمة في المعروض النفطي في اسواق النفط العالميةً وتراجع في اسعار النفط ولاسيما خلال الثلاثين يوماً الماضية.اذ زاد الانخفاض في اسعار نفوط العالم على ٢٠٪؜ ، واذ ما استمر الحال هكذا فان كساداً محتملاً في النشاط الاقتصادي الدولي قد يحدث لا محال ذلك لكون الصين والتي تمثل ثاني اكبر اقتصاد في العالم (سواء في مكونات الناتج المحلي الاجمالي العالمي او المساهمة في التجارة العالمية ) هي قاطرة الاستقرار الاقتصادي والمتحكم بالنمو العالمي.
فالجميع يتذكر ازمة الرهن العقاري الامريكية عام ٢٠٠٨ وتداعياتها، ولولا قدرة اقتصاد السوق الاحمر red market economy واندفاع النمو الاقتصادي الصيني حينها بمعدلات سنوية قاربت ٩٪؜ لحدث كساد ربما فاق كساد عام ١٩٢٩- ١٩٣٣ والمسمى بالكساد العظيم. ختاماً، عندما تصحى الصين وتنتعش السوق الحمراء فيها يصحى العالم وينتعش... وعندما تمرض الصين وتصاب بالحمى الحمراء يمرض العالم ويتعثر اقتصاده.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين و العراق : مرارات العقود الضائعة في التنمية.
- التهديد المالي والنفطي للعراق :هواجس واحاسيس
- البجعة السوداء :حقيقة في الجدل الاقتصادي
- ريعية المصارف الاهلية في العراق: السلوك والاداء!
- حماية اموال العراق في منطقة الولاية القضائية الامريكية/وجهة ...
- العراق بين مشهدين :وجهة نظر في الاقتصاد السياسي
- العقد الاجتماعي المالي الجديد للعراق
- إطلالة على تاريخ ديون العراق السيادية
- خريف الذكريات :الفرج بعد الشدة
- (الوجبة المجانية في المالية العامة للعراق)
- الوجبة المجانية في المالية العامة للعراق
- توازن لعبة الحرب التجارية القائمة: الرابحون والخاسرون في الا ...
- العلامة محمد سلمان حسن: دروس في الحياة المعرفية الاقتصادية. ...
- العلامة محمد سلمان حسن: دروس في الحياة المعرفية الاقتصادية.( ...
- الشام وجرار زيت الزيتون
- رجل في العصر الاستعماري لسنغافورا:(السير ستانفورد رافلسSir T ...
- من أفضل ما قرأت اليوم . قصة حقيقية من مصر:
- حديث الاربعاء
- إقتصاديات اللحوم ... الى اين ؟
- غرائب إقتصادية...!


المزيد.....




- بمشاركة دولية واسعة.. انطلاق فعاليات قمة -AIM للاستثمار- 202 ...
- كمصدر للعملة الأجنبية.. زيادة حجم صادرات مصر الغذائية بنسبة ...
- ارتفاع أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي
- مايكروسوفت تبني نموذج ذكاء اصطناعي لمنافسة غوغل و-أوبن إيه آ ...
- قفزة مفاجئة.. سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم الثلاثاء 7 مايو 2 ...
- تحقيق فلسطيني بسرقة 70 مليون دولار من البنوك في غزة
- -أرامكو- السعودية تقر توزيع أرباح تاريخية
- -صعود جديد للذهب- مع رهانات خفض الفائدة الأميركية وصراع الشر ...
- الإمارات ونيوزيلندا تطلقان مفاوضات -الشراكة الاقتصادية-
- تراجع معظم أسواق الخليج مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - السوق الحمراء وتفكيك الصدمة الاقتصادية: الصين انموذجاً